جلد الذات : هل أنت عدوك الأول؟

ملخص المقالة

جلد الذات من الظواهر النفسية التي تواجه الكثير من الأشخاص نوضح لك في مقالنا مفهوم جلد الذات ،أعراض جلد الذات وكيفية التخلص منه ، تابع معنا واطلب الاستشارة

24/10/2024
main-image

 

جلد الذات… ما هو هذا المفهوم الذي يُمارسه الكثير من الناس بعلم أو دون علم منهم؟ حيثُ أن كثيرٌ من الناس يقومون بجلد ذواتهم عن طريق الانتقاد الشديد بعد أي خطأ و تحميل أنفسهم المسؤولية كاملة، فكم مرة عاقبت نفسك بلا سبب قائلاً " أنا قبيح" أنا غبي" أنا مفلس" " أنا وحيد" ..

 

جلد الذات من الظواهر النفسية التي تواجه الكثير من الأشخاص، حيث أنه سلوك شائع يؤثر على الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم، وهو صوت داخلي نقدي يُقلل من شأنك و يجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك ثم تتصرف بناءً على تلك الأفكار مما يُسبب الضغط النفسي و الضرر للصحة النفسية للفرد، ويستدعي الحصول على العلاج النفسي سواء ذاتياً أو من خلال طلب المُساعدة من الأخصائيين النفسيين

 

 

سنتناول في هذا المقال من حاكيني مفهوم جلد الذات، أعراضه، أنواعه، أسبابه و آثاره على الصحة النفسية، وكيف يُمكنك التخلص من جلد الذات..

 

ما هو جلد الذات ؟ 

جلد الذات هو سلوك نفسي يتضمن النقد الذاتي المُستمر للنفس و للتصرفات بشكلٍ مُفرط ومبالغ فيه سلبياً، حيثُ تقوم بالتركيز على أخطائك وعيوبك، واللوم الغير مبرر، ويرافقه الشعور بالذنب والإحباط وانخفاض تقدير الذات مما يؤدي بدوّره الى القلق والاكتئاب. ومن المهم معرفة أن جلد الذات يختلف عن النقد الإيجابي، حيثُ أن جلد الذات يعمل على تقليل قيمة الفرد وزيادة الشعور بالنقص والعجز، بينما النقد الإيجابي يعمل على تحسين وتطوير الذات من خلال النقد البنّاء لنفسه.

 

جلد الذات يأخذ أشكالاً عديدة وتتطور هذه الأشكال لتصبح عادة لا يُمكن التخلص منها إلا إذا تمت معالجتها، حيثُ أن بعض الأشخاص لا يدركون في بعض الأحيان أنهم يجلدون أنفسهم سواء جسدياً أو عاطفياً. لذلك، من المهم التعرف على علامات جلد الذات، مما يُساعد الأفراد على فهم هذا المصطلح والقدرة على اكتشافه مُبكراً. 

 

أعراض جلد الذات 

 

توجد مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية التي تدل على أن الفرد يُمارس جلد الذات لنفسه، و هي كالتالي: 

 

  • إيذاء الذات جسدياً:

يتضمن شكل جلد الذات هُنا الإصابات الجسدية المباشرة من خلال الكدمات أو الجروح من خلال إيذاء الذات عمداً. 

 

  • الانتقاد الذاتي المُفرط:

الشخص الذي يُعاني من جلد الذات يقوم بحديث سلبي مستمر مع ذاته، من خلال توجيه انتقادات لاذعة لنفسه و الانخراط في حديث سلبي متكرر مع الذات، حيث يوبخ المرء نفسه أو يهينها بسبب الأخطاء أو العيوب في نفسه بناءً على أخطاء حقيقية أو خيالات شخصية. 

 

  • عدم الشعور بالرضا أبداً:

 شعور مُستمر بأنه مهما حقق المرء من إنجازات، فلن يكون ذلك كافياً أبداً نتيجة قلة حب الذات، وغالباً ما يؤدي هذا الشعور إلى عدم الرضا المستمر والحكم القاسي على الذات.

 

  • الشعور الدائم بالذنب: 

الإحساس المُستمر بالذنب، حتى في المواقف التي لا تستدعي ذلك، حيث يشعر الشخص بأنه مسؤول عن كل ما يحدث  حوله، حتى في الأمور الخارجة عن سيطرته، وقد يتجلى هذا في شكل شعور غير عقلاني بالمسؤولية عن المواقف أو النتائج، ويؤدي الى ممارسة جلد الذات لنفسه باستمرار.

 

  • العزلة الاجتماعية:

من أهم أعراض جلد الذات هو الانسحاب من العلاقات والشعور بأنك لا تستحق أي نوع من الحب أو الدعم أو الصداقة، بالإضافة الى الخوف من الانتقاد، مما يؤدي إلى الابتعاد المُتعمد عن الآخرين، و الميل إلى رفض المساعدة والدعم من الآخرين و الشعور بأن المرء يجب أن يواجه تحدياته بمفرده أو أنه لا يستحق المساعدة من الآخرين. 

 

  • إنخفاض مستوى الثقة بالنفس:

جلد الذات يؤدي إلى فقدان ثقة الفرد بنفسه نتيجة الصوت الداخلي الناقد الذي يصدر الأحكام القاسية بشكلٍ دائم، ويصبح الفرد غير قادر على تقدير إنجازاته أو رؤية الجوانب الإيجابية والقوية في شخصيته، الشكل الذي يؤدي إلى ضعف أدائه في الحياة اليومية أو المهام الموكلة إليه. 

 

  • العقاب العاطفي:

يقوم الفرد بإعادة إحياء أخطاء الماضي واستحضار الذكريات المؤلمة مراراً وتكراراً وإلقاء اللوم على الذات، حتى في القضايا التي تم حلها مُنذ فترة طويلة.

 

  • الإفراط بالعمل: 

يقوم الفرد الذي يُمارس جلد الذات لنفسه ممارسة العمل بشكلٍ مُفرط كعقاب، ويعتبر الراحة غير مُستحقه. 

 

 

أنواع جلد الذات 

 

  • جلد الذات العاطفي: 

يكون جلد الذات هُنا عبارة عن الشعور بالذنب الشديد و لوم الذات ومعاقبتها، والإنخراط المُتعمد في سلوكيات مدمرة للذات مثل إفشال العلاقات الإجتماعية و معاقبة النفس على أخطاء الماضي، ويعاني الشخص من مشاعر سلبية متواصلة تجاه نفسه. 

 

في هذا النوع، يعاني الشخص من مشاعر سلبية متواصلة تجاه نفسه بناءً على تجارب عاطفية سابقة مثل الفشل في العلاقات أو رفض الآخرين. يؤدي هذا النوع إلى شعور دائم بالدونية وعدم القدرة على الاستحقاق.

 

  • جلد الذات العقلي: 

هُنا جلد الذات يتجلى بإرهاق النفس عقلياً عن طريق الدراسة الشديدة أو الإفراط في العمل و توبيخ الأفراد أنفسهم عقلياً عن أي تقصير و يكون جلد الذات قاسٍ و الشعور الدائم بعدم الكفاءة نتيجة فقدان الثقة بالنفس

 

  • جلد الذات المرضي:

يُمكن أن يتخذ جلد الذات أشكالاً مرضية، و يرتبط باضطرابات الصحة النفسية و قد ينخرط بعض الأفراد الذي يعانون من هذه الاضطرابات مثل الاكتئاب و القلق في إيذاء النفس و جلد الذات مثل العقوبات الجسدية وغيرها. 

 

  • جلد الذات الناقد: 

يُمارس الفرد جلد الذات بشكل ناقد لنفسه من الأمور الكبيرة والمعقدة حتى الأمور البسيطة، فالنقد لذاته مُستمر مما يؤدي إلى إرهاق نفسه و جلّب العديد من المشاكل النفسية لذاته. 

 

  • جلد الذات المهني: 

هُنا يُشعر الفرد نفسه بأنه غير قادر على إنجاز المهام الموكلة إليه مهنياً وأنه غير كُفء في مجاله المهني، ويقوم بممارسة جلد الذات على أي إنجاز يقوم به باعتباره ناقص ولا تنطبق عليه المعايير، أو عدم قدرته على تحقيق أهدافه المهنية، هذا السلوك قد يقود إلى الإحساس بالاحتراق الوظيفي وفقدان الشغف

 

  • جلد الذات الاجتماعي: 

يكون جلد الذات الاجتماعي في العلاقات الإجتماعية، حيثُ يقوم الفرد الذي يجلد نفسه باستمرار بتحميل نفسه المسؤولية على أي فشل في العلاقات الاجتماعية ويقوم بلوم نفسه، مما يجعله يشعر بالعزلة و يكون من أصحاب الشخصية الإنطوائية مما يؤثر على تفاعله و تكوين العلاقات الاجتماعية الإيجابية مع محيطه من أفراد الأسرة والأصدقاء. 

 

آثار جلد الذات على الصحة النفسية

إن جلد الذات، سواء في أشكاله الجسدية أو النفسية، يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة ومعقدة على الصحة النفسية ويؤدي إلى مجموعة واسعة من المشاكل على النحو التالي: 

 

  • الاكتئاب 

غالباً ما يشعر الأشخاص الذين يُمارسون جلد الذات بالإرهاق بسبب مشاعر كراهية الذات أو انعدام القيمة، وهي أعراض أساسية للاكتئاب، يمكن أن يؤدي فعل معاقبة الذات - سواء من خلال الأذى الجسدي أو الإيذاء الذاتي العاطفي - إلى زيادة أعراض الاكتئاب من خلال تعزيز هذه المعتقدات الذاتية السلبية، مما يؤثر على قدرتك بالعمل أو العيش حياة طبيعية. 

 

جلد الذات يؤدي إلى القلق حيثُ يقع الأشخاص في فخه خصوصاً عند انتقاد عيوبهم أو فشلهم في بعض الأمور مما يؤدي إلى الهوس من خلال الاستمرار بتحليل أفعالهم بشكل مفرط واللجوء إلى معاقبة الذات. قد يوفر فعل جلد الذات راحة مؤقتة، لكنه لا يعالج الأسباب الجذرية للقلق، مما قد يؤدي إلى إجهاد مزمن.

 

  • إيذاء النفس والأفكار الانتحارية

 يمكن أن يتفاقم جلد الذات في شكله المتطرف إلى سلوكيات خطيرة لإيذاء النفس، مثل القطع أو الحرق أو إيذاء النفس جسدياً بطريقة أخرى، غالباً ما تكون هذه الأفعال آليات تكيف للتعامل مع الألم العاطفي، لكنها يمكن أن تكون مقدمة لأفكار أو سلوكيات انتحارية أكثر شدة.

 

  • الرهاب الاجتماعي 

الشخص الذي يُمارس جلد الذات اجتماعياً، يُصاب بالرهاب الاجتماعي والخوف من أي تجمعات أو مشاركة في الأنشطة الاجتماعية خوفاً من النقد من الأخرين، أو أن يقوم بجلد نفسه وانتقادها بعد أي تصرف يقوم به وسط الجماعة، وبسبب انخفاض الثقة بالنفس بين النفس يُصاب بالعزلة الاجتماعية. 

 

 

كيف تتخلص من جلد الذات؟ 

 

لا توجد مشكلة ليس لها حل، اذا تم التعرف عليها مُبكراً وتنوي فعلاً الشفاء منها. لذلك، جلد الذات يمكن التخلص منه عن طريق اتباع الاستراتيجيات التالية: 

 

  • قبول الأخطاء 

أولاً يجب على الفرد أن يُدرك الأخطاء التي يقع بها، و يتذكر أن الجميع يخطئ وأن الفشل جزء طبيعي من الحياة، لذا يجب عليك أن تتعلم كيف تتقبل أخطائك وتعتبرها فرصة للتعلم وعدم الوقوع في فخ جلد الذات مرة آخرى. 

 

  • التخلص من الأفكار السلبية 

حاول تحديد الأفكار السلبية التي تدور في ذهنك و تكون محور صوتك الداخلي أثناء جلد الذات، ثم قم باستبدالها بأفكار رحيمة لنفسك ومتفهمة، والتفكير فيما قد تقوله لصديقك عند وقعه في الفشل، وقوله لنفسك. 

 

  • التحدث إلى مختص نفسي

يُمكن إلى أي شخص يعاني من جلد الذات طلب المساعدة مهنياً من أي أخصائي علاج نفسي الذي يقدم النصيحة بشكل احترافي بناءً على حالتك، يُمكنك التوجه إلى جلسات الاستشارة النفسية من حاكيني و الاستفادة منها للتخلص من جلد الذات. في بعض الحالات يمكن أن يكون جلد الذات نابع من مشكلات عاطفية أو صدمة لم يتم حلها، لذا فإن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يُساعد في فهم جذور هذا السلوك و العمل على علاجه. 

 

  • التعاطف مع الذات

يُمكنك تقديم المساعدة لنفسك و التخلص من جلد الذات عن طريق التعاطف مع نفسك ومعاملة نفسك بلطف واعترف بأنك انسان و أن الفشل وارد ولا أحد مثالي. كما أنه يجب أن تتوقف عن إصدار الأفكار السلبية لنفسك، فبدلاً من أن تقول" أنا فاشل" حاول أن تقول "لقد بذلت قصارى جهدي، ويمكنني أن أتعلم من هذه التجربة".

 

  • كافئ نفسك على الانتصارات الصغيرة

بدلاً من التركيز على أوجه القصور لديك، اجعل من عادتك الاعتراف بإنجازاتك، مهما كانت صغيرة، يمكن أن يُعزز مكافأة نفسك على إحراز تقدم، أو إكمال المهام، أو حتى تجنب الأفكار الانتقادية الذاتية بمرور الوقت سيساعدك هذا على تحويل تركيزك من جلد الذات إلى الاحتفال بالذات.

 

  • اعتني بصحتك الجسدية والعقلية

إن الصحة الجسدية والعقلية مترابطتان، لذا ممارسة ما يُلهمك وما يُخلصك من الطاقة السلبية عن طريق ممارسة التمارين الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم بشكل كبير يُخلصك من جلد الذات. 

 

 

في الختام، جلد الذات سلوك ضار يؤثر سلبياً على جميع جوانب حياتك و يُدمر الصحة النفسية للفرد، لذا يجب على كل فرد أن يكون على دراية ومعرفة به و محاولة التخلص منه لتحسين جودة حياته… إذا كُنت تعاني من أحد الأعراض المذكورة في المقال ندعوك إلى الاشتراك في خدمات تطبيق حاكيني والاستفادة من جلسات العلاج النفسي التي يقدمها الموقع و تحميل التطبيق لصحة نفسية أفضل. 

 

 

 

مع خبرة واسعة، فريق حاكيني يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

تجربة الألم النفسي - بين الألم والأمل
د. إياد العزة
ما هو الإحتراق النفسي وكيف يمكن معالجته ؟
أ. إحسان بكاري
هل الهلوسة مرض نفسي؟
فريق حاكيني

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة