النسيان أمر طبيعي مع تقدم السن، أما الخرف فهو مرض في الدماغ يبدأ بتراجع الذاكرة ويتطور مع الوقت حتى يشمل التعامل مع الأمور اليومية بالحياة، التواصل مع الآخرين، التغير مع الشخصية.
تزداد أعراض الخرف مع الوقت ويزداد اعتماد المريض على الأسرة ومن يقدمون الرعاية. يصيب الخرف واحد من كل عشرين شخص فوق سن الخامسة والستين، ويصيب واحد من كل خمسة أشخاص فوق سن الثمانين، ونادراً ما يحدث قبل سن الستين.
ما هي أسباب الخرف؟
للخرف عدد من الأسباب أهمها:
- مرض الزهايمر.
- الخرف الوعائي الناتج عن تصلب الشرايين ونقص التروية في الدماغ.
- قد ينتج الخرف عن أمراض الغدد والكبد والكلى، مثل الخرف لدى مرضى الفشل الكلوي.
- نقص الفيتامينات المزمن الشديد.
- بعض الالتهابات مثل الايدز.
- إدمان الكحول.
كيف يشخص مرض الخرف؟
يتم تشخيص الخرف من قبل الطبيب المختص وذلك بالفحص السريري وإجراء الفحوصات المخبرية والشعاعية والكهربائية، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، للتأكد من التشخيص وعدم وجود أسباب أخرى تؤثر على الذاكرة. والتشخيص مهم على الصعيد الصحي، الأسري، الاجتماعي، الاقتصادي، والقانوني، ولذلك فإن تثبيته لدى الطبيب المختص يعمل على تخفيف المشاكل في المستقبل.
بعد أن يتم التشخيص لابد للأسرة من اتخاذ الترتيبات الكفيلة برعاية مريض الخرف بالطريقة الصحيحة من كافة الجوانب ذلك بتوفير المكان والأشخاص القادرين على رعاية المريض وتطبيق التعليمات الطبية.
ما هي مضاعفات مرض الخرف؟
- طبية: كثيراً ما يهمل المريض وقد يكون لديه أسباب قابلة للعلاج ولكن تتطور ولا يتم رعايته فيسقط على الأرض ويصاب بالكسور، قد يخرج للشارع ويتعرض للحوادث. ليتسارع مرضه لمرحلة الوصول إلى الاعتماد الكامل على الآخرين.
- أسرية: قد يوقع الأسرة بمشاكل عديدة باتهاماته للآخرين، بسرقة حاجاتهم، وإيذاءهم دون وجه حق.
- اجتماعية: يصر البعض على التعامل مع المسن المصاب بالخرف وكأن كل شيء على ما يرام، فيحضر المناسبات ويتعرض للسخرية والإحراج، ويعود هذا سلبا على الجميع.
- قانونية: قد يتعرض للاحتيال على أمواله من قبل أحد افراد الأسرة أو الأصدقاء، الذي يأخذ منه وكاله عامة ويتصرف بممتلكاته، ولذلك قد يكون الحجر والوصاية خيار مناسب في بعض الأحوال.
هل يمكن الشفاء من مرض الخرف؟
ليس للخرف علاج شافٍ ولكن هناك علاجات تؤخر من سرعة تدهور القدرات العقلية، وبالتالي تقلل من مدى الصعوبات التي سيعانيها المريض وذويه، كما أن مرضى الخرف يتطور لديهم أعراض نفسيه وسلوكية واضطرابات نوم وهلاوس وأوهام قد تتطلب العلاج، في أي مرحلة من مراحل المرض.
كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بمرض الخرف؟
ما بوسعكم تقديمه لذاكرتكم حفاظا عليها من الخرف هو الاتي:
- إبقاء الدماغ مشغولا حتى بعد التقاعد، بالقراءة، العلاقات الاجتماعية، استعمال المعلومات المخزونة، وتطويرها حسب ظروف كل إنسان.
- النشاط البدني الدائم وبعض الرياضة حتى في الأعمار المتقدمة.
- الغذاء المتوازن الصحي أهم بكثير من أخذ الفيتامينات والمكملات الغذائية.
- تسجيل ملاحظات وقوائم للأشياء الهامة.
- كما ينصح كبار السن أن يستعملوا الكمبيوتر والإنترنت إذا توفر.
أفضل ما يمكن أن نقدمه لمرضى الخرف ألا نجعلهم يشعروا بالعجز، ويكون ذلك عبر مساعدتهم في تنظيم أمورهم الحياتية كالمهام اليومية أي نخترع طرق تمكنهم من تذكرها. من الضروري أن نسعى لتوفير نظام غذائي صحي لهم وحثهم على اتباعه لأن الكثير من مرضى الخرف ينسون الأطعمة أو لا يتقبلونها.
مسألة عدم تذكر مريض الخرف للكثير من تفاصيله اليومية قد يعرضه للإرباك والتوتر، لذلك علينا أن نعمل بجد في مساعدته على التخفيف من إرباكه وتوتره بمساعدته مثلا على التذكر ومحاورته حول هذه التفاصيل.
للتعرف أكثر على موضوع الخرف حمل تطبيق الصحة النفسية من حاكيني على الجوجل بلاي والاب ستور، وقم بتسجيل في موقع حاكيني للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية.
