ما هي التربية؟
التريبة هي عملية تتضمن جهود ونشاطات يقوم بها مقدمي الرعاية كالأهل في سبيل تكوين إنسان قادر على التعاطي بشكل صحي مع نفسه ومجتمعه، مع الحفاظ والإبقاء على ما يحمله من قيم. لا تنحصر التربية في مجال دون الاخر، بل هي تمتد لتشمل النواحي الثقافية، الاجتماعية، والجسدية وغيرها، لكن تنحصر مهمة مقدمي الرعاية في السعي نحو تحقيق تربية إيجابية لمتلقي هذه التربية، حتى يتمكنوا من إخراج إنسان سليم قادر على الاندماج والرفعة بمجتمعه.
مع الأسف هنالك بعض الأخطاء الشائعة التي يعتقد الوالدين أنهم إن اتبعوها في التربية سوف يصبحون آباء وأمهات مثاليين منها:
- أولاً: الاعتقاد بأن تلبية كافة احتياجات ورغبات الأبناء، يجعلهم أباء وأمهات مثاليين.
- ثانياً: الاعتقاد أن المثالية، هي عدم جعل أبنائهم يحزنون أبداً.
- ثالثاً: قضاء معظم الوقت مع أبنائهم واللعب معهم، وقضاء وقت نوعي معهم لفترات طويلة.
- رابعاً: الحب الدائم بين الأبوين وأبنائهم.
- خامساً: الاعتقاد بأن التربية المثالية تعني العطاء الدائم، وعدم الإنقاص على أبنائهم، أو إشعار أبنائهم بنقص.
ما هي خصائص التربية المثالية؟
من الجيد أن يكون الوالدين مصغيان ومتفهمان لاحتياجات ومشاعر أبنائهم، ومن المهم أن يقضوا وقتاً معهم وأن يحبوا أبنائهم، لكن كما يقول المثل الشعبي: "كل شيء زائد عن حده نقص"، وكما يقول عالم النفس وينيكوت: "أن أفضل أنواع الوالدية هي الوالدية الجيدة بما فيه الكفاية"، بما يعني أنه من الجيد الإصغاء وتلبية حاجات الأبناء الأساسية التي تتمثل في الطعام، الشراب، الدفء، والحب.
يوجد احتياجات يمكن أن يتم تأجيلها، أو عدم تلبيتها أبدآ، فهناك جزء من المراهقين يكون لديهم العديد من الطلبات مثل: ارتداء ملابس ذات علامات تجارية عالمية، اقتناء أحدث الهواتف، نقود، وغير ذلك من الطلبات.
من الممكن للأهل أن يلبوا جزء من طلبات أبنائهم، إذا شعروا بأن طلباتهم صحيحة وأنهم يملكون القدرة على تلبيتها، أما إذا رأى الأهل أن طلب ابنهم ليس صحيحاً، فحتى لو كانوا يملكون القدرة المادية، من المهم أن يتحدثوا مع أبنائهم عن القيم التي يحبون أن يكتسبها مثل الاقتصاد، التوفير، العطاء، الاكتفاء، وعن بعض القيم التي تجعلنا نشعر بالحياة غير الأمور المادية.
كيف نحقق التربية المثالية؟
من المهم الإصغاء إلى احتياجات الأبناء، لكن من الخطأ تلبية جميع احتياجاتهم، لأن ذلك يجعلهم يعتقدون أن العالم مثالي حيث جميع رغباتهم واحتياجاتهم مجابة، لكن في الحقيقة العالم مليء بخيبات الأمل والإحباط.
لذلك يجب على الوالدين تحضير وتعليم أبنائهم حول كيفية التعامل مع العالم الواقعي، بالإضافة الى أنه يجب عدم منع الأبناء من التعامل مع الأحاسيس السلبية مثل: الحزن، الغضب، خيبات الأمل، وغيرها لأن هذه الأحاسيس جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، لذلك يجب أن يتعلموا كيفية التعبير والتعامل مع هذه المشاعر في النهاية.
يجب أن ننوه إلى أن جميع الناس يملكون طاقة محددة، فمن الجيد إعطاء الأبناء القليل، أو عدم إعطائهم أحياناً، لأن ذلك يعلم الأبناء على الاستقلالية، والقدرة على الاعتماد على الذات، حمل تطبيق حاكيني على جوجل بليي او اب ستور للحصول على استشارة نفسية او الحصول على تمارين المساعدة الذاتية.