تقلبات المزاج…حالة يغرق بها العديد من الأشخاص يشعرون بأن حياتهم عبارة عن لوحة فنية مليئة بالألوان الزاهية و الجميلة التي سُرعان ما تتحول هذه الألوان إلى الألوان الرمادية القاتمة. كما أن تقلبات المزاج تؤثر بشكل كبير على حياة الفرد فعندما ينتقل من النشاط والطاقة الإيجابية ثم يشعر بالكآبة والضيق دون سبب واضح، يُصبح ذلك عائقًا أمام صحته النفسية مما يؤثر سلبًا على علاقاته وحتى على أدائه في العمل.
نسبة كبيرة من الأشخاص يعانون من تقلبات المزاج و هذه التقلبات ليست مجرد مزاج سيء عابر، بل قد تكون مؤشرًا على اضطرابات نفسية أعمق مثل اضطراب ثنائي القطب أو اضطراب الشخصية الحدية مما يستدعي توجه الفرد إلى الاستشارات النفسية مع حاكيني للتخلص منها. في هذا المقال سوف نتعمق في مفهوم تقلبات المزاج و ما هي الأسباب الكامنة وراءه وما هي الأعراض و كيف يمكن التخلص من تقلبات المزاج مع حاكيني.
ما هي تقلبات المزاج؟
تقلبات المزاج هي تغيرات كبيرة و مفاجئة في مزاج الشخص ومشاعره تأتي وتذهب في غضون فترة زمنية قصيرة، و يمكن أن تحدث لأي شخص و تكون جزءاً منتظمًا من حياة الشخص كما أنها يمكن أن تبدأ فجأة دون سابق إنذار، وهي مختلفة عن التغيرات في الحالة المزاجية الطبيعية التي يمر بها الناس في الحياة اليومية. بالإضافة إلى أن تقلبات المزاج تؤثر على التفكير والسلوك وقد تكون هذه التقلبات خفيفة ومؤقتة أو شديدة و مزمنة وتؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للفرد.
على الرغم من أن التغييرات المفاجئة في مزاجك قد تكون مزعجة، فمن المهم أن تتذكر أن كل شخص يعاني من تقلبات المزاج ولكن إذا حدثت بشكل متكرر وتستمر لفترات طويلة أو كان لها تأثير سلبي على حياتك، فيجب عليك التحدث مع الاستشاري النفسي المُناسب.
أعراض تقلبات المزاج
تتنوع أعراض تقلبات المزاج من فرد لأخر بناءً على العمر والجنس و الخلفية النفسية للفرد، لكن هناك أعراض مشتركة كالتالي:
تجعلك تشعر بالحزن والفراغ والقلق والانزعاج دون وجود سبب حقيقي.
تؤثر على قدرتك على التركيز والعمل و على إنتاجيتك و خصوصًا لو زاد تقلبات المزاج عن حده يجعلك تذهب في دوامة الاحتراق الوظيفي دون إدراك منك لذلك.
التقلبات المزاجية الحادة من السعادة إلى الحزن أو من الغضب إلى الهدوء.
تجعلك تشعر بفقدان الشغف في معظم الأنشطة أو المهام اليومية الموكلة إليك.
تؤثر على مستوى طاقتك مثل الشعور بالإرهاق الشديد أو النشاط المفرط.
تؤثر على كمية الطعام التي تتناولها سواء بالإفراط في الشهية أو الامتناع عن الأكل.
مشاكل في النوم مثل الأرق أو حصول إضطرابات النوم.
تُثير أفكار الانتحار.
التقلب في مستوى الثقة بالنفس حيثُ يمكن أن يشعر الفرد بالثقة الكبيرة بالنفس في بعض الحالات ثم يفقدها فجأة دون أي مقدمات أو أسباب.
اسباب تقلبات المزاج
العوامل البيولوجية:
تلعب العوامل البيولوجية دورٌ هام في حصول تقلبات المزاج مثل اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ والتغييرات الهرمونية في الجسم، ويحدث ذلك كثيرًا في مراحل الحياة الحرجة مثل فترة البلوغ، الحمل.
الضغوط النفسية:
عندما يعاني الفرد من الضغوط النفسية المتنوعة مثل ضغوط العمل، أو ضغوط من الحياة اليومية يُشكل ذلك عبئاً كبيرًا عليه مما يجعله يعاني من تقلبات المزاج دون أي إدراك فيمكن أن يثور بالغضب أو يبدأ بالبكاء فجأة دون وجود أي سبب واضح لذلك.
العوامل الاجتماعية:
العوامل الاجتماعية سبب لا يُمكن تخطيه، فهي ما يُحيط بالفرد وبالتالي وجود أي مشاكل بها يُشكل ضغطًا نفسيًا على الفرد ويجعله يعاني من تقلبات المزاج الحادة خصوصًا لو كان هناك مشاكل في العلاقات الشخصية بين أفراد الأسرة أو حصول الطلاق والمشاكل بين الزوجين، كما أن الظروف المعيشية تؤثر على مزاج الفرد عندما يعاني من الفقر أو البطالة.
مراحل الحياة:
الحياة مليئة بالتغييرات وتتميز بعض مراحل الحياة بتغيرات جسدية (وهرمونية) أكثر من غيرها، و لذلك يعاني العديد من الأشخاص من تقلبات المزاج خلال هذه المراحل و خصوصًا في سن المراهقة التي تتسم بالتغييرات العاطفية والجسدية تجعل وجود تقلبات المزاج أمرًا شائعًا.
الحالات الطبية:
يمكن أن تؤثر الحالات الطبية التي تؤثر على أجزاء مختلفة من جسمك على وجود تقلبات المزاج الحادة لديك ومن هذه الحالات الصداع النصفي و مرض الزهايمر، الخرف، وفرط نشاط الغدة الدرقية.
الأدوية:
تقلبات المزاج هي آثار جانبية محتملة لبعض الأدوية، مثل وسائل منع الحمل والعلاج الهرموني.
عادات روتينية يومية:
يمكن أن تؤثر العادات بشكل كبير على شعورك طوال اليوم. على سبيل المثال، عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو شرب كميات زائدة من الكافيين يُمكن أن يسبب تقلبات المزاج بمرور الوقت.
تعاطي المواد المدمنة:
يؤدي الإدمان على الكحول و استخدام الماريجوانا أو منتجات التبغ إلى تغيير الهرمونات لديك و خصوصًا إذا توقفت عن تناولها، فقد تعاني من تقلبات المزاج لفترة من الوقت.
اضطراب ثنائي القطب:
اضطراب ثنائي القطب هو حالة صحية عقلية تسبب أعراضًا مثل التحولات الشديدة في مزاجك ومستويات الطاقة والقدرة على القيام بالمهام اليومية، إنه أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لحصول تقلبات المزاج السريعة، خاصة لأن هذه الحالة تسبب حالات عاطفية شديدة.
أسباب تقلب المزاج عند النساء
تُعتبر النساء أكثر عرضة للرجال لمعانتها من تقلبات المزاج و يرجع ذلك لعدة أسباب خاصة ومنها:
متلازمة ما قبل الحيض:
متلازمة ما قبل الحيض هي مجموعة من الأعراض التي تحدث للنساء قبل الدورة الشهرية بأسبوع إلى أسبوعين، تتسم بـ تقلبات المزاج الحادة و يُصاحبها التعب والتغييرات في الشهية والاكتئاب، حيثُ تعاني غالبية النساء من بعض أعراض متلازمة ما قبل الحيض، كما أن سبب تقلبات المزاج الحاد في هذه المرحلة إلى وجود تحولات في هرمون الاستروجين لدى المرأة الذي يرتفع و ينخفض بشكل كبير في هذه الفترة.
الحمل و ما بعد الولادة:
تؤدي العديد من العوامل في هذه الفترة إلى وجود تقلبات المزاج الحادة والشعور بالسعادة الكبيرة ثم الإكتئاب من دون سبب، ويشمل ذلك التغيرات الهرمونية أو الليالي التي لا تنام فيها، والتغييرات في نمط الحياة في هذه الفترة مما ينتج عنه ضغطاً شديداً لدى المرأة و يجعلها تشعر بـ تقلبات المزاج في هذه الفترة وحصول اكتئاب ما بعد الولادة
انقطاع الدورة الشهرية:
انقطاع الدورة الشهرية هو انتقال رئيسي آخر في الحياة، بفترة من تقلبات المزاج مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين حيثُ تعاني العديد من النساء من مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك التغيرات في المزاج، والهبات الساخنة، والأرق، وانخفاض الرغبة الجنسية.
الأسباب النفسية:
يمكن أن تؤثر الاضطرابات النفسية والحالات السلوكية على التصرف وتسبب أعراضًا مثل تقلبات المزاج وتشمل هذه الإضطرابات اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، والاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب.
التوتر الاجتماعي والأسري:
تلعب التحديات الاجتماعية والعائلية دورًا أكبر في حياة النساء، حيثُ أن النساء والرجال يتأثرون بالتوتر الاجتماعي إلا أن النساء نسبة تأثرهم أعلى بسبب التغيرات الهرمونية، مما يجعلها تعاني من تقلبات المزاج و تكون الصحة النفسية لديهم معرضة للخطر بنسبة أكبر.
آثار تقلبات المزاج على الحياة اليومية
يمكن أن تؤثر تقلبات المزاج بشكل كبير على الحياة اليومية بطرق مختلفة، مما يؤثر على الرفاهية العاطفية والعلاقات الاجتماعية وأداء العمل والصحة العقلية والجسدية بشكل عام. في حين أن تقلبات المزاج العرضية شائعة وطبيعية، فإن تقلبات المزاج المتكررة أو الشديدة يمكن أن تؤدي إلى تحديات في كل من المجالات الشخصية والمهنية حيثُ أنها تجعل الفرد يواجه صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات أو التفاعل بانسجام مع الزملاء، كما أنها تؤدي إلى تقليل الإنتاجية.
كما أن تقلبات المزاج المتكررة تجعل الفرد يشعر بالإرهاق، خصوصًا عندما يتنقل الأشخاص بين الحالة المزاجية العالية والمنخفضة يؤدي إلى التعب المزمن وانخفاض مستويات الطاقة. بالإضافة إلى أن تقلبات المزاج تعمل على تغيرات في أنماط النوم الصحي واضطراب الأكل والصحة البدنية بشكل عام، حيث يمكن أن يؤدي الإجهاد المرتبط بعدم الاستقرار العاطفي إلى إضعاف جهاز المناعة والمساهمة في مشاكل صحية أخرى بمرور الوقت.
بعض الأشخاص تؤثر تقلبات المزاج عليهم ماليًا حيثُ أنهم يهربون منها عن طريق القيام بعمليات شرائية كبيرة كوسيلة لتحسين مزاجهم، وبعد ذلك يدركون ما قاموا به وأن ذلك أثر سلبيًا عليهم.
كيفية التخلص من تقلبات المزاج مع حاكيني
تحدث تقلبات المزاج من وقت لآخر للفرد بسبب وجود عدة أسباب، فإذا كانت هذه التقلبات تتداخل مع يومك وتعتقد أنها أصبحت مشكلة بالنسبة لك، هُنا يجب عليك أن تقوم بالتوجه إلى اختبارات العلاج الإرشادي و إيجاد طريقة صحية للتعامل معها حتى يُساعدك في تقليل من مخاطر تقلبات المزاج في المستقبل.
هُنا يأتي دور موقع حاكيني كمنصة شاملة لدعم الصحة النفسية للفرد والمجموعات و يُساعدك في التخلص من تقلبات المزاج عن طريق خدماتها المتعددة ومنها:
جلسات الاستشارة النفسية عبر الانترنت: حيثُ تتيح هذه الخدمة للأشخاص التحدث مع الاستشاريين النفسيين المتخصصين في عدة مجالات في أي مكان وأي زمان بكل سهولة ويُسر مع مراعاة الخصوصية لكل شخص.
برامج المساعدة الذاتية: في قائمة البرامج يتواجد عدة فيديوهات وبودكاست و أدوات تُساعد الفرد على معالجة نفسه بنفسه و خصوصًا عند شعور الفرد بأنه غير مُستعد نفسيًا بعد جلسات الاستشارة النفسية، يمكن للفرد الذي يعاني من تقلبات المزاج التوجه إلى فيديوهات ضبط النفس أو برنامج التنفس والاسترخاء وغيرها الكثير التي تُساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر.
ورشات العمل والندوات الجماعية: توفر هذه الندوات فرصة للأشخاص للتواصل مع الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة أو يعانون من تقلبات المزاج ، هُنا الفرصة أكبر لتعلم الأشخاص من بعضهم البعض و التعرف على طرق الحل العملية التي يُمكنهم اتباعها والاستفادة من الخبرات الآخرى.
عند تحميل تطبيق حاكيني سواء بنسخة الأندرويد أو نسخة IOS ، فإنك سوف تقوم بالاستفادة من خدمات موقع حاكيني للإرشاد النفسي بطريقة سهلة وسلسة كما أن اشتراك واحد في أحد برامج المساعدة الذاتية يُتيح لك الاستفادة من البرامج الآخرى، كما يُمكنك الحصول على النصائح النفسية المتنوعة التي تُركز على تحسين مزاجك و صحتك النفسية و حمايتك من تقلبات المزاج.
يُمكنك التوجه إلى صفحة قائمة أسعار خدمات حاكيني عبر الضغط هنا
تقلبات المزاج ليست أمرًا نادر الحدوث، بل هي حالة شائعة يمكن أن يواجهها الجميع في وقت من الأوقات، لكن يُمكن التخلص منها والقدرة على إدراتها بطريقة صحية من خلال الحصول على الدعم النفسي المناسب من خلال المنصات الموثوقة مع حاكيني.