تبلغ نسبة المسنين وهم من تجاوز سن الخامسة والستون، في فلسطين ٣.٣٪. وبشكل عام يحظى كبار السن في بلادنا باهتمام ورعاية كبيرين من قبل ذويهم حيث يوفرون لهم الاحتياجات المادية والكثير من الاحترام. ولكن غالبًا ما يتم اغفال بعض الجوانب النفسية والعاطفية مثل الترفيه عنهم، وتفعيلهم اجتماعيا، وتكليفهم ببعض المسؤوليات المتناسبة مع حالتهم الصحية التي تمدهم بالشعور بالانجاز والعافية في الحياة. فقد نتعجل في إحالتهم إلى "التقاعد الاجتماعي" ونغفل عما يمتلكون من حكمة متبلورة وعاطفة عميقة وواسعة اكتسبوها عبر السنين.
وقد تسمح ملاحظة الضعف المتزايد لقدرات المسنين العقلية ولأبدانهم الاخذة في الضمور بإهمالهم أحيانا، أو إغفال ما يقولون وما يريدون. يعرف إهمال كبار السن على أنه عدم توفير الراعي للاحتياجات المادية والعاطفية للمسنين، ويعتبر الإهمال نوعًا من الاساءة والاستغلال المجرم أخلاقيا وقانونيا. أحيانا يكون الإهمال ماديا مثل التقصير في توفير الطعام الجيد والخدمات الصحية اللازمة، وأحيانا يكون نفسيا ويشمل العزلة وعدم وجود ما يشغل كبير السن مثل هوايةٍ أو رياضة أوعمل بسيط. ولعل أقسى أنواع الإهمال هو العاطفي الذي يصعب على كبير السن طلبه، ويصعب على مقدم الرعاية الانتباه إليه.
وعلى الرغم من أن تقديم الرعاية لكبار السن مثمر عاطفيًا ويغذي روح المعتني، إلا أنه ليس سهلا، حيث أنه كلما تدهورت صحة المسن الجسدية والعقلية، كلما زاد اعتمادهم على المعتني وتصبح المهمة أصعب مع الوقت. هذه الرعاية تتطلب الكثير من وقت وجهد المعتني، الأمر الذي يدفعه إلى التوتر والاجهاد. لذا عليه طلب المساعدة ومشاركة مشاعره مع الآخرين.
من حق الجميع الحصول على الأمان، الكرامة، والاحترام، وإنه لمن المؤسف أن يتعرض من كفل لنا ذلك الحق في شبابه إلى الحرمان منه وهو في حالة ضعف، حين لا يستطيع أن يكفله لنفسه. وليس من السهل على من قدم الرعاية لسنوات طوال أن يستجديها ممن حوله. لذا على من يحيط به تقديم الرعاية والاهتمام قبل طلبها، مغلفة بكل صبر واحترام.
فعجلة الزمن تدور، وسوف نصل إلى هذه المرحلة اذا كتب لنا العمر الطويل وسنكون بحاجة الى من يقدم لنا الرعاية فلنقدمها كما نرغب أن تقدم لنا
للتعرف أكثر على موضوع رعاية المسنين حمل تطبيق الصحة النفسية من حاكيني على الجوجل بلاي والاب ستور، وقم بتسجيل في موقع حاكيني للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية.