كيف تتعامل مع الشخص الذي يلعب دور الضحية ؟

ملخص المقالة

05/10/2022
main-image

لا يستمر الإنسان في ممارسة سلوك سلبي أو إيجابي، وحتى المشاعر السلبية مثل القلق أو الشك أو فكرة سلبية مثل فكرة أنه ضحية، إلا ويتصور بأنه يستفيد من ذلك حتى لو كانت الفائدة لحظية أو الضرر أكثر من الفائدة. وهذا ما ينطبق على أصحاب دور الضحية الذين يكملون حياتهم على هذا النهج في سبيل تحقيق كل ما يرغبون على حساب الآخر.

ما هو دور الضحية؟

هو الدور الذي يميل فيه الشخص للنظر لنفسه باعتباره ضحية المواقف الصادرة من حوله. كما يعمل على تكريس طريقة تفكيره، وتجيير الأحداث كما لو أنه بالفعل ضحية حتى وإن لم يكن هنالك أي أدلة أو أسباب منطقية تدعم بأنه ضحية هذا الموقف.

علامات تكشف لنا من يلعب دور الضحية.

  1. لا يتحمل مسؤولية سعادته وتحسين حياته. لأنه غير قادر على ذلك؛ بسبب أنه ضحية قرارات خاطئة اتخذها الوالدين، الزوج، الأبناء، المعلمين والمدرسة، الحكومة، وأي مصدر سلطة في حياته.
  2. يكسب تعاطف الآخرين. وبسبب هذا التعاطف سوف تقل توقعاتهم منه، وبالتالي لا يحتاج للخروج من منطقة الراحة.
  3. التخلي عن التغيير. بسبب تصوره بأنه مسّير من قبل عوامل خارجية يتخلى عن التغيير، وبالتالي لا يضطر لتحمل مشاق وصعوبات التغيير.
  4. الامتناع عن التعاطف مع الآخرين. فكلما شكى له شخص عن مشكلة يعانيها يقول له أنا أواجه ما هو أصعب وأعظم مما تعاني، وبالتالي يخلق لمن يشكو تأنيب الضمير في النهاية بسبب شكواه ويجعله لا يكرر ذلك معه.
  5. لا  يقلق من اتخاذ القرار. الشخص الذي يعيش دور الضحية يلقي مسؤولية اتخاذ القرارات على الآخرين الذين يراهم مسؤولين عن سعادته وبالتالي لا يتحمل عواقب اتخاذ القرار.

لكن في مقابل هذا كله سوف يضطر لدفع ثمن الشعور المستمر بالتعاسة والذي قد يؤدي إلى الاكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى. بالإضافة إلى المشاكل الزوجية ومشاكل مع الأبناء. هل كل ذلك يستحق أن تلعب لأجله دور الضحية؟

صفات الأشخاص الذين يلعبون دور الضحية.

  1. غير مستعدين لتحمل التغيير. الأشخاص الذين يلعبون دور الضحية غالباً غير مستعدين لتحمل تعب التغيير، وتكلفته المادية والنفسية.
  2. اعتقادهم بأن التغيير المتعلق بهم هو واجب الآخر. غالبا في الماضي تعرضوا للظلم وهناك من تعدى على حقوقهم، وهذا الأمر يجعلهم يعتقدون بأن التغيير واجب الآخر ومسؤولية سعادتهم يتحملها الآخرون.
  3. ممارسة دور الضحية مع كل الأشخاص وفي كل مكان. يمارس دور الضحية مع كل شخص وفي كل مكان حتى في وسائل التواصل،  وأمام آلاف الناس يفتح قلبه ويذكر مشاكله وكأنه يريد أن يقول للجميع انظروا ماذا أعاني، إذا لا تتوقعوا مني التغيير.
  4. لا ترضيهم أية حلول تعطيهم إياها. إذا اعطيتهم حلا يتهموك بأنك غير مفيد، ولا تستطيع أن تساعدهم. يقولون هذا الحل لا ينفع وإذا لم تعطهم حلا يكررون أنتم ال تفهموني.
  5. المقاومة العالية تجاه التغيير. لديهم مقاومة عالية تجاه التغيير، ودائماً لديهم فقر في مهارات الحياة وغير مستعدين لصرف الوقت والجهد لتعلمها.

كيف تتعامل مع من يلعب دور الضحية ؟

  1. عدم الشعور بالذنب تجاه ما يشعر. الخطوة الأولى في التعامل مع من يلعب دور الضحية هو عدم شعورك بالذنب أو المسؤولية تجاه ما يشعر به. لا تأخذ شكواه بشكل شخصي، ولا تظن أنه يريد منك تغيير عالمه هو فقط يحب دوره.
  2. قاوم رغبتك الشديدة في إعطاء الحلول والنصائح. مهما كان الحل بسيطاً في رأيك، ومهما شعرت بالغضب من استسلامه لا تعطيه الحلول اي لا تقول له هل استطيع أن اساعدك في شيء لحله؟ بل قل له نعم لقد ذكرت مشكلتك كثيراً، غالباً سوف يقول لك لا تستطيع حله. في هذه الحالة قل له إذا لماذا تكرره علي؟ كرر هذا الحوار إلى درجة مملة حتى يمل الشخص من تكرار شكاويه.
  3.  المبالغة في بيان مشكلته حتى يستغرب هو ويقول لا ليس بهذا السوء. مثلا إذا كان الشخص يشتكي باستمرار من سوء ظروف عمله، ولا ينظر إلى دوره في ذلك بدلا عن بيان إيجابيات عمله. بالغ في ذكر السلبيات التي يقولها حتى يتوقف هو عن التذمر، ويقول: لا ليس بهذا السوء، بالنهاية هناك بعض الإيجابيات. أو إذا كانت زوجة تشتكي عن زوجها أو ابنائها استخدم نفس الطريقة في المبالغة، قل: لم أكن أعلم أنك لهذه الدرجة إنسان عاجز أن تواجه مشاكل بهذا الشكل دون أن يكون لك دور فيها أبداً.
  4. استخدم أسلوب الاستنكار والتعجب أو استخدم أسلوب المزاح والضحك. اختار ما  يتناسب مع شخصيتك، وبين له دوره في مشكلته بأسلوب مضحك يضطره للضحك والتوقف عن تكملة دوره المأساوي.

لا يوجد منا من يعيش حياة رغيدة وهانئة بالمطلق دون وجود عقبات وصعوبات. ومن الطبيعي أمام قسوة الحياة وصعوبة تحقيق متطلباتها أن نشعر في بعض الأحيان بالتعب والفشل، وبكل المشاعر السلبية وأن نتذمر من ذلك كله وهذا طبيعي، لكن من المهم أن ندرك أن ما هو غير طبيعي هو أن نستمر بالتذمر والشكوى من التعب للآخر، دون الأخذ بعين الاعتبار تعبه وشكواه من المصاعب التي يواجهها، لأن هذا بالتأكيد سيجعلنا على مشارف الإصابة بدور الضحية.

قم بتحميل تطبيق الصحة النفسية من حاكيني. على الاب ستور وجوجل بليي للحصول على مواد غنية للتعامل مع دور الضحية او التخلص منها 

مع خبرة واسعة، أ. زهراء الموسوي يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

كيف نتعامل مع العنف بين الأطفال ؟
أ. اباء أبو طه
كيف أقنع المريض النفسي بالعلاج ؟
أ. فاطمة ياقتي
الضغوط الأسرية وعلاقتها بالطلاق العاطفي
فريق حاكيني

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة