الأزواج السعداء - ما هي عادات الأزواج السعداء وصفاتهم

ملخص المقالة

05/10/2022
main-image

ينظر للأزواج الذين يعيشون في ظل زواج ناجح بعين الاستغراب، التعجب والاستهجان. لكن من المهم أن ندرك بأنهم كجميع الأزواج مع امتلاكهم لمقومات إضافية تجعل من زواجهم ناجحا، بالإضافة لمجموعة من السمات الشخصية، المهارات، المؤهلات، الصفات والاستراتيجيات التي تجعل علاقتهم بها شيء من الراحة، الرضا، السعادة، والطمأنينة. لذلك حتى نعيش في زواج ناجح يجب أن نكون واعيين لطبيعة الزواج ومتطلباته وهذا ما سنعمل على استعراضه في هذا المقال.

ما هي صفات الأزواج السعداء؟

  1. إدراك الزوجين بأن حدوث الخلافات ما بينهم هو أمر طبيعي وصحي. وأنهم يقومون باستغلال هذه المشاكل والتحديات لخلق مساحة وأرضية حوار ونقاش تجمعهم، على أن تكون هذه المساحة دائما متوفرة مهما وصلت العلاقة للقمة أو القاع.
  2. أن يمتلك كلا الزوجين مهارة التعبير والحوار. وأن يكونوا متفقين أنه مهما بلغت صعوبة المشاكل ما بينهم فالحوار هو أفضل أداة لحلها، وأن يكون هذا الحوار مبني على أسس تمكنهم من تحقيق غايته في تعريف كل طرف رغبات واحتياجات الآخر.
  3. شجاعة الزوجين على الخوض في المشكلة وعدم تجاهلها بقصد حلها. حتى نجعل من زواجنا زواجا ناجحا لابد من أن نملك الشجاعة على الخوض في المشاكل التي نواجهها ولا نعمل على إغفالها أو تجاوزها كأن شيئا لم يكن.
  4. امتلاك اللباقة، الذكاء، الشفافية، واحترام الشريك دون مقارنات أو إهانات أو التقليل من شأن أو احتياجات الطرف الآخر.
  5. الصبر وسعة الصدر. الزواج الناجح بحاجة إلى صبر كبير وسعة صدر كبيرة ولا يمكن إنجاح العالقة دون طاقة الصبر، الاحتواء، التعاطف، وتقبل اختلاف الشريك. هو بحاجة إلى صبر غير عادي مبني على الذكاء الذي من خلاله يكون لديك حساسية تجاه حاجات الطرف الآخر، رغباته، مزاجه، وتفاعله.
  6. حفاظ الشريكين على التواصل بينهما. أغلب المشاكل التي تكون بين الأزواج سببها سوء في التواصل بينهما، من المهم أن يعرفوا أنه ليس المهم من يفوز ومن يخسر في النقاش بل المهم كيف عملتوا على حل مشكلة وماذا تعلمتم منها. للأسف كثر يعتقدون أن هذه العملية تحدث في لمح البصر لكن في الحقيقة الأزواج الناجحين  قبل أن يحلوا مشكلتهم قد مروا في حوارات ساخنة، مؤلمة، وصعبة،  جرحوا بعضهم البعض وقللوا من احترام بعضهم البعض. لكن مرة بعد الأخرى تعلموا من الأخطاء التي حدثت في طريقة تعاملهم مع المشكلة بردود أفعالهم، وكيف خرجوا من هذه المشكلة. بالتالي مرنوا أنفسهم مع الملاحظات الدائمة والمراقبة والمتابعة الدائمة إلى أن وصلوا إلى الرقي في الحوار والرقي في علاج المشكلات، فيكون هناك حرص على فهم ما يريده الآخر كي يصلوا إلى المسالمة والهدوء في حل المشكلات والذي لا يكون فوري بل يحتاج إلى سنوات.
  7.  القدرة على تقبل الاختلاف. أي القدرة على تقبل اختلاف الشريك عنك في طريقة نومه، سهره، ردود أفعاله، فكره، توجهه السياسي والإيديولوجي توجهه الثقافي والعلمي. فالزوجين قادمين من بيئتين مختلفتين وعاشا في نمط تربية مختلف، فكم يملك كل منهم قدرة على تقبل الاختلاف كم يكون لديهم احترام الآخر مع عدم التماهي مع الشريك أي أنكما الاثنين مختلفين.
  8. تحمل فترات الركود. الأزواج يمرون عادة في مرحلة ركود يحتاجون فيها إلى مساحة أو فترة صمت، لا يكون السبب فيها الزوج الآخر لذلك يجب علينا كأزواج الاطمئنان عندما يدخل أحدنا في هذه الفترة. مثال: المرأة الحامل تمر في أيام لا تستطيع فيها المشاركة في علاقة جنسية مع زوجها، وأحيانا عندما يذهب الزوج يذهب لعمل جديد ويمضي معظم وقته به، أو عندما يمر في فترة مادية صعبة. من المهم حتى يكون لدى الزوجين القدرة على تحمل فترة الركود ألا تكون هذه الفترة طويلة ، وأن يكونا واعيان لفترة الركود أي أن يخبرا الطرف الآخر بها، وأن يكون بينهما أي شكل من أشكال التواصل خلالها، ويؤمنا أنها فترة مؤقتة ثم يعودا. بالطبع يتحقق ذلك عندما لا يكون الزوج الذي يمر في مرحلة الركود لئيم تجاه زوجه في هذه المرحلة.
  9. الثقة. أن يمتلك الأزواج الثقة أي أن يكون مصدق في نية الشريك وأن يعرف نيته بشكل إيجابي ولا يضفي عليها الطابع السلبي، فسوء النية هو شكل من أشكال عدم الثقة في الشريك فالثقة لا تعني عدم الخيانة فقط بل تمتد لثقة في النوايا الإيجابية للشريك ودوافعه.
  10. تبادل اسفنجة الامتصاص. فعندما يلاحظ أن أحد الزوجين حزين يحتويه الطرف الآخر وعندما يكون منفعل يحاول تهدئته، فالأزواج الغير سعداء ينزعجون إذا رأوا أن الطرف الآخر غير سعيد أو يحاولون البقاء في غرف مغلقة ويحاولون الانفصال عن بعضهما البعض بينما. الأزواج السعداء يحاولون امتصاص غضب وتعب الطرف الآخر في الوقت المناسب فيشعر الطرف الآخر بالرعاية، الامتنان، والاطمئنان لوجود الزوج الذي يساعده على امتصاصه كل المشاعر السلبية الموجودة لديه.

ليس من السهل أن يكون الزوجان غارقان في مسؤولية الحياة وفي نفس الوقت مطلوب منهم الحفاظ على الجانب الحميمي في العلاقة، فما يميز الزواج السعيد  أن الزوجان يملكان فيه طاقة لهذه الرومانسية وليس طرف واحد، يملكان عطاء متوازن في المشاعر والعواطف والحميمية. أي أنه عندما يبتعد طرف يشده شريكه فدائما يكون هناك طاقة من طرفين وليس طرف واحد فيمكن أن يكون الزوجان يعبران عن عواطفهما أو أن يكون طرف يعبر عن عواطفه والآخر يستجيب لها.

لكن ما يميز الأزواج في الزواج الناجح في إطار الرومانسية والحميمية أن لديهم حرص على تشكيل مساحة عزلة عن كل شيء حولهم ووقت خاص لهم، والتي تعين تواصلهما للعلاقة العاطفية بشكل عاطفي ونفسي وجسدي، وتعيد التحام وتقارب الحميمية أمام المسؤوليات.

الأزواج  في المرحلة الأولى لا ينتبهون حول من يبادر بل يشدون الطرف الآخر كي ينتبه لوجودهم، ثم يصلوا إلى مرحلة من التمرس على تلبية حاجات بعضهما البعض أول بأول، نحن نعيش في مجتمع شرقي وأغلب المشاكل تحدث لأن الزوج لا يعبر وعندما نبحث عن سبب عدم تعبيره نجد أنه يعيش في أجواء أسرية قاهرة وبين أبوين خجولين ولا يعبرون عن مشاعرهم وفي مجتمع يرسم صورة نمطية للرجل تدفع الرجل بطريقة لا واعية لعدم التعبير عن مشاعرهم، لكن هناك بعض الرجال يملكون الذكاء العاطفي والانفعالي بإشارة من الزوج يستجيب بطريقة لبقة ومنفتحة. وفي بعض الأحيان الزوج يحتاج إلى تدريب وبعض الأزواج لديهم طرق أخرى للتعبير فالحب لا ينطبق على شكل واحد بل هناك أشكال أخرى، وكلام الحب أحيانا يكون من الصعب الحديث به هذا شيء طبيعي وبحاجة إلى تدريب من الطرفين حتى يسهل الحديث به.

نحن نعيش في عصر التسارع وعدم كفاية الوقت، فنحن نعيش في ضغوط مستمرة لا سيما مع خروج المرأة للعمل والوضع المادي الصعب الموجود في العديد من البيوت. فضغوطات موجودة وهي جزء من الحياة فإذا كانت الحياة الزوجية والعلاقة آمنة ومريحة وسعيدة الضغط تلقائيا سوف يخف لأن العلاقة الآمنة والسعيدة تعمل على امتصاص هذه الضغوط. لذلك عندما تواجه أية ضغوطات لا تهرب من الشريك بل تقرب منه ليحاول التخفيف عنك من هذا الضغط فتشعر بشيء من التعاطف بينما الهروب من عند الشريك يولد مشاعر سلبية ويزيد هذا الضغط.

ما هي عادات الأزواج السعداء؟

  1. إعطاء الأولوية للعلاقة. إذا لم نعطي أولوية للعلاقة ما هو الشيء الذي يستحق في هذه الحياة أن تعطيه أولوية، العمل يتبدل والصداقات تتغير والذي يبقى هو العلاقة أي الإنسان الذي يعيش معك لبقية حياتك.
  2. يجعلون قرار مصير علاقتهم ملكهم وحدهم. إذ نحن من نملك القرار إما في تحسين العلاقة فتكون حياتنا الزوجية سعيدة، أو أن نبقى نعاني ونواجه مشاكل وعدم راحة وأمان في هذه العلاقة. لذلك يكون القرار بيدنا  في حل المشاكل وتطوير العلاقة والعمل عليها وإذا لم نساعد أنفسنا لن تنفعنا مساعدة الآخرين، فالعمل على العلاقة يساعد على العيش في حياة نفسية متزنة وصحة نفسية وجسدية وعقلية عالية.
  3.  مشاركة الضغوطات مع الشريك. هذه المشاركة تختلف من زوج لآخر ففي بعض الحالات ينزعج الزوج ويتضايق، فيجب أن يكونا حريصين على اختيار الوقت والمكان المناسبين والحالة المناسبة لشريك ألا يكون مرهق ومتعب. أيضا يجب الانتباه إلى نمط الكلام أثناء مشاركة الضغوطات بينكم.
  4. عدم تحميل الشريك مسؤولية الضغوطات التي نمر بها. بل يقوم الأزواج السعداء بمشاركة بعضهم هذه الضغوطات دون تحميل الآخر المسؤولية بل يعملون على أخذ النصيحة منه.
  5. الأزواج السعداء يتقبلون نسبة تأثرهم في بعضهم البعض ويأخذون في آراء بعضهم البعض ويتعلمون مع بعضهم البعض .
  6. الاعتراف بالخطأ. إذا كان الشريك لا يعترف بأخطائه يكشف ذلك عن مشكلة إما في عدم تحمل الشخص للمسؤولية، غروره وثقته الزائدة في نفسه. أو أن هناك مشكلة في الحميمية والصداقة في العلاقة فهو لا يتوقف عن الاستماع اليك بشكل مفاجئ بل يكون هناك فتور وعدم قرب في العلاقة أوصلت الشخص لعدم الاعتراف بأخطائه وتحملها، وقد تكون طبيعة شخصيته تحمل سمات نرجسية بالتالي لا يتقبل ولا يتحمل الاعتراف في الأخطاء، وهنا نعمل على تدريب الشريك على العمل على العلاقة والنظر إلى المصادر الأخرى في السعادة مع شريكه.
  7. يعوضون بعد المعارك نتيجة الخسائر التي حدثت. فإذا ترك ندبة يحاول أن يعوض بها في الاعتذار والهدية، فهناك اعتراف وتعويض بعد المعارك ما يوصل للشريك أنه مهتم ويشعر ويتعاطف معه. أما الأزواج الغير سعداء لا يكون هناك تعويض فيما بينهم.

ما هي لغات الحب بين الأزواج السعداء؟

  1. لغة العواطف والمشاعر. مثل: قول كلمات بحبك، اشتقت لك. هذه اللغة تجعل العلاقة حميمية.
  2. التقدير والمدح. مثل: يعجبني انتقائك للألوان، افتخر بك لأنك تحملين شهادة.
  3. الهدايا. أية هدية: كالعطر، الورود.
  4. تقديم الخدمات. مثل تقديم خدمة يحتاجها الطرف الآخر، الاهتمام بالأولاد، الطبخ عن الزوجة، تصليح شيء مكسور.
  5. اللغة الجسدية وهي اللغة المتعلقة في العلاقة الجنسية، القبلات والأحضان.

هذه اللغة تتغير وليست ثابتة بل تختلف من مرحلة لأخرى في العلاقة قد تكون اللغة المناسبة في أول مرحلة هي لغة الهدايا ولغة الكلمات الطيبة والمحبة، لكن بعد أن تنجب المرأة تصبح اللغة الأكثر مناسبة هي تقديم الخدمات وهذا لا يعني اختفاء لغة الهدايا بل  تماشيا مع المرحلة التي تمر بها الزوجة. أما فيما يتعلق بالزوج ففي بداية الزواج تكون لغة الحب المناسبة و أكثر لغة احتياجاً هي اللغة الجسدية لكن بعد فترة إذا مر في ضائق مادي وساعدته الزوجة تصبح اللغة الأكثر تناسباً هي تقديم الخدمات وليست الجسدية. إذا لم يتم اختيار لغة الحب بشكل صحيح سوف يوصل رسالة للطرف الآخر باللامبالاة والتجاهل.

عوامل تساعدنا لنكون من الأزواج السعداء:

  1. أن تكونوا على تواصل مستمر وحوار بينكم. وإذا لم يكن هناك تواصل تكون علامة حمراء في العلاقة إذا يجب العمل على وجود حوار دائم ولا يشترط أن يكون هناك وقت محدد للتحاور فيمكن التحاور أثناء إعداد الطعام، أثناء الاعتناء بالأطفال.
  2. لا تجعلوا علاقتكم تشبه أي علاقة أخرى. فالأزواج السعداء يملكون قناعة تامة أن علاقتهم بسماتها وصفاتها مختلفة عن أي علاقة أخرى، لذلك تعرفوا على الأمور التي تميز علاقتكم وتأكدوا من أن كل علاقة لها عيوبها، لكن الأزواج السعداء متقبلين العيوب ومتغافلين ويغضون الطرف عنها فيكون لديهم رضا عن العلاقة.
  3. مواجهة بعضكم البعض بلباقة وأدب عند المشاكل. بدلا من استخدام عبارة أنت لأن استخدام عبارة أنت كأنك توجه اتهام للشخص المقابل لك. الالتهام يجعل الشخص يدافع عن نفسه ولا يرى الأفكار التي تحاول إيصالها أو المشاعر، بل يرى أن هناك شخص يحاول أن يتهمه فيحاول قدر الإمكان الدفاع عن الاتهامات. لكن عند استخدام عبارة أنا تضع الطرف الآخر في موقع الاعتراف بمشاعره، أحيانا لا يعترف بها لكن مع التدريب يصبح قادر على الاعتراف عن مشاعره.
  4. الانتباه إلى الطريقة التي نخاطب بها الشريك. ونبرة صوتنا أيضا يجب ألا تكون حدية أو فيها نوع من النفور فهذه العوامل تلعب دور كبير في استجابة الآخر لنا وفي حل المشاكل بيننا.

الأزواج السعداء باختصار لا يرون أن هناك أولوية تفوق علاقتهم وبتالي عندما يرى أن العالقة أولوية كل شيء يتم تكريسه لأجل العلاقة: كالضحك، الوقت، والتنزه. فكل شيء يكرس لأجل العلاقة. من الممكن ألا يملك الأزواج اهتمامات مشتركة بينهم لكنهم يحترمون اهتمامات الآخر، وختاماً العلاقة السعيدة تحتاج ألى وقت، صبر، اهتمام وجهد لتنمو من الطرفين.

حمل تطبيق الصحة النفسية من حاكيني على الجوجل بلاي والاب ستور، وقم بتسجيل في موقع حاكيني للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية.

مع خبرة واسعة، أ. اباء أبو طه يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

اضطراب ما بعد الصدمة ( PTSD )
د. سماح جبر
لماذا من المهم التعبير عن مشاعرنا ؟
د. منار البكور
كيفية التخلص من الأفكار السلبية ؟
د. تامر امارة

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة