يعد الغضب بأشكاله المختلفة من الوسائل التي يعبر الطفل من خلالها عن مشاعره السلبية. يوجد جزء كبير من الأطفال لا يملكون القدرة على تهدئة أنفسهم، إذ عندما يغضبون يصبحون بحاجة إلى شخص بالغ حتى يساعدهم على تهدئة أنفسهم، يكون لديه القدرة على استيعاب ردود أفعالهم، حتى يمكنهم من التعامل معها.
ما هي أسباب الغضب عند الأطفال؟
هنالك بعض الأخطاء الشائعة التي يقع بها الآباء والأمهات، وتحول دون تمكن الطفل من اكتساب القدرة على التهدئة الذاتية، منها:
- أولاً: قيام الأهل بالتعامل مع غضب طفلهم بغضب مقابل، أي عندما يغضب الطفل، يتبعون أسلوب الصراخ معه حتى يهدأ.
- ثانياً: عندما يقوم الطفل بضرب أخيه أو أحد أصدقائه، يلجأ الأهل إلى ضرب الطفل كي يعلموه أن هذا التصرف خاطئ.
- ثالثاً: تلبية جميع طلبات ورغبات الطفل التي تدفعه إلى البكاء والصراخ.
- رابعاً: إشغال الطفل عن طريق السماح له باللعب بالهاتف، أو مشاهدة التلفاز، لأن الشاشات تعمل على تحفيز الدماغ، فعندما ينتهي الطفل من اللعب بالشاشة، سوف يصبح أكثر تشويشا، إرهاقا، وأقل تحفيزا من الخارج، ما يؤدي بدوره إلى رجوع الطفل إلى حالة الغضب السابقة.
كيف يمكنني التخلص من الغضب لدى طفلي؟
في مقابل ذلك، يجب أن نتنبه كأهل لوجود بعض الطرق، التي من المفضل اتباعها للتحكم بغضب الطفل وتهدئته منها:
- أولاً: العمل على ترجمة غضب الطفل لمساعدته على تمييز الشعور الذي يشعر به، وتعليمه كيفية إيصال شعوره لمحيطه، بالكلمات وليس بالأفعال، عن طريق وصفه للحدث مثلا: "كنت أود أن أعطيك قطعة الشوكولاتة، لكنك تناولت شوكولاتة قبل قليل".
- ثانياً: محاولة التواصل مع شعوره، مثال ذلك: "أنا أعلم أنك حزنت لأني لم أسمح لك بتناول الشوكولاتة، صحيح؟".
- ثالثاً: التواصل مع احتياجات الطفل، لأن الشعور السلبي ينتج عن حاجة لدى الطفل لم تأخذ حقها، ووظيفة الأهل تكمن في البحث عن هذه الحاجة، مثلاً: "الطفل كان يريد تناول الشوكولاتة، لأنه يفضل أن يقرر بمفرده ماذا يريد أن يأكل، وعندما منعه والده غضب"
- رابعاً: شرح سبب منعه، فنقول له: "لأننا نحبك ونخاف عليك من الأكل المليء بالسكر، لم نسمح لك بتناول الشوكولاتة، وإذا تناولت طعاماً غير صحي سوف نحزن ونتضايق، لأننا لم نعتن بك جيدا". في النهاية اطلب من الطفل (بصيغة الطلب وليس الأمر) أن يؤجل تناول الشوكولاتة إلى الغد، وأن يختار طعام صحي ومفيد ليتناوله اليوم مثل الفواكه.
قدرة الأطفال على تهدئة أنفسهم والسيطرة على نوبات الغضب لديهم، يعتمد على مدى توافر وسط اجتماعي امن يمكنهم من القيام بذلك. وهناك العديد من الأطفال الذين يواجهون صعوبة في إيقاف نوبات الغضب من تلقاء أنفسهم. يجب على جميع الأهل أن يكون لديهم القدرة على استيعاب ردود فعل أطفالهم، حتى يتمكنوا من احتوائها، وحتى يمكنوا أطفالهم من التعامل مع ردود أفعالهم، ما يجعل الأهل أكثر قدرة على التعامل مع غضب أطفالهم منذ الصغر، كي يتجنبوا حدوث مشاكل في التحكم في غضبهم عند الكبر.
تحقيقا لذلك بإمكان الأهل العمل إعادة توجيه تركيز الطفل وانتباهه من خلال توفير ما يمكن أن يقوم به كبديل عن مسبب الغضب حتى لا ينصب تركيزه عليه، ويكون ذلك بإبعادهم عن المكان أو الموقف الذي حدثت فيه نوبة الغضب.
حمل تطبيق حاكيني على جوجل بليي او اب ستور للحصول على استشارة نفسية او الحصول على تمارين المساعدة الذاتية.