الطفل العنيد يكاد أن يكون موجود داخل كل أسرة ويُعتبر من الأبناء الذين يحتاجون معاملة خاصة ونهج تربوي دقيق للتعامل معه، فهو ليس كأي ابن آخر في الأسرة، وقد يجد الوالدين صعوبة في التواصل والتفاهم مع الطفل العنيد لذلك يجب عليهم الإطلاع المُستمر على الأساليب التربوية وعلى مقالات الصحة النفسية التي توجههم إلى كيفية التعامل مع الطفل العنيد مثل مقالات موقع حاكيني للاستشارات النفسية.
يُعتبر العناد سمة شائعة عند أغلب الأطفال، وبالرغم من صعوبة التعامل معه من قبل الوالدين إلا أن شخصيته تتسم بالقوة و الاستقلالية وإذا تم توجيهه ومعرفة الطريقة المثالية لتربية الطفل العنيد، فإنه يكون شخص قيادي ولديه ثقة عالية بالنفس، وقادر على اتخاذ القرارات الصحيحة بالمستقبل.
في هذا المقال، سنتناول طريقة تربية الطفل العنيد، صفاته، وطرق العقاب المناسبة له، وهل الضرب يجدي نفعًا في التعامل معه، وكيفية تعديل سلوكه بطُرق إيجابية.
من هو الطفل العنيد
الطفل العنيد هو الطفل الذي يرفض أي قرارات و أوامر سواء من والديه أو أحد المربين، ويظهر رغبة قوية بالتمسك في قراراته وأفكاره ويرفض التنازل عنها بسهولة، هذا السلوك يكون مُستفز ومزعج للآباء والأمهات، لكنه يعكس رغبة الطفل في تحقيق استقلاليته وإظهار ثقته بالنفس للجميع، و إذا تم التعامل مع هذا الطفل العنيد بحكمة سوف يكون شخص ناجح وقوي في حياته العلمية والعملية.
يُعرَّف العناد بأنه رفض تغيير أفكار المرء أو سلوكياته أو أفعاله بغض النظر عن الضغوط الخارجية للقيام بخلاف ذلك، و يمكن أن يكون العناد عند الأطفال وراثيًا أو سلوكًا مكتسبًا بسبب التأثيرات البيئية.
العلامات التي تدل على أن الطفل عنيد:
رفض الأوامر والتوجيهات بشكلٍ مستمر.
الإصرار على تنفيذ ما يُريد، بغض النظر عن الظروف.
مقاومة التغييرات الجديدة أو الروتين الجديد.
الانفعالات العاطفية الحادة عند مواجهة التحديات، مثل البكاء أو الغضب.
صفات الطفل العنيد
حب الاستقلالية: يسعى الطفل العنيد إلى إثبات استقلاليته بشدة، وقد يظهر ذلك في رفض التوجيهات من الآخرين.
رفض التوجيهات: يظهر عدم الرغبة في الانصياع للأوامر، سواء في المنزل أو المدرسة.
العزم: الطفل العنيد مُلتزم وعازم على فعل ما يحلو له.
التحدي المُستمر: يقوم بالتحدي للآخرين بشكلٍ دائم، ويحب أن يرى قدرته على فرض قراراته عليهم ويتحدى التوجيهات والتعليمات التي تُعطى له.
القيادة: لدى الطفل العنيد صفات قيادية قوية، و يكون القيادي وسط مجموعة بين الاصدقاء ويسيطر عليهم.
الإرادة القوية والاصرار: الطفل العنيد يمتلك إرادة قوية تدفعه إلى التمسك بآرائه أو رغباته بشدة، حيث يريد ان يفعل الاشياء بأسلوبه الخاص حتى لو كان صعب وغير منطقي بغض النظر أن هناك طرق أخرى أو اقتراحات أسهل وأسرع.
التركيز: يتمتع الطفل العنيد بالقدرة على التركيز العالي عندما يكون الشيء من ضمن أولوياته.
التمرد: قد يرفض الطفل العنيد اتباع القواعد والتعليمات، حتى لو كانت بسيطة وواضحة، حيثُ يصعب إدخالهم في روتين جديد لأنهم يتمتعون بالإرادة الحرة.
يصابون بنوبات غضب كثيرة ومتكررة.
تربية الطفل العنيد
"عنيد للغاية لدرجة أنه لا ينسى، ومُتكبر للغاية لدرجة أنه لا يستطيع الاعتذار" هذه المقولة تنطبق على الطفل العنيد، وهو ما قد يكون صعب الفهم على الكبار.
الأسرة الناجحة هي التي يكون أبنائها ناجحين علميًا وعمليًا، واجتماعيًا تتطلب جهدًا كبيرًا من الأباء والأمهات في تربية الأبناء منذ الطفولة، وأن يتبعوا أسس تربية الأطفال السليمة التي تتطلب صبرًا و جهدًا إضافيين، خصوصًا مع الطفل العنيد
تربية الطفل العنيد تحتاج إلى التعامل بحكمة حيثُ أن صفة العناد ذات وجهين إيجابي وسلبي، فإذا تم التعامل معه بهدوء وصبر سيصبح شخصية ناجحة عند كبره، كما أنه قد يقع في مشاكل كثيرة في حال تمت معاملته بطريقة خاطئة.
لذلك على الأهل والمعلمين الانتباه كثيرًا لهذه المسألة بعيدًا عن أسلوب التعنيف والضرب، ومحاولة التحكم بالانفعالات عن طريق الحنان والاهتمام والحب و البحث المتكرر في طرق التعامل مع الطفل العنيد لتغيير هذا التصرف وتشجيعه على السيطرة على عناده وغضبه وردود أفعاله السلبية والتصرف بالطريقة الصحيحة.
كأحد الوالدين يُمكنك التوجه إلى جلسات الاستشارات النفسية في حاكيني للتحدث مع المتخصصين في تربية وتنشئة الأطفال والتعرف على الطرق الفعالة في تربية الطفل العنيد
طرق للتعامل مع الطفل العنيد
يُمكن أن يظهر العناد في أي عمر ثم تستمر حتى مرحلة البلوغ، و بصفتك أحد الوالدين، من المهم أن تجد طرقًا للتعامل مع طفلك العنيد بطريقة يمكنك من خلالها الحد من سلوكه دون إرهاق أي منكما. فيما يلي بعض الأساليب للتعامل مع الطفل العنيد :
أولاً: الإنصات الجيد
إذا كنت تريد أن يستمع إليك طفلك، فيجب أن تكون على استعداد للاستماع إليه أولاً، قد يكون لدى الأطفال العنيدين آراء قوية ويميلون إلى الجدال، و قد يصبحون متمردين إذا شعروا بأنه لا يتم الاستماع إليهم أو يُصبح الغضب عند الأطفال زائد عن حده.
ثانيًا: التفاوض والتفاهم
بدلاً من إعطاء الأوامر بشكل حاد، حاول التفاوض مع الطفل العنيد واشرح له سبب التوجيهات والارشادات، غالبًا ما يحتاج الطفل العنيد إلى فهم "لماذا" قبل أن يوافق.
ثالثًا: لا تجادل
الطفل العنيد مُستعد دائمًا لمواجهة الجدال وجهًا لوجه، لذا لا تمنحه هذه الفرصة. وحاول اتباع أسلوب جديد معه من خلال الاستماع إلى ما يقوله وحاول المحادثة بدلاً من الجدال، لأن الطفل العنيد عندما يعلم أنك تستمتع إليه فإنه سوف يتصرف مثلك ويقوم بالاستماع إلى ما تقوله.
رابعًا: تقديم الخيارات
يجب أن يتم تقديم الخيارات إلى الطفل العنيد حيث أن ذلك يجعله يشعر بأنه يتحكم في حياته و يمكنه من أن يقرر بشكل مُستقل ويشعر بالثقة بالنفس مما يُخفف من عناده، كما أنه يجب أن تكون الخيارات محدودة " خيارين أو ثلاثة فقط" لتجنب إرباك الطفل العنيد
خامسًا: حافظ على هدوئك
يجب على الوالدين أن يحافظوا على هدوئهم ويعملوا على ضبط انفعالاتهم أثناء التعامل مع الطفل العنيد، حيثُ أن الصراخ على طفل عنيد يصرخ سيحول المحادثة العادية بينهم إلى مباراة صراخ وضوضاء دون أي فهم ولن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور. هنا يجب عليك أن تقود عجلة المحادثة و مساعدة الطفل العنيد للتعبير عن نفسه دون صراخ وفهم حاجته إلى التصرف بطريقة معينة.
هُنا يُمكنك الاستعانة ببرامج المساعدة الذاتية في حاكيني التي تحتوي على عدة فيديوهات ودورات تعمل على تعزيز صحتك النفسية التي تنعكس في تصرفاتك مع الطفل العنيد مثل دورة ضبط النفس أو التنفس والاسترخاء
سادسًا: ضع نفسك مكان طفلك
من أسس التربية الحديثة في التعامل مع الطفل العنيد أن تنظر للأمور من وجهة نظره وحاول أن تفهم سبب تصرفه بطريقة هادئة، وحاول أن تشرح له سبب القرارات المتعلقة به بهدوء.
سابعًا: شجع السلوك الإيجابي
كن قدوة وقدم موقفًا إيجابيًا في جميع الأوقات فالطفل العنيد يتعلم من الكبار دائمًا، فإذا كنت تستخدم كلمات "لا" أو "لا أستطيع" أو "لن أفعل" كثيرًا، فمن المرجح أن يفعل الطفل العنيد الشيء نفسه أيضًا. انظر إلى عناد طفلك بنظرة إيجابية بدلاً من أن تكون سلبيًا بشأنه، وحاول تحويل الأمر إلى لعبة من خلال طرح أسئلة على طفلك تثير استجابة "نعم" أو "لا". صِغ أسئلتك بحيث تكون الإجابة "نعم" في أغلب الأحيان، هذا يرسل رسالة مفادها أن طفلك مسموع ومقدَّر.
طرق عقاب الطفل في المراحل العمرية المختلفة
العقاب ضروري لتوجيه الطفل، ولكن يجب أن يكون بطرق تربوية إيجابية لا تؤثر سلبًا على نفسية الطفل العنيد ، حيثُ أنه لا ينبغي استخدام العقاب الجسدي مع الأطفال، ويجب أن يتم وضع القوانين الواضحة وإقرارها لعقاب الطفل العنيد في المراحل العمرية المُختلفة، بعض الأساليب الفعّالة التي يُمكن اتباعها:
يجب أن يتم تطبيق العقاب بعناية واعتبارًا لاحتياجات الطفل العنيد وطبيعة السلوك غير المقبول، و ينبغي أن يكون الهدف الأساسي للعقاب هو تعليم الطفل السلوك الصحيح وتشجيع النمو الإيجابي له وليس تفريغ للغضب أو انتقام.
الأطفال الصغار: يمكن استخدام طرق بسيطة وواضحة للعقاب مع تجنب العقاب الجسدي حيث يُمكن تجاهل الطفل العنيد مؤقتًا لسلوكه، أو الحرمان من الامتيازات مثل اللعب بلعبة مفضلة أو مشاهدة الألعاب المتحركة وغيرها من المكافآت والامتيازات.
الأطفال الأكبر سنًا: يمكن استخدام طرق أكثر جدية مع الطفل العنيد في مرحلة الطفولة المبكرة أو المراهقة مثل الحوار، والشرح، وتحديد العواقب المنطقية للأفعال، والتوجيه الإيجابي بدلاً من التركيز على العقاب فقط، ويمكن استخدام التوجيه الإيجابي لمساعدة الطفل العنيد على فهم لماذا يُعتبر سلوكه غير مقبول وكيف يمكن تعديله.
صفحة استشاريو حاكيني توفر لك عدة متخصصين في عدة مجالات ومشاكل تربوية من كافة أنحاء العالم، يُمكنك الاختيار من بينهم بعد قراءة ملفه و حجز جلسة استشارة نفسية معه، حتى تعرف كيفية عقاب الطفل العنيد بطريقة احترافية ومهنية إذا لم تستطع السيطرة عليه، كما يُمكنك قراءة مقال كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة؟ في حاكيني.
هل ضرب الطفل العنيد يجدي نفعًا؟
من أكثر الأسئلة شيوعاً بين الأهل، هل ضرب الطفل العنيد يمكن أن يحل المشكلة؟ الجواب القصير هو "لا". الضرب غالباً ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وليس حلها
عندما تضرب الطفل العنيد بدلاً من التفاهم والحوار الإيجابي فإنك سوف تُعلم الطفل الكذب، وأن القوة هي الحق، وسوف تعلمهم أن أجسادهم ليست ملكهم، وأنه إذا أذللتهم فإنهم لا يستحقون الاحترام حتى تقبل الذات، وسوف تعلمهم أن يكرهوك مما يؤثر ذلك عليهم وعلى شخصيتهم بالطفولة والكبر حيث يُمكن أن يقوموا بتربية أطفالهم بطريقة خاطئة لأن المشاكل النفسية للوالدين تؤثر على الأبناء
كما أن الأشخاص غير المتعلمين وغير المُثقفين هما من يضربون أطفالهم، لأنهم يفتقرون إلى الأساليب الحديثة أو لا يستخدمون عقولهم في التواصل مع الطفل العنيد
تعديل سلوك الطفل العنيد
ليس نهاية العالم أن يكون الطفل العنيد بل يُمكن تغيير سلوكه من خلال التركيز على سلوكه وفهمه، ويمكن تعديل سلوك الأطفال من خلال:
أشركهم في مهارات المرح في وقت الفراغ
من المهم عدم ترك الأطفال دون أي نشاط و العمل على إدارة وقت فراغ طفلك لأنه في العادة الألعاب والدمى الصعبة هي من تجذب انتباه الطفل العنيد لذلك احضر الألعاب التي تثير اهتمامهم على السبيل المثال: المكعبات.
المكافأة الصغيرة
العبارات المشجعة الصغيرة مع الطفل العنيد مثل "لقد قمت بعمل رائع" أو "لقد وصلت إلى الطريقة الصحيحة في نجاح الأمر" يمكن أن تبهج مزاج شخص ما إلى حد كبير، ويمكن للكلمات التقديرية الصغيرة أن تغير طفلك العنيد بطرق لا يمكنك حتى تخيلها، أو حتى منحهم بعض المكافأت الصغيرة أو استخدام العلاج باللعب كطريقة للمكافأة معه.
التجاهل المخطط
يمكن أن يحدث العناد في أي عمر، ولكن في بعض الأحيان يصبح جزءًا من الشخصية إذا لم تتم إدارته بشكل صحيح في سن مبكرة، إن مفتاح تأديب الطفل العنيد بشكل فعال هو التجاهل المخطط و عدم الاهتمام مطلقًا بالطفل الذي يتصرف بشكل سيء بل الانتباه و الاهتمام عندما يكون في أفضل سلوك له.
كن قدوة
يولد الأطفال بدون أي معرفة بالمهارات الاجتماعية؛ ليس لديهم أي فكرة عن كيفية التصرف، لذلك فإنهم يميلون إلى تقليد الأشخاص الذين يعيشون معهم. لذا إذا كانت لديك شكوى بشأن عناد طفلك، فهناك احتمالات أكبر أن تكون مسؤولاً عن هذا السلوك. حيثُ إذا رأى الطفل أن الأهل يتعاملون بهدوء وبشكل منطقي مع التحديات، سيتعلم هذه المهارات منهم، والعكس صحيح.
تحديد العواقب الواضحة للسلوك السيئ
يجب أن يعرف الطفل العنيد ما هي العواقب التي سوف تترتب على تصرفاته العنيدة، لكن يجب أن تكون العواقب تربوية و تهدف إلى التعليم وليس العقاب الشديد.
خطة تعديل سلوك الطفل العنيد
تعديل سلوك الطفل العنيد يحتاج إلى استراتيجية واضحة وخطة منهجية لضمان تحقيق نتائج إيجابية ودائمة، حيثُ يجب أن تكون الخطة تعتمد على تعزيز السلوك الإيجابي وتقليل السلوك السلبي، مع التركيز على التعليم والتوجيه بدلاً من العقاب. واستخدام أساليب تربوية حديثة موجهة
هُنا نوجهك إلى الاستشاريين النفسيين المتخصصين في مجال الأطفال، وطلب استشارة للحصول على الخطة التي تعمل على تعديل سلوك الطفل العنيد. من أ. نسرين فهد أو أ. براءة سقيل
يتوفر لدينا تطبيق حاكيني للاستشارات النفسية يُمكنك تنزيله على جهازك بالنسختين الأندرويد و ال IOS للحصول على الاستشارات والخدمات النفسية بسهولة وبسرعة.
