هل تمنّيتِ لو استطعت توجيه الآخرين للتعامل معك بالشكل الذي تريده؟ ويكون لديهم علم بالخطوط الحمراء الخاصّة بك؟ هذا ممكنًا من خلال تنمية قدراتنا على التواصل مع الآخرين.
التواصل مع الآخرين في صورة بنّاءة يتطلّب منّا التخطيط، التحليل، وأيضًا تحديد أهدافنا من التواصل مع الغير. توجد عدّة طرق توجُّه لهذه المعضلة، وإحداها هي أن ننظر إليها كمسار نكتسب به مهارات، نمارسها، ونتقنها في كل فرصة متاحة يوميًّا للتواصل مع الآخرين.
ما هو مفهوم التواصل؟
هي عملية تفاعلية يتبادل فيها طرفين مجموعة من المعلومات، الأفكار، والمشاعر على أن يكون أحدهم مرسل والأخر متلقي، ليتم فيما بعد تبادل الأدوار فيما بينهم. تتم هذه العملية بأشكال عدة منها: الكلام، الكتابة، الرسم، وغيرها.
ما هي مهارات التواصل وكيف يمكنك تطويرها؟
- التزوّد بروح التحلّي بالصبر تجاه أنفسنا والغير، أي أن ندرك ونتقبّل وربّما نسامح أنفسنا وغيرنا لأن الأمور لا تجري بالسرعة التي نريدها. هذا بالتالي يخدمنا، ويساعدنا على التفرّغ لاستيعاب مفاتيح أحجية اللحظة الراهنة.
- أن نتأمّل ذاتنا والتغييرات التي تحصل بنا في سياقات ومواقف مختلفة أي بشكل عملي، أن نأخذ ذهنيًّا خطوة خارج الموقف الذي انجرفنا إليه أو الذي سمحنا لأنفسنا بالانجراف إليه.
- أن نتجرّأ على سؤال أنفسنا أسئلة بنّاءة وليست ناقدة/مدمّرة.
- أن نتعلّم كيف يكون لدينا ميول في الشعور بشيء واحد، ونشعر بشيء آخر في حالات مختلفة.
أنواع التواصل
التواصل مع الآخرين ينقسم إلى نوعين:
- ردود فعل (تفاعل) أوتوماتيكيّة- أي فقط ما تعوّدنا عليه، اكتسبناه من طرق التعامل التي انكشفنا عليها منذ صغرنا، بالتالي يمكن توقعها غالبًا، وتظهر كرد سريع على شيء ما خارجي. مثلًا: كل ما توبّخني أمّي أذهب وأهدئ نفسي بواسطة الأكل المفرط أو ادخّن سيجارة.
- التعبير عن رسالة واعية للآخرين بشكل واضح وبدون التأثّر سلبيًّا من العالم الخارجي.
هل التواصل مهم في حياتنا وكيف؟
لا يمكن لأي منا أن يعيش وحيدا بعيدا عن الاخر، ولا يمكننا فهم هذه العبارة إلا عندما نعايش الحزن أو الفرح، هذه المشاعر لا يمكن أن يكون لها أية قيمة دون البوح بها والتعبير عنها للآخرين. وهنا تكمن أهمية التواصل، في مساعدة كل منا على تفريخ مشاعره إزاء ما يفكر سواء أكانت تلك المشاعر إيجابية أم سلبية، كما يمكنا التواصل مع الاخر من خلق صورة مركبة للموقف الذي نواجه أو الشعور الذي يجتاحنا عندما نعبر عنه لمن حولنا. هذه الصورة تمكنا من معرفة نقاط القوة والضعف لدينا ما يجعلنا قادرين على حل ما نواجه من مشاكل.
من الجدير بالذكر أن التعبير عن أنفسنا لا يقتصر على ما نقوله شفهيًّا، إنّما أيضًا ما نبثه من خلال حركات أجسادنا، ونبرة صوتنا. حتّى ننمّي قدراتنا على إيصال رسائل ناجعة أكثر، علينا أن نتأكد من تحديد وتوضيح الرسالة بيننا وبين أنفسنا أوّلًا، قبل بثها إلى الآخرين.
حمل تطبيق حاكيني على جوجل بليي او اب ستور للحصول على استشارة نفسية او الحصول على تمارين المساعدة الذاتية.