بات مفهوم الاكتئاب في الوقت الحالي يستعمله الكثيرين كتعبير مجازي، للتعبير عن التقلبات المزاجية والشعورية التي نتعرض لها، جراء المرور بمواقف وأوقات عصية مهما كانت مدتها أو شكلها. من المؤكد أنه لو كان لدينا الحد الأدنى من المعرفة حول ما ينطوي على مفردة اكتئاب من أعراض صعبة، يقاسيها المريض وتزداد مع مرور الوقت، لما أطلقنا على ما نعانيه من ظروفنا البسيطة وصف كبير مثل الاكتئاب.
لم نعط هذه المقدمة من باب التقليل من الالآم أو تحجيمها؛ لأن الألم والظرف الصعب مهما كان حجمه يبقى صعبا، لكننا نطرح لكم هذا المقال من باب بناء الوعي حول التعريف بمرض الاكتئاب، أعراضه، أشد أنواعه، أسبابه، وكيفية علاجه. حتى نكون على دراية بأنه من الممكن أن يكون لدينا ظروف صعبة، لكن طالما هناك من هو قادر على تجاوز الاكتئاب وأعراضه، فنحن أيضا قادرين على تجاوز أي ظروف صعبة أخرى.
ما هو الاكتئاب؟
يصنف الاكتئاب بأنه اضطراب نفسي يسبب شعور دائم بالحزن وفقدان الاهتمام والشغف لدى المصابين به، هو ليس حالة مزاجية صعبة وعابرة أو أوقات ضعف تمر بها. إنما هو اضطراب نفسي تستمر أعراضه لمدة تزيد عن أسبوعين مصحوبة بنقص في التركيز والتقليل من احترام الذات، ما يؤثر على طريقة تفكير ونمط حياة المصاب ويجعله يعيش في نطاق علاقات عاطفية، اجتماعية، ومهنية صعبة تسودها المشاكل.
كيف تعرف أنك تعاني من الاكتئاب؟
في الغالب لا يعترف مرضى الاكتئاب بأنهم يشعرون بالاكتئاب، أو لا يكونون على علم وإدراك بعلامات الاكتئاب وأعراضه ما يجعلهم يشعرون أنها تشكل جزء من طبيعتهم. في كثير من الأحيان يشعر مرضى الاكتئاب بالخجل من الأعراض التي يعانون منها، والتي تتراوح ما بين أعراض حادة تسبب للمريض إعاقة حقيقية في قدرته على تسيير حياته بمختلف مجالاتها. أو أعراض أقل حدة تجعله يشعرون بتعاسة وإحباط دون سبب فعلي يقود للشعور بذلك.
نطرح لك بعض أعراض الاكتئاب التي إن وجدت تجعلك على تعرف إن كنت تعاني من الاكتئاب. منها:
أعراض الاكتئاب:
أعراض جسدية:
- الإصابة بالتعب والإرهاق حتى عند أداء المهام البسيطة التي تتطلب جهدًا إضافيًا.
- حدوث اضطرابات في الشهية. مثل: الإصابة بانخفاض الشهية وفقدان الوزن، أو زيادة الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الوزن.
- الشعور بآلام جسدية دون وجود مسبب فعلي لها، مثل: الإصابة بآلام في الظهر أو حالات الصداع.
- حدوث اضطرابات في النوم تتمثل بكثرة النوم أو انعدام الرغبة فيه.
- الهياج والتململ الذي ينعكس على حركات الجسد.
أعراض نفسية:
- سيطرة المشاعر السلبية. مثل، مشاعر الحزن، الانهيار في البكاء، انعدام القيمة، واليأس.
- نوبات من الغضب، والإحباط.
- فقدان الاهتمام أو الشغف في إنجاز أو تحقيق بعض المهام و الأنشطة، مثل الجنس، الهواية المفضلة، والرياضة.
- الأرق والقلق.
- الشعور بالذنب أو انعدام القيمة.
- التفكير المستمر بالماضي، ولوم النفس عن الأحداث والأفعال غير المسؤولة عنها.
- صعوبة التفكير والتركيز واتخاذ القرارات وتذكر الأشياء
- التفكير المستمر في الموت والانتحار أو محاولات الإقدام عليه أو تنفيذه فعليًا.
أسباب الاكتئاب:
لم يتم تحديد السبب الدقيق لظهور الاكتئاب لكن يُوجد العديد من العوامل التي يبدو أنها تزيد من خطر الإصابة بمرض الاكتئاب أو تسبب تفاقمه، كما الحال بالنسبة إلى الأمراض النفسية الأخرى، إذ أن العديد من العوامل البيوكيميائية، الوراثية، والبيئية يمكن أن تكون من المسبّبات لمرض الاكتئاب.
1. عوامل بيوكيميائية
إن التغير في المواد الكيميائية الموجودة في دماغ الإنسان يؤثر على أداء الناقلات العصبية التي لها علاقة بالمزاج، وبالتالي تلعب دورًا بالتسبب بمرض الاكتئاب، كما أن خللًا في التوازن الهرموني في الجسم من شأنه أن يكون سببًا في ظهور الاكتئاب.
بات يرجح حديثا من أن استخدام أجهزة التصوير الحديثة لها دور في إحداث تغيرات فيزيائية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الاكتئاب. لم يشخص حتى الآن الآلية التي يحدث من خلالها هذا التغيير وما درجة خطورته، لكن من المهم البحث في ذلك لأن من شأنه أن يؤدي إلى استيضاح مسببّات الاكتئاب وتحديدها.
2. عوامل وراثية
ما زال البحث قائما عن الجينات المسؤولة أو التي لها علاقة في حدوث الاكتئاب. وما هو مسلم به حتى الآن هو أن وجود أشخاص من العائلة مصابون بالاكتئاب، هذا يضاعف من احتمالية الإصابة به؛ لأن ظهور الاكتئاب لدى هذه العائلات يعد أكثر انتشارًا لديهم لوجود أقرباء بيولوجيون مصابون بمرض الاكتئاب.
3. عوامل بيئيّة
تعرف العوامل البيئية بأنها العوامل التي نشأ فيها الفرد أو التي يعيش فيها ضمن تفاعلات اسرية، اجتماعية، عاطفية، وحتى مهنية. وتشكل بمجملها مجموعة الأوضاع والظروف التي يعايشها ويواجهها الإنسان. ومن هذه العوامل البيئية:
- فقدان شخص عزيز.
- مشكلات اقتصادية ومادية.
- وجود حالات انتحار ضمن العائلة أو المقربين.
- مزاج صعب في فترة الصباح.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل: السرطان، أمراض القلب، الزهايمر، أو الإيدز.
- تناول مستمر لفترة طويلة لأدوية معينة مثل: أدوية من نوع معين لمعالجة ارتفاع ضغط الدم، وحبوب منوّمة، وحبوب منع الحمل في بعض الحالات.
ما هي أشد أنواع الاكتئاب؟
1. الاكتئاب الحاد.
يعد الاكتئاب الحاد أحد أنواع الاكتئاب الشائعة وأصعبها، يعاني المصاب بالاكتئاب الحاد من استمرارية الأعراض التي قد تصل لأسابيع أو أشهر. من أعراضه التالي:
- عدم انتظام النوم.
- الشعور بالأرق واليأس.
- اضطرابات في معدل تناول الطعام.
- شعور متواصل بالحزن.
- الشعور بالإرهاق والتعب.
- الشعور بأوجاع جسدية دون سبب واضح.
- فقدان الشغف والاهتمام بما كنت تهتم به في السابق.
- انخفاض معدل التركيز واضطراب الذاكرة.
- قلة الثقة بالنفس ما يؤثر على قدرة المريض على اتخاذ القرارات.
- تسيطر على المريض الأفكار الانتحارية.
2. الاكتئاب المستمر.
يطلق عليه أيضاً الاكتئاب المزمن، وهو الاكتئاب الذي يستمر لمدة عامين أو أكثر. قد لا تكون أعراض الاكتئاب المستمر بشدة أعراض الاكتئاب الحاد، لكنها رغم ذلك كفيلة بتعطيل قدرة المريض على ممارسة نشاطاته اليومية، وشعوره الدائم بالتعب والإجهاد بشكل متفاوت ولفترة طويلة. وقد يعاني بعض المصابين من نوبات الاكتئاب الحاد رغم إصابتهم بالاكتئاب المستمر، وهذا ما يطلق عليه الاكتئاب المزدوج.
نظرا لمدة الزمنية الطويلة التي يستمر عليها الاكتئاب المستمر يبدأ المصابون به في الشعور بأن الأعراض التي تصيبهم جراء الاكتئاب ليست سوى جزء من حياتهم وطبيعة شخصياتهم.
تتضمن أعراض الاكتئاب المستمر ما يلي:
- اضطرابات في الشهية.
- اضطرابات النوم.
- انخفاض الإنتاجية والإنجاز.
- التقليل من احترام الذات.
- انعدام الرغبة والشغف في تحقيق أي شيء.
- قلة التركيز.
- ضعف في الذاكرة.
- انعدام الشعور بالبهجة والسعادة.
- الميل للعزلة.
- شعور ملازم بالحزن في أغلب الأوقات.
- عدم القدرة على الاستمرار في العمل.
3. اضطراب ثنائي القطب.
يسمى بالهوس الاكتئابي، وهو الاكتئاب الذي يعاني فيه المصاب من ازدواجية في حالته المزاجية والشعورية، فيكون ما بين فترة من النشاط والطاقة المفعمة حتى يُظن أنه لا يعاني من الاكتئاب. وبين فترة أخرى تشتد عليه أعراض الاكتئاب. تتضمن أعراض فترة النشاط ما يلي:
- تقدير الذات بشكل مبالغ فيه.
- انخفاض الحاجة إلى النوم.
- تفكير والنشاط بمعدل عال.
- السعي وراء المتعة مثل الإنفاق المفرط.
- الشعور بالجنون أحياناً.
عادةً ما يتبع هذه الحالة فترة اكتئاب تظهر أعراضها كالآتي:
- الشعور بالأرق والقلق.
- الشعور بالتعب والخمول.
- الشعور بآلام جسدية.
- فقدان الثقة بالنفس.
- الشعور بالإحباط.
- تسيطر عليه أفكار انتخاريى، وتكون بمعدل أعلى من أنواع الاكتئاب الأخرى.
4. اكتئاب ما بعد الولادة.
من الشائع أن تكون الحالة الشعورية والمزاجية لدى المرأة ما بعد الولادة تتسم بعد الاستقرار، ما يجعلها انفعالية بعض الشيء. أيا كان شكل هذه الانفعالات يجب أن ندرك بأن حدوثها هو أمر طبيعي، لأنها تظهر نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث للمرأة بفعل الإنجاب وتجربة الولادة. ومن المهم التأكيد على أن الأم التي تبدو عليها انفعالات ما بعد الولادة تحتاج إلى احتواء، تفهم، ودعم المقربين لها والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
تتمثل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة بالتالي:
- البكاء بشكل انفعالي ومتواصل.
- تقلبات في المزاج.
- الشعور بالضيق.
- اضطرابات في النوم والشهية.
- الشعور بأن طفلها كائن غريب.
- الشعور المستمر بالذنب.
تتشابه أعراض اكتئاب ما بعد الولادة مع نوبات الاكتئاب الأخرى. ومع ذلك، يجتمع مع الإرهاق، القلق، ونقص الخبرة الذي تعانيه المرأة، أفكار ومخاوف تتعلق بطفلها يمكن أن تصل هذه المخاوف لوساوس تدفعها لإلحاق الأذى بطفلها.
يوجد خيط رفيع بين الانفعالية والتقلبات الشعورية، والإصابة بالاكتئاب، مما يعني أنه من السهل أن تتطور الحالة الشعورية المتقلبة لدى المرأة ما بعد الولادة إلى اكتئاب بشكل بطيء. ويمكن إجمال المدة الزمنية لهذا التطور بعام واحد من عملية الولادة.
تتطلب حالة اكتئاب ما بعد الولادة إلى العلاج ولا يجوز الاعتماد على التعافي الذاتي. لذلك من المهم دائمًا طلب المساعدة للتعافي من اكتئاب ما بعد الولادة. لا يجب التعامل مع مخاوف المرأة وشعورها المستمر بالذنب، بأنه أمر يمكن تجاوزه بشكل تلقائي؛ لأن هذا يمنع الأم من طلب المساعدة في بداية الأمر، حيث قد تفكر بأنه لا يمكنها الإفصاح عن مشاعر الاكتئاب التي تنتابها إلى الآخرين، لأنه من المعيب ألا تظهر سعادتها بقدوم مولودها. لذلك من المهم أن نعرف أن هذا الاكتئاب يمثل اضطرابًا عقليًا لا علاقة له بمدى حب الأم لمولودها، لذا من المهم التوجيه للعلاج النفسي.
5. الاكتئاب الذهاني.
قد يترافق مع الأمراض الذهانية كالفصام الإصابة بالاكتئاب الحاد والمعاناة من أعراضه الشائعة. ويطلق على هذه الحالة مسمى الاكتئاب الذهاني، وهي حالة يعاني فيها المصاب بالإضافة لأعراض الاكتئاب هلاوس وأوهام كرؤية أو سماع أشياء غير موجودة في الواقع، إلى جانب ذلك نجده أيضا يعاني من اضطراب في التفكير. يعد الاكتئاب الذهاني حالة غير شائعة ولكنها حالة خطيرة، وتعد نسب الانتحار بين المرضى المصابين بالاكتئاب الذهاني مرتفعة.
لم يتم تحديد السبب المباشر وراء الإصابة بالاكتئاب الذهاني ولكن ينكن القول أن هناك مجموعة عوامل يؤدي اجتماعها إلى تطور الاكتئاب الذهاني. منها العوامل الوراثية أي وجود مجموعة معينة من الجينات قد تكون مسؤولة عن الإصابة بالاكتئاب الذهاني، حيث تكون مجموعة من الجينات في العائلة مسؤولة عن الإصابة بالاكتئاب، والمجموعة الأخرى مسؤولة عن الإصابة بالذهان؛ مما يعني أن المريض يكون لديه تاريخ وراثي للإصابة بالذهان أو الاكتئاب أو الاثنين معاً، وذلك يفسر لما لا يصاب جميع الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بالذهان. بالمجمل تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب الذهاني من الرجال، حيث أن ثلثي المصابين بالاكتئاب الذهاني من النساء، ولا يزال السبب خلف ذلك غير مفهوم، إلا أنه يمكن أن يرجح ذلك للدور الكبير الذي تلعبه الهرمونات في جسد المرأة.
عوامل الإصابة بالاكتئاب الذهاني:
- وجود خلل في كيمياء الدماغ ينتج عنها اختلال توازن بعض النواقل العصبية في المخ.
- العامل الوراثي أي وجود تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب أو الأمراض الذهانية.
- التقدم في العمر.
- النشوء في بيئة قاسية تتم فيها التربية عن طريق التعنيف.
- التعرض لصدمة، مثل: وفاة أحد الوالدين أو الأقارب.
- ضغوطات الحياة، مثل: الصعوبات المادية والمهنية.
- الإصابة بأمراض مزمنة أو خطيرة، مثل: أمراض القلب أو السرطان.
متى ينتهي الاكتئاب؟
يتطلب انتهاء الاكتئاب الالتزام بخطة علاجية تتضمن خيارات ومراحل تهدف لتخفيف أعراض الاكتئاب، وقد يتم الجمع بين أكثر من خيار علاجي في آن واحد. تتضمن خيارات علاج الاكتئاب ما يلي:
1. العلاج النفسي.
يعتبر العلاج النفسي أحد ركائز علاج الاكتئاب، إذ تساعد جلسات العلاج النفسي التي تحث المريض على التحدث مع معالج نفسي مختص على مساعدته في التعامل مع مشاعره السلبية بصورة أفضل. وهناك أنماط مختلفة من العلاج النفسي، منها العلاج السلوكي المعرفي. لابد من الإشارة إلى أنه يفضل أن يتلقى المريض جلسات العلاج النفسي بشكل متزامن مع جلسات العلاج الأسري أو الجماعي.
2. العلاج بالأدوية.
يوجد العديد من أدوية مضادات الاكتئاب والتي تستخدم غالباً في الحالات المتوسطة أو الشديدة، وتشمل أدوية الاكتئاب ما يلي:
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين.
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
- مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين.
لابد من التنويه إلى أن مضادات الاكتئاب قد تستغرق وقتاً طويل قبل أن يبدأ ملاحظة تأثيرها، كما يجب عدم استخدامها إلا بوصفة طبية وبتعليمات من طبيبك النفسي المختص. كذلك ينبغي على المريض عدم إيقاف الدواء دون استشارة الطبيب؛ تجنباً للتعرض لانتكاسة أو للأعراض الجانبية التي قد تحدث نتيجة التوقف المفاجئ للدواء.
3. الدعم المعنوي من المقربين والأصدقاء.
إذ يلعب الأهل والمقربين دورا فاعلا في نجاح الخطة العلاجية للمريض؛ لأن علاج الاكتئاب في المنزل ومساندة الأهل والمقربين من المريض يعد أفضل علاج سلوكي. لأن من شأنه أن يوفر مساحة آمنة للمريض تمكنه من البوح مناقشة الأسباب التي أدت إلى الاكتئاب، والحلول المقترحة مع بعض أفراد الأسرة.
4. اتباع نظام غذائي صحي.
مثل تناول مكملات غذائية من شأنها أن تحسن التقلبات المزاجية مثل زيت السمك، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها تجنباً لآثارها الجانبية، أو التداخلات الدوائية مع الأدوية الأخرى التي يتناولها.
5. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
إذ تساعد ممارسة الرياضة على إفراز هرمون الإندورفين الذي يحسن المزاج، ويحد من الأعراض. وينصح الفرد بممارسة الرياضة بمعدل نصف ساعة خلال ثلاث إلى خمس أيام في الأسبوع على الأقل.
6. العلاج بالضوء.
يساعد التعرض لجرعات محددة من الضوء الأبيض في تحسين مزاج المريض، وتخفيف الأعراض.