البعض يعتبر أن حب الآخرين يتطلب نكران الذات وهذا خطأ شديد، فحب الآخرين يبدء بحب الذات فالأشخاص الذين لا يحبون أنفسهم من الصعب عليهم أن يحبوا الاخرين.
حب الغير الذي فيه فقط عطاء، إلغاء الذات، خدمة للاخرين، اتباع نهج الاخرين، وتفاني من أجل الاخرين ينتهي بعلاقة تعيسة للطرفين. فالطرف المحب سوف يشعر بالإحباط لأنه تفانى وأعطى كل ما لديه ولم يلق الرد المناسب، والطرف المتلقي سوف يشعر أنه يتلقى عطاء من الاخرين وسوف يدفع ثمن هذا العطاء، وهذه العلاقة تؤدي إلى توترات وإلى أن يكونوا الطرفين غير راضيين من علاقتهما ببعضهم البعض.
إذا كان شخص يحب شخص اخر سواء كانوا (أبناء، زوج، زوجة) من المفترض أن يكون لديه قبول للآخر ويحب صفاته الشخصية، وأن يقبله كما هو وليس أن يعطيه فقط، فالعطاء ليس كالحب الذي يدفع الإنسان إلى تقبل الاخر كما هو، وذلك هو أساس الحب، بعد هذا القبول يحدث العطاء المتبادل بين الطرفين وتتطور علاقة الحب بين الطرفين، إذا كان الشخص يعتقد أن حب الاخر يعني التفاني أي أن تفنى لأجل من تحب والتخلي عن حبك لذاتك، ومن هنا علينا ان نسأل أنفسنا سؤالين:
- هل هذا سوف يسعد الاخر؟
- هل الاخر يستحق التفاني من أجله؟
التفاني لا يخدم المتفاني ولا حتى متلقيه!
حب الذات والانانية
من الضروري أن نفهم أن حب الآخرين مرتبط بحب الذات، بالتأكيد لا نعني بذلك الأنانية، فالأنانية تعني تجاهل مشاعر الآخرين ورغباتهم، فمن الضروري خلق توازن ما بين حبك لذاتك (نفسك) وحبك للاخرين.
ماذا يعني حب الذات؟
أن تحب ذاتك او نفسك يعني أن تحب صفاتك، وأن تكون مدرك لصفاتك السلبية والإيجابية في ذاتك، وأن تقبل نفسك كإنسان غير كامل يفخر بما لديه وفي نفس الوقت تعطي الحق لنفسك في تحقيق رغباتك وتحقيق ذاتك.
ان تحقيق الذات ليس ضد الآخرين ولا يقلل من العطاء للاخرين بل على العكس، إذا أحب الإنسان نفسه وحقق ذاته يكون قادر على أن يعطي عطاء صحي للآخرين، بالمقابل يكون الآخرين قادرين على تلقي العطاء بشكل جيد وعلى أن يقدروا قيمة هذا العطاء، بذلك يكون هذا العطاء مختلف عمن يفنى ذاته من أجل الآخرين وينكر ذاته.
ماذا يعني حب الاخرين وما علاقة ذلك بحب الذات؟
العلاقة بين الطرفين الذات والآخر هي علاقة مركبة، حب الآخرين كما أشار عالم النفس سيغموند فرويد، أن حب الآخرين فيه حب للذات، مثل الأهل الذين يحبون أطفالهم يحبونهم أيضا لأنهم استمرار لهم، وجزء من كيانهم وذواتهم في نظر الآخرين، وعطائهم لأطفالهم فيه حب للذات، فحب الآخرين فيه نرجسية مخبأة لا يجب إنكارها وليس خاطئا أن يكون هنالك نوع من الاهتمام بالذات في العلاقة مع الآخرين، في نهاية الأمر العلاقة مع الآخرين والحب بين الذات والآخرين يجب أن يكون فيه نوع من التوازن بأن يعطي حق لنفسه وأن يكون حساس للاخرين ورغباتهم.
اشترك مع منصة حاكيني للاستشارات النفسية اونلاين احصل على إرشادات من خلال برامج للمساعدة الذاتية تساعدك في تطوير نفسك ومهارات حبك لذاتك والاخرين او قم بالتحدث مع أفضل أخصائي العلاج النفسي، بما يشمل مختصين من المجال الاجتماعي، الزوجي، الاسري وغيرهم للاشتراك من هنا مجاناً.