إن اﻟﮭدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن الإرشاد والعلاج اﻟﻧﻔﺳﻲ هو تحرير الإﻧﺳﺎن ﻣن معاناته وآلامه اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ، وتمكينه من الانخراط في مجتمعه من خلال إقامة علاقات اجتماعية صحية، ذلك كون العلاج النفسي والإرشاد النفسي يعتمد ﺧﻼل رﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر مهارات الإنسان اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ، الذهنية، وﺗطوﯾر شخصيته وﺗﻧﻣﯾﺗﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل بعض الأساسيات التي سنوضحها فيما يلي.
كيف يساعدنا العلاج النفسي؟
عملية الإرشاد والعلاج النفسي هي عملية حيوية وتفاعليه تبنى على بعض الأسس حتى تتمكن من تحقيق نتائجها، وهي عملية إما أن تمارس ما بين الفرد والمرشد النفسي المختص، أو أن يمارسها الشخص بمفرده. من الأسس التي تقوم عليها عملية العلاج النفسي والإرشاد النفسي ما يلي:
-
معرفة الانسان بنفسه والوعي بها
ﯾرﻛز الإرشاد أو العلاج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ الإﻧﺳﺎن بنفسه، واﻛﺗﺳﺎب اﻟوﻋﻲ اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﺄﻓﻛﺎره، ﻣﺷﺎﻋره، وﺗﺻرﻓﺎته. أﯾﺿﺎ ﯾدﻋم ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌرﻓﺗﮫ ﺑﻣﮭﺎراﺗﮫ، ﻧﻘﺎطﮫ اﻟﻘوﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ، وﻧﻘﺎطﮫ اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘوﯾﺗﮭﺎ، وﯾﺣﺻل ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻌﻼج أو اﻹرﺷﺎدات اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ.
-
معرفة الآخرين والتعاطف معهم
من خلال بعض أنواع الإرشاد الفردي والجماعي يستطيع الإنسان معرفة نفسه والآخرين من حوله ويتعرف على محيطه ومشاعرهم وتوقعاتهم منه ويعرف توقعاته منهم ويستطيع أن يطور توقعات منطقية. ويكون واقعيا بمتطلباته وبالتعبير عنها ويضع نفسه مكان الآخرين وينظر للأمور من وجهة نظرهم لكي يصل إلى علاقات صحية مع محيطه.
-
التواصل الجيد والتوكيدي للذات
بعد معرفة الإنسان لنفسه وللأخرين ومن أجل بناء علاقات صحية مع محيطه يساعده العلاج النفسي بتطوير مهارات التواصل الفعال والتوكيدي مع الآخرين ومن هذه المهارات: قول "لا" والتعبير عن نفسه بدون خجل أو تردد أو عدوانية وتعلم التواصل اللفظي وغير اللفظي.
-
تنمية الدافع والتخطيط للمستقبل
يهدف العلاج النفسي الى تمكين الشخص من معرفة أهدافه، طموحاته، دوافعه وتحفيزه لوضع الأهداف الخاصة به والتخطيط لمستقبله وتعليمه كيفية تحديد الأهداف القابلة للتحقيق والتي تناسب احتياجاته، مهاراته، بيئته وشخصيته. أيضا يعلمه كيفية اتخاذ القرارات والتركيز على الهدف الأساسي.
-
مهارة حل المشكلات
من أهم المهارات التي يجب على الإنسان تعلمها، هي حل المشكلات التي تواجهه والتي تولد له القلق، التوتر والحيرة، ليتعلم من خلال الإرشاد النفسي كيف يواجهها من خلال تحديدها أولا ثم معرفة الحلول الممكنة من خلال العصف الذهني ووضع نفسه خارج المشكلة، سؤال الأصدقاء والأشخاص الذين مروا بمشاكل مشابهة وتعلم مهارات جديدة ثم تطبيق الحل وفحصه إن كان مناسب، أيضا تعلم التأقلم مع المشكلات التي ليس لها حل والنظر إلى الأمور الإيجابية والتوافق معها.
-
إدارة الضغوط والغضب
من خلال تقنيات الاسترخاء وتعزيز المرونة النفسية والتنفيس عن المشاعر السلبية يساعد الإرشاد النفسي في إدارة الضغوط والتوتر ومواجهته ويعمل على التثقيف النفسي بالعمليات التي تحصل بالجسم عند مواجهة الضغط النفسي والتي تسمى ب (قاتل أو اهرب) فمن خلالها يحدد الإنسان الطريقة التي سيواجه بها الضغوط النفسية ويتعلم بعض تقنيات الاسترخاء والتفسير المنطقي للأحداث يستطيع إدارة هذا التوتر والمشاعر السلبية المرافقة.
-
إدارة الوقت
ﯾﻌﻠﻣﻧﺎ الإرﺷﺎد والعلاج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ إدارة وﻗﺗﻧﺎ واﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻷھداف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ، ﻣﻌرﻓﺔ أوﻟوﯾﺎﺗﻧﺎ وﺗرﺗﯾﺑﮭﺎ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر أﻧﻔﺳﻧﺎ، وإﺷﻐﺎل وﻗﺗﻧﺎ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻌﻧﺎ ﻟﻛﻲ ﻻ ﻧﻛون ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﺗوﺗر واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻷﺧرى، ﻓﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻛون الإﻧﺳﺎن ﻣروﻧﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺿد اﻻﺿطراﺑﺎت واﻟﺿﻐوط ﺗﻣﻛﻧﮫ ﻣن ﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ وﺣﻠﮭﺎ و اﻟوﺻول إﻟﻰ الصحة النفسية.
عملية الإرشاد والعلاج النفسي لا تصب تركيزها على علاج المشكلة فقط، إنما تدفع الإنسان إلى اكتساب مهارات جديدة تمكنه من التعامل مع الظروف والمتغيرات التي سيمر بها في حياته، صحيح أنها عملية لن تجني ثمارها في ليلة وضحاها، ولكنها قادرة على تمكين أي منا على التخفيف من الاثار السلبية التي ترتبت جراء الضغوط والمشاكل التي نتعرض لها، ذلك بالإضافة إلى العمل على تجاوزها. من المهم العمل على اتباع أساسياتها لننعم بصحة نفسية أفضل.