في بعض الأحيان يشكل الضغط بشكل عام عامل محفز للإنجاز ذلك عندما يكون في المستوى المعقول والذي يمكن التعامل معه، لكن عندما يتجاوز الضغط ذلك الحد ويصبح جزءا من الحياة اليومية، وكفيل بأن يعمل على تحويل ممارساتنا اليومية لأوقات ومواقف عصيبة هنا نكون أمام عائق يطلق عليه الضغط النفسي. عادة ما تترك الضغوط النفسية آثارا سلبية ومدمرة أحيانا ومهددة لحياة الأفراد وسعادتهم، وترتبط الضغوط النفسية بالخبرات الحياتية المختلفة وطبيعة عمل الأفراد، وتلعب دورا هاما وكبيرا في حدوث ظاهرة الاحتراق النفسي (Burnout) والتي تعتبر أخطر الآثار الناجمة عن الضغوط النفسية.
ما هو الضغط النفسي؟
تحمل الفرد لمهام ومسؤوليات أو ضغوط أكبر من طاقته مما يرتب لديه شعورا تراكميا بالانزعاج، التوتر، والقلق. وهذا بدوره يدفع الجسد لإعطاء رد فعل بسبب هذه المشاعر تتمثل بحدوث مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية وأبرزها الصداع وتشنجات العضلات. يأتي هذا الضغط النفسي بفعل تعرض الفرد لازدياد الأعباء المهنية عليه، التعرض لمشاكل عائلية وعاطفية، أو الخوف من تردي الوضع المادي.
إلى ماذا يؤدي الضغط النفسي؟
-
الآثار الجسدية: وتشمل فقدان الشهية، ارتفاع ضغط الدم، تقرحات الجهاز الهضمي واضطرابات الهضم، الإنهاك الجسمي، الربو، الصداع، والحساسية الجلدية، أمراض القلب واضطرابات المعدة وهذا ما أكده كل من كوبر ومارشال Coopr & Marshal وماسلاش Maslash ویسکوبف Weiskopf. جميعهم أشاروا إلى أن الضغوط تؤدي إلى التلف الجسمي.
- الآثار النفسية: تشمل التعب، الإرهاق، الملل، انخفاض الميل للعمل، الاكتئاب، الأرق، القلق، وانخفاض تقدير الذات.
- الآثار الاجتماعية: تشمل إنهاء العلاقات، العزلة، الانسحاب، انعدام القدرة على قبول تحمل المسؤولية، والفشل في أداء الواجبات اليومية المعتادة.
- الآثار السلوكية: تشمل ما أشار إليه لازاروس (1966,Lazarus) كالارتجاف، زيادة التقلصات العضلية، اللعثمة في الكلام، تغيرات في تعبيرات الوجه، اضطراب عادات النوم، نقص الحماس والشك في الزملاء كما أشار إليها الفرماوي (1991). وتشير (صفاء الأعسر، 1961) إلى أن مارينا (Marina) أوردت مجموعة من الآثار الناجمة عن الضغوط النفسية، وتتمثل في حالات الغضب، عدم القدرة على التركيز، ارتفاع ضغط الدم، والنظرة السوداوية للحياة.
- الآثار المعرفية (Cognitive Effect): تشمل اضطراب وتدهور في الانتباه والتركيز والذاكرة، صعوبة في التنبؤ، زيادة الأخطاء، سوء التنظيم والتخطيط.
يرى أندرسون Anderson أن الشد الفسيولوجي والكرب العاطفي، سيطرة الانفعالات: كالقلق، الخوف، الهلع، الغضب، الكراهية، الرفض، الاكتئاب، الضج، عدم الكفاءة، الشعور بالذنب والوسواس والأفعال القهرية والاستجابات الهستيرية من الآثار المترتبة على الضغوط النفسية.
يؤكد کیسروبولزنسكي (Polezynsky) إلى أن السلوك الانسحابي، العدوانية وانخفاض الابتكارية لدى المعلم وقدرته على إدارة الفصل، وانخفاض قدرته على استخدام الفنيات التربوية في التدريس وضعف مستوى الأداء، جميعها آثار ناتجة عن التعرض للضغوط النفسية. ويؤكد هاريس (Harris, 1985) على أن الضغوط تؤثر على طلاب الصف فتؤدي إلى اضطراب الطلبة، وتكوين اتجاهات سالبة تجاه المدرسة، اختلال نظام الطلاب، عدم الراحة، والتعب المستمر. كذلك تؤدي الضغوط إلى عدم اهتمام المعلم بالعمل، انخفاض قدرته على مواجهة التحديات (1988,Prick)، الشعور بالإحباط والإنهاك النفسي (Maslash (1980.
ما هو علاج الضغط النفسي؟
- ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- تواصل مع من حولك وفرغ عما يسبب لك الضغط النفسي.
- احصل على قسط واف من النوم مع مراعاة أن تكون ساعات نومك منتظمة.
- استمع للموسيقى.
- الحصول على استشارة نفسية من اخصائي نفسي لتمكينك من تجاوز مسببات الضغط النفسي.
من المهم أن تعرف بأن أية خطوة علاجية تريد اتخاذها تجاه أي مرض أو اضطراب أو حتى ضغط نفسي، تبدأ بقرارك في السعي لإدراك مسببات المشكلة والتي تمثل في معرض حديثنا هذا الضغط النفسي، وأن تكون حازما في اتخاذ قرار حلها. وإن وجدت أن الخطوات العلاجية التي تم ذكرها آنفا لم تمكنك من علاج الضغط النفسي، من المهم أن تلجأ لأخصائي نفسي فهو الأقدر على وضع خطة علاجية تمكنك من علاج الضغط النفسي الذي تعانيه.