أن يمر الشخص بيوم سيئ، أو يشعر بالاكتئاب أو يعاني لفترة معينة من الزمن من "المزاج السيء" - من منا لم يختبر ذلك؟ الاكتئاب وأعراضه الشائعة ومساراته المختلفة وعلامات ظهوره على الأفراد، هذا ما سنناقشه معك في هذا المقال بالإضافة إلى نصائح عن التغلب على الإكتئاب بدون دواء، مع معرفة وظيفة الاختبارات والمقاييس النفسية للاكتئاب في تقييم وفهم الجوانب المختلفة للصحة النفسية، والتي من خلالها من الممكن ان تحصل على توجيه لاستشارة اخصائي نفسي والذي لديه خبرة في التشخيص.
ما هو الاكتئاب؟
"الاكتئاب ليس أمرًا سهل التخلص منه!" ، الاكتئاب هو اضطراب نفسي يتسم بمشاعر الحزن العميق وفقدان الاهتمام بالأمور التي كانت تجلب السعادة سابقًا. يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على تفكير الشخص وسلوكه، مما يسبب له مجموعة من المشاكل العاطفية والجسدية، كما أن الشخص الذي يعاني من الاكتئاب يواجه صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية وقد يشعر بأن الحياة لا تستحق العيش.
كذلك يفقد الشخص الذي يعاني من الاكتئاب القدرة على القيام أو الاستمتاع أو المشاركة في أي شئ - حتى الأشياء التي اعتاد فعلها والاستمتاع بها سابقًا - فمثلًا:
من الطبيعي أن تتعرض للحزن عند فقدان شخص عزيز عليك أو التعرض للخسارة المادية - ولا يعتبر هذا اكتئابًا- بل هو حالة مؤقتة تتحسن مع مرور الوقت، أما الاكتئاب فهو غير مؤقت ويستمر لفترات زمنية قد تكون طويلة إلى حد ما.
غالبًا ما تستمر الفترة الزمنية للاكتئاب لـ 6 أشهر، وأحيانًا قد تستمر أعراض الاكتئاب لعامين أو أكثر.
يمكن أن يحدث الاكتئاب في أي عمر، لكن غالبًا ما يبدأ في مرحلة المراهقة أو في سن العشرينات أو الثلاثينات.
والفكرة الأساسية هنا أن الاكتئاب يختلف عن الحزن أو المزاج الكئيب المؤقت الذي يمكن أن نشعر به جميعًا من حين لآخر، حيث أن الاكتئاب يدوم لفترات طويلة ويؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية ومدى قدرة الشخص على الإنتاج والتفاعل مع بيئته المحيطة. لذا، فلا يجب أن نطلق على مشاعر حزننا العادية مسمى الاكتئاب، فالأمر أعمق بكثير من ذلك!
ما هي أعراض الاكتئاب الشائعة؟
أعراض الاكتئاب متنوعة بين الأفراد، وهذا لأن الاكتئاب يظهر بأشكال وصفات مختلفة، فقد تظهر علامات الاكتئاب لدى شخص عمره 25 عام مختلفة تمامًا عن شخص في عمر الـ 60، كما أن حدة الأعراض وصفاتها ودرجاتها ومدتها تختلف كذلك باختلاف الأشخاص وسماتهم.
من بين أعراض وأسباب الاكتئاب النفسي الشائعة ما يلي:
الشعور بالحزن المستمر أو الفراغ: يمكن أن يشعر الشخص بالحزن العميق أو الفراغ العاطفي بشكل مستمر، دون وجود سبب واضح لهذه المشاعر. هذا الشعور يمكن أن يستمر لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر.
فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية: يجد الأشخاص المصابون بالاكتئاب صعوبة في الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تجلب لهم السعادة سابقًا، مثل الهوايات أو الرياضة أو قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
مشاعر اليأس أو العجز: يشعر المصابون بالاكتئاب بأن الأمور لن تتحسن أبدًا وأنهم عاجزون عن تغيير حياتهم للأفضل. هذه المشاعر يمكن أن تكون قوية ومستمرة.
الشعور بالذنب أو عدم القيمة: يعاني المصابون بالاكتئاب من مشاعر الذنب المتكررة دون سبب واضح، ويشعرون بأنهم غير ذوي قيمة ولا يستحقون أي شيء جيد في الحياة.
الأفكار الانتحارية: في الحالات الشديدة، قد يعاني الأشخاص من أفكار متكررة وملّحة حول الموت أو الانتحار. تتطلب هذه الأفكار اهتمامًا فوريًا ومساعدة من قٍبل مختصين.
صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات: يجد الأشخاص المصابون بالاكتئاب صعوبة في التركيز على المهام اليومية، كما يعانون من تشتت الأفكار وصعوبة اتخاذ القرارات.
أما الأعراض الاكتئاب الجسدية فتشمل:
التعب وفقدان الطاقة: يعاني المصابون بالاكتئاب من شعور مستمر بالإرهاق والتعب حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم. يمكن أن يكون هذا التعب الجسدي والنفسي معيقًا للقيام بالأنشطة اليومية.
تغيرات في الشهية والوزن: فقدان الشهية وانخفاض الوزن أو على العكس، زيادة الشهية وزيادة الوزن. هذه التغيرات تكون غير مقصودة وتحدث دون وجود نظام غذائي معين.
اضطرابات النوم: اضطرابات الأرق (صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا) أو النوم المفرط. يمكن أن يعاني البعض من الاستيقاظ المبكر جدًا في الصباح وعدم القدرة على العودة للنوم.
الأعراض الجسدية غير المبررة: يمكن أن تشمل هذه الأعراض الصداع المزمن، وآلام الظهر، واضطرابات الهضم، وآلام العضلات، وغيرها من الآلام التي لا يمكن تفسيرها من خلال حالة طبية أخرى.
هذه الأعراض قد تختلف في شدتها ومدتها من شخص لآخر، ويمكن أن تظهر بطرق مختلفة. إذا كنت تعاني من عدة أعراض من هذه الأعراض لفترة تزيد عن أسبوعين، فمن المهم التحدث إلى طبيب متخصص للحصول على التشخيص المناسب والعلاج اللازم.
أنواع الاكتئاب ومساراته المختلفة!
كما قلنا سابقًا، أعراض الاكتئاب متنوعة وتختلف من شخص لأخر، وهناك العديد من أنواع الاكتئاب التي تتراوح أعراضها ما بين فقدان الأمل والتعب إلى فقدان الاهتمام بالحياة ثم إلى الانتحار في النهاية، وهذا هو أخطرهم، وأسباب الاكتئاب هذه قد ترجع إلى تعرض الإنسان لمواقف حياتية صعبة أو لحدوث تغييرات في دماغه.
والمهم هنا أن نعرف أنواع الاكتئاب المختلفة لتساعدك على بناء تصور كامل لحالتك:
1) الاكتئاب الشديد أو الحاد (النوع الأكثر خطورة)
يُعرف أيضًا بالاكتئاب السريري أو الاكتئاب الرئيسي. يتميز هذا النوع من الاكتئاب بظهور أعراض حادة تستمر لأكثر من أسبوعين وتؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للفرد، وبسببه يعاني الشخص المصاب بالاكتئاب من:
شعور مستمر بالحزن واليأس
فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.
عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
الشعور بالألم دون أسباب واضحة
أفكار انتحارية مستمرة.
2) الاكتئاب الجزئي (الاكتئاب المزمن)
يسمى أيضًا اضطراب الاكتئاب المستمر، وتكون أعراضه أقل حدة من الاكتئاب الشديد ولكنها تستمر لفترة طويلة قد تصل إلى سنتين أو أكثر.
يمكن للأشخاص المصابين بهذا النوع من الاكتئاب أن يستمروا في ممارسة حياتهم اليومية ولكن بشعور دائم بعدم الرضا والسعادة، كما أنهم يواجهون صعوبة في أداء الأنشطة اليومية، وقد تظهر عليهم أعراض مثل:
الشعور بالحزن العميق.
اضطرابات في النوم.
اضطرابات في الشهية.
انخفاض في الطاقة.
حدوث مشاكل في التركيز والذاكرة.
فقدان الشعور بالبهجة والسعادة.
العزلة.
هذه النوع من الاكتئاب طويل الأمد، ويعود باستمرار، وفي كل مرة يعود فيها هذا الاكتئاب يشعر المصابون بأن أعراضه ما هي إلا جزء من نظرتهم للحياة.
3) الاكتئاب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي)
يُعرف سابقًا بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وهي أحد أنواع الاكتئاب التي يعاني فيها المصابون من تقلبات حادة في المزاج تتراوح بين نوبات الاكتئاب ونوبات الهوس. وخلال نوبات الاكتئاب، يعاني الشخص من أعراض الاكتئاب الشديد، بينما خلال نوبات الهوس يشعر بارتفاع غير طبيعي في المزاج والطاقة والنشاط، حيث تبدو أعراضه عكس أعراض الاكتئاب.
أعراض الهوس:
احترام مبالغ فيه للذات.
انخفاض الحاجة إلى النوم.
التفكير والنشاط الزائد بمعدلات أعلى من الطبيعي.
الشعور أحيانًا بالجنون.
السعي وراء المتعة المفرطة.
التفكير بنشاط وسرعة أعلى من المعتاد.
أعراض الاكتئاب التي تتبع الهوس:
بعدما تمر حالة الهوس، يبدأ المصاب بالشعور بالتالي:
يشعر الفرد بحزن عميق وفراغ عاطفي كبير يستمر لفترات طويلة.
يفقد الاهتمام بالهوايات والمتعة والتفاعل الاجتماعي.عصبية.
يشعر الشخص بالتعب والارهاق المستمر حتى بعد فترات النوم الجيدة.
آلام شديدة دون أسباب حقيقية.
يأس وفقدان الثقة بالنفس، تطغى عليه مشاعر قوية من الذنب والعار وانعدام القيمة.
أفكار انتحارية، تلازمه معاناته مع التفكير المستمر حول الموت والانتحار.
4) الاكتئاب الموسمي
يُعرف أيضًا بالاضطراب العاطفي الموسمي أو الاكتئاب الشتوي. يحدث هذا النوع من الاكتئاب في أوقات معينة من السنة، عادةً في فصل الشتاء عندما يقل التعرض لأشعة الشمس، ويزيد في الربيع، ويعاني الأشخاص المصابون به من أعراض مثل:
الحزن لفترات طويلة في اليوم
التعب وفقدان الطاقة
زيادة الوزن وزيادة الرغبة في تناول الأطعمة النشوية والحلوة.
النوم المفرط او الارق المفرط.
العصبية والشعور المستمر بالتوتر والقلق.
وعادة ما يتم علاج هذا النوع من الاكتئاب، بتعريض المصاب لأشعة الشمس أو لمصدر ضوء عالي الكثافة.
5) اكتئاب ما بعد الولادة
يحدث عند النساء بعد الولادة، ويمكن أن يبدأ في الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد الولادة، وغالبًا ما يحدث بسبب التغيرات الهرمونية التي تسبب التقلبات المزاجية للمرأة الحامل.
وتتضمن أعراض الاكتئاب المحيطة بفترة الولادة أو اكتئاب ما بعد الولادة ما يلي:
الحزن المستمر معظم اليوم، كل يوم تقريبًا، ولا يتلاشى مع مرور الوقت
العصبية ونوبات البكاء الفاجئة والمستمرة بدون سبب واضح.
الشعور بالتعب.
التقلبات المزاجية الحادة التي يصاحبها تغيرات سريعة في المزاج، من الشعور بالسعادة إلى الحزن أو الغضب دون سبب واضح.
أفكار لها علاقة بإيذاء النفس أو حتى إيذاء الطفل.
القلق المفرط بشأن الطفل وصحته.
صعوبة في رعاية المولود الجديد. ويتطلب هذا النوع من الاكتئاب علاجًا طبيًا فوريًا نظرًا لتأثيره الكبير على الأم والمولود.
6) الاكتئاب الذهاني
هو نوع حاد من الاكتئاب يترافق مع أعراض ذهانية، حيث يعاني الشخص من انفصال عن الواقع، وهذا يجعله أشد الأنواع تأثيرًا على الفرد، وأعراضه تتنوع ما بين الذهان مثل: الهلوسات (رؤية أو سماع أشياء غير موجودة)، والأوهام (معتقدات خاطئة وغير واقعية)، وقد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب الذهاني أيضًا من تشوش في التفكير وصعوبة في التمييز بين الواقع والخيال.
أعراض الاكتئاب الذهاني
تشمل أعراض الاكتئاب الذهاني مزيجًا من الأعراض الاكتئابية والذهانية. من بين هذه الأعراض:
أعراض الاكتئاب الشديد:
الشعور المستمر بالحزن أو الفراغ فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية التعب وفقدان الطاقة تغيرات في الشهية والوزن اضطرابات النوم (الأرق أو النوم الزائد) صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات مشاعر اليأس أو العجز الشعور بالذنب أو عدم القيمة أفكار متكررة حول الموت أو الانتحار
أعراض الذهان
الهلوسات: يمكن أن يرى الشخص أشياءً غير موجودة أو يسمع أصواتًا غير حقيقية. هذه الهلوسات تكون غالبًا ذات طابع سلبي وتزيد من الشعور بالحزن واليأس.
الأوهام: هي معتقدات خاطئة وغير واقعية، مثل اعتقاد الشخص بأنه مذنب في جريمة لم يرتكبها أو أنه مراقب من قبل قوى خارجية. هذه الأوهام تساهم في تعقيد الحالة وتجعل التعامل معها أكثر صعوبة.
عادة ما يتطلب هذا النوع من الاكتئاب علاجًا مكثفًا يجمع بين الأدوية والعلاج النفسي.
7) الاكتئاب المرتبط بالاضطراب الوجداني
يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب المرتبط بالاضطراب الوجداني من نوبات اكتئابية مرتبطة باضطرابات وجدانية أخرى مثل اضطراب ثنائي القطب.
وفي هذا النوع من الاكتئاب، تتراوح الأعراض بين الاكتئاب العميق ونوبات الهوس، ويمكن أن يعاني الشخص من تقلبات حادة في المزاج، حيث تتبدل فترات الاكتئاب مع فترات من الهوس أو النشاط المفرط، وتتطلب هذه الحالات علاجات مخصصة تشمل الأدوية والعلاج النفسي لتحقيق التوازن في المزاج ومنع النوبات المستقبلية.
8) الاكتئاب غير النمطي
الاكتئاب غير النمطي هو نوع من الاكتئاب يتميز بأعراض غير تقليدية تتناقض مع الأعراض الكلاسيكية للاكتئاب، ومن بين هذه الأعراض:
على عكس فقدان الشهية المرتبط عادةً بالاكتئاب، يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب غير النمطي من زيادة في الشهية وزيادة في الوزن.
النوم الطويل والصعوبة في الاستيقاظ.
الشعور بثقل في الأطراف وصعوبة الحركة.
التفاعل الحساس جدًا للرفض الشخصي
الاكتئاب بأنواعه المختلفة له تأثير سلبي كبير على حياة الأفراد وصحتهم، لذا من المهم التعرف على نوع الاكتئاب وأسبابه للحصول على العلاج المناسب.
أسباب الاكتئاب ومخاطر التعرض له!
لا يوجد إلى الآن سبب واضح ودقيق لأسباب الاكتئاب، ولكن كما هو الحال مع الأمراض النفسية الأخرى، ولكن تشير الأبحاث المبدئية أن الاكتئاب يعود إلى التغييرات في كيمياء الدماغ أو العديد من الأمراض الوراثية أو البيئية الأخرى، من بينهما:
العوامل الوراثية والتاريخ العائلي:
حيث يزيد خطر الإصابة بالإكتئاب لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من الاصابة بهذا المرض أو أي اضطرابات مزاجية أخرى.
التغيرات الكيميائية في الدماغ:
تشير الأبحاث إلى أن التغيرات في مستويات النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين يمكنها أن تساهم في ظهور أعراض الاكتئاب.
الاختلالات الهرمونية:
يمكن أن تساهم التغيرات في مستويات الهرمونات، مثل التي تحدث خلال فترة الحمل أو بعد الولادة، في ظهور الاكتئاب.
الأحداث الحياتية الصادمة:
كفقدان الوظيفة، الطلاق، وفاة شخص عزيز، أو المشاكل المالية كل هذه عوامل محفزة لظهور الاكتئاب،فـ الضغوطات اليومية والتوتر المستمر يمكن أن يتراكم ويؤدي إلى الاكتئاب.
بعض الأمراض المزمنة:
مثل أمراض القلب، السكري، والسرطان يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، فالألم المستمر أو الإعاقة الناتجة عن هذه الأمراض لها تأثير كبير على حالة الأفراد النفسية، وتزيد من خطر تعرضهم للاكتئاب.
تناول أنواع معينة من الأدوية:
قد تسبب بعض أنواع الأدوية أثارًا جانبية تشمل الاكتئاب، مثل الحبوب المنومة وحبوب منع الحمل، وكذلك شرب الكحوليات أو تعاطي المخدرات.
فهم السبب وتوفير العلاج المناسب له دور كبير في تطوير الخطط العلاجية الصحيحة وتقديم الدعم الاجتماعي والعلاج المناسب، فـ الاكتئاب حالة قابلة للعلاج، والبحث عن المساعدة المناسبة يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في جودة الحياة.
علامات الاكتئاب: كيف تعرف أنك تعاني من الاكتئاب؟
تختلف علامات الاكتئاب من شخص لآخر، لكنها تشمل بشكل عام العديد من الأعراض النفسية والجسدية التي تستمر لفترات طويلة وتؤثر على الحياة اليومية للفرد. منها:
1) علامات الاكتئاب عند المرأة
الاكتئاب يمكن أن يؤثر على النساء بشكل مختلف عن الرجال، وذلك بسبب مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. منها:
الحزن المستمر والفراغ دون سبب واضح.
المعاناة مع شعور القلق والتوتر الشديدين، وغالبا ما يصاحبهم خوف شديد.
تغيرات في الوزن والشهية.
الشعور بالأرق (صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المبكر) أو النوم المفرط.
الإرهاق المستمر وفقدان الطاقة، حتى بعد قسط كافٍ من النوم.
الشعور بالعار والذنب وعدم القيمة.
الانسحاب الاجتماعي والعزلة.
صعوبة التركيز وتشتت الأفكار.
آلام مزمنة في الجسم، مثل الصداع وآلام الظهر واضطرابات الجهاز الهضمي.
2) علامات الاكتئاب عند الرجل
يمكن أن تظهر علامات الاكتئاب عند الرجال بشكل مختلف عن النساء، وذلك بسبب العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية. ومن أهم هذه العلامات ما يلي:
التهيج والغضب: يعبر الرجال غالبًا عن اكتئابهم من خلال التهيج والغضب بدلاً من الحزن. قد يصبح الرجل أكثر عدوانية وسرعة الغضب.
تغيرات في الوزن والشهية: يمكن أن يعاني الرجال من فقدان الشهية والوزن أو زيادة الشهية والوزن، وذلك بشكل غير مقصود.
فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية: قد يفقد الرجل الاهتمام بالأنشطة التي كانت تجلب له السعادة سابقًا، مثل الهوايات والرياضة.
السلوكيات الخطرة: قد يلجأ الرجل إلى السلوكيات الخطرة كوسيلة للتعامل مع الاكتئاب، مثل تعاطي المخدرات أو الكحول أو الانخراط في أنشطة خطيرة.
الأفكار الانتحارية: في الحالات الشديدة، قد يعاني الرجل من أفكار متكررة حول الموت أو الانتحار، وهذه الأفكار تتطلب اهتمامًا طبيًا فوريًا.
الاكتئاب يؤثر على النساء والرجال بطرق مختلفة، وإذا كنت إذا كنت تشعر بعدة من هذه العلامات لفترة تزيد عن أسبوعين، فمن المهم التحدث إلى أطباء "حاكيني " المتخصصين للحصول على الدعم والمساعدة المناسبة.
علاج الاكتئاب وطرق التخلص منه
تتعدد طرق التخلص من الاكتئاب وعلاجه لتشمل أنواع وأساليب كثيرة منها بالأدوية ومنها بدون الأدوية والهدف منها هو التخفيف من الاكتئاب وأعراضه، ومساعدة الأشخاص للحصول على حياة نفسية صحية أكثر، منها:
1) العلاج النفسي
يدعى العلاج النفسي بالمحادثة أو الاستشارة النفسية، ويتم استخدامه بالتزامن مع أدوية وحبوب الاكتئاب، وتشمل طرق العلاج النفسي ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يعتبر العلاج السلوكي المعرفي أحد أكثر أنواع العلاج النفسي فعالية لعلاج الاكتئاب. يركز هذا العلاج على تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية التي تسبب الاكتئاب، ويعلم الأشخاص كيفية التعامل مع المشكلات بطرق أكثر إيجابية.
العلاج النفسي الشخصي: يهدف هذا العلاج إلى تحسين العلاقات الشخصية وزيادة الدعم الاجتماعي من خلال فهم مشاعرهم وتطوير استراتيجيات للتعامل مع التوتر والضغوط.
العلاج الجماعي: يمكن أن يكون العلاج الجماعي مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، حيث يوفر لهم الدعم العاطفي ويسمح للأفراد بمشاركة تجاربهم والتعلم من الآخرين الذين يمرون بنفس الظروف.
العلاج الأسري: يركز هذا العلاج على تحسين التواصل والعلاقات داخل الأسرة، وهو مفيد خصوصًا إذا كانت العوامل العائلية تساهم في الاكتئاب.
2) العلاج بالتخليج الكهربائي (ECT)
في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية أو العلاج النفسي، يمكن استخدام العلاج بالتخليج الكهربائي، ويتضمن هذا العلاج تمرير تيارات كهربائية صغيرة عبر الدماغ لإحداث نوبة قصيرة من النشاط الكهربائي، مما يخفف من الأعراض الاكتئابية.
4) العلاجات البديلة والمكملة
العلاجات البديلة بإمكانها أن تساهم بدرجة كبيرة في الحد من الاكتئاب وأعراضه، وذلك بجانب العلاج النفسي والعلاج بالأدوية - بشرط استشارة طبيب متخصص أولًا - ويمكن أن تستخدمها للتغلب على الاكتئاب بدون دواء إذا كانت أعراضه خفيفة، ومن أهم هذه العلاجات ما يلي:
التأمل واليوغا: يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
التمارين الرياضية: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تكون فعالة جدًا في علاج الاكتئاب. تساعد التمارين في زيادة إفراز الإندورفين، وهو الهرمون الذي يساعد في تحسين المزاج.
العلاج بالضوء: يُستخدم العلاج بالضوء بشكل خاص لعلاج الاكتئاب الموسمي. يتضمن هذا العلاج الجلوس أمام صندوق ضوء خاص يعوض عن قلة التعرض لأشعة الشمس.
العلاج بالأعشاب والمكملات الغذائية: بعض الأشخاص يلجؤون إلى استخدام الأعشاب مثل نبتة القديس يوحنا أو المكملات الغذائية مثل أوميغا-3. يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذه المكملات لتجنب التفاعلات السلبية مع الأدوية الأخرى.
3) العلاج بالأدوية
يوجد العديد من أدوية مضادات الاكتئاب والتي تستخدم غالبًا في الحالات الشديدة أو المتوسطة، وتشمل ما يلي:
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): مثل فلوكستين (بروزاك)، وسيتالوبرام (سيليكسا)، وسيرترالين (زولوفت). تعتبر هذه الأدوية فعالة ولها آثار جانبية أقل مقارنة بالأدوية الأخرى.
مثبطات امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين (SNRIs): مثل دولوكستين (سيمبالتا)، وفينلافاكسين (إفكسور). تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين والنورإبينفرين في الدماغ.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs): مثل أميتريبتيلين، وإيميبرامين. تعتبر هذه الأدوية فعالة لكنها قد تسبب آثارًا جانبية أكثر.
مثبطات مونوأمين أوكسيديز (MAOIs): مثل فينيلزين (نارديل)، وترانيلسيبرومين (بارنات). نادرًا ما تُستخدم هذه الأدوية نظرًا لاحتمال تفاعلها مع بعض الأطعمة والأدوية.
يجب الإشارة إلى أن مضادات الاكتئاب تستغرق وقتًا طويلًا قبل أن يبدأ مفعولها وملاحظة تأثيرها. لذا ينبغي على الشخص الالتزام بدواء الاكتئاب وعدم إيقافه دون استشارة الطبيب تجنبًا للتعرض لانتكاسة أو للأعراض الانسحابية نتيجة التوقف المفاجئ.
هذه العلاجات يمكنها وبفعالية التحسين من أعراض الاكتئاب والتخلص منها، ولكنها يجب أن تتم تحت إشراف طبيب متخصص، بناء على خطة علاجية فردية واضحة، لتساعدك على التحسين من حياتك وجودتها، ويمكنك أن تطلب استشارة نفسية من أطباء حاكيني لمساعدتك في الحصول على صحة نفسية أفضل.
نصائح للتغلب على الاكتئاب بدون دواء!
التغلب على الاكتئاب بدون استخدام الأدوية يمكن أن يكون ممكنًا باستخدام استراتيجيات متنوعة تهدف إلى تحسين الصحة النفسية بشكل طبيعي. مثل:
الحفاظ على روتين يومي يمكن أن يساعد الالتزام بروتين يومي في استعادة الشعور بالنظام والتحكم.
حاول أن تذهب للنوم وتستيقظ في نفس الوقت كل يوم، وحافظ على بيئة نوم مريحة.
تناول وجبات غذائية متوازنة وحاول تضمين الفواكه والخضروات الطازجة في نظامك الغذائي.
ممارسة الرياضة حتى التمارين الخفيفة يمكن أن تساعدك في تحسين مزاجك وزيادة مستويات الطاقة.
لا تتردد في طلب المساعدة والدعم من الأشخاص الذين يهتمون بك.
ابدأ بتحديد أهداف يومية صغيرة واحتفل بتحقيقها لتعزيز الشعور بالإنجاز.
يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء في تهدئة العقل وتقليل التوتر.
العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يمكن أن يكون مفيدًا جدًا.
تجنب العزلة وحاول البقاء نشطًا اجتماعياً والانخراط في الأنشطة التي تستمتع بها.
والأهم ان تحاول دائمًا في التفكير بإيجابية، فـ التفكير الإيجابي يمكن أن يساعدك في تغيير نظرتك للأمور وتحسين حالتك النفسية بشكل عام.
اختبار الاكتئاب: هل تعاني من الاكتئاب أم لا؟
الاختبارات النفسية هي أدوات تقييم تُستخدم لقياس وفهم الجوانب المختلفة للصحة النفسية والعقلية للفرد، ويمكن أن تساعد هذه الاختبارات في تشخيص الاضطرابات النفسية، وتقييم القدرات العقلية، وفهم الشخصية، والبدء في تحديد الاحتياجات العلاجية المناسبة.
تقدم اختبارات حاكيني مجموعة من المقاييس النفسية والشخصية لمساعدة الأشخاص في التعرف على حالتهم النفسية بشكل أفضل، مع توجيههم للحصول على المساعدة النفسية المناسبة، منها:
اختبار الاكتئاب:
هذا الاختبار أداة مفيدة للأشخاص الذين يشعرون بالحزن المستمر أو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقًا.
اختبار القلق:
يساعد هذا الاختبار في التعرف على الأعراض الشائعة للقلق مثل الأرق، والعصبية، وصعوبة التركيز. يمكن أن تكون نتائج هذا الاختبار خطوة أولى نحو البحث عن العلاج المناسب.
اختبار اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
يساعد هذا الاختبار في التعرف على الأعراض مثل الكوابيس، وتجنب المواقف المرتبطة بالحدث الصادم، وزيادة الاستجابة للضغط.
اختبار التوتر:
يساعد هذا الاختبار في التعرف على مصادر التوتر وكيفية تأثيرها على الصحة النفسية والجسدية.
اختبار الصحة النفسية العام:
يساعد في التعرف على الاضطرابات النفسية المختلفة وتحديد الحاجة إلى المزيد من التقييم أو العلاج.
هذه الاختبارات تعد أداة نفسية مهمة تساعدهم بشكل مبدئي في فهم حالتهم النفسية بشكل أفضل واتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين صحتهم النفسية، وإذا كنت تشعر بأي من أعراض الاكتئاب، أو القلق، أو أي اضطراب نفسي آخر، فيمكنك طلب الحصول على استشارة نفسية من مجموعة استشاريي حاكيني المتخصصين في مجال الصحة النفسية والطب النفسي، لتكون هذه نقطة البداية لك نحو حياة نفسية أفضل وأكثر صحة!
