فقدان الشغف و أسبابه و أعراضه وكيفية استعادة الحافز في الحياة

main-image

هل تشعر بأن شعلة النشاط والطاقة الإيجابية بداخلك انطفأت؟ هل لديك رغبة كبيرة في عدم فعل أي شيء؟ هل ترغب باللاشيء في هذه الحياة؟ فقدان الشغف ! 
 

نعم، أنت تمُر في مرحلة فقدان الشغف ، و هي مرحلة يمُر بها أغلب الأشخاص في مرحلة ما في حياتهم، حيثُ يشعرون بفقدان الدافع والحماس للقيام بالأشياء التي كانوا يقومون بها سابقًا، مثل الدراسة، العمل، ممارسة هواية ما، أو حتى العلاقات الاجتماعية مما يؤثر على حياتهم بطريقة سلبية وسيئة. 
 

أصبحت الحياة صعبة ومُجهدة للجميع، من تراكم الضغوط المالية، الاجتماعية، العملية وغيرها، ومحاولة حل كل هذه الضغوطات في الحياة يؤدي إلى تراجع في الحماس والقدرة على الاستمرارية، ويشعر الفرد في الملل و أنه وصل إلى نهاية الطريق خصوصًا عندما لا يرى أي نتيجة لعمله أو ممارسة هوايته أو أي شيء كان يسعى له. 
 

فقدان الشغف ليست أخر مرحلة في سُلم الحياة، بل هي إشارة يجب أن يفهمها كل شخص يهتم بصحته النفسية، يفهم ما هي الأسباب وراء هذه الحالة، وماهي الأعراض، و معرفة علاج فقدان الشغف ليكون نقطة الإنطلاق نحو حياة أفضل و نجاح أكبر…هذا ما سنحاول شرحه في هذا المقال، دعنا نتعرف سويًا بشكل أعمق عن فقدان الشغف. 

ما هو فقدان الشغف؟

هو حالة من الإحساس بفقدان الحماس والدافع تجاه النشاطات أو أهداف يقوم بها حاليًا أو كان يستمتع بها سابقًا، سواء أهداف شخصية أو مهنية أو حتى اجتماعية، ويفكر بأن يترك الأمور كما هي دون فعل أي شيء، و دون الاهتمام بأي نتائج سوف تترتب عليها، فقط كل ما يهمه أنه على قيد الحياة بشعور من الفراغ و اللامبالاة، عادةً ما يُرافق فقدان الشغف انخفاض في مستويات الطاقة، وتراجع في الأداء، وصعوبة في التركيز.
 

اسباب فقدان الشغف:

الشعور بـ فقدان الشغف أمرٌ متعب وصعب جدًا، لكنه لا ينشئ من فراغ بل له عدة أسباب التي تؤثر على الأفراد، و تؤثر بعض الأسباب في الأشخاص أكثر من أسباب آخرى، و من هذه الأسباب: 
 

1- ضغوط العمل  

يتعرض الأفراد في الحياة في بيئة العمل إلى ضغوط كبيرة تجعله يكره العمل و يتولد لديه فقدان الشغف، خصوصًا لو بدء العمل بشغف كبير و حماس دون الاكتراث للمهام الكبيرة التي يجب القيام بها، و يستكشف أن هذا العمل ليس هو الذي كان يطمح له بالبداية..هُنا يأتي فقدان الشغف لديه ويتراجع خطوة إلى الوراء وأن هذا العمل ليس هو الذي كان يسعى له من البداية. 
 

2- العلاقات الاجتماعية السامة

العلاقات الاجتماعية السيئة سواء كانت مشاكل عائلية أو عملية تؤدي إلى الشعور بالسلبية و الإحباط و تؤثر على الصحة النفسية للأفراد، ويؤدي إلى فقدان الشغف في كل شيء في الحياة، فالعلاقات الاجتماعية الجيّدة هي التي تؤدي إلى النجاح والنظرة الإيجابية في الحياة والعكس صحيح. 
 

3- الروتين الملل 

القيام بنفس الأمور كل يوم ولمدة طويلة بنفس المهام وبنفس الأحداث دون تغيير أي شيء يؤدي إلى فقدان الشغف و آثار سلبية على صحة الفرد النفسية وغيرها من الأمور.
 

4- الاكتئاب

 أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الشغف هو الاكتئاب الذي يُعتبر من أشد أنواع الاضطرابات النفسية خطورة. 
 

5- غياب المكافأة الفورية

عند قيام الفرد بمهمة ما تتطلب منه مجهود كبير و يقوم بإنجازها، فإنه يرغب بأن يكون هُناك مكافأة سواء كانت المهمة إحراز تقدم في الدراسة، إنجاز مُهمة في العمل، القيام بمهارة ما بإحترافية… غياب المكافأة الفورية في مدة تتراوح إلى أسابيع من الأهل، الأصدقاء، بيئة العمل وغيرها يؤدي إلى فقدان الشغف والشعور ب "ما الهدف؟"
 

6- عدم الحصول على نتيجة 

عندما تشعر بأنك لا تصل إلى أي مكان؟ وأنك تستغرق عدة ساعات دون الوصول إلى أي هدف، فهنا الأمر يُصبح مرهق للغاية، ويُسبب الإحباط الشديد وفقدان الثقة بالنفس، الذي يؤدي إلى الاستسلام و فقدان الشغف. 
 

7- الميل إلى الكمال 

السعي إلى التميُز والنجاح أمر مثير للإعجاب، لكن السعي الدائم إلى الكمال يؤدي إلى نتائج عكسية، خصوصًا عند وضع معايير مستحيلة، فقد تخاف من الفشل. كما أن الكمال يؤدي إلى ضغط الفرد على نفسه لإنتاج نتائج خالية من العيوب مما يؤدي إلى فقدان الشغف أثناء أداء الأمور. 
 

8- الإرهاق

الإرهاق أمر خطير، فهو لا يُسبب مخاطر صحية جسدية فحسب، بل قد يدمرك عقليًا. فأنت لا تنام، وبالكاد تأكل وتعيش وتتنفس سواء إرهاق داخل المنزل أو في العمل. 
 

9- المقارنة 

عندما نقوم بمقارنة أنفسنا مع أشخاص أخرين سواء في البيئة الأسرية أو الاجتماعية أو في العمل، حين نقيس أنفسنا باستمرار بانجازات الآخرين، فنحن نوقع أنفسنا في فخ المقارنة الذي يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وفقدان الشغف حول كل الأمور التي نقوم بإنجازها. 
 

10- البقاء في منطقة الراحة 

منطقة الراحة مكان جميل ورائع، لكنها شيء مُخيف حيثُ يتداخل بها الروتين القاتل والملل، ومن السهل جدًا أن تفشل في مجموعة مهارات تكون قد أتقنتها، و لا أي مهارة تنمو في منطقة الراحة مما يؤدي إلى فقدان الشغف بسهولة. 
 

اعراض فقدان الشغف:

1- مشاكل في النوم 

2- الشعور بالخمول 

3- انخفاض مستويات الطاقة 

4- الشعور بالحزن 

5- تغييرات في الشهية أو الوزن 

6- الانسحاب من العلاقات الاجتماعية 

7- العزلة و الوحدة 

8- فقدان الرغبة الجنسية 

 

هل فقدان الشغف مرض نفسي؟

يُعتبر فقدان الشغف من علامات الاضطرابات النفسية المتنوعة مثل: الاكتئاب، اضطراب ما قبل الحيض، اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، الفصام وقد أطلق العلماء عليها اسم "الأنهيدونيا" ؛ لكن ليس بالضرورة أن يتم تصنيف فقدان الشغف مرض أو اضطراب نفسي خصوصًا لو كان لفترة زمنية قصيرة تحدث نتيجة الملل أو الروتين، هنا يكون قابل للحل من خلال عدة خطوات ورجوع المُحفزات للفرد من جديد. 
 

أما إذا استمر فقدان الشغف لفترة زمنية طويلة، دون أن يتأثر بأي تغييرات إيجابية ويؤثر على العلاقات الاجتماعية والحياة اليومية سلبًا بنسبة كبيرة، هُنا يكون علامة على مشكلة نفسية أكبر مثل الاكتئاب الذي يستوجب التوجه إلى استشاريين نفسيين في حاكيني، هؤلاء سوف يقومون بمساعدتك مهنيًا وموضوعيًا والعمل على تحسين الحالة النفسية. 
 

هل فقدان الشغف أسوأ من الاكتئاب؟

العلاقة بين فقدان الشغف والاكتئاب كبيرة و مُعقدة، و يُعتبر تحديد إذا ما كان أحداهما أسوء من الآخر أمرًا صعب، فالأمر يعتمد على الفرد و ظروفه الخاصة، والفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب يُعتبر محدود نظرًا لأنها علاقة مُتداخلة حيثُ يعتبر الاكتئاب أكثر شدة من حيثُ المعاناة ومن حيثُ الأعراض التي تشمل فقدان الشغف بالإضافة إلى الحزن والقلق
 

كما أن الاكتئاب يكون أكثر إيلامًا من حيث المشاعر و اليأس فإن  فقدان الشغف أقل حدة، وبالرغم من أن  فقدان الشغف أكثر إزعاجًا وإحباطًا فإن الاكتئاب أكثر تعقيدًا فهو يتضمن مجموعة من الأعراض التي تتطلب علاجًا أوسع وإذا تُرك دون علاج فإنه يؤدي إلى أفكار أكثر خطورة وانتحارية. 
 

كيف يؤثر فقدان الشغف على حياتك المهنية والشخصية؟

كُنا قد ذكرنا أن فقدان الشغف نوع من الإضطرابات النفسية التي تؤثر على حياة الفرد سلبيًا، فهو يؤثر شخصيًا من خلال العزلة الاجتماعية و انعدام التواصل مع الآخرين فالفرد لا يجد الدافع لاستكمال هذه العلاقات ويجدها علاقات فارغة مما يؤثر عليه شخصيًا و يزيد الشعور بالوحدة والانعزال التام و من الممكن أن تزيد تأثيرات فقدان الشغف على الفرد باضطرابات نفسية أكثر تعقيدًا. 
 

أما تأثير فقدان الشغف مهنيًا، فهو صعب جدًا حيثُ أن الفرد الذي يعاني منه يعمل على تأجيل المهام باستمرار أو يتجنبها مما يؤدي إلى انخفاض الرضا الوظيفي وينقص الإبداع لديه تدريجيًا، مما يؤثر عليه في العمل ومن الممكن أن تزيد الأخطاء لديه وفي بعض الحالات يقوم بترك العمل من تلقاء نفسه فقط بسبب فقدان الشغف لمدة طويلة. 
 

إذا لم تجد "سحر" عملك، فقد يكون لذلك تأثير حقيقي على جوانب أخرى من حياتك أيضًا، مما يتسبب في نقص التوازن في الحياة المنزلية والعلاقات ومع عائلتك وحتى صحتك.
 

اختبار فقدان الشغف

خطوات عملية لـ علاج فقدان الشغف واستعادة الطاقة الإيجابية:
 

لا تحزن أو تشعر بالسوء عندما تكتشف أنك تعاني من فقدان الشغف ، فهي مرحلة حساسة والجميع يمُر بها، لذلك يجب عليك أن تُسند نفسك وتقوم بتقديم علاج فقدان الشغف لنفسك من خلال عدة أمور وهي: 
 

  • التحدث إلى الآخرين الذين تثق بهم

أولى خطوات الحل هي القدرة عن التعبير عن المشاعر واتخاذ قرار التحدث و جلب الدعم لنفسك من خلال الاستعانة بالاصدقاء أو الاستشاريين النفسيين في حاكيني... لا تحتفظ بمشاعرك واختر التعبير عنها. 
 

  • الإجازة وأخذ قسط من الراحة 

يحتاج الفرد الذي يعاني من فقدان الشغف و الرتابة و الملل إلى إعادة شحن طاقته والابتعاد عن البيئة المحيطة به التي سببت له فقدان الشغف ، ابحث عن الوقت لنفسك أنت " لميولك، اهتماماتك سواء كان يومًا واحدًا أو أسبوعًا....ابتعد عن كل شيء و أعد ترتيب أولوياتك وأهدافك في الحياة من جديد. 
 

  • حاول الحصول على قسط كافٍ من النوم

عندما يحصل اضطراب في النوم أو أرق لمدة طويلة يؤثر على صحة الفرد النفسية وفقدان الشغف ، لذلك حاول الحصول على نوم جيد وابدأ يومك بكل نشاط وحيوية و إيجابية. 
 

  • اسمح للطفل الداخلي بالظهور

عندما نطلق العنان لروح المرح في الطفولة أن تدفعنا إلى القيام ببعض الأشياء المُمتعة، فإنها تمنحنا المشاعر الإيجابية و تكون طريقة رائعة لإستعادة الشغف من جديد مثل اللعب مع الحيوانات، اللعب مع الأطفال الأخرين في مدينة الملاهي. 
 

  • وضع أهداف جديدة 

الرتابة والملل سبب من أسباب فقدان الشغف ، و عند إدخال أهداف جديدة إلى حياة الفرد فإنه يرافقها التحدي وروح المغامرة التي تبدأ من جديد و إعادة نفسك إلى المسار الصحيح. 
 

  • تحديد السبب لـ فقدان الشغف 

 محاولة فهم السبب الرئيسي لفقدان الشغف يمكن أن يساعد في اتخاذ خطوات ملموسة للتغلب عليه، يُمكنك إجراء  اختبار الصحة العامة  الذي يُساعدك على فهم أسباب الاضطرابات النفسية التي تعاني منها. 
 

  • الاهتمام بالنفس 

وسط كل الأمور الحياتية الصعبة، والضغوط الخارجية التي تُسبب فقدان الشغف ، يجب أن يكون الاهتمام بالنفس على سلم الأولويات لتحسين الحالة النفسية بعيدًا عن كل شيء وعن كل المُشتتات، والانضمام إلى ندوات الصحة النفسية.
 

  • تغيير الروتين

إدخال تغييرات صغيرة في الروتين اليومي يمكن أن يساعد في استعادة الحماس مثل نشاط ومهارة جديدة  كـركوب الخيل، السباحة أو تعلم مهارة علمية أو حضور دورات المساعدة الذاتية في حاكيني مثل الحوار الداخلي، من خلال هذه الدورة سيتعلم كل فرد ما هو روتين حياته وكيف يمكن أن يُدخل التغييرات عليه. 
 

  • الابتعاد عن السلبية.

أنت تعلم من هم الأشخاص السلبيين في بيئة العمل أو في البيئة الاجتماعية الخاصة بك، حاول الابتعاد عنهم و عن الافكار السلبية لأن كل هذه الافكار و هؤلاء الأشخاص يؤثرون عليك دون أن تعلم. 
 

نوجهك لاستخدام تطبيق حاكيني، فهو يضمن لك رحلة علاج مُتكاملة من خلال عدة خدمات يُمكنك طلبها: مثل الحصول على جلسات استشارات نفسية أون لاين وغيرها من الخدمات التي تضمن لك الحصول على الاستشارة المطلوبة بسرعة ومن أي مكان. 

فقدان الشغف ما هو فقدان الشغف هل فقدان الشغف مرض نفسي اسباب فقدان الشغف اعراض فقدان الشغف حاكيني للاستشارات النفسية استشارات نفسية

تطبيق الصحة النفسية من حاكيني

screenshot screenshot
app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play
first-separator second-separator

نقترح عليك المزيد من المقالات التي قد تثير اهتمامك