ما هو الرهاب الاجتماعي أسبابه وطرق علاجه؟

ملخص المقالة

الرهاب الاجتماعي نوع من اضطرابات القلق التي تؤثرعلى حياة الفرد في المجتمع تابع معنا للتعرف عليه بشكل موسع واطلب الاستشارة

08/09/2024
main-image

محمد، شاب طموح و ذكي جدًا و متفوق في تخصصه الجامعي، لكن عندما طلب أستاذه الجامعي أن يقوم الطلاب بعمل عرض تقديمي والشرح أمام الطلاب في القاعة…عندما جاء دوره في الشرح وقف محمد أمام الجميع وبدأ يشعر باضطراب في معدته، تعرق، خوف شديد، وتسارع في نبضات القلب، حاول محمد السيطرة على نفسه و بدأ بقول أول جملة فتعثرت كلماته، وفجأة انسحب محمد خارج القاعة بخجلٍ شديد ولم يحصل على تقدير جيد في هذه المادة. 
 

محمد مُصاب باضطراب  الرهاب الاجتماعي الذي يُعتبر من أكثر أنواع الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم، حيثُ يعاني حوالي 5% إلى 10% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من اضطراب الرهاب الاجتماعي ، وهو ثالث أكثر حالات الصحة العقلية شيوعًا بعد اضطراب إدمان المخدرات والاكتئاب. في العادة محمد و أقرانه يواجهون خطر الرهاب الاجتماعي عند: مقابلة أشخاص جدد، الإلقاء أمام الناس، إجراء مكالمات هاتفية مع أشخاص لأول مرة، طلب المساعدة في مطعم أو مكان عام، التعرف على الشريك، تناول الطعام أمام الناس، المشاركة في مقابلة. 
 

يواجه هؤلاء الأشخاص علامات الرهاب الاجتماعي الشديدة والتي لا تنتهي بانتهاء الموقف، بل يعانون من العزلة المُستمرة ويخشون تكرار ما حدث معهم في مواقف اجتماعية جديدة، أو يخشون من الحكم عليهم مما يؤثر على قدرتهم في إقامة علاقات اجتماعية صحية أو نجاحهم في بيئتهم المهنية أو العلمية. 
 

دعونا نتعرف بعمق في هذا المقال من حاكيني عن مفهوم الرهاب الاجتماعي ، أعراضه، أسبابه، و الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي ، و هل الرهاب الاجتماعي اضطراب  نفسي أم لا؟ و ما هو علاج الرهاب الاجتماعي ؟ 

ما هو الرهاب الاجتماعي ؟


الرهاب الاجتماعي هو نوع من اضطرابات القلق، وهو حالة طبية تتميز بالخوف المستمر طويل الأمد والقلق الشديد ويرتبط الرهاب الاجتماعي بالمواقف الاجتماعية، حيث يشعر الأشخاص المصابون بالخوف و القلق من التعرض للإحراج أو الانتقاد أو الحكم السلبي على أدائهم، مما يدفع هؤلاء الأفراد إلى تجنب المواقف الاجتماعية والانعزال التام و حتى عندما ينخرطون بالمجتمع فإنهم يتحاملون بصعوبة كبيرة و ينسحبون فورًا مما يؤثر على حياتهم اليومية والمهنية. 
 

الرهاب الاجتماعي مشكلة تبدأ خلال مرحلة الطفولة وتتطور خلال مرحلة المراهقة، ويبدأ بالظهور عادةً في سن 11 إلى 15، و يمكن أن تكون مُرهقة للغاية ولها تأثير كبير على حياتك، وبالنسبة لبعض الأشخاص تتحسن حالتهم مع تقدمهم في السن، ولكن بالنسبة للعديد من الأشخاص لا تختفي من تلقاء نفسها دون علاج.

اسباب الرهاب الاجتماعي

كل اضطراب نفسي له أسبابه التي تؤدي إليه، و الرهاب الاجتماعي لا يأتي من فراغ بل له عدة أسباب و عوامل مُختلفة، و تختلف استجابة كل فرد وفق عدة عوامل، و من أبرز أسباب الرهاب الاجتماعي:
 

أولاً: العوامل الوراثية 

عند حدوث أي اضطراب نفسي يجب أن ننظر أولاً إلى سجل العائلة التاريخي، فقد يكون هذا الاضطراب وراثي، فإذا كان أحد الوالدين أو الأقارب يعانون من الرهاب الاجتماعي فإن احتمالية إصابة الفرد به عالية.
 

ثانيًا: التجارب السلبية في الطفولة

سن الطفولة هو أكثر سن يتعرض له الطفل إلى الرهاب الاجتماعي بسبب التجارب السيئة التي يُمر بها حيثُ تكون شخصيته في طور البناء و تكون ضعيفة، فعندما يتعرض الأطفال للتنمر والسخرية من أصدقائهم قد ينشأ لديهم الخوف من المواقف الاجتماعية الجديدة والانخراط في المجتمع. أو عندما يتعرضون للإهانة و النقد من قبل الأهل أو الكبار في مكان عام وسط الجميع فيُعتبر هذا الموقف من أصعب المواقف التي تؤدي إلى العزلة و الرهاب الاجتماعي و يشعرون بالخجل والخوف من الحكم السلبي والنقد. 
 

ثالثًا: التربية و الأسرة 

إلى جانب  العوامل البيولوجية التي تؤثر على الفرد، فإن العوامل البيئية والأسرة التي ينشأ بها تؤثر ثأثيرًا كبيرًا على صحة الفرد النفسية، فكلما كانت العائلة سوية نفسيًا و عملوا على إنشاء الطفل في بيئة سوية نفسيًا كلما كان الطفل صحي نفسيًا وقادر على النجاح في المجتمع. 

كما أن التربية المفرطة في حماية الأطفال والتحكم بهم والخوف عليهم بشكل مُبالغ فيه، قد يؤدي إلى شعور الطفل بالخوف والتردد من أي مسؤولية مما يؤثر على شخصيتهم و يصابون بـ الرهاب الاجتماعي ، بالإضافة إلى أن نقص الدعم الاجتماعي و التعاطف من العائلة يُعزز من شعور الطفل بالخوف من المواقف الجديدة، مما يؤدي إلى العزلة المُستمرة و الرهاب الاجتماعي أيضًا. 
 

رابعًا: تأثيرات البيئة و الثقافة المحيطة

كما أن البيئة الجديدة والتغيرات الكبيرة للأفراد في الحياة، تُعرض الأفراد لضغوط اجتماعية كبيرة وتؤدي إلى تطور الرهاب الاجتماعي وخصوصًا عند الانتقال إلى المدارس الجديدة أو الحي الجديد فقد يتعرض الأفراد إلى التنمر و الخوف الشديد من المواقف الاجتماعية. 
 

خامسًا: الصفات الشخصية:

بعض الأشخاص يولدون بطبيعة شخصية أكثر تحفظًا وخجلًا، مما يجعلهم أكثر عرضة للشعور بعدم الارتياح في المواقف الاجتماعية العامة، يُمكنك معرفة نفسك أنك صاحب شخصية اجتماعية  أم لا من خلال اختبار الشخصية الاجتماعية و الانطوائية 
 

سادسًا: التجارب المُحرجة

عند تعرض أي شخص لموقف مُحرج و محبط أمام الأخرين، فينشأ عندهم صدمة و تتطور إلى خوف مُستمر من التفاعل الاجتماعي مما يؤدي إلى الرهاب الاجتماعي. 

يجب على كل شخص أن يكون على وعي بهذه الأسباب التي تؤدي إلى الرهاب الاجتماعي ، حتى يفهم شخصيته و شخصية من حوله ويقوم بتقديم الدعم اللازم في مرحلة مُبكرة و إرشادهم إلى ورش العمل و ندوات الصحة النفسية في حاكيني  مما يُساهم في تحسين حياتهم ومعالجة مشكلة الرهاب الاجتماعي في مرحلة مُبكرة. 
 

اعراض الرهاب الاجتماعي 
 

تنقسم اعراض أو علامات الرهاب الاجتماعي إلى قسمين: 
 

أعراض عاطفية وسلوكية :
 

  • الخوف من المواقف التي قد يتم الحكم عليك فيها سلبًا

  • الخوف الشديد من التفاعل أو التحدث مع الغرباء

  • الخوف من أن يلاحظ الآخرون أنك تبدو قلقًا

  • تجنب القيام بالأشياء الجديدة أو التحدث إلى الناس 

  • تجنب المواقف التي تكون بها مركز اهتمام أو قيادة في الأماكن العامة

  • القلق تحسبًا لنشاط أو حدث مخيف

  • تحليل أدائك وتحديد العيوب في تفاعلاتك بعد موقف اجتماعي

  • توقع أسوأ العواقب المحتملة لتجربة سلبية أثناء موقف اجتماعي

  • الشعور بالنقص: الاعتقاد بأن الآخرين أفضل أو أكثر كفاءة، مما يعزز الشعور بالخوف وعدم الكفاءة
     

الأعراض الجسدية : 
 

  • احمرار الوجه

  • سرعة ضربات القلب

  • الارتعاش

  • التعرق

  • اضطراب المعدة أو الغثيان

  • صعوبة في التقاط أنفاسك

  • الدوخة أو الدوار
    توتر العضلات 
     

يمكن أن تتغير أعراض الرهاب الاجتماعي بمرور الوقت مع التقدم بالسن، و حتى تقوم بمعرفة إذا كُنت تتعرض للرهاب الاجتماعي أم لا؟ يُمكنك إجراء اختبار الشخصية الاجتماعية والانطوائية في حاكيني خلال 10 دقائق و بناءً عليه تُقيم حالتك النفسية و تتوجه إلى الاستشاريين النفسيين في حاكيني، ذو تخصصات نفسية مُختلفة في مجال الصحة النفسية حيثُ تم اختيارهم بعناية فائقة. 
 


الفرق بين الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي


الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي غالبًا ما يُستخدمان للحديث عن نفس الاضطراب من قبل الناس، لكنهم مفهومان مختلفان ويمكن التمييز بينهما من خلال: 
 

الرهاب الاجتماعي هو خوف محدد ومكثف للشخص الذي يعاني منه عند مواجهة مواقف اجتماعية معينة، أما القلق الاجتماعي هو الشعور بالتوتر و القلق في المواقف الاجتماعية بشكل عام و يمكن أن يشعر بالخوف من التفاعل اليومي الاعتيادي  مع الآخرين. 
 

الرهاب الاجتماعي أكثر حدة من القلق الاجتماعي العادي، حيث أن الشخص المُصاب به يتجنب المواقف الاجتماعية التي تُسبب له القلق والخوف تمامًا ، بينما القلق الاجتماعي أقل حدة؛ فهم لا يتجنبون المواقف بشكل كامل ولا يعانون من نفس المستوى من الخوف أو التجنب عند المواقف الجديدة أو التحدث أمام الجمهور. 
 

الرهاب الاجتماعي له تأثير كبير على حياة الأفراد و يتسبب في مشاكل في الدراسة والعمل، حيثُ يصعب على الفرد تكوين علاقات اجتماعية ويحتاج إلى علاج نفسي، بينما القلق الاجتماعي يُسبب توتر وقلق في البداية لكن الفرد قد يكون قادرًا على التغلب على هذه المشاعر و المقدرة على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
 

باختصار، يمكن القول أن الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق الاجتماعي يتميز بالخوف الشديد والمستمر من المواقف الاجتماعية والاتصال بالآخرين في مواقف خاصة، بينما القلق الاجتماعي يعبر عن حالة أوسع تشمل الشعور بالتوتر في المواقف الاجتماعية بشكل عام لكن يُمكن السيطرة عليها.
 

هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي ؟ 


يُصنّف الرهاب الاجتماعي ضمن مجموعة اضطرابات القلق وفقًا للتصنيفات النفسية والطبية الحديثة، مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي. يعاني الأفراد المصابون بالرهاب الاجتماعي من خوف شديد ومستمر من المواقف الاجتماعية أو الأداء أمام الآخرين، حيث يشعرون بأنهم قد يتعرضون للإحراج أو الانتقاد.
 

و يُصنف الرهاب الاجتماعي كاضطراب نفسي بناء على: 
 

استمراريته، فهو ليس حالة عابرة بل حالة دائمة تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد. 
 

التأثيرات الجسدية مثل التعرق وتسارع ضربات القلب  والرجفة و أعراض نفسية تشمل القلق الشديد و الخوف من التعرض للانتقاد. 
 

تشخيص الرهاب الاجتماعي من قبل أخصائيين في الصحة النفسية باستخدام المعايير التشخيصية المعتمدة. 
 

باختصار، الرهاب الاجتماعي يُعتبر اضطرابًا  نفسيًا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص، ولكنه أيضًا قابل للعلاج من خلال التدخلات النفسية والطبية المناسبة.
 

 علاج الرهاب الاجتماعي:


علاج الرهاب الاجتماعي يتم بعدة طرق، منها العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يُعتبر من أكثر العلاجات فعالية، بالإضافة إلى العلاج بالأدوية المهدئة والمضادة للقلق. كما يمكن لتقنيات الاسترخاء والتدريب على المهارات الاجتماعية مثل: دورات التأمل واليوغا في برامج المساعدة الذاتية في موقع حاكيني أن تُساعد الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي في التعامل مع المواقف المسببة للقلق بشكل أفضل وتقليل التوتر.
 

العلاج السلوكي المعرفي هو أحد التقنيات التي يستخدمها الاستشاريين النفسيين بمهنية وفاعلية في حاكيني، فهم يمدون يد العون للأشخاص المُصابين بالرهاب الاجتماعي، ويعملون على تغيير الأفكار والمعتقدات الخاطئة لديهم.  
 

طلب المساعدة من حاكيني ليس بالأمر الصعب، فنحنُ نولي أهمية كبيرة للسرية والخصوصية حيثُ يمكنك الانضمام إلى استشارات أون لاين و تحديد موعد جلستك الأولى ومساعدة نفسك أولاً للنجاح في الحياة و تطور شخصيتك والتخلص من الرهاب الاجتماعي.
 

بالنهاية، علاج الرهاب الاجتماعي يحتاج إلى نهج شامل يجمع بين العلاجات النفسية و التعاون مع أخصائيين نفسيين في موقع حاكيني أو استخدام تطبيق حاكيني بسهولة جدًا، الشكل الذي يساعد الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي على العيش بشكل طبيعي ومتكامل في المجتمع.

 

 

 

مع خبرة واسعة، فريق حاكيني يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

برمجة حياه الطفل اليومية في ظل الظروف الصعبة و الضاغطة
أ. منى الزهيري
الأدوية في رمضان
د. سماح جبر
لا تبدأ أي نقاش صعب عندما تكون متعباً أو جائعا!
أ. منيرفا مزاوي

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة