هل تشعر بأنك لا تستطيع إنجاز المهام الموكلة إليك في العمل؟ هل تستيقظ كل صباح وتشعر بأنك لا تريد أن تذهب للعمل؟ هل فقدت الشغف؟…هذا يا عزيزي القارئ نُطلق عليه مصطلح الاحتراق الوظيفي. في عصرنا الحالي المليء بالضغوطات اليومية في العمل من مهام متراكمة أو مهام أخرى جديدة قد لا تستطيع مواكبتها قد تتحول إلى ضغوطات تستنزف طاقتك النفسية والجسدية، وتؤثر على الصحة النفسية. في هذا المقال من حاكيني للاستشارات النفسية سنتعرف على ظاهرة الاحتراق الوظيفي، علاماته المبكرة، أسبابه، وكيفية التغلب عليه قبل أن يؤثر سلبًا على حياتك الشخصية والمهنية.
هل العمل يرهقك؟ تعرف على الاحتراق الوظيفي وكيف تتجنبه قبل أن يدمرك!
الاحتراق الوظيفي هو حالة نفسية وجسدية ناتجة عن ضغوط كبيرة جدًا في مكان العمل لم يتم إدارتها بنجاح. كما أن الإصابة بالاحتراق الوظيفي يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية و الإنتاجية. كما أن الاحتراق الوظيفي لا يقتصر على الشعور بالتعب أو العجز تجاه أداء المهام اليومية، بل يمتد إلى فقدان الشغف أثناء العمل وانخفاض الإنتاجية. كما أن إذا لم يتم التعامل مع هذه الحالة بسرعة وإدراكها، فسوف تؤدي إلى اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والقلق وغيرها.
تعرف على علامات الاحتراق الوظيفي المبكرة
الاحتراق الوظيفي لا يبدأ فجأة واحدة، بل يبدأ تدريجيًا بعلامات قد تكون خفية في البداية، من بين هذه العلامات:
- الإرهاق الجسدي والعقلي المُستمر: الشعور بالتعب و الصداع المستمر مع مشاكل في الجهاز الهضمي دون وجود سبب و تغيرات في الشهية والنوم.
- انخفاض الإنتاجية في العمل: يصعب على الفرد الذي يتعرض إلى الاحتراق الوظيفي إلى صعوبة في التركيز وإنجاز المهام الموكلة إليه.
- تدهور نفسي وعاطفي يتمثل بالشعور بالعجز والسخرية، و الشعور بالفشل أو انخفاض تقدير الذات، و الشعور بالانفصال والعزلة الاجتماعية مع فقدان الشغف لأي عمل.
- التوتر والانفعال الزائد وتقلبات المزاج والميل إلى الغضب أو الحزن بسهولة.
- التعب المستمر والشعور بالإرهاق حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة.
فقدان الشغف حيثُ لم تجد متعة في العمل الذي كنت تستمتع به سابقًا، فتصبح المهام روتينية ومملة جدًا، لا تُريد البدء بها وحتى إنهائها.
تبدأ بالانسحاب تدريجيًا عن زملاء العمل، ولا تُريد الاشتراك بأي مشاركات اجتماعية مثل أعياد الميلاد، التهنئة على الترقية وغيرها من الأمور.
كيف تكتشف الاحتراق الوظيفي وتتعافى منه بسرعة؟
حتى تقوم بالاكتشاف المبكر عن الاحتراق الوظيفي الذي من الممكن أن تُصاب به، عليك تقييم وملاحظة عدة أمور في نفسك وهي:
مراقبة حالتك النفسية عن طريق ملاحظة مشاعرك وتفاعلاتك اتجاه العمل والمهام وتحديد ما يُزعجك، كما يُمكنك كتابة ذلك.
مراقبة مستوى طاقتك، وهل تشعر بالإجهاد والتعب من أقل مجهود فكري أو بدني في العمل.
مراقبة مشاعرك تجاه زملاء العمل، و هل تشعر بالغضب والغيرة منهم، وهل تجد صعوبة في التواصل معهم.
مراقبة شغفك ومدى حُبك لبدء يوم جديد في العمل.
مراقبة معدل ساعات النوم والتغيرات الجسدية دون وجود سبب واضح لذلك.
مراقبة مدى رضاك عن مهاراتك وقدراتك العملية أثناء أداء المهام التي تعرفها.
إذا لاحظت بعد التقييم أنك تعاني حقًا من الاحتراق الوظيفي، يجب عليك أن تأخذ أول خطوة في طريق التعافي من خلال اتباع ما يلي:
كيف يمكن أن تتعافى من الاحتراق الوظيفي؟
تحدث مع شخص تثق به سواء كان صديقك أو أحد أفراد العائلة و التعبير عن مشاعرك له، وعن ما تمر به من ضغوط أثناء العمل
خذ فترات استراحة منتظمة أثناء أداء المهام في العمل، للتنفيس والتقليل من فترات الضغط التي تمر بها.
الاستشفاء الذاتي عن طريق الذهاب في نزهات قصيرة أو ممارسة التأمل والتفكير للاسترخاء، يمكنك الاستعانة ببرامج المساعدة الذاتية التي توفرها منصة حاكيني مثل برنامج التأمل.
التحدث مع مختص نفسي، يقوم بإعطائك النصائح والتوجيهات بطريقة مهنية واحترافية مثل استشارات نفسية أونلاين مع حاكيني التي يتوفر بها أخصائيين نفسيين من كل المجالات.
ممارسة الرياضة بانتظام فالنشاط البدني يقلل من معدل الضغوط اليومية التي يتعرض لها الفرد ويُساعد في التفريغ عن الطاقة السلبية، وتحسين الحالة المزاجية.
إعادة ترتيب الأولويات في الحياة والبدء بالتخطيط بطريقة تُساعد على الاسترخاء وإنجاز المهام العملية عن طريق التركيز على المهام الأكثر أهمية فالأقل، مما يُساعدك على إدراك أهمية يومك ويمنحك تقدير الذات المطلوب الذي تواجه ضد الاحتراق الوظيفي.
هل فقدت شغفك بالعمل؟ إليك الحلول لاستعادة طاقتك ونشاطك
أسوء ما قد يُصاب الفرد به في عمله هو فقدان الشغف أثناء أداء مهامه الذي يكون أول وأخطر علامة على الاحتراق الوظيفي، ولإستعادة طاقتك ونشاطك، يُمكنك اتباع ما يلي:
إعادة تقييم أهدافك العملية عن طريق تقييم إذا كان عملك الحالي يتماشى مع قيمك وطموحاتك من البداية.
تعلم مهارات جديدة لها علاقة بالعمل، حتى تمنحك إحساس بالتجديد والشغف من أول وجديد.
خصص وقت للاستراحة ولنفسك حتى في ظل ضغوطات العمل وإحساسك على عدم المقدرة على أداء كل هذه المهام، حاول أن تجد وقت للاستراحة والتفكير بعيدًا عن العمل، خارج أوقات الدوام.
أعد ترتيب مكان العمل وإضافة أشياء جديدة فيها، فذلك يُحسن من الحالة المزاجية للفرد، و يساعد على أداء المهام بطريقة أكثر إنتاجية.
غير روتينك اليومي حيثُ أن الروتين هو السبب في الشعور بالملل والاحتراق الوظيفي عن طريق أداء مهمات جديدة، تنظيم الوقت بطريقة مختلفة.
أحط نفسك في بيئة عمل إيجابية عن طريق الاقتراب من الزملاء المفعمين بالنشاط والنجاح ومن ينشرون الطاقة الإيجابية ويساعدونك على الاستمتاع في وقت العمل.
5 طرق للتغلب على الاحتراق الوظيفي
أولاً: الحدود الواضحة
قم بوضع حدود واضحة و منطقية وقابلة للتنفيذ ما بين أوقات العمل وأوقات الترفيه والحياة الشخصية خارج العمل، وتعلم قول لا لمديرك في العمل عندما يطلب مهام خارج أوقات العمل.
ثانيًا: مارس الرياضة
النشاط البدني هو الحل الأمثل لأي حالة نفسية يمر بها الفرد، وللتغلب على الاحتراق الوظيفي يمكنك اللجوء إلى ممارسة الرياضة التي تُساعد في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية للفرد.
ثالثًا: تنظيم الوقت
استخدم أدوات إدارة الوقت لتحديد أولوياتك وتجنب التشتت، أثناء أداء المهام حيثُ أن ذلك سوف يساعدك على الإنتاجية والشعور بقيمة اليوم في عملك.
رابعًا: خذ إجازة
من الضروري أن يقوم الفرد بأخذ أوقات إجازة من العمل وعدم الاستغناء عنها، فهي الفتيل لإعادة الشغف والتغلب على الاحتراق الوظيفي و تُساعدك على إعادة شحن طاقتك، للعودة إلى العمل بطاقة جديدة والقدرة على إنجاز مهام أكثر وأكثر بحب وسعادة.
خامسًا: قم بتطوير مهاراتك
الموظف المجتهد البارع هو من يقوم بتطوير مهاراته سواء المتعلقة بالعمل أم لا باستمرار، وأن يعرف كل ما هو جديد في مجاله، حتى لا يشعر بالعزلة ويشعر بأنه من أفضل الموظفين دائمًا ولا أحد يستطيع الاستغناء عنه.
كيف توازن بين حياتك الشخصية والمهنية وتفادي الاحتراق الوظيفي؟
تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية هو عامل أساسي لتجنب الاحتراق الوظيفي، لذك جرب ما يلي:
- حدد حدودًا واضحة: لا تأخذ العمل معك إلى المنزل وحاول إنهاء مهامك في وقتها، وأن تأخذ وقت للراحة دائمًا للتخفيف من ضغوطات العمل.
- خطط لإجازات دائمة ومستمرة من العمل، حتى لو إجازة قصير، فهي سوف تُساعد في تجديد طاقتك و تحميك من الاحتراق الوظيفي.
- استمتع بقضاء وقت جميل مع العائلة والأحباب لأنه من الأمور التي سوف تساعد على التنفيس عن ضغوطاتك وحالتك النفسية.
- لا تُفكر كثيرًا في العمل وتعلم أن تفصل عقليًا بعد ساعات العمل.
- اعتنِ بنفسك نفسيًا عن طريق تخصيص أوقات لأشياء تحبها مثل الرسم أو القراءة أو مشاهدة فيلم ممتع.
استراتيجيات عملية للتعافي من الاحتراق الوظيفي
- التحدث مع المدير أو من يشرف عليك في العمل حول المشاكل والضغوطات التي تواجهها في العمل مما يقلل ضغوط العمل أو يساعدك في تعديل مهامك التي تواجهها ومحاولة وجود حل للمشاكل التي تواجهها عن طريق تحديد أهداف واقعية لما يجب إنجازه.
- الابتعاد المؤقت عن العمل: حاول أن تقوم بأخذ إجازة والابتعاد عن العمل إذا بدأت أن تشعر أنه يؤثر عليك وعلى صحتك النفسية.
- ركز على التغذية السليمة والصحية من خلال تناول وجبات متوازنة تمنحك النشاط و ابتعد عن الكافيين والمنبهات.
- حاول أن تكتب افكارك ومشاعرك باستمرار للتفريغ عن غضبك وضغوطاتك وتمكنك من فهم أسباب التوتر والتعامل معها.
- النوم بشكل جيد حيثُ أن النوم الكافي يساعد على استعادة الطاقة والنشاط في اليوم التالي والقدرة على أداء المهام الموكلة.
- الاستفادة من التكنولوجيا من خلال استخدام تطبيقات تنظيم الوقت وتطبيقات الصحة النفسية مثل تطبيق حاكيني الذي يساعد على إعطاء النصائح والارشادات النفسية باستمرار ويوجد قسم خاص للاستشارات النفسية للشركات والمنظمات.
- مارس اليقظة الذهنية حيثُ تكون على دراية بما يحدث بداخلك وما حولك دون الحكم أو رد الفعل المسبق.
هل تعاني من ضغط العمل؟ إليك كيف تحافظ على صحتك النفسية وتتفادى الاحتراق الوظيفي
ضغط العمل لا يعني دائمًا أنك ستصل إلى الاحتراق الوظيفي، لكن يمكن أن يكون بوابة لذلك إذا لم تتم إدارته بشكل صحيح. للحفاظ على صحتك النفسية:
- تعلم قول لا للمهام التي تفوق قدراتك وطاقتك.
- قسم وقتك وفق قدراتك ومؤهلاتك من خلال استخدام تقنيات إدارة الوقت.
- كن واقعي: فالواقعية مهمة حتى لا تبالغ في توقعاتك ولا تضغط على نفسك لتحقيق الكمال دائمًا.
- ابحث عن الإيجابيات في العمل لتحسين نظرتك العامة تجاه العمل.
- استمتع بالإنجازات الصغيرة التي تعملها لتحفيز نفسك مهما كانت بسيطة.
- ابحث عن دعم نفسي: إذا شعرت بأنك غير قادر على التعامل مع الضغط من الضروري التوجه إلى الأخصائي النفسي المناسب لتفادي الاحتراق النفسي
- مارس الامتنان دائمًا من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك.
الاحتراق الوظيفي ليس نهاية الطريق في عالم الأعمال، بل يجب إعادة التفكير في أسلوب حياتك العملي و تطبيق استراتيجيات جديدة مبتكرة عن طريق الاستفادة من التكنولوجيا لاستعادة طاقتك وتجنب الاحتراق الوظيفي…تذكر دائمًا أن هناك حل بوجود مواقع الصحة النفسية التي تأخذ بيدك دائمًا. ولا تتردد في طلب المساعدة المهنية من أخصائي نفسي.
المصادر والمراجع:
