تعددت وجهات النظر حول الوقت المناسب لفطام الطفل عن الحفاضة، لا شك أن لكل وجهة نظر احترامها ومكانتها، ولكن من وجهة نظري يعتبر مبدأ التدرج أفضل الطرق في كل شيء حتى في مسألة فطام الطفل عن الحفاضة، ونعتبره من أفضل الطرق وأكثرها جدوى، لما يوفره من استعداد وتهيئة لكل من الأهل والطفل للحظة نزع الحفاضة.
ولكن لابد وأن يدرك الأهل إمكانية عدم استعداد الطفل لهذه المرحلة، ما يدفعهم إلى نزع الحفاضة لفترة من الوقت ومن ثم الرجوع لها، وهذا طبيعي جدا، ويجب أن يكون لديهم الجهوزية التامة لاستيعاب هذه المرحلة، والتعامل معها باعتبارها مرحلة عابرة حتى وإن طالت.
قديما أي ما قبل وجود البامبرز، كانت مسألة نزع الحفاضة تأخذ وقت وكان يتم فطم الأطفال عن الحفاضة على جيل السنة!
من الممكن البدء في عملية الفطام عن الحفاظ في جيل السنة أو السنتين، لا يوجد معيار لما هو صحيح أو خاطئ، طالما أولا واخرا سيقوم طفلنا بنزع الحفاضة، بالتالي لا داعي لممارسة الكثير من الضغوط على طفلنا حول هذه المسألة.
فكيف نساعد الطفل على التخلص من الحفاض؟
دعوني أرشدكم إلى طبيعة المراحل التي من الممكن أن تسهل عليكم وعلى أطفالكم عملية التخلص من الحفاظ وتجلعلها أكثر يسرا.
في المرحلة الأولى:
نخاطب طفلنا بصفته كبيرا ونعلمه أننا نراه كبير، ونسأله إن كان يحب أن يصبح مثل الكبار في البيت ويفضل الدخول إلى الحمام مثلهم، تحقيقا لذلك لابد من استخدام عبارات تحفيزية مثل "انظروا قد جاء من أصبح كبيرا ويذهب لوحده إلى الحمام"، "ها هو كبير الماما يستخدم الحمام كالكبار".
كما يجب علينا إفهام طفلنا بشكل متدرج أننا سنزيل الحفاضة لوقت قصير، وأنه عندما يشعر بعدم الإرتياح في بطنه أو ببعض الأوجاع يجب أن يخبرنا كي ندخله إلى الحمام، أو أن نضعه على القعادة/الأرضية.
من الممكن أن يكون الوقت القصير الذي سنزيل فيه الحفاضة كل يوم هو ساعة، ويمنع خلالها الإنشغال عن طفلنا يل يجب علينا أن نلعب معه ونشغله بأي شيء، كأن نروي له قصة مثلا، المهم أن نبقى حوله ومعه ومتنبهين إن كان يريد الدخول إلى الحمام.
عن ماذا يجب أن نمتنع في هذه المرحلة؟
- لا يجب أن نعرض على طفلنا الدخول إلى الحمام، بل نقول له أنه عندما يشعر بأي شيء عليه أن يخبرنا، إذ بعرضنا عليه الدخول إلى الحمام نحن نمنعه من أن يشعر إن كانت مثانته مليئة، وإن كان يشعر بإحساس عدم الارتياح، هذا من شأنه أن يسرع من مرحلة التعليم.
- من المهم أن نعلمه بأن ما يقوم ويمر به هو لأجله وليس لأجل الذين من حوله، لذلك لا يجوز أن ننفعل كثيرا أو نصفق له من أنه فعل ما يجب فعله لنفسه وليس لأجل الصفقة، في كثير من الأحيان تشكل هذه الصفقة عامل ضغط على طفلنا، لأنها ستجعله يشعر أنه مجبر دائما أن يقضي حاجته في الحمام كي يفرح أهله، كما لا يجوز أن نكافؤه بإعطائه الجوائز أو نعاقبه بحرمانه منها، إن نجح أو أخفق في الدخول إلى الحمام.
خلال هذه المرحلة من المهم أن نتذكر أنه من الطبيعي جدا أن يسبق الولد على ثيابه، إذ عندما يقوم طفلنا بالتسبيق على ثيابه هذا يساعدنا على تطوير وعي طفلنا حول احتياجاته، وخلال ذلك ممنوع أن نصرخ عليه ونحسسه بالذنب أو أن نضحك له، بل يجب أن نقول له نحن نقضي احتياجاتنا فقط في الحمام مثل بابا وماما.
ممنوع أن نقارن طفلنا مع أطفال آخرين!
كأن نقول له مثلاً: (انظر كيف يوسف بعرف يفوت وأنت لأ)، بدلا من المقارنة يمكن سؤاله إن كان يفضل أن يصبح كيوسف ويدخل فقط على الحمام لقضاء احتياجاته، مهم أن نكون قدوة له ويمكن تحقيق ذلك من خلال إدخاله معنا إلى الحمام عندما ندخل، وبإمكاننا خلال ذلك أن نستعمل القصص، أو أن نشرح له عن عملية الهضم وكيف تحدث وكيف يدخل الطعام إلى جسمنا، ومن ثم ينتقل إلى المعدة والمعدة تأخذ منه المواد التي تساعدنا على أن نكبر، لكن جسمنا لا يستطيع أن يحصر جميع الأطعمة، ولذلك يجب أن يتخلص من الفضلات لكي يبقى جسمنا يبقى خفيف ومرتاح ولذلك نحن ندخل على الحمام. من الممكن أن تستمر هذه المرحلة لأسبوعين، نقوم بأول أيام بإزالة الحفاظ لساعة، واليوم الرابع والخامس نزيل الحفاضة لساعتين، وبعد بضعة أيام ايضاً نزيد لثلاث أو أربع ساعات.
في المرحلة الثانية:
عندما نشعر أن طفلنا أصبح يعرف كيف يميز ويتحكم بنفسه نزيل له الحفاض خلال النهار، ومن الممكن العمل على إزالته خلال الليل، ولكن إذا كان طفلنا لا زال يتناول الحليب خلال الليل فلا يحبذ أن نزيل الحفاض خلال الليل.
ومن ناحية اخرى هناك أطفال لم يكتمل لديهم جهاز التحكم بالبول أي لم ينضج بعد، لذلك من الممكن أن ننتظر معه ونزيل الحفاض في الوقت الذي نرى نحن فيه أنه أصبح يفيق في الصباح وحفاظه نظيف، هناك أطفال يمكن أن يتأخروا في الخروج دون الحفاضة بالأخص في موضوع الخروج من الممكن أن يستغرق ذلك أشهر والسبب في ذلك يكون خوف وتوتر أو مشاكل بالعلاقة مع الأهل.
متى يتخلص الطفل من الحفاضة؟
من المهم أن نتحلى كأهل بالصبر والهدوء، حتى نتمكن من مساعدة أطفالنا على تجاوز هذه المرحلة والتي مهما طالت ستنتهي، أيا كانت الفترة التي سيستغرقها طفلا لنزع الحفاضة لا يهم طالما في نهاية المطاف سيفطم عنها، بشكل عام مهما شكلت الحفاضة عائق أو مشكلة أمام الأهل فهي بالغالب تحل بمجرد التحاق أطفالنا إلى الروضة.
اشترك مع منصة حاكيني للاستشارات النفسية اونلاين احصل على إرشادات من خلال برامج للمساعدة الذاتية او قم بالتحدث مع أفضل أخصائي العلاج النفسي، بما يشمل مختصين من المجال الاجتماعي، الزوجي، الاسري وغيرهم للاشتراك من هنا مجاناً.