كيف يمكن التخلص من التعلق المرضي !

main-image

العلاقات هي أساس الحياة الاجتماعية، فكلما كانت العلاقات الاجتماعية صحية و ممتازة كلما كان تأثيرها على الفرد إيجابي وساعدت في تحسين صحته النفسية؛ إذ أن الجميع يحتاج إلى بناء علاقات صحية مع الجميع لتلبية الاحتياجات العاطفية و الاجتماعية وللشعور بالثقة في مجتمع سليم وصحي نفسيًا. 

هذه العلاقات يمكن أن تتطور إلى التعلق بالآخرين، في البداية يكون الفرد ضمن دائرة التعلق الطبيعي، لكن إذا تطور الأمر يُمكن أن يُصاب الفرد بما يُسمى التعلق المرضي حيثُ يصبح الشخص مُعتمدًا بشكلٍ كبير على الآخرين مما يؤثر على صحته النفسية وسلوكه العام. كما أن التعلق المرضي يتطور عادةً في مرحلة الطفولة مما يؤثر على تصرفات وسلوكيات الفرد طوال حياته. 

في هذا المقال نستعرض مفهوم التعلق المرضي، اعراض التعلق المرضي، اسباب التعلق المرضي، و ما هي طريقة علاجه.

ما هو التعلق المرضي ؟ 

التعلق المرضي هو الرابطة العاطفية والاعتماد الزائد على شخص آخر يمكن أن يكون ( أحد الوالدين، المُربية، الصديق، الزوج أو الزوجة، أحد الأخوة والأخوات، وما إلى ذلك) حيثُ يشعر الفرد أنه غير قادر على العيش أو إتخاذ أي قرار في حياته من دون وجود ذلك الشخص، مما يؤثر على تكوين العلاقات الشخصية الآخرى و إضعاف شخصيته وتزايد مشاعر القلق والخوف من فقدان الشخص المتعلق به، مما يُنشأ تبعية عاطفية مُدمرة للفرد. 

 

التعلق المرضي يتجاوز الحدود الصحية للعلاقات العاطفية، حيثُ يفقد الشخص استقلاليته بنفسه و يصبح متعلقًا بشخصٍ آخر بشكل غير طبيعي و يحدث عادة في العلاقات العاطفية الرومانسية، ولكن يمكن أن يحدث أيضًا في العلاقات الأسرية أو الصداقات وفق الحالة الصحية النفسية للفرد.

 تبدأ حالات التعلق المرضي عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكن قد تستمر مشكلات التعلق أيضًا حتى مرحلة البلوغ، إن لم يتم التعرف عليها و معالجتها في مرحلة مُبكرة. 

 

اعراض التعلق المرضي

تختلف علامات التعلق المرضي من شخصٍ إلى آخر وفق عدة عوامل شخصية، لكن هُناك علامات هامة يجب أن يتم الانتباه لها لمعرفة هذا الاضطراب وهي: 

1- الخوف من الفقدان 

يخاف الشخص الذي يعاني من التعلق المرضي من فقدان الشخص الذي يتعلق به، مما يجعله يتصرف بطريقة غير مناسبة مثل الغيرة الشديدة، أو محاولة استملاكه و الخوف من أن يكون له علاقات اجتماعية أخرى غيره، ويحاول أن يكون دائمًا معه

 

2- صعوبة وضع الحدود 

عندما يكون هناك تعلق يصعب على الفرد أن يبني الحدود لنفسه مع الشخص المتعلق به عاطفيًا، و لا يفهم ما هي حدود الشخص الذي يتعلق به والتي لا يجوز تجاوزها مما يجعله يواجه العديد من المشاكل

 

3- الانطواء والخمول 

يكون الفرد المُصاب بالتعلق منطوي على نفسه ولا يتفاعل مع الآخرين

 

4- التضحية بالذات بشكلٍ زائد 

يُضحي الشخص المُتعلق من أجل الشخص الأخر بطريقة مُفرطة ومن الممكن أن يتخلى عن اهتماماته وشخصيته من أجل إرضاء الشخص الآخر، وقد يقوم بالتخلي عن فعل بعض الأمور الخاصة له ولشخصيته من أجل إرضاء الشخص المُتعلق به، مما يؤثر على شخصيته و كيانه الخاص

 

5- القلق المستمر

يُصاب الشخص بالقلق المستمر والتوتر نتيجة الخوف من فقدان العلاقة أو عدم رضا الطرف المُتعلق به عنه، فهو يسعى لأن يكون رقم 1 في حياته

 

6- التنمر و إيذاء الأخرين 

يكثر عن الطفل الذي يعاني من التعلق المرضي التنمر على الآخرين و إيذائهم.

 

7- عدم إظهار المودة لمُقدمي الرعاية 

الأطفال المُتعلقين مرضيًا بالوالدين لا يظهرون المودة لمُقدمي الرعاية أو مربيات رياض الأطفال

 

8 - رفض المشاركة مع الأطفال الآخرين 

قد يرى الطفل الأطفال الآخرين يلعبون لعبة جماعية، لكن يرفضون المشاركة معهم

 

9- صعوبة الثقة بالآخرين 

يصعب على الفرد الذي لديه التعلق المرضي أن يثق بأشخاص آخرين عدا الشخص الذي يتعلق به

 

10- محاولة التحكم بالعلاقة 

يتحكم الشخص الذي لديه التعلق المرضي بالشخص الأخر و يحاول السيطرة عليه و منعه من بعض التصرفات ويريد أن يكون كل تصرف وفق مصلحته، معتقدًا أن ذلك يقوي العلاقة ويمنع من الفقدان 

 

11- مشاكل اجتماعية وعاطفية مستمرة

يعاني الشخص دائمًا من وجود مشاكل اجتماعية مع الآخرين سواء مع أفراد عائلته أو مشاكل عاطفية مع الشريك أو الحبيب بشكلٍ مستمر دون وجود سبب واضح

 

12- نوبات الغضب الشديدة للأطفال 

الطفل الذي يعاني من التعلق المرضي يعاني من نوبات الغضب الشديدة والغير مُبررة، فهو يغضب دائمًا و خصوصًا لو كان هناك علاقات اجتماعية جديدة عليه، فهو لا يُريدها و يريد فقط الشخص الذي يتعلق به مرضيًا
 

يُمكن أن تستمر اعراض التعلق المرضي التي تظهر في مرحلة الطفولة في التأثير على علاقات الشخص في مرحلة البلوغ. ومع ذلك، فإن اعراض التعلق المرضي الدقيقة التي يختبرها الأشخاص في مرحلة الطفولة لا ترتبط دائمًا بشكل مباشر بأنماط التعلق في مرحلة البلوغ.

 

 اسباب التعلق المرضي

تتعدد اسباب التعلق المرضي وقد تنشأ لأسباب متنوعة لكنها قد يكون العامل الرئيسي لها تجارب الطفولة و منها:

-التربية الصعبة أو الاعتمادية

الأشخاص الذين ينشأون في بيئة صعبة وصارمة تتحكم بهم للغاية قد تُساهم في إنشاء التعلق المرضي، ويتعلم الأشخاص أنه لا يمكن الاعتماد على أنفسهم وأنهم بحاجة إلى شخص معهم في كل مراحل حياتهم و يقومون باستشارته في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم

 

-إهمال الوالدين

إهمال الوالدين يلعب دورٌ مهم في الإصابة بـ التعلق المرضي، فهنا يغيب دور العلاقات الأسرية السليمة والصحية، و يشعر الفرد بالنقص في مرحلة ما في حياته، مما يجعله يتعلق مرضيًا بالآخرين أو أي أحد يدخل حياته كصديق أو شريك، فهو يُريد تعويض هذا النقص لكن بطريقة مُفرطة تُسبب التعلق المرضي

 

-التجارب العاطفية السابقة 

الأشخاص الذين يتعرضون إلى تجارب عاطفية مؤلمة و فاشلة مثل التعرض للهجران في مرحلة الطفولة من أحد الوالدين، أو فقدان شخص عزيز أو الفشل في علاقة حب تجعل الطفل يتأثر بشكل سلبي ويخشى فقدان أي شخص آخر في المستقبل مما يجعله يُصاب بـ التعلق المرضي

 

-ضعف الثقة بالنفس 

الأفراد الذين لا يتمتعون بعوامل شخصية قوية مثل الثقة بالنفس أو أي صفات قيادية قوية، ويعانون من ضعف الثقة بالنفس يشعرون دائمًا بأنه من الواجب عليهم الاعتماد على الآخرين لتلبية احتياجاتهم العاطفية

 

-الخوف من الوحدة 

الوحدة شعور سيء لا يقوى أي فرد بالحياة عليه، وعندما يتعرض له الفرد في مرحلة من حياته فإنه يخاف من العودة إليه، فنجد الشخص يبحث عن العلاقات والارتباطات العاطفية القوية التي تبقيه على اتصال مع الآخرين ويتعلق بهم بطريقة غير صحيحة

 

-مشاكل الغضب الأبوي

الأب يلعب دورٌ هام في صحة الأسرة النفسية والاجتماعية، ومن الممكن أن يتأثر الطفل من غضب الأب مما ينشأ لديه العديد من الاضطرابات النفسية ومنها التعلق المرضي بالأخرين الذي يقدمون له ما عجز الأب نفسيًا واجتماعيًا عن تقديمه

 

-مقدمي الرعاية الأسرية 

عندما يكون مقدمي الرعاية ممتازين و يقومون بدور الأب والأم بطريقة مُفرطة، يتعلق بهم الطفل كثيرًا وبطريقة مرضية فيصعب التخلي عنهم. أو عندما يتم تغيير مقدمي الرعاية الأسرية بشكلٍ متكرر، وفي بعض الحالات يكون السبب الرعاية غير الكافية في بيئة مؤسسية مثل البرامج السكنية أو الرعاية البديلة أو دور الأيتام

كيف اتخلص من التعلق المرضي ؟

التخلص من التعلق المرضي أمرٌ هام، ويتطلب وعيًا ذاتيًا و تغيير في الأفكار والسلوكيات ويمكن من خلال عدة خطوات وهي: 

-الوعي بوجود التعلق المرضي و إدراك حقيقة هذا الاضطراب و أن هذا التعلق غير صحي ويجب على الفرد إيجاد الحل له

 

-زيادة الثقة بالنفس: يجب على الفرد أن يُعزز ثقته بالنفس فالشخصية القوية والمتزنة صحيًا تُشعر الفرد بالاستقلالية وعدم الاعتماد على الآخرين مما يُقلل التعلق المرضي

 

-بناء العلاقات استنادًا على الاحترام و الاستقلالية، كلما كان هناك علاقات صحية و سليمة مليئة بالاحترام كلما قل التعلق المرضي بالأخرين أو الاعتماد عليهم

 

-وضع الحدود الشخصية: من المهم تحديد حدود واضحة في العلاقات مع الآخرين، حتى لا يكون هناك اعتماد على الأخرين أو أي تجاوز في العلاقات مما يُعزز الشعور بالاستقلالية

 

-الاستعانة بأخصائي نفسي: قد يحتاج الشخص إلى الاستعانة بمعالج نفسي لمساعدته في التعرف على المشكلة وسماعه بشكلٍ سري مع احترام خصوصيته وهذا ما تجده في استشاريين نفسيين مع حاكيني 

 

علاج التعلق المرضي

التعلق المرضي مشكلة تتطلب علاج ويتضمن العلاج عدة طرق منها: 

 

-العلاج النفسي

يركز العلاج النفسي لمشكلة التعلق المرضي على تحديد اسباب المشكلة والحد من السلوكيات الخاطئة، ويمكن القيام بذلك بشكل فردي من خلال ورشات العمل أو نلاين أو مع استشاري نفسي  من خلال جلسات استشارات نفسية أونلاين في حاكيني. و هناك عدة طرق ضمن العلاج النفس يمكن استخدامها: العلاج النفسي الديناميكي، العلاج السلوكي المعرفي( CBT).

 

-التدريب على المهارات الاجتماعية 

عند إدراك أن الطفل يعاني من التعلق المرضي فإن تطوير المهارات الاجتماعية للأطفال في سن مُبكرة يُساعدهم على تعلم كيفية التفاعل بشكل أفضل مع الآخرين سواء في المدرسة أو في البيئات الاجتماعية …يُمكن للأطفال ممارسة هذه المهارات مع المعالج النفسي أو مع أحد الوالدين

 

-العلاج الأسري 

الأسرة هي الداعم الأول للفرد وهي من تُحكم على صحته النفسية بالإيجاب والسلب، و عند علاج التعلق المرضي يجب أن يكون للأسرة دورها من خلال توفير طرق جديدة للتفاعل و الاستجابة

 

-العلاج الجماعي 

العلاج الجماعي مفيدًا جدًا للأشخاص الذين يعانون من التعلق المرضي ، فهو يوفر التفاعل مع أشخاص يواجهون مشاكل مشابهة، مما يعزز الثقة بالنفس للافراد و يشعرون بالدعم والتشجيع على التغيير

 

-برامج المساعدة الذاتية

تتنوع برامج المساعدة الذاتية في حاكيني من خلال مقاطع الفيديو والبودكاست مثل أساسيات وتأملات للمبتدئين، و تمارين الثقة بالنفس حيث تساهم هذه البرامج والتمارين في زيادة الثقة بالنفس ورفع الوعي الذاتي لمن يمارسها.

 

إذا تَركَت التعلق المرضي دون علاج، فقد تؤثر سلبًا على التطور العاطفي والاجتماعي للطفل، وقد يؤدي هذا أيضًا إلى صعوبات في العلاقات مع تقدمهم في السن. كما أننا ننوه إلى أن معرفة المزيد حول سبب شعورك وتفكيرك بالطريقة التي تفعلها هو مفتاح التغلب على مُختلف الاضطرابات النفسية منها التعلق المرضي. و هذا ما نعمل على توضيحه لكم في موقع حاكيني من خلال الاختبارات الشخصية والنفسية المتنوعة التي نوفرها لكم لفهم شخصيتكم بطريقة أفضل مثل اختبار الشخصية المستقلة و الشخصية الاعتمادية.

 

بالإضافة إلى أنه يتوفر لدينا تطبيق حاكيني المتوفر بالنسختين أندرويد و أبل، ليوفر لكم العلاج النفسي في كل مكان وبأي زمان، و يتيح لكم كافة خدمات حاكيني بطريقة سهلة وسريعة معالجك النفسي بين يديك! 

قم بتحميل التطبيق من هنا

 

 

 

 

 

التعلق المرضي اختبار التعلق المرضي ما هو التعلق المرضي علاج التعلق المرضي اعراض التعلق المرضي مرض التعلق اسباب التعلق المرضي حاكيني للاستشارات النفسية

تطبيق الصحة النفسية من حاكيني

screenshot screenshot
app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play
first-separator second-separator

نقترح عليك المزيد من المقالات التي قد تثير اهتمامك