ما نواجهه من مصاعب في هذه الحياة، تدفعنا دائما للتفكير حول كيفية حماية أطفالنا من هذه المصاعب، وما يمكن أن تنتجه من مشاعر سلبية. الكثير من الأهل يعملون جاهدين حتى لا يعيش أطفالهم نفس صعوباتهم، محاولين حمايتهم من الألم وما يرتب عليه من مشاعر سلبية.
للأسف هذا الخوف الزائد من الممكن أن يدفع الأهل لاتخاذ خطوات تصعيدية، في سبيل حماية طفلهم من أية مشاعر سلبية، تجعله مغيب عن إدراك هذه المشاعر وكيفية التعامل معها. الحياة بظروفها القاسية وفوضويتها من الطبيعي أن تولد لنا مشاعر سلبية: كالخوف، الألم، الإنزعاج، الغضب، الخجل، الحساسية، الحزن، خيبة الأمل، وغيرها. لكن، من المهم أن نفهم بأن هذه المشاعر السلبية طبيعية، والكثير منها يشعر بها الطفل منذ اليوم الذي خلق به.
لذلك لا يجب أن تكون وظيفة الأهل حماية الطفل من المشاعر السلبية، أو توفير كل الاحتياجات له كي لا يشعر بها، الامر الذي سيجعل الطفل غير قادر على التعامل مع صعوبات الحياة وتحدياتها، ويجعله أكثر حساسية.
كيف نتغلب على المشاعر السلبية لدى الاطفال؟
نمكن أطفالنا من التغلب على المشاعر السلبية لديهم، عندما ندرك كأهل أن وظيفتنا هو مساعدتهم في التعامل مع هذه المشاعر السلبية، ويمكننا تجسيد ذلك في المثال التالي:
إذا عاد الطفل من مدرسته وهو متشاجر مع أحد زملائه، أو يشعر بالغضب إزاء تصرفات معلمته، يجب على الأهل القيام بما يلي:
- أولاً: الإصغاء للطفل لمعرفة ما الذي حدث معه.
- ثانياً: إبداء تفهم تجاه مشاعر الطفل، لأن تفهم هذه المشاعر السلبية هي ثلاثة أرباع الحل، فيجب على الأهل ألا يلغوا مشاعر الطفل، بأن يقولوا له لا داعي للحزن أو أن المعلمة وزميلك لم يقصدوا فعل ذلك. بالإضافة إلى أنه يجب على الأهل ألا يشعروا بالغضب، أو أن يتضايقوا من المعلمة أو زميل الطفل، لأن ذلك يزيد من حساسية الطفل.
- ثالثاً: محاولة التواصل مع الطفل في الموضوع الذي جعله يتضايق، أي أن نخبره بأنه معه الحق بأن يحزن، لأن المعلمة وبخته أمام الطلاب، او أنه ليس من الجميل خسارة صديق من أصدقائه.
- رابعاً: إخبار الطفل بأن الموقف السلبي الذي مر به ليس مريحا، لكنه من الممكن أن يكون فرصة له لكي يتعلم كيفية التعامل مع مشاعره، ومع الصعوبات والتحديات التي من الممكن أن يواجهها في حياته. في النهاية، يمكن أن نسأل الطفل إذا كان قد شعر بالارتياح خلال التكلم والتعبير عن مشاعره، وأنه من الممكن أن يعبر لزميله ومعلمته عن مشاعره، وعن حاجته لاحترام الصداقة.
أهمية المشاعر السلبية عند الاطفال
تظهر أهمية المشاعر السلبية عندما نجعل طفلنا يتعامل معها باعتبارها تجربة يخوض بها ليخرج منها بوعي أكبر، تجربة تمكنه من إدراك ذاته واحتياجاتها، وإدراك من حوله. تجربة تجعله يعلم أننا كبشر لا يمكن أن نعي المعنى الحقيقي للسعادة، دون الخوض في تجربة الحزن والألم. وحتى نمكن أطفالنا من ذلك كله يكفي أن نحاورهم، ونحتويهم حتى يشعروا بأننا نفهم مشاعرهم ونقدرها، حتى يتمكنوا بعد ذلك من ترجمتها لكلمات والتعبير عنها بسهولة. لذلك وظيفة الأهل تكمن في الاستماع إلى طفلهم جيداً، كي يتمكنوا من التعامل مع مشاعره السلبية.
حمل تطبيق حاكيني على جوجل بليي او اب ستور للحصول على استشارة نفسية او الحصول على تمارين المساعدة الذاتية.