لطالما كانت العودة إلى المدرسة بعد طول غياب مسألة صعبة وزاخرة بالمشاعر المختلطة التي تتراوح بين صعوبة التخلي عن الراحة واللعب ودفء المنزل من ناحية، والاشتياق إلى المدرسة والمعلمين والزملاء من ناحية أخرى. أما هذا العام فإن طول الانقطاع عن المدرسة وما صاحبه من انغماس في الألعاب الإلكترونية وقضاء وقت طويل على الشاشات، قد رجّح كفة الصعوبات المتعلقة بالعودة إلى المدارس، هذا بالإضافة إلى القلق من احتمالية العدوى بالفيروس وثقل الالتزام بالاحتياطات التي يجب اتخاذها في المدرسة، كل ذلك يزيد من العبء النفسي على التلاميذ وعائلاتهم وعلى الكوادر المدرسية.
لذا ننصح الآباء والمعلمين بالانتباه إلى ما يلي:
1- ضرورة الحديث الإيجابي أمام الطلاب عن أهمية العودة إلى المدرسة، واستذكار مواقف جميلة ولطيفة من أيام الدراسة، وعدم التذمر من الصورة الجديدة للتعليم، ووعي خطر التجهيل والتسرب إن طال الانقطاع عن المدرسة.
2- إدراك أن الأطفال بصفة عامة قادرون على التأقلم على روتين جديد أكثر من البالغين وخصوصاً الأطفال دون عمر الثانية عشرة، لكننا نحتاج إلى التحلي بالصبر والحكمة ريثما يتكيفون مع وضعهم الدراسي الجديد. قد تواجهنا بعض التحديات مع المراهقين بسبب ميلهم إلى التمرد وتحدي القوانين لذا ننصح بالأخذ بآرائهم في عمل الترتيبات والقرارات المناسبة لحياة المدرسة؛ فهذا يعطيهم شعورا بملكية هذه القرارات ويدعم التزامهم بها.
3- يجب التحدث إلى التلاميذ حسب درجات وعيهم حول إجراءات الوقاية؛ فمثلا نعلّم المراهقين ضرورة غسل أو استبدال الكمامة بشكل يومي، بينما نحاول خلق ألفة بين الطفل الصغير وكمامته من خلال إلباسها لألعابه أو الرسم عليها.
4- إن ضبابية المشهد المحيط بكيفية التعليم يضفي قلقا آخر على التلاميذ، علينا تبديده بالتعامل بمرونة وبث التفاؤل وبناء الثقة بأنهم قادرون على الإنجاز والإبداع رغم الظروف الإستثنائية التي يمرون بها، ولنكن قدوة لهم في ذلك.
أما قواعد السلامة التي يجب الحث عليها فهي تشمل ما يلي:
1- غسل وتعقيم اليدين بشكل متكرر
2- تجنب لمس الوجه والعينين
3- الحفاظ على المسافة الجسدية الكافية للوقاية
4- ضرورة الالتزام بالكمامة
5- تجنب مشاركة الأشياء كالأقلام والدفاتر مع الآخرين.
وأخيرا، من الضروري أن يتفحص الأهل بوادر أيّة أعراض مرضية لدى الطفل وإلزامه البيت في حالة ظهور أعراض الفيروس، كما لا بد من تفعيل تواصل الوالدين مع المدرسة للإطلاع على أية مستجدات بخصوص مكافحة الوباء.
دمتم بخير ودامت مدارسنا مجتمعاتٍ آمنةٍ تقدم الأفضل لأبنائنا وبناتنا.
وقم بتسجيل في موقع حاكيني للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية.