في الآونة الأخيرة زاد الاهتمام بتخصصات الصحة النفسية، بالإضافة إلى الوعي المجتمعي الجيد والذي يقوم به الأفراد والمؤسسات والجمعيات لأهمية العلاج النفسي، أو على أقل تقدير، الثقافة النفسية، لذلك يتجه العديد من الناس نحو هذه المهنة. وهذا ما دفعنا أن نقدم لكم في هذا المقال تعريف بالأخصائي النفسي وأبرز السمات والمهارات التي يجب أن تتواجد في الأخصائي النفسي ليكون ناجحا في عمله.
من هو الأخصائي النفسي؟
هو الشخص المؤهل بشكل مهني وعلمي لتقديم الخدمات النفسية لمن يحتاجها، من خلال تشخيص وعلاج المشكلات التي يتوجه له الأفراد بشأنها. حتى يتمكن الأخصائي من القيام بوظائفه يشترط أن يكون حاصلا على شهادة جامعية في تخصص علم النفس وأن يكون قد خضع لتدريب عملي يمكنه من ممارسة المهنة ممارسة عملية.
هذا بدوره يدفعنا للتفرقة ما بين الطبيب والأخصائي النفسي، فالأول حاصلا على شهادة جامعية في مجال الطب البشري ثم يتخصص في المجال النفسي والسلوكي، مما يعطيه الصلاحية في استخدام الأدوية عند علاجه للمرضى النفسيين ذلك على عكس الأخصائي الذي يذهب إلى طرق علاج تعتمد بصورة أساسية على الحوار وتعديل السلوك.
صفات الأخصائي النفسي الناجح
-
مهارة الانصات
لا يمكن على الإطلاق أن تصنف نفسك كأخصائي ناجح دون هذه المهارة، لأنها الأساس في العملية العلاجية، حيث يحتاج المرضى والمراجعين إلى شخص يسمعهم بكل تركيز، وليس فقط بهدف التفريغ، وإنما بهدف مساعدتهم على الاستبصار، ربط الخيوط، ترتيب الأفكار، والتشافي خطوة بخطوة، كما أن مهارة الإنصات مهمة للمعالج ليقوم باستنباط أدق المشكلات التي يعاني منها المراجع، ليكون قادرا على المساعدة بأفضل شكل.
-
مهارة التعاطف
وهي أن تنظر إلى مراجعيك برحمة واحترام لكل معاناتهم، مهما اعتبرتها -شخصيا- غير منطقية، وتأكد أن غالبية المراجعين يلجأون للأخصائيين بحثاً عن شخص يتعاطف معهم ويقدّر تجربتهم ويحترم مشاعرهم، ومن ينظر لهم بإنسانية بعيداً عن الأحكام والسرعة في الاستنتاجات.
-
مهارة دقة الملاحظة
هناك عبارات يتم قولها من قبل المراجعين بشكل عابر، ولكنها قد تعتبر مفصلية أثناء الرحلة العلاجية، وربما دمعة ذرفت بعد طرح موضوع ما، أو ربما نظرة شاردة، أو حركة رأس أو قدم، كلها تفاصيل يجب على المختص أن يلاحظها ويكون قادرا على السؤال عنها وتصنيفها.
-
الصدق والصراحة
ويعني هذا أن تمثل نفسك أثناء جلساتك، وتتبع قيمك، وأن تكون صادقاً وحقيقياً، كلما اقتربت من هذه السمات والقيم كلما شعر مراجعوك أنهم يتعاملون مع إنسان واعي ومتفهم وحقيقي، وليس فقط شخص يبادلهم أطراف الحديث.
-
التقبل
يعني أن تتقبل مراجعيك كما هم، وتتقبل جميع مشاعرهم وآلامهم، مهما كانت موجهة نحو أشياء غريبة أو نحو خطوط حمراء بالنسبة لك في حياتك الشخصية، ضع كل هذا جانباً وتقبلهم.
-
الحدود الصحية
بالتأكيد كونك أخصائي نفسي، تعرف أهمية الحدود للحفاظ على سير العملية العلاجية أو الارشادية، لذلك كن واضحا معهم منذ البداية حول كل هذه الحدود، إن كانت حول الحديث معك خارج أوقات الجلسات، أو شراء الهدايا، أو الطلب منك للخروج معهم.
-
التطوير من نفسك
سواء كان هذا التطوير على المستوى الشخصي والنفسي، أو على مستوى المهنة وحضور الدورات وقراءة آخر الأبحاث والدراسات، أو حتى على مستوى مشروعك الشخصي وبناء العلامة التجارية الخاصة بك.
لمهنة الاخصائي النفسي جانب من السمو لما تحتاجه من التقرب والعمل مع الآخرين، وهذا يتطلب من الأخصائي أن يستمع للناس استماع فيه من العطف والاهتمام ما يكفي حتى تحقق مهنته غايتها. هذه خصائص أساسية تتطلب جهد حثيث من الأخصائي النفسي ليعمل على تطويرها وليتمكن من الخطو بشكل إيجابي تجاه مهنته.
اقرأ ايضا عن صفات المعالج النفسي الفعال