ما هو سن المراهقة؟
في البداية سن المراهقة هو المرحلة التي ينتقل فيها الفرد في المجتمع من سن الطفولة إلى سن الرشد، وغالباً ما يتراوح العمر فيه من سن اثني عشر سنة إلى واحد وعشرين سنة وفي هذه المرحلة ترافق الفرد تغيرات فسيولوجية، نفسية، اجتماعية. يمكن العمل على تقسيم هذه المرحلة زمانيا على مراحل وهي مبكرة، متوسطة، متأخرة ويكون لكل منها خصائصها وتغيراتها.
ما هي التغيرات النفسية والجسدية في سن المراهقة؟
1. التغيرات النفسية.
يصبح الفرد متوتر مائل إلى تقلب المزاج، ويكون في العادة عصبي وغاضب، وتكون لديه حساسية مفرطة تجاه العديد من الأشياء، المواقف، الأفراد، والأفكار، يصبح لديه وعي ذاتي لنفسه، جسده والتغيرات التي يمر بها .
2. التغيرات الفسيولوجية.
تحدث نتيجة تغير في الهرمونات إذ يحدث تغير في الشكل والهرمونات سواء كان ذكر أو انثى، ويبدأ الأفراد من حوله ملاحظة هذه التغيرات.
3. التغيرات الاجتماعية ومنها:
- يحب المراهق أن يثبت هوية لذاته: أي أن تكون لديه هوية خاصة به في كل أمر يفعله، ويحب أن يحترم الآخرين هويته. فيصبح من الصعب على الأهل الانتقال من طفل تحت سيطرتهم ويسمع كلامهم إلى طفل يفرض هويته الخاصة تجاه الآخرين.
- الاستقلالية: أي يفضل الاستقلال في الأمور الخاصة فيه، فيفضل أن تكون لديه أغراضه الخاصة وأموره التي تتعلق في المنزل أو المدرسة، ويمكن أن يستقل أيضاً في رأيه ويفضل أن يكون متفردا فيه ويعمل على فرضه.
- اكتساب خبرات جديدة: يفضل ممارسة أي شيء جديد في الحياة ويحب أن يغامر بغض النظر عن النتائج، إذا حدث أمر معين يحب أن يغامر به وعندما يغامر في شيء ينتظر أن يكسب منه خبرة، شهرة، تحدي على صعيد الأصدقاء أو الأخوة.
- يحب أن يكون لديه تملك للأشياء.
- يحب أن يفرض رأيه ويتمسك به، بغض النظر عن الأب والأم.
- يمكن أن يقوم بأمور تخرج عن نطاق القيم والعادات الاجتماعية الأصيلة. وهذا الموضوع يؤثر على الأهل ويكون لديه تأثير في الأطراف المحيطة به مثل الأصدقاء، المواقف ويتأثر أيضا في مواقع التواصل الاجتماعي التي تؤثر بشكل كبير على المراهق، من الممكن أن ينجرف بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والأنترنت في علاقات غير صحية.
سن المراهقة والتغيرات النفسية.
هناك مجموعة من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تظهر على المراهق وتسبب قلق وتخوف للأهل، هنالك مراهقين يتعرضون لمواقف صعبة تؤدي إلى ظهور بعض الاضطرابات مثل: الكذب المبالغ به، السرقة، التلفظ في ألفاظ نابية على الدوام. هذه الاضطرابات السلوكية نادرة الحدوث نوعاً ما، لأنها تكون ضمن نطاق الأسرة المتفككة، أيضا في وقتنا الحاضر أصبح هناك وعي من الأهل حول طريقة تعاملهم مع المراهق.
نصائح للتعامل مع الأبناء في سن المراهقة.
التعامل مع المراهق ليس صعب إنما هو بحاجة إلى تفهم ووعي من قبل الأب والأم، فعندما يبدأ الطفل في مرحلة المراهقة يجب على الأهل إنشاء علاقة خاصة مع المراهق. من أهم النصائح التي نوجهها إلى الأهل في التعامل مع المراهق الآتي:
- شاركوا أبنائكم المشاكل التي تواجههم وتفهموها: قبل أن تتفاقم هذه المشاكل، بتالي يجب على الأهل تقبل التغيير الذي يطرأ على سلوك المراهق سواء أكان بجسده أو نفسيته أو أي أمر يحدث معه في الحياة وهو تحت سن المراهقة فمن المتوقع أن نرى منه أي شيء.
- يجب على الأهل احترام المراهق وما يمر به من تغيرات: واحترام شعوره بأنه بدأ يكبر ويفرض وجوده في هذا العالم، بالتالي يجب على الأهل الجلوس معه والتشارك معه، مكافئته على الأمور الإيجابية التي يمكن أن يفعلها خلال اليوم، ونشعره بأهمية ما يفعله.
- من المهم الامتناع عن السب والشتم أمامه: هذا يدفعه لأن يلجأ لرفاق السوء ليخبرهم ما يفعله أهله به، وهم بدورهم يمكن أن يجروه إلى أمور وأفعال سلبية. لذلك يجب الحديث مع المراهق بأسلوب جميل وراقي.
- عدم اتباع اسلوب التعنيف: لحث المراهق على الدراسة مثلا، لأن المراهق يتعرض لضغط فترة المراهقة والامتحانات والدراسة أيضا، لذلك لن يتحمل أي ضغوطات أخرى أو تعنيف. يجب على الأهل أن يفهموا أن هذا العمر حساس جداً، وأن لديه طاقة وقدرات معينة يصل لها وهو يدرس ولا يستطيع أن يعطي أكثر منها، فيجب على الأهل أن يدعموا ابنهم المراهق ويفهموا احتياجاته وامكانياته.
- اللجوء لاستشاريين نفسيين: اذا شعر الأهل أنهم لا يستطيعون التصرف بشكل صحيح مع المراهق يمكن أن يلجؤوا إلى استشاريين لمساعدتهم ودعمهم، وإذا كانت حالة المراهق صعبة يمكن أن تأخذوه إلى أخصائي يوجهه في بعض النصائح، فبعض النصائح البسيطة والحب والاهتمام والتعاطف والود مع المراهق يجعل فترة المراهقة تمر في سلام. وعلى المدى البعيد يأسس الأهل المراهق جيداً وعندما يكبر سوف يقدر ما قدمه والديه له.
يعد سن المراهقة من أخطر المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان ضمن مراحل نموه وتطوره جسديا ونفسيا. لذلك يقع على عاتق الأهل استغلال هذه المرحلة باستثمار طاقات أبنائهم وتوجيهها بالمنحى الإيجابي، ولا يمكن تحقيق ذلك دون العمل على احتواء المراهق من خلال تغطية احتياجاته العاطفية وإعطائه مساحته الشخصية. وأن يدرك الأهل أن ابنهم لم يعد طفلا بعد الآن.