كيف يعمل المعالج النفسي - كيف تصبح معالجا نفسيا ناجحا

ملخص المقالة

28/09/2022
main-image

عندما يأتي إلى مسامعنا كلمة معالج نفسي سريعا ما يتبادر لأذهاننا حول الدور الذي يقوم به إن كان مقتصرا على الاستماع للمريض وتوفير البيئة الآمنة والمناسبة له ليتحدث للمعالج النفسي عن مشاكله وما يعانيه. أم تمتد لأبعد من ذلك لتصل لمرحلة تشخيص المشكلة ومساعدة المريض على إدراكها وإيجاده   للحلول حيثُ أن هذه الحياة تتطور بشكلٍ سريع مما يفرض على الفرد أن يواجه التحديات النفسية والاجتماعية مثل: الاكتئاب والقلق أو أي إضطرابات نفسية

في هذا المقال مع حاكيني للاستشارات النفسية نستعرض لكم الدور الذي يقوم به المعالج النفسي بدءًا من تعريفه، وما هو دور المعالج النفسي وما هو الفرق بين المعالج النفسي و الطبيب النفسي، وأن الهدف الأساسي من العلاج النفسي هو تحرير الإنسان من معاناته وآلامه النفسية.نستعرض لكم الدور الذي يقوم به المعالج النفسي، وأن الهدف الأساسي من العلاج النفسي هو تحرير الإنسان من معاناته وآلامه النفسية.

من هو المعالج النفسي؟

هو الشخص الذي يحمل درجة جامعية في تخصص علم النفس وخضع لتدريبات ودورات في مجال الصحة النفسية تؤهله للممارسة وظيفته كمعالج نفسي. يعتمد المعالج النفسي في عمله على تعديل سلوك المريض النفسي وتغيير أنماط تفكيره إن كانت خاطئة. من المهم أن نعرف أن المعالج النفسي لم يلتحق بكلية الطب البشري بالتالي لا يملك صلاحية توصيف أية أدوية نفسية للمرضى وهذا هو الفرق بينه وبين الطبيب النفسي كما أن المعالج النفسي يعمل على فهم جذور المشكلة وتقديم استراتيجيات فعالة للتغلب عليها وتحسين جودة الحياة..

 ما دور المعالج النفسي ؟ 

المعالج النفسي له دور فعال في مجال الصحة النفسية للفرد وتقديم الاستشارات النفسية التي تُساعدهم على التخلص من أي إضطرابات نفسية أو ضغوط، و من أبرز أدواره: 

 

أولاً: التشخيص النفسي 

يقوم المعالج النفسي الاحترافي بأول دور له عند مقابلة الحالة سواء وجهة لوجه أو أونلاين و هي تقييم الحالة النفسية و تشخيص المشكلة التي يعاني منها سواء كان يعاني من الرهاب الاجتماعي، او اضطراب الشخصية الحدية أو يمر بنوبة قلق أو مشكلات آخرى. 

 

ثانيًا: الاستماع الجيّد 

يقوم المعالج النفسي بالاستماع الجيّد لعميله فجزءٌ أساسي من أدواره يقوم على المحادثة مع العملاء حتى يقوم بفهم أفكارهم وسلوكياتهم وعواطفهم. ومن ثم تطوير خطط علاج شخصية لمعالجة قضايا مثل التوتر والقلق والرهاب واضطرابات الأكل والإدمان، بالإضافة عندما يقوم المعالج النفسي بأداء دور الإصغاء الجيد فإن ذلك يمنح العميل الراحة والثقة في المعالج النفسي. 

 

ثالثًا: التقييم والتقويم

على المعالج النفسي أن يقوم بإجراء تقييمات شاملة لفهم المخاوف النفسية والعاطفية والسلوكية للعملاء، وجمع المعلومات ذات الصلة حول التاريخ الشخصي للعملاء وعلاقاتهم وظروف حياتهم الحالية.

 

رابعًا: وضع خطة العلاج

بناءً على التشخيص النفسي المناسب و التقييم المناسب للعميل فإن ذلك يؤهل المعالج النفسي لأن يقوم بتحديد أهداف و خطة علاجية واضحة وواقعية بناءً على احتياجاته، يُمكن  للعميل أن يقوم باستخدام العلاج السلوكي المعرفي حتى تُساعد الأفراد في تحسين أفكارهم وسلوكياتهم، ما يساهم في تحقيق التوازن النفسي.

 

خامسًا: التدخل في الأزمات 

يقوم المعالج النفسي الذي يقوم بالمتابعة مع حالته باستمرار بالتدخل في الأزمات والدعم لهم في حالات الصحة العقلية التي تتطلب ذلك، مع وضع خطط السلامة للتدخل في المواقف العاجلة.

 

سادسًا: تقييم حالة العميل و تقديم الدعم 

يعمل المعالج النفسي على تقييم تقدم العملاء بانتظام نحو أهداف العلاج وتقديم الدعم العاطفي للعميل و تشجعيه على تقوية شخصيته من خلال اكتشاف نقاط القوة لمواجهة التحديات اليومية، و تشجعيهم على تطوير مهاراتهم و إدارة العواطف تجاه الأزمات. 

 

سابعًا: التعليم المُستمر 

المعالج النفسي الناجح يبقى على اطلاع دائم بالتطورات في مجال العلاج النفسي من خلال التطوير المهني المستمر، وحضور ورش العمل والمؤتمرات وجلسات التدريب لتعزيز المهارات والمعرفة العلاجية.

 

لماذا يحتاج الفرد إلى المعالج النفسي؟

  • يحتاج الفرد إلى المعالج النفسي بشكلٍ دوري في ظل التطور الحاصل،  فهو لا يحتاجه فقط في ظل الاضطرابات النفسية الحادة، فالحاجة إلى المعالج النفسي قد تنشأ لعدة أسباب ومنها: 

  • التعامل مع التوتر والضغوطات اليومية سواء في الحياة الشخصية أو الحياة المهنية عند حصول الاحتراق الوظيفي أو وجود العلاقات السامة في حياة الفرد، هنا يأتي دور المعالج النفسي لمساعدتهم على التكيف مع هذه التوترات. 

  • الصدمات النفسية حيثُ يتعرض الفرد في حياته إلى صدمات نفسية سواء صدمات من العلاقات الشخصية أو صدمات من عوامل خارجية مثل الحروب مما يدفع الفرد إلى التوجه إلى المعالج النفسي للتخلص من اضطراب ما بعد الصدمة

  • القلق والاكتئاب الذي يعاني منه الأشخاص بشكلٍ كبير في حياتهم ويؤثر على تصرفاتهم 

  • تقدير الذات المنخفض وانعدام الثقة بالنفس للفرد مما يؤثر على شخصيته ويدفعه إلى الذهاب في موجة من الإضطرابات الشخصية الحادة مثل: اضطراب ثنائي القطب و غيرها الكثير. 

  • وجود مشكلات العلاقات بين الأفراد سواء مع الشريك أو العائلة أو الأصدقاء، ويكون دور المعالج النفسي هنا مساعدتهم في فهم هذه المشكلات وإيجاد حلول فعال

كيف تصبح معالجا نفسيا ناجحا؟

حتى تصبح معالجا نفسيا ناجحا عليك خلال رحلة العلاج التركيز على عدة أمور أساسية منها

  1. تعريف المريض بنفسه والوعي بها. على المعالج النفسي التركيز على تعريف الإنسان بنفسه من خلال إكسابه وعيا داخليا بأفكاره ومشاعره وتصرفاته. بالإضافة إلى العمل على تدعيم عملية معرفته بمهاراته ونقاطه القوية وكيفية استعمالها ونقاطه الضعيفة وكيفية تقويتها. يتحقق ذلك من خلال إخضاع المريض لجلسات العلاج النفسي أو الإرشاد الفردية والجماعية.

  2. تمكين المريض من معرفة الآخرين والتعاطف معهم. من خلال بعض أنواع الإرشاد النفسي الفردي والجماعي يستطيع الإنسان معرفة نفسه والآخرين من حوله، ويتعرف على محيطه ومشاعرهم وتوقعاتهم منه ويعرف توقعاته منهم، ويستطيع أن يطور توقعات منطقية ويكون واقعيا بمتطلباته وبالتعبير عنها ويضع نفسه مكان الآخرين وينظر للأمور من وجهة نظرهم لكي يصل إلى علاقات صحية مع محيطه.

  3. التواصل الجيد والتوكيدي للذات. بعد معرفة الإنسان لنفسه وللآخرين ومن أجل بناء علاقات صحية مع محيطه يساعده المعالج النفسي على تطوير مهارات التواصل الفعال والتوكيدي مع الآخرين، ومن هذه المهارات: قول "لا" والتعبير عن نفسه بدون خجل أو تردد أو عدوانية. وكذلك تعلم التواصل اللفظي وغير اللفظي

  4. تنمية الدافع والتخطيط للمستقبل يهدف المعالج النفسي إلى تعريف المريض بأهدافه وطموحاته ودوافعه وتحفيزه لوضع الأهداف الخاصة به، والتخطيط لمستقبله. وتعليمه كيفية تحديد الأهداف القابلة للتحقيق والتي تناسب احتياجاته ومهاراته وبيئته وشخصيته، كما يعلمه كيفية اتخاذ القرارات والتركيز على الهدف الأساسي. حمل تطبيق الصحة النفسية من حاكيني لتمارين المساعدة الذاتية في تحقيق الاهداف، على جوجل بليي وآب ستور.

  5. مهارة حل المشاكل. من أهم المهارات التي يجب على الإنسان تعلمها هي حل المشاكل التي تواجهه والتي تولد له قلق وتوتر وحيرة. فيتعلم من خلال الإرشاد النفسي كيف يواجهها من خلال تحديدها أولا ثم معرفة الحلول الممكنة من خلال العصف الذهني، ووضع نفسه خارج المشكلة وسؤال الأصدقاء والأشخاص الذين مروا بمشاكل مشابهة وتعلم مهارات جديدة. ثم تطبيق الحل وفحصه إن كان مناسبا، أيضا تعلم التأقلم مع المشاكل التي ليس لها حل والنظر إلى األمور اإليجابية والتوافق معها.

  6. إدارة الضغوط والغضب. من خلال تقنيات الاسترخاء وتعزيز المرونة النفسية والتنفيس عن المشاعر السلبية، يساعد الإرشاد النفسي في إدارة الضغوط والتوتر ومواجهته، ويعمل على التثقيف النفسي بالعمليات التي تحصل بالجسم عند مواجهة الضغط والتي تحثنا على إما القتال أو الهرب فمن خلالها يحدد الإنسان الطريقة التي سيواجه بها الضغوط، وبتعلم بعض تقنيات الاسترخاء والتفسير المنطقي للأحداث يستطيع إدارة هذا التوتر والمشاعر السلبية المرافقة.

  7. إدارة الوقت. يعلمنا الإرشاد والمعالج النفسي كيفية إدارة وقتنا والتركيز على الأهداف الأساسية في حياتنا، ومعرفة أولوياتنا وترتيبها والعمل على تطوير أنفسنا وإشغال وقتنا بكل ما ينفعنا. لكي ال نكون عرضة للتوتر والمشاكل النفسية الأخرى.

 من خلال هذه المهارات ومهارات أخرى يتعلمها يكّون المعالج لدى المريض مرونة نفسية ضد الاضطرابات النفسية والضغوط التي تمكنه من مواجهتها وحلها والوصول إلى صحة نفسية أفضل. لذلك من المهم أن يتخذ كل معالج نفسي هذه الخطوات على عاتقه أثناء سيره في مرحلة التشخيص ووضع الخطة العلاجية.

الفرق بين المعالج النفسي والطبيب النفسي

على الرغم من أن كلا من المعالج النفسي والطبيب النفسي يعملان في مجال الصحة النفسية، إلا أن هناك اختلافات جوهرية بينهم: 

  • المؤهل العلمي: 

يحمل الطبيب النفسي درجة الطب وهو متخصص في التشخيص والعلاج الدوائي والنفسي للفرد، بينما المعالج النفسي يحمل شهادة علمية في علم النفس و يتخصص في العلاج النفسي

 

  • العلاج: 

يقوم الطبيب النفسي بمعالجة الاضطرابات النفسية من خلال وصف الأدوية العلاجية بجانب التوجيه النفسي، بينما المعالج النفسي يقوم باستخدام عدة أساليب وعلاجات نفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي، العلاج باللعب للأطفال، ويقوم المعالج النفسي بتقديم الدعم عبر تقنيات الحوار وجلسات الاستشارة النفسية دون أي تدخل دوائي. 

 

  • التركيز: 

يركز الطبيب النفسي على الجانب البيولوجي للاضطرابات النفسية، بينما يركز المعالج النفسي على الجانب النفسي والسلوكي.

 

معايير اختيار المعالج النفسي المناسب لحالتك

اختيار المعالج النفسي للشخص الذي يعاني من الإضطرابات النفسية يمثل تحديًا كبيرًا له ويجعل يتخبط في بحر من الأمواج قبل اختيار المعالج النفسي المناسب لك، لكن هناك بعض المعايير التي يُمكن أن تُساعدك في اتخاذ القرار:

 

  • مؤهلات المعالج النفسي: 

أول شيء يجب على الفرد النظر إليه عند اختيار المعالج النفسي هو مؤهلاته العلمية في مجاله، وتدريباته في المجال. 

 

  •  الخبرة والتخصص:  

لكل معالج نفسي تخصص مختلف ، فبعضهم متخصص في العلاج الإكلينيكي مثل: أ. سوزان عكاشة وبعضهم مختص في العلاقات الزوجية مثل: د. أسامة كنعان و البعض الآخر في مجال الأطفال مثل: د. أنسام السلعوس.                   

 

  • الأسلوب: 

من الضروري أن يكون أسلوب المعالج النفسي معك يُشعرك بالراحة حتى تقوم بالتواصل الفعال معه والتعبير براحة ومن ثم الوصول إلى العلاج المناسب لحالتك بكل سهولة ويُسر. 

 

  • السرية والثقة:  

يجب أن يتسم المعالج النفسي بالسرية التي تُشعر العميل بالثقة و تجعله يقوم بالبوح عن مشكلته و أسبابها الشخصية جدًا. 

 

  • اراء العملاء السابقين: 

آراء العملاء السابقين تمنح العميل الجديد الثقة بخبرة المعالج النفسي و أسلوبه في التعامل مما يجعلك تقوم بالاختيار و أنت مرتاح. 

 

ختامًا، يُعتبر العلاج النفسي أداة قوية لتحسين الصحة النفسية والعاطفية من خلال اختيار المعالج النفسي المؤهل والمناسب لك، لذلك ننصحك عند إقدامك على تلقي جلسات للعلاج النفسي أن تتأنى عند اختيارك، فأنت لا تختار مجرد شخص يسمعك ويكتب لك التشخيص والعلاج، بل الأمر أكبر من ذلك بكثير ستلتقي بإنسان تشاركه تفاصيل حالتك النفسية وهو بدوره سيساعدك على إدراك نفسك والتعرف عليها. 

 

نحنُ في حاكيني نقوم بتسهيل عملية البحث واختيار المعالج النفسي المناسب لك من خلال صفحة الاستشاريين النفسيين التي تضم أكثر من 230 معالج نفسي بتخصصات متنوعة و خبرات مختلفة وبأسعار مناسبة، مما يتيح لك اختيار المعالج الذي يُناسب احتياجك. 

 

لا تتردد في طلب المساعدة و تذكر أن طلب المساعدة من المعالج النفسي سواء أونلاين أو وجه لوجه هو علامة على الشجاعة والقوة.

 

مع خبرة واسعة، أ. فاطمة ياقتي يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

متى ينتهي اكتئاب ما بعد الولادة؟
د. وليد سرحان
نوبة القلق - ماهيتها، الفرق بينها وبين نوبة الهلع، أعراضها، مدّتها، وعلاجها.
فريق حاكيني
التعلق العاطفي - أنواعه المختلفة وما علاقة مقدم الرعاية ؟
أ. منيرفا مزاوي

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة