الفصام - اسباب واعراض وعلاج انفصام الشخصية

ملخص المقالة

31/10/2022
main-image

ما هو الفصام؟

أحد الاضطرابات النفسية الهامة والتي تصيب 1% من البشر، وتصيب الرجال والنساء في مقتبل العمر بين 18 – 25 سنه، ويعرف باسم (Schizophrenia). يعتبر الفصام اضطراب ذهاني تتأثر فيه قدرة المريض على الاتصال بالواقع لما تنسجه مخيلته من هلاوس وأوهام غير منطقية تجعله لا يرى الواقع على حقيقته. وهذا ما يؤثر بدوره على السلوك وردود الأفعال التي يشكلها مريض الفصام تجاه الواقع الذي يعيش، وتجاه من حوله من أشخاص، وهذا ما يؤدي بالضرورة إلى عرقلة سير حياة مريض الفصام وأدائه لمهامه اليومية.

ما هي أعراض مرض الفصام ( انفصام الشخصية )؟

  1. الهلاوس: مثل سماع أصوات غير موجودة تتحدث عنه أو تعطيه أوامر وتهدده، ورؤية أشخاص لا وجود لهم أو أشكال أو أضواء، وقد تترافق مع هلاوس شميه فتكون هناك روائح كريهة يشمها المريض ولا يشمها غيره، وتكون لأشياء معروفه مثل التراب والمسك أو غير معروفه مثل رائحة الموت أو الغدر. وهناك هلاوس تذوقيه يكون فيها طعم غريب في الأكل والشراب، وهذا الطعم غالباً ما يكون للسموم والزرنيخ وأحياناً طعم السحر والحسد، وأكثر الهلاوس شيوعاً هي السمعية، ومن الهلاوس التي تحير المريض ومن حوله الهلاوس الحسية وهي أن يشعر المريض أن هناك من يلمس جسمه وأعضاءه، وأحياناً تصل للشعور بأن هناك من يجامع المريض، وقد يستخلص المريض أنه متزوج من جنيه أو أنها متزوجه من جني وقد يعلمهم بذلك أحد المشعوذين.
  2. التوهم: يقصد به الاعتقاد الخاطئ الراسخ المسيطر والذي لا يقبل التغيير بأي وسائل منطقيه، ولا يتماشى مع الخلفية الثقافية، العلمية، الاجتماعية للمريض. وقد يكون على شكل التوهم بأن هناك من يضطهده، يراقبه، يتجسس عليه، ويرهبه، إما أفراداً من المحيط أو جهات رسمية أو شعبيه أو أجهزه الأمن المحلية والعالمية. ويتبع ذلك التوهم الإشارة  للذات وفيه قناعه راسخه أن كل من يضحك أو يتهامس أو يتكلم مع غيره يقصده بالسوء، وقد يصل الأمر إلى الإنترنت، الصحف، والإذاعة والتلفزيون إذ يعتقد بأنها تشير إليه ولو بصورة غير مباشرة، وغالباً يعد ذلك مصدرا لتأكيد  أفكاره الاضطهادية. ويتبع ذلك توهم العظمة وإن كان بصورة غير مباشرة، لكنها تكون ناتجه عن اعتقاده بأنه يتعرض لكل هذا الاضطهاد فالعالم كله يضطهده، إذن لأنه صاحب رسالة أو متميز أو عبقري أو أنه مرسل من رب العالمين. وقد يكون هناك توهم العدم وهو التأكيد على أن الجهاز الهضمي قد اختفى أو أن القلب قد توقف أو أنه ميت، وقد تكون أوسع من ذلك بأن العالم انتهى. وتوهم الذنب وفيه قناعه بأنه مذنب ذنب كبير وخطير وأثر على البشرية أو أنه سرق أو قتل دون أي رابط وعلاقة له بالجريمة.
  3. اعتقاد مريض الفصام بأن أفكاره تبث للعالم: وأن كل الناس يعرفون أفكاره وكأن عقله محطة إذاعة، أو أنهم قادرين على قراءة أفكاره أو على زراعة أفكار في دماغه أو التحكم بأفكاره وسحبها وترك عقله في فراغ. وهذه أفكار مربكة وتثير الكثير من التغييرات السلوكية والاجتماعية.
  4. يعتقد المصاب بالفصام أن هناك قوة خارجية تسيطر عليه: وتتحكم في تفكيره، انفعالاته، تصرفاته، وأنه مسلوب الإرادة أمام هذه القوة. وقد يحدد هذه القوة بأنها شخص أو جهة معينة وقد لا يعرف من هو الذي يتحكم به.
  5. يفتقد مريض الفصام للبصيرة وينكر مرضه: من الملاحظ أن معظم مرضى انفصام الشخصية يفتقدوا البصيرة ولا يقِّروا بمرضهم، مما يشكل صعوبة في قبولهم للعلاج والمتابعة، وإن اقتراح العلاج يضاف إلى الاضطهادات السابقة.
  6.  تغيير السلوك والعزلة وإهمال النظافة وإهمال الواجبات اليومية: وقد يبدو على المريض اللامبالاة وتبلد المشاعر، وقد يشاهد من قبل الآخرين يبتسم أو يضحك بلا سبب أو يكلم نفسه وأحياناً يتمتم. وقد يختلط كلامه ويصبح غير مفهوم، وقد يبدو وكأنه جمل متفرقة، يصعب الوصول للخلاصة منها.
  7. يتأثر تركيز المريض وقد يبدو مشتت الذاكرة: مما يؤدي للفشل الدراسي، أو تدهور الأداء في العمل، وقد تظهر تصرفات يميل فيها المريض للعنف أحياناً خصوصاً إذا أهمل علاجه.

في الفصام المزمن قد لا تكون هذه المظاهر هي الأساس، ولكن هناك أيضا العديد من  الأعراض السلبية للفصام بالإضافة للأعراض السابقة مثل: اللامبالاة، التبلد، عدم المشاركة، عدم الحماس، وحتى عدم الاهتمام بما يجري حوله. إذ يقضي المريض وقته لا يعمل شيء سوى التدخين ومشاهدة التلفاز، وأحياناً المشي في الشارع لساعات طويلة يومياً. يتوقف أداءه في الحياة العملية والاجتماعية. وتجد الأم غير مكترثة لأطفالها ولا زوجها ولا بيتها مما قد يؤدي للطلاق.

كما يكثر مرضى الفصام من شرب القهوة والشاي بالإضافة للتدخين بشراهة، وقد يتعاطوا مواد أخرى إذا توفرت مثل المنشطات والحشيش، مما يزيد المشكلة تعقيد أو يؤدي لانتكاسات شديدة بين الحين والأخر. وهؤلاء المرضى تضعف قدراتهم ويبدو عليهم التراجع في فهم الأمور اليومية، وقد يصابوا مرضى انفصام الشخصية أحياناً بتقلبات المزاج. وقد يجتمع أكثر من اضطراب نفسي مع الفصام عند نفس المريض مثل: بعض الوساوس القهرية أو الرهاب الاجتماعي والقلق.

أسباب الفصام ( انفصام الشخصية ) :

  1. العامل الوراثي.
  2. مشاكل الحياة وأحداثها وضغوطها.
  3. التغييرات الكيميائية في الدماغ.

علاج الفصام:

قد يبدأ المرض بشكل مفاجئ أو متدرج وبطيء على مدى شهور، وكثيراً ما يتأخر المريض في العلاج في المجتمع العربي بين رفض المريض، والاستعانة بالمشعوذين بمختلف أشكالهم. وما يقوم به هؤلاء من ضرب وتعذيب للمريض لإخراج السحر أو الجن منه وقد يفارق الحياة بسبب هذا الأذى، وثم يأتي التردد من قبل الأهل في إيصاله للطبيب النفسي.

في أغلب الحالات يرفض مريض الفصام العلاج لاعتقاده بأنه غير مريض ولا مصاب، وقد تصل به هلاوسه أن مسألة علاجه هي مؤامرة ممن حوله. حتى وإن كان مريض الفصام فاقدا للبصيرة وممانعا للعلاج، يجب أن ندرك بأن العلاج المبكر هام وضروري لإيقاف الحالة ومنع التدهور والتأثير على ظروف الحياة. ما يتطلب إدخال المريض للمستشفى النفسي وأحياناً بصورة قسرية، وإذا كان متعاون وهادئ يمكن أن تتم المعالجة دون الحاجة لدخول المستشفى. وبعد التحسن لابد من التأكد أن العلاج يستمر لفترات طويلة وقد يكون مدى الحياة، والعلاج النفسي الفردي والعائلي والجماعي يأتي لاحقاً للعلاج الدوائي وحسب الحاجة.

وقد شهد العقدين الماضيين تطوراً هائلاً بالعلاجات النفسية وخصوصاً المضادة للذهان، مما أدى إلى تحسن النتائج في هذا المرض، ويبقى التحدي أن يتم الالتزام والمتابعة. وعلى أساسه تتوفر حقن عضلية طويلة المفعول لضمان استمرار العلاج وعدم إيقافه والامتناع عنه كما يحدث بالعادة. يبقى السؤال المتكرر من الناس كيف يتصرفوا والمريض يرفض العلاج، هذا ما يجب عليهم بحثه مع الطبيب المعالج حتى لو رفض المريض الوصول للعيادات.

إذا كان لديك شخص قريب مصاب بالفصام (انفصام الشخصية) يجب أن تعلم بأنه يحتاج رعاية ومعاملة خاصة، رعاية قائمة على احتوائه وبناء روابط عاطفية وجسور من الثقة معه، ما يمكنه من الشعور بالأمان واللجوء إليك كلما اشتدت عليه الأعراض. وبذات الوقت تمكينك من ربط مريض الفصام مع الواقع، وأن تثبت له كلما أتاحت لك الفرصة أن ما يشعر وبفكر به هي مجرد هلاوس ولا أساس لها من الصحة. وتذكر دائما الابتعاد عن الانفعال العاطفي معه أو حثه على العلاج وإفهامه بأنه مريض بشكل فظ، لأن ذلك سيزيد الأمر تعقيدا في التعامل معه وإخضاعه للعلاج.

تمت كتابة المقال بواسطة

مع خبرة واسعة، د. وليد سرحان يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

الضغط النفسي - كيف نتعامل مع الضغط النفسي ؟
بروفيسور مروان دويري
ما هي الضغوط النفسية - انواع و كيفية التخلص منها ومواجهتها
أ. فاطمة ياقتي
الايجو - كيف أتخلص من عقدة الأنا أو الايجو بداخلي ؟
أ. رباب المن عباس

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة