كيف يمكن التخلص من إدمان الانترنت ومخاطره ؟

ملخص المقالة

13/11/2022
main-image

سأتحدث عن تجربة عامة معاشة هذه الأيام وهي إدمان الانترنت، جعلتنا هذه التجربة نتعايش مع أزمة تدفق وتلوث معلوماتي على مسامعنا وأبصارنا ومشاعرنا، وحتى على سلوكياتنا وأنماط تفكيرنا. مشاعرنا أصبحت هذه الأيام عائمة في محيط إدماننا على الانترنت وما به من معلومات مفروضة علينا ومتدفقة إلينا من كل صوب وحدب، نحن لا نملك الخيار في الإفلات من إدمان الانترنت الذي بات مفروض علينا شئنا أم أبينا. لكننا نسينا أننا من يتخذ القرار. وما نراه اليوم أننا قبلنا واستسلمنا لهذا الإدمان، دون أن ندرس أبعاده ومخاطره على نفسيتنا ونفسية من يحيطون بنا. لا يهم ماذا نفكر تجاه الانترنت، ما يهمنا هي وجهة نظرنا تجاه هذا السيل الجارف من المعلومات ومصادر استسقائها وإدماننا عليها.

ما هو تعريف الإدمان على الانترنت؟

لا يوجد إجماع حول تعريف علمي محدد حول الإدمان على الانترنت، ولكن يمكن القول أن شعورك الدائم بوجود حاجة ملحة تدفعك للتفكير ولإمضاء معظم ساعات يومك وأنت تتصفح الإنترنت، للدرجة التي تعيق إنجاز مهامك اليومية، وتهدد استقرار علاقاتك الإجتماعية، فأنت إذا أمام خطر إدمان الانترنت. هذا الخطر الذي يولد لديك شعور بعدم الاطمئنان والراحة النفسية عند انقطاع الانترنت، أو عدم توفره مما يهدد شعورك بالاستقرار النفسي.

ما هي مخاطر الإدمان على الانترنت؟

  1. إهدار الوقت مما يؤدي بالضرورة إلى تضاؤل إنتاجية الفرد.
  2. انهيار العلاقات الاجتماعية والمهنية للفرد، ما يجعله يحكم على نفسه بالعزلة الاجتماعية.
  3. ينمي شعور الفرد بالإحباط تجاه الواقع الذي يعيشه، كونه نتيجة إدمانه على الانترنت ازداد تعلقه بالعالم الافتراضي.
  4. معاناة الفرد مع مرور الوقت من أوجاع في الرأس والرقبة والظهر، بالإضافة لمعاناته من ضعف في النظر.

ما هو علاج إدمان الانترنت؟

  1. أن تقتنع في قرارة نفسك أهمية حياتك ووقتك، وحجم الأمور العظيمة التي يمكنك إنجازها في الوقت الذي تهدره على الانترنت.
  2. اذا قضيت أكثر من ساعة متواصلة على الانترنت إسأل نفسك ما المخرجات والمعلومات التي أضفتها لنفسك خلال هذه الساعة من الانترنت، إذا كانت الإجابة سلبية.  عليك أن تسرع في إطفاء هاتفك.
  3. لا تحاول أن تكثر من قراءة أو مشاهدة أي أخبار بذات الموضوع، يكفي المشاهدة لمرة واحدة يومياً.
  4. حاول أن تتقرب ممن حولك في البيت، وتبادلوا الأحاديث البسيطة والمتفائلة. حافظ على وجود تواصل واقعي مع مجتمعك، وابتعد عن التواصل الافتراضي.
  5. حاول أن تبتعد عن هاتفك المحمول لفترة ما، إلا إذا كانت طبيعة عملك لا تسمح لك فعل ذلك.
  6. استعن بالإرشاد النفسي أو بأخصائي نفسي، إذا كنت تشعر بعدم قدرتك على ضبط نفسك أمام إدمانك على الانترنت
  7. أنت صاحب القرار، فاتخذ القرار الصحيح بالابتعاد عن كل ما يؤذيك، ومن ضمنها كثرة تدفق المعلومات الواردة إلى مسامعك نتيجة إدمان الانترنت.
  8. استثمر بعضا من طاقتك من خلال شحن ذاتك بالطاقة الإيجابية، واستعن بتمارين التنفس، وتمارين الاسترخاء.  وأعد بناء علاقاتك الاجتماعية مع أغلى من تملك، عائلتك وأحبائك ومجتمعك. هذا كفيل أن ينسيك هاتفك والانترنت.

الحقيقة تقول أننا بالمعرفة نزداد قوة، لكن هذا لا يعني أن يبقى لدينا هذا الفضول السام لتقصي كل الأخبار المحيطة بنا؟ إننا وبفضولنا الضّار نسمّم أمننا النفسي، وتوازننا العقلي، وكذلك نضر بجسمنا، فالعقل والجسد مرتبطان وكلاهما يؤثر على الآخر. جسدنا يترجم كل ما يعبر إليه من أفكار، وبما أن معظم هذه الأفكار بالآونة الأخيرة بات مصدرها الرئيسي هو الانترنت، تبدأ بذلك هذه السلسلة من الأفكار بتجديد نفسها تلقائيا لتعيد مصفوفات الغموض مع كل تصفح زائد عن حدّه .لنتجاهل بطريقة واعية أو غير واعية أزمة إدمان الانترنت ولنهزمه بوعينا، يقظتنا، اتزاننا النفسي، العقلي، والجسدي. كنا نخوض معاركنا وحدنا بالسابق، أما الآن فنخوضها جماعات ومجتمعات، ومن المؤكد أن نصرنا لن يكون من خلال تصفح عدد أكبر من أدوات الانترنت، بل على النقيض تماماً، إن زيادة متابعة أخبار أكثر ومعلومات أكثر تزيد من تشويشنا الفكري، وتزيد من قلقنا وتوترنا. والذي سينعكس حتماً على مزاجنا وعلى جسدنا وعلى علاقاتنا مع من نحب، إذ سنكون بعيدين عنهم من كل النواحي.

بالإضافة لذلك، إن التّعلق الجارف بالإنترنت هذه الأيام، قد يودي بنا نهايةً إلى الغوص بدوامة الإدمان على استخدام هذا الواقع الافتراضي، إذ يصبح المرء منا حبيساً لما يفرزه الانترنت، ولما يحاول البعض أن يجتذبنا له من خلال استخدام تلك الأدوات حقيقةَ كان أم سراباً، وما ينتج عنه من استثمار طاقاتنا في عالم يختلط فيه الشك باليقين ما بين الحقيقة والإشاعات، بدلاَ من استغلال هذا الوقت في التقرب أكثر من أفراد عائلاتنا ومن نحب

اقرأ أيضا : إدمان الانترنت: هل الإدمان الإلكتروني هو إدمان حقا؟

تمت كتابة المقال بواسطة

مع خبرة واسعة، د. إياد العزة يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

المريض النفسي والمجتمع والعنف المجتمعي
د. سماح جبر
ما هو تقدير الذات ؟ وكيف تنمي تقديرك لذاتك ؟
أ. إحسان بكاري
ضغط الامتحانات - كيفية تعامل الأهل والطلاب مع قلق الامتحانات
أ. شيماء الصمادي

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة