تخيل هذا الموقف: يطلب الأب من ابنه إنهاء واجباته المدرسية، فيرد المراهق سريعًا: "سأفعل لاحقًا!"
تطلب الأم منه ترتيب غرفته، فيجيب بانزعاج: "هذه غرفتي، وأنا أقرر متى أرتبها!"
وأي محاولة للحوار تتحول إلى جدال لا ينتهي، حيث يبدو وكأن المراهق يعاند من أجل العناد فقط.
لكن في الحقيقة، العناد في مرحلة المراهقة ليس مجرد تمرد بلا سبب، بل هو جزء طبيعي من رحلة التغييرات الجسدية والنفسية. فالمراهق يسعى إلى إثبات ذاته، واكتشاف استقلاليته، وتجربة حدود قدرته على اتخاذ القرار، لكن في بعض الأحيان، يختار أساليب تثير توتر الأهل وتضع العلاقة تحت ضغط مستمر، مما يجعلهم يبحثون عن علاج عناد المراهقين!
لماذا يعاند المراهق؟ (افهم المشكلة بعمق)
العناد قد يكون طبيعيًا إذا كان مرتبطًا بمحاولة الاستقلال، لكنه يصبح مشكلة عندما يؤدي إلى صراعات دائمة.. لذا، من الأفضل دائمًا أن تعرف الفرق بينهما أولًا، وتعرف ما الذي يدور داخل عقل ابنك المراهق لكي تتصرف معه بحكمة وعقلانية.
[1] هل هو عناد أم إثبات ذات؟
عندما يرفض المراهق طلبات والديه، قد يبدو الأمر وكأنه عناد بلا سبب، لكنه في الحقيقة قد يكون محاولة لإثبات الذات. كما أن هناك فرق كبير بين العناد الطبيعي، الذي يعكس رغبة المراهق في الاستقلال، وبين التحدي غير الصحي، الذي قد يكون رد فعل على ضغوط نفسية أو مشكلات أخرى.
- العناد الطبيعي: يظهر عندما يصر المراهق على اتخاذ قراراته بنفسه، معبرًا بذلك عن رغبته في الاستقلال وتأكيد شخصيته، ويحدث غالبًا في الأمور الشخصية. مثل؛ اختيار الملابس أو الأصدقاء.
- التحدي غير الصحي: يكون دائمًا مصحوبًا بالغضب والانفعال الزائد، وقد يظهر كرد فعل على مشاكل نفسية مثل القلق أو الاكتئاب، مسببًا بذلك تأثير سلبي على علاقاته العائلية والاجتماعية.
كيف يفكر المراهق في هذه المرحلة؟
المراهق لا يعاند لمجرد العناد، بل يرى الأمور من زاويته الخاصة. فهو يشعر أنه أصبح كبيرًا بما يكفي لاتخاذ قراراته بنفسه، لكنه في الوقت ذاته لا يمتلك الخبرة الكافية لفهم العواقب. هذا التناقض يجعله يميل إلى رفض التوجيهات والشعور بأنه يُفرض عليه أمر ما، حتى لو كان في مصلحته.
[2] الهرمونات، المخ، والاستقلال: ماذا يحدث داخل عقل المراهق؟
النمو العصبي والهرموني خلال سن المراهقة له تأثير كبير على اتخاذ القرار والعناد، ففي هذه الفترة يمر الدماغ بتغيرات كبيرة تؤثر على التفكير والسلوك. أهم هذه التغيرات:
- نشاط عالٍ في اللوزة الدماغية (Amygdala): وهي المسؤولة عن التحكم في العواطف، وعندما يزيد نشاطها عن الحد الطبيعي يجعل المراهقين أكثر اندفاعًا وعاطفية.
- تطور بطيء في الفص الجبهي (Prefrontal Cortex): وهو الجزء المسؤول عن التفكير المنطقي واتخاذ القرارات، وتطوره يجعلهم أكثر عرضة للقرارات غير المدروسة.
- التغيرات الهرمونية: مثل زيادة هرمون التستوستيرون عند الذكور، مما قد يجعلهم أكثر عدوانية، وارتفاع هرمون الإستروجين عند الإناث، مما يزيد من حساسيتهم العاطفية.
فهم هذه التغييرات مهم جدًا، فهي بداية الطريق لـ علاج عناد المراهقين كما تساعدك على التعامل مع ابنك المراهق بطريقة أكثر صبرًا وتفهّمًا، بدلاً من الدخول في صراعات غير ضرورية.
[3] كيفية التعامل مع المراهقين الذكور والإناث؟
رغم أن جميع المراهقين يمرون بتغيرات نفسية وجسدية، إلا أن هناك اختلافات بين الذكور والإناث في طريقة التعبير عن العناد والتعامل مع المشكلات.
◾ في حالة المراهقون الذكور:
- يميلون إلى التحدي المباشر، وقد يظهر عنادهم في صورة رفض واضح أو جدال طويل.
- يفضلون إيجاد حلول عملية بدلًا من الحديث عن المشاعر.
- قد يظهرون استقلالية زائدة، ويرون أن قبول نصيحة الأهل يعني ضعفهم.
ولكي تتعامل مع هذه الحالة بأفضل طريقة: يٌفضل أن تستخدم نبرة هادئة وحازمة بدلًا من المواجهة المباشرة، وتقديم الخيارات بدلًا من الأوامر، مثل: "هل تفضل تنظيف غرفتك قبل العشاء أم بعده؟". وأيضًا أعطهم بعض الحرية في اتخاذ القرارات، لكن مع حدود واضحة.
◾ في حالة المراهقات الإناث:
- يعبرن عن العناد بشكل عاطفي أكثر، مثل التجاهل أو التظاهر بعدم الاكتراث.
- قد يفضلن المناقشة الطويلة بدلاً من المواجهة الصريحة.
- أكثر حساسية تجاه الانتقادات، لذا قد يشعرن بأن أي توجيه هو هجوم شخصي.
وأفضل طريقة للتعامل مع المراهقات: أن تستخدم معهم التعاطف والتقدير بدلًا من الانتقاد المباشر، وأيضًا اجعل الحوار مفتوح وداعمًا، وامنحهم مساحة للتعبير عن مشاعرهم.
ولا تنس أن تتجنب العبارات الحادة مثل "أنتِ دائمًا ترفضين كل شيء"، واستبدلها بـ: "أنا أفهم أنكِ ترغبين في الاستقلال، لكن دعينا نتحدث عن أفضل حل معًا.". فالتحدث بهدوء وتفهم أفضل طريقة للتعامل مع المراهقة!
كيف تتعامل بذكاء مع عناد ابنك/ابنتك المراهق/ة؟ (إستراتيجيات عملية)
التعامل بذكاء من العناد يتطلب بعض الصبر والتأني بدلًا من المواجهة المباشرة، وهذا يبني ثقة أكبر بينك وبين ابنك/ابنتك المراهق/ة مما يجعله/ا أكثر استجابة للنصائح بدلًا من الشعور بأنه مجبر على اتباعها. ومن أهم الطرق التي يجب أن تتبناها في علاج عناد المراهقين:
[1] المواجهة لن تحل المشكلة!... (طرق ذكية لفتح قنوات الحوار)
قد يبدو أن مواجهة المراهق بحزم هي الطريقة المثلى لكسب النقاش، لكن الحقيقة هي أن المواجهة المباشرة غالبًا ما تؤدي إلى مزيد من التحدي والعناد. بدلاً من ذلك، استخدم أساليب ذكية لفتح قنوات الحوار.
= حوّل الجدال إلى نقاش بناء!
- بدلًا من أن تقول: "لماذا أنت عنيد/ة دائمًا؟"، جرب قول: "أرى أنك مصر/ة على رأيك، هل يمكن أن تشرح لي السبب؟"
- استخدم الأسئلة المفتوحة التي تجعل المراهق يفكر مثل: "ما رأيك أن نبحث عن حل يناسبنا معًا؟"
- تجنب الدخول في معركة سيطرة، فالمراهق يحتاج للشعور بأن رأيه مسموع.
= لغة الجسد والتواصل الغير مباشر فعالين في علاج عناد المراهقين!
- لا تقاطع حديثه، بل اجعله يشعر أن كلامه مهم.
- استخدم نبرة هادئة وثابتة حتى عندما يكون غاضبًا.
- لا تقف بطريقة مواجهة مباشرة (وكأنك تحاصره)، بل اجلس بجانبه أو على مستوى نظر نفسه.
[2] "أنت تفهمني فعلًا!"... (أسرار بناء علاقة ثقة مع ابنك/ابنتك المراهق/ة)
المراهقون أكثر حساسية مما يظهرون، فهم يبحثون عن التفهم قبل التوجيه. عندما يشعر ابنك/ابنتك أنك تستمع إليه حقًا، تقل مقاومته، ويصبح أكثر انفتاحًا على الحديث والتعاون.
= استمع إليه/ا دون إصدار أي أحكام مسبقة.
- استخدم عبارات عاكسة مثل: "أفهم أنك تشعر/ين بالغضب لأنك تريد المزيد من الحرية."
- تجنب استخدام عبارات التقليل مثل: "أنت تبالغ!" أو "هذا ليس مهمًا!"، لأنها تجعله يشعر بعدم التقدير.
- لا تقاطعه أو تحاول إنهاء الحديث بسرعة، أعطه/ا الفرصة للتعبير عن رأيه/ا بالكامل.
= اتبع معه/ا بعض خطوات تقليل العناد وزيادة الثقة.
- شاركه/ا بعض تجاربك الشخصية عندما كنت في عمره، فهذا يجعله يشعر أنك تفهمه.
- احترم خصوصيته/ا، ولا تلاحقه دائمًا بأسئلة عن حياته الشخصية، بل دعه يأتي إليك عندما يكون مستعدًا.
- أكد له/ا أنك في صفه حتى عندما تختلف معه، مثل: "أنا لا أوافق على هذا القرار، لكنني هنا لأساعدك في إيجاد الحل الأفضل."
[3] العقوبات لا تنجح دائمًا!... (بدائل إيجابية لتغيير السلوك)
الكثير من الآباء يلجؤون إلى العقاب كطريقة لـ علاج عناد المراهقين وإجبارهم على تغيير سلوكهم، ولكن الحقيقة أن العقوبات الصارمة قد تجعل العناد يزداد بدلاً من أن يقل. "والحل الأفضل دائمًا هو استبدال العقاب بأساليب تحسين السلوكيات الإيجابية."
= استخدم استراتيجيات لتحسين السلوك الإيجابي دون عقوبات قاسية!
- استخدم/ي نظام المكافآت: بدلاً من تهديده بالعقاب، كافئ السلوك الإيجابي مثل الالتزام بالمواعيد أو التعاون في المنزل.
- تطبيق العواقب الطبيعية: إذا رفض/ت القيام بواجباته/ا، دعه يتحمل نتائج ذلك في المدرسة بدلًا من الجدال معه.
- التشجيع بدلًا من التوبيخ: إذا قام/ت بشيء إيجابي، أظهر تقديرك فورًا مثل: "أعجبني أنك التزمت بالوقت اليوم، هذا رائع!".
= بدلًا من العناد، ساعده/ا على تحمل المسؤولية!
- دعه يتخذ بعض القرارات بنفسه، ولكن مع توضيح العواقب المحتملة.
- لا تتدخل لحل كل مشاكله، بل دعه يواجه بعض التحديات حتى يتعلم المسؤولية.
- استخدم/ي المنطق والتفكير بدلاً من الأوامر المباشرة، مثل: "ماذا تعتقد أن يحدث إذا لم تنهِ دروسك في الوقت المحدد؟".
التعامل مع المراهقين دائمًا ما يحتاج إلى صبر وذكاء عاطفي كبير، وليس مجرد فرض للأوامر والعقوبات، وإذا استطعت توجيهه بحكمة بدلًا من الدخول في صراعات مستمرة، ستجد أن علاقتك به أصبحت أكثر سلاسة وراحة.
متى يصبح العناد خطرًا؟.. (علامات تدل على الحاجة للمساعدة)
ليس كل عناد مراهق/ة مشكلة، لكنه قد يكون جرس إنذار إذا تحول إلى سلوك متكرر يؤثر على حياته اليومية. وفي بعض الحالات، قد يكون العناد وسيلة تعبير عن اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق، مما يستدعي التدخل الفوري.
[1] عناد أم تمرد؟
العناد سلوك طبيعي في مرحلة المراهقة، لكنه قد يتحول أحيانًا إلى مؤشر على مشكلات نفسية أعمق. من المهم أن يميز الأهل بين العناد العادي الذي يعكس رغبة المراهق في الاستقلال، وبين السلوك المقلق الذي قد يشير إلى اضطرابات نفسية أو اجتماعية تحتاج إلى تدخل.
كيف تفرق بين العناد الطبيعي والسلوك المقلق؟
- العناد الطبيعي: يكون مؤقتًا ويتراجع مع الحوار والتفاهم، يظهر في مواقف مثل رفض الأوامر اليومية أو التمسك بالقرارات الشخصية، ولا يؤثر سلبًا على الأداء الدراسي أو العلاقات الاجتماعية.
- العناد المقلق: يستمر لفترات طويلة ويتطور إلى تحدٍ عدواني ضد القواعد والأهل. ويصاحبه انعزال اجتماعي، نوبات غضب متكررة، أو تراجع في الدراسة. كما أنه يؤثر بشدة على صحة المراهق النفسية وعلاقته بمن حوله.
يوجد علامات إذا تواجدت في المراهق/ة، فهو يحتاج للتدخل الفوري:
عندما يكون العناد مصحوبًا بأي من السلوكيات التالية، يجب التدخل فورًا:
- العزلة المفرطة: إذا بدأ/ت المراهق/ة بالابتعاد عن الأصدقاء والعائلة، ويفضل البقاء وحيدًا.
- نوبات الغضب الشديدة: إذا أصبح يثور على أمور بسيطة، ويستخدم العنف أو التهديدات.
- التراجع الدراسي: إذا بدأ/ت في إهمال دراسته/ا بشكل مفاجئ دون سبب واضح.
- سلوكيات خطرة: مثل التدخين، تعاطي المخدرات، أو قيادة السيارة بتهور.
- إيذاء النفس: إذا أظهر علامات على إيذاء نفسه أو تحدث عن أفكار انتحارية.
📌 هذه المؤشرات لا تعني أن المراهق يعاني من مشكلة نفسية خطيرة، لكنها إشارات قوية على أنه يحتاج إلى دعم نفسي واجتماعي للتعامل مع مشاعره بشكل صحي.
كما أن هناك علامات خفية لا تظهر بوضوح، لكنها قد تكون أكثر إيذاءًا له ولمن حوله…
[2] الاكتئاب، القلق، والعناد: هل هناك علاقة خفية؟
في بعض الحالات، لا يكون العناد مجرد رفض أو تمرد، بل يكون طريقة غير مباشرة للتعبير عن المشكلات النفسية مثل الاكتئاب والقلق. المراهق قد لا يكون قادرًا على التعبير عن مشاعره بالكلمات، فيستخدم العناد كوسيلة دفاعية.
متى يكون العناد وسيلة تعبير عن مشكلات نفسية أعمق؟
- عندما يكون مصحوبًا بـ نوبات بكاء متكررة أو حزن مستمر.
- إذا لاحظت/ي تغيرات حادة في نمط نومه أو شهيته.
- إذا بدأ يردد عبارات مثل "أنا فاشل/ة"، "لا أحد يفهمني"، "لا أريد التحدث مع أحد".
- إذا أصبح يتجنب الأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل.
📌 إذا ظهرت هذه العلامات، فمن المهم التحدث مع المراهق بحب وتفهم، والبحث عن استشارة متخصصة إذا لزم الأمر.
كيف يساعد العلاج النفسي في حل المشكلة؟
علاج عناد المراهقين لا يعني إجباره على تغيير سلوكه بالقوة، بل فهم الأسباب التي تدفعه لهذا العناد، ومنحه الأدوات الصحيحة للتعامل مع مشاعره. ومن ناحية أخرى، يمكن للعلاج النفسي أن:
- يتيح للمراهق/ة مساحة آمنة للتعبير عن مشاعره/ا دون خوف من الأحكام.
- يساعده/ا على فهم أسباب عناده/ا وإيجاد طرق أفضل للتواصل.
- يكشف عن أي مشكلات نفسية خفية مثل القلق أو الاكتئاب.
- يعلمه/ا كيفية التحكم في غضبه/ا والتعبير عن نفسه/ا بطريقة صحية.
- يساعد الأسرة على فهم احتياجات المراهق/ة والتعامل معه/ا بطريقة أكثر دعمًا وتفهمًا.
📌 أحيانًا يكون الحل بسيطًا مثل تغيير أسلوب التواصل مع المراهق/ة، وأحيانًا يحتاج إلى دعم نفسي متخصص لمساعدته/ا على تخطي هذه المرحلة بنجاح.
رحلة التعافي: كيف يساعدك استشاريو "حاكيني" في التعامل مع علاج عناد المراهقين؟
عندما تشعر/ين أن علاج عناد المراهقين أمرًا مستحيلًا، والتواصل بينك وبين ابنك/ابنتك المراهق/ة يغدو أصعب وأصعب، وتفشل محاولاتك المستمرة في إحداث تأثير إيجابي.. يأتي دور استشاريي "حاكيني"، لمساعدتك في الحصول على حلولًا علمية وعملية تساعد على تحويل العناد إلى تفاهم وتواصل صحي.
[1] لماذا تحتاج لدعم متخصص نفسي؟
ليس كل عناد مشكلة، ولكن عندما يصبح العناد مستمرًا ومؤثرًا على الحياة اليومية للمراهق وأسرته، فإن الحل قد لا يكون بسيطًا. أحيانًا، يحتاج الأهل إلى شخص محايد وخبير يساعدهم على فهم ما يحدث داخل عقل المراهق وكيفية التعامل معه بشكل فعال.
= يكون الدعم النفسي ضروري، إذا:
- فشلت كل المحاولات في التواصل مع المراهق/ة.
- كان العناد مصحوبًا بالعزلة، العدوانية، أو تدهور الأداء الدراسي.
- شعر الأهل بالعجز أو الإحباط أمام سلوك المراهق/ة المتكرر.
- كان المراهق يرفض التحدث مع الأهل لكنه قد يكون أكثر راحة في الحديث مع مختص.
📌 والحصول على استشارة متخصص في علاج عناد المراهقين لا يعني الفشل في التربية، بل هي خطوة ذكية لحل المشكلة بطريقة علمية ومدروسة.
[2] دور الاستشارات النفسية في تحسين العلاقة بين الأهل والمراهقين
استشارة مختص نفسي لا تعني فقط علاج المشكلة، بل تساعد على بناء جسر من التفاهم بين الأهل والمراهق/ة. فـ من خلال الجلسات، يمكن للمختص/ة:
- تحليل أسباب العناد: هل هو طبيعي أم ناتج عن مشكلة نفسية أو اجتماعية؟
- تعليم الأهل أساليب فعالة للتواصل مع ابنهم/ابنتهم بطريقة تقلل الصراعات.
- توجيه المراهق/ة لمهارات أفضل للتعبير عن رأيه/ة دون عناد أو رفض متكرر.
- تحسين بيئة الأسرة وجعلها أكثر دعمًا وتفهمًا لاحتياجات المراهق/ة.
وببساطة واختصار مفيد؛ الاستشارة النفسية لا تعالج العناد فقط، بل تُحسن العلاقة بين الأهل وأبنائهم المراهقين وتجعلها أكثر صحة وانسجامًا.
[3] كيف يمكن لاستشاري "حاكيني" مساعدتك بخطط فردية؟
كل مراهق مختلف، ولهذا يحتاج كل شاب/صبية إلى خطة علاجية تناسب حالته/ا الخاصة. في "حاكيني"، يعمل الاستشاريون على تصميم خطط فردية تتناسب مع شخصية المراهق/ة وظروف أسرته، وتشمل:
- تحليل السلوك: فهم الأسباب الكامنة وراء العناد.
- تقديم تقنيات عملية للأهل لمساعدتهم على التعامل مع المراهق.
- إجراء جلسات توجيهية للمراهق لمساعدته على التعبير عن نفسه بطريقة صحيحة.
- متابعة مستمرة لضمان تحسن العلاقة بين الأهل والمراهق/ة بمرور الوقت.
الهدف هنا؛ ليس إجبار المراهق/ة على تغيير سلوكه/ا، بل تعليمه/ا كيفية التعبير عن نفسه دون اللجوء إلى العناد، ومساعدة الأهل على الاستجابة له/ا بطريقة أكثر فعالية.
[4] قصة نجاح تحولت من عناد إلى حب وتفاهم!
في "حاكيني"، ساعدت الاستشارات النفسية العديد من العائلات على تخطي مشاكل العناد وتحويلها إلى فرص للتواصل الصحي.
🔹 قصة أم أحمد وابنها عمر..
أخبرتنا أم أحمد أن: ابنها عمر البالغ من العمر 15 سنه "لم يكن يستمع إلي، وكان يعاند في كل شيء!"
بداية الصراع: رفض تام لكل شئ!
في البداية كنت أشعر أنني فقدت السيطرة تمامًا. كنت أطلب منه القيام بأبسط الأشياء، لكنه يرفض بعناد شديد. حتى عندما كنت أحاول التحدث معه بلطف، كان يغلق باب غرفته أو يرد علي بجمل قصيرة دون أي اهتمام. كل محاولاتي للحوار كانت تتحول إلى جدال حاد، وانتهى الأمر بي بالصراخ أو بالإحباط التام.
الأمر لم يتوقف عند الجدال اليومي، بل بدأ يتجنب الجلوس مع العائلة، ويفضل البقاء بمفرده لفترات طويلة، وحتى درجاته الدراسية بدأت في التراجع. حاولت الأم استخدام العقوبات، لكنها زادت من العناد بدلاً من أن تحل المشكلة.
نقطة التحول: اللجوء لاستشاري نفسي!
عندما لجأت أم أحمد إلى استشاري في "حاكيني"، أدركت أن العناد لم يكن المشكلة الحقيقية، بل كان وسيلة يعبر بها ابنها عن مشاعره المكبوتة. واكتشفت أنه كان يشعر بالتجاهل والضغط النفسي المستمر، مما دفعه إلى التمرد والرفض.
التغيير: يبدأ بالأهل أولًا!
بدأت الأم في تطبيق استراتيجيات جديدة للتعامل مع ابنها، ومن أهمها:
- الاستماع إليه دون مقاطعته، حتى لو لم تتفق مع رأيه.
- إعطاؤه مساحة لاتخاذ بعض القرارات بدلًا من فرض الأوامر عليه.
- استخدام لغة إيجابية وتشجيعية بدلًا من التوبيخ الدائم.
- إعادة بناء الثقة من خلال الحديث الهادئ والمشاركة في أنشطة يحبها.
النتائج: تحول العناد إلى تفاهم
بعد أسابيع قليلة من تطبيق هذه الاستراتيجيات، لاحظت تغيرًا كبيرًا: أصبح عمر أكثر انفتاحًا في الحديث معها، بدأ يشارك في الأنشطة العائلية، ولم يعد ينعزل في غرفته، تحسن مستواه الدراسي مع انخفاض توتره اليومي. والأهم من ذلك، تحولت العلاقة بينهما من صراع إلى حب وثقة!
📌 الدرس الأهم؟ التغيير لا يبدأ من المراهق فقط، بل من أسلوب الأهل في التعامل معه. إذا كنت تواجه تحديات مماثلة، فلا تتردد في طلب الدعم من استشاريي "حاكيني"
الخاتمة: لا تجعل العناد يُدمر علاقتك بابنك/ابنتك!
علاج عناد المراهقين ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى فهم، صبر، وأحيانًا دعم متخصص. إذا كنت تشعر أن علاقتك بابنك/ابنتك أصبحت مليئة بالصراعات، فلا تتردد/ين في طلب المساعدة.
استشاريي "حاكيني" مستعدون لمساعدتك بخطط فردية تناسب احتياجاتك، ليصبح التعامل مع المراهق أسهل، وأكثر هدوءًا، وأقرب إلى التفاهم والمحبة!
👈 اشترك في خدمة الاستشارات النفسية أو يمكنك تحميل تطبيق الصحة النفسية الآن على آب ستور وجوجل بلاي.
المصادر:
- https://www.wikihow.com/Discipline-a-Stubborn-Child
- https://childmind.org/article/how-to-parent-a-defiant-teen/
- https://www.psychologytoday.com/intl/blog/rethinking-mental-health/202209/why-teens-are-stubbornly-defensive
- https://www.momjunction.com/articles/tips-to-deal-with-your-stubborn-teenager_00352446/
- https://medium.com/@Ayeshatahir56/untangling-the-mystery-the-psychology-behind-stubborn-teenagers-and-how-to-navigate-their-world-4240c62b9417
- https://www.newportacademy.com/resources/restoring-families/defiant-teenager/#:~:text=Defiant%20behavior%2C%20while%20a%20natural,mean%20comments%2C%20and%20angry%20outbursts.