عندما تمتدّ يدُك لتصفعَ الآخر، فما الذي كانت تقصده هذه اليد؟
وعندما يضيقُ صدرُكَ وتنهمرُ عيناك بالبكاء، فما الذي أرادت أن تقوله تلك الدموع؟
الكلام يحرّرُ الروح ويشفي النّفس ويهذّبُ السّلوك!
من المؤلم أن نعيش مع أشخاص لا نستطيع الحديث معهم بينما نغرقُ في صمتٍ بالغ الإزعاج. فالصّمتُ يولّد العُصاب، والكلام يحرّرُ الروح ويشفي النّفس ويهذّبُ السّلوك؛ ومن نِعَم الله على الانسان أن عَلّمه الكلام؛ فهو يخفّف من احتقان المشاعر، وينظّم الأفكارَ المزدحمةَ في رؤوسنا، ويساعدُنا على التواصلِ الآمن والتعاون مع الآخر، وهو بمثابة علاجٍ ذاتيّ؛ فنحن نسمعُ أنفسَنا عندما نتكلم ونُنقّحُ أفكارَنا ومشاعرَنا، ولا عجبَ أنّ الكلامَ أصبحَ أهمّ أنواع العلاج النفسيّ فهو يسمحُ للإنسان بأن ينفّسَ عن جوارحه ويروي سيرَته الذّاتيّة كما يشاء ويتخفّفُ من أثقالِ عقله ووجدانه.
العلاج النفسيّ يساعدك على استعادة مقدرتك اليوميّةِ على ضبطِ إيقاع تواصلِكَ مع الآخرين في الخارج!
هناك الكثيرُ الذي يمكنُ أن نتحدّثَ به إلى الأهلِ والأصدقاءِ ولكن إذا شعرت بأنّ لديك ما لا تستطيعُ قوله أو أنك تخشى من العواقب وإطلاقِ الأحكام، توجّه إلى العلاج النفسيّ الكلامي؛ هناك متخصصون مدرّبون على الاستماع لك وتسهيل الحديث عليك، محايدون ومتعاطفون ومنصتون وقادرون على مساعدتك على التشافي مما تتكتّم عليه خفايا نفسُك، والعلاج النفسيّ الكلاميّ لا يمنحك فقط راحةً مؤقّتة أثناءَ العِلاج؛ إنما يساعدك على استعادة مقدرتك اليوميّةِ على ضبطِ إيقاع تواصلِكَ مع الآخرين في الخارج بين الكلام الفعّال والإصغاءِ الجيّد والصّمت الهادئ في نهاية المطاف.