هل سمعت من قبل عن اكتئاب ما بعد الولادة؟
على الرغم من أن استقبال فرد جديد في العائلة يعد من أكثر المناسبات فرحًا وخاصة عند الأم، إلا أن الحمل وفترة ما بعد الولادة يكون وقتا مرهقاً وصعباً للنساء، فغالباً ما تُعاني الأمهات من التغيرات الجسدية والعاطفية والسلوكية خلال هذا الوقت تجعلهن أكثر عُرضة للإصابة بمشكلات الصحة النفسية، وتعرف هذه الظاهرة باسم اكتئاب ما بعد الولادة.
وتظهر لدى معظم النساء عادةً في أول أربع أسابيع بعد الولادة وعادةً ما يستمر الجهد البدني والنفسي الذي يرافق الولادة خلال الأيام الأولى من الولادة، إضافة إلى المشاعر التي تصاحب الولادة نفسها فقد يكون هناك تغير في الحالة المزاجية، وينعكس عادةً في البكاء، والقلق، والانفعال المفرط وغيرها.
يحدث اكتئاب ما بعد الولادة بسبب حدوث تغيرات كيميائية، حيث تزداد هرمونات الاستروجين والبروجستيرون أثناء الحمل ثم تنخفض بشكل حاد بعد الولادة، كما يحدث تغيرات نفسية واجتماعية تزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
ومن المهم معرفة أنه لا علاقة بين اكتئاب ما بعد الولادة وبين المستوى التعليمي أو الثقافي، وجنس المولود، والإرضاع، وطريقة الولادة، وكون الحمل مخطط له أم لا، أو بسهولة الحمل أو مشقته أو وجود أطفال سابقين، كما أن الآباء الجدد هم الأكثرعرضة للإصابة بالاكتئاب في السنة الذي يولد فيه الطفل.
ويمكن أن تظهرالأعراض خلال أيام بعد الولادة حتى عام كامل، وتستمر لعدة أسابيع ويمكن أن تصل إلى عام، يمكن علاجها بمضادات الاكتئاب والعلاج النفسي حسب استشارة الطبيب المختص.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة :
- الخوف من الفشل كأُم وعدم القدرة على الإعتناء بالطفل بشكل جيد.
- الشعور بعدم الإرتياح والقلق والتوتر الشديدين الذي قد يصاحبهما نوبات من الهلع.
- انعدام التقدير الذاتي والشعور بالذنب.
- صعوبات في التركيز واتخاذ القرارات.
- اضطراب الأداء اليومي في البيت.
- صعوبة التواصل مع الناس والبيئة المحيطة.
- الصعوبة في التفكير وقلة الشهية.
- أفكار سلبية تجاه المولود الجديد.
- أفكار بشأن إيذاء الذات.
كما يوجد بعض العوامل التي يمكن اعتبارها كأحد مسببات الاكتئاب مثل: قصور أو فرط الغدة الدرقية.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة:
عند تحديد المشكلة ونوع الاكتئاب التي تعاني منه الأم يصف الطبيب مزيجًا من العلاج النفسي والطبي. تستخدم بعض الأدوية في العلاج ومنها: مضادات الاكتئاب التي تخفف من الأعراض وتحسن المزاج والنوم. العلاج النفسي يهدف إلى تحسين مهارات التواصل والمساعدة في تطوير العلاقات الاجتماعية، وبذلك يساعد الأم على التعامل مع التحديات ،كما يهدف إلى إيجاد طرق جديدة للتعامل مع المواقف وتفسيرها وتطوير طرق تفكير أكثر إيجابية ومفيدة. أخيراً من المهم جداً مساعدة الأم في رعاية الطفل والأعمال المنزلية مما يساعدها على تخطي هذه المرحلة الصعبة والتخلص من الاكتئاب.
اقرأ ايضا عن الاضطرابات النفسية ما بعد الولادة