سلوك الأطفال - كيف اعرف أن طفلي يحتاج لتعديل سلوك ؟

ملخص المقالة

07/11/2022
main-image

السلوك هو كل ما يصدر عن الإنسان من قول أو فعل بالإضافة لردود الأفعال والاستثارة الفسيولوجية، لكن الأمور التي يعنى بها تعديل السلوك هي الأمور الإرادية التي يمكن للشخص التحكم بها، علم تعديل السلوك يهتم في تحسين سلوكيات الأفراد وضبطها، الهدف من تعديل السلوك هو إضافة سلوك مرغوب به أو حذف سلوك غير مرغوب به أو تشكيل سلوك جديد. أي أن أدرب الطفل على سلوك جديد أو التسلسل في تطوير سلوك موجود عن طريق إضافة مهارات جديدة للطفل.

كيف اعرف أن طفلي يحتاج لتعديل سلوك؟

هنالك مجموعة مؤشرات محددة من قبل العلماء لتحديد إذا كان سلوك الطفل سوي أو فيه نوع من الخطأ أي غير سوي منها:

  1. المدة الزمنية: أي كم يستغرق هذا السلوك مدة زمنية هل أخذ زيادة عن الحد الطبيعي أو أقل من الحد الطبيعي، في حال أخذ زيادة أو أقل فهذا يعني أن هنالك مشكلة وبحاجة إلى تعديل للسلوك مثلاً معروف عن الأطفال أنهم إذا أرادوا شيء يباشرون في البكاء وإذا لم يتحقق ما يريدون فإنهم بعد مدة يتوقفون، لكن الأطفال الذين يبقى لديهم استمرارية في البكاء أو استخدم كلمات معينة كررها بشكل غير طبيعي يكون مؤشر لوجود مشكلة.
  2. المكان: أين يصدر هذا السلوك أي هناك سلوك مقبول في المنزل وغير مقبول في الشارع، أو سلوكيات مقبولة في المدرسة وأخرى لا. وبهذه الطريقة المكان يحدد سوية السلوك أم لا.
  3. اجتماعياً: هل هذا السلوك مقبول اجتماعياً أم غير مقبول بالطبع كلاً حسب مجتمعه وثقافته، فهنالك مثلاً مجتمعات ترفض الأكل في اليد ومجتمعات أخرى تحبذه. فنحكم على سلوك الطفل في ظل المجتمع الموجود به .
  4. تكرار السلوك: أي كم من مرة تكرر هذا السلوك خلال ساعة أو يوم لكي أحدد هل أنا أمام مشكلة أم لا، ولابد من ربط مسألة التكرار مع المرحلة العمرية للطفل. 
  5. الكمون: أي الفترة بين المثير والسلوك، المثير يشكل اشارات قبلية تؤدي لظهور السلوك فمثلاً: إذا ندهت على الطفل استجابة الطفل يجب أن تكون بعد عشر ثواني، إذا سمعك وأطال ولم يستجيب يكون هناك مشكلة. وهذا يختلف عن المدة الزمنية لأن المدة الزمنية تعني مدة حدوث السلوك مثل الأكل هناك مدة معينة لأكل الطفل، إذا استغرق وقتاً أطول يمكن أن يكون إشارة أولية للمشكلة، وفي حال قل عن الفترة التي يأكل بها يكون هناك مشكلة. أما الكمون يعني الفترة ما بين ظهور المثير أي الإشارة الأولى للسلوك والسلوك نفسه.

ما هي خطوات تعديل السلوك عند الأطفال؟

هنالك مجموعة من الأمور التي يجب أن ننتبه لها عند تعديل سلوك الطفل، بعض الأشخاص لا يستطيعون الذهاب إلى مختصين، لذلك سوف نقوم بإعطائكم بعض الخطوات التي تساعدكم على تعديل سلوك أطفالكم منها:

1. المرحلة العمرية.

يجب النظر إلى المرحلة العمرية لمعرفة إذا كان السلوك طبيعي مع المرحلة العمرية أم غير طبيعي، مثلاً بعض الآباء يكون لديهم طفل بعمر الأربعة سنوات يخبرهم بأحداث لم تحدث لكن هذا لا يعتبر كذب، لأن المرحلة النمائية لدى الطفل من عمر أربعة إلى خمس سنوات تنمي لديه الخيال فيقول لك أمور لم تحدث بالنسبة لك وله. لكنه يعبر عن تنمية خياله، وكما يسمى بالنسبة له اللعب الخيالي وهو شيء ايجابي منسجم مع مرحلته العمرية.

مثال آخر على المرحلة العمرية هو التبول اللاإرادي فإذا كان عمر الطفل سنتين لا تعتبر مشكلة لأنه جديد على الذهاب إلى دورة المياه، أما إذا أصبح عمر الطفل أربعة سنوات وما زال يتبول تبول لاإرادي، يصبح هناك مشكلة ويجب أن نتوجه إلى الطبيب لمعالجة هذه المشكلة. فمن المهم النظر إلى خصائص نمو الطفل وهناك العديد من الكتب التي تتحدث عن خصائص نمو الطفل التي يمكن للأبوين الاستعانة بها، مثال آخر على ذلك الفتيات في سن اليفوع يكن أقرب إلى آبائهم من أمهاتهن، تعتقد الأم سبب ذلك أن ابنتها تكرهها لكن هذا غير صحيح، لأن هذا من خصائص عمرهم ولأنها تملك احتياج عاطفي يجب أن يلبى.

2. استبدال السلوك.

أي إذا خفضت عند طفلي سلوك التلفظ بألفاظ بشعة يجب أن أنمي فيه سلوك بديل وايجابي، فلا يجوز أن تقولي لطفلك أن يتوقف عن استعمال الألفاظ البشعة ولا تعطيه ألفاظ إيجابية يستخدمها كبديل عن هذه الكلمات، مثلا: إذا قلت له لا ترسم على الحائط يجب أن أعطيه بديل، فأجلب له لوحات ليرسم عليها. فلا يجوز أن امنعه من السلوك دون إعطائه بديل عنه، لأنه بشكل تلقائي سوف يعود إلى السلوك الأول، فيجب أن يستوعب الأهل فكرة البديل أي شيء بديل عن شيء آخر.

3. عدم التوفير.

أي عدم استخدام فكرة الجمع أي لا أراكم سلوكيات الطفل وعندما يخطأ خطأ بسيط انفجر به أو أضربه، أو إذا تصرف الطفل تصرف إيجابي صغير أعززه كثيرا لأنه لن يتذكر أنه فعل مجموعة من السلوكيات الإيجابية من قبل. فنحن نحاول أن نقدم الأجراء لكل سلوك لوحده فإذا تصرف الطفل تصرف ايجابي اعطيه شيء ايجابي يوازي تصرفه، لا أفرط ولا أقلل ولا يكون أكبر منه. ويجب أن يفهم الطفل لماذا تعززه لأنه يمكن ألا يربطها في السلوك الذي قام به، سواء كان السلوك بسيط أو غير بسيط يجب أن تشرح له سبب هذا التعزيز.

4. عدم الربط بين محبة الطفل ومحبة سلوكياته.

أي لا يجوز أن نخبر الطفل أننا لا نحبه بسبب سلوك معين قام به. لأن الطفل لا يفهم فكرة فصل السلوك فإذا قلت له أنك لا تحبه بسبب سلوك معين سيعتقد أنك لن تحبه للأبد. فيجب على الأهل فصل السلوك عن شخصية الطفل مثلا عليك أن تخبره أنا لا أحب سلوكك لا كني أحبك أو لا أحب تخريبك لألعابك أو ضربك لأخيك. هذه الأشياء ممكن أن تؤثر على نفسية الطفل وإرادته لتعديل سلوكه، وإذا أخبرته أنك لا تحبه سوف يبدأ بتصديق فكرة أنك لا تحبه وهذه الفكرة خطيرة على الطفل لذلك يجب أن تفصل بينه وبين سلوكه.

أهداف تعديل السلوك.

كل هدف من أهداف تعديل السلوك له طريقة تعديل خاصة به ومنها:

  1. تعزيز سلوك مرغوب: نستخدم أول شيء التعزيز، يجب أن تكون المعززات مناسبة للطفل وأن تشكل عامل مثير لدى الطفل. كما يجب أن تكون المعززات في البداية مستمرة ثم تصبح متقطعة لكي لا يصبح هناك تعود أي كلما افعل هذا السلوك يجب أن تتم مكافأتي عليه، ويجب أن يكون التعزيز فوري لأن الطفل يمكن ألا يربط أن هذا التعزيز مرتبط في السلوك. كما يمكن للأهل أن يعملوا على إفهام الطفل أنه كلما كان مميز في المدرسة وجمع مثلاً تحصيل أكاديمي مرتفع سيحصل على جائزة، هذا سيدفع الطفل للاجتهاد والدراسة للحصول على جائزة. فائدة هذا الأسلوب أن الأبوين ليسوا بحاجة أن يحضروا هدية لأطفالهم في كل مرة وأن يعززوهم، بل يستخدموا الرمز في التعزيز عند إنهاء كل مرحلة حسب المتفق عليه بين الأهل والطفل.
  2. حذف سلوك غير مرغوب: ذلك عن طريق عقاب الطفل عقوبة من الدرجة الأولى أو عقاب ايجابي مثل: دفعه للقيام بشيء لا يحبه، أي إذا كان الطفل لا يفضل نشاط معين أجعله يفعله. ويجب أن يفهم أن هذه عقوبة له عن سلوك اقترفه وليس لأنك لا تحبه. أو عقاب من الدرجة الثانية أو العقاب السلبي، عن طريق أن تسحب من الطفل أي شيء يحبه، أو أي نشاط يرغب به الطفل ويحبه امنعه عن القيام به.

أساليب تعديل السلوك للأطفال.

  1. تكلفة الاستجابة: أي أن نجعل الطفل يصلح ما أتلفه، مثلا: إذا كسر شيء نجعله يجمعه ويضعه في سلة المهملات.
  2. التصحيح الزائد: أي أن نجعل الطفل يصلح أكثر ما أتلف، مثلا: اذا كتب الطفل على طرف الحائط اجعله ينظف الحائط بأكمله أي يصلح اكثر مما أتلف.
  3. الممارسة السلبية: أي أن اجعل فترة العقاب أو الحرمان طويلة، يجب أن يحاول الوالدين الابتعاد عن ذلك لأن له محاذير وهو يعني جعل الطفل يصل إلى الاشباع فيجعله يكره السلوك، وتستخدم هذه الطريقة في العادة مع المدخنين للإقلاع عن التدخين، ولكن يجب على الأهل محاولة الابتعاد عن هذا الأسلوب وعدم استخدامه.
  4. التنفير: يستخدمه الأهل كثيراً في سلوك مص الإصبع فيضعون مادة كي ينفر الطفل من سلوك مص الإصبع، وهذا له محاذير فيجب عدم استخدام أي مادة مضرة للطفل أو تؤذي الطفل. فلا يجب أن يؤذي الطفل بحجة تعديل سلوكه وهناك مواد متوفرة في الصيدليات امنة وتساعد على تنفير الطفل.
  5. تشكيل السلوك: أي تعليم الطفل سلوك معين ذلك من خلال شرح السلوك للطفل وتقسمه إلى أجزاء أو إلى مهارات بسيطة وقصيرة، بحيث اعمل على تشكيل السلوك بطريقة امنة واربط ذلك مع محاولات تعزيزه للطفل. أي كل ما تعلم مهارة اعززها بشكل ايجابي ومتكرر، ويجب مراعاة عمر الطفل والفترة التي أريد أن أعلم بها الطفل، حتى لو كان سلوك عناية ذاتية أو سلوك بسيط عند الاطفال. أيا كان يجب أن أراعي بأن استخدم مهارات بسيطة وأقسم المهارات الكبيرة، مثلا: نعلمه كيف يغسل يديه يجب تعليمه أولا كيفية فتح الصنبور وكيف يضع الصابون على يديه وهكذا حتى يتعلم كيف يغسل يديه.
  6. النمذجة: أي أن أقوم بممارسة السلوك أمام الطفل أكثر من مرة بحيث يصل الى المستوى المطلوب ويبات نموذجا أمامه. أي تعديل لسلوك الطفل يحتاج لتسلسل وتكوين مهارة إضافية لديه، فيجب أن نعمل على تهيئة الطفل لهذه المهارة والتأكد من أنه منضبط تجاه السلوك المأخوذ حالياً غير الرطوبة به. ويجب أن أراعي فكرة أن تكون هذه المهارة مناسبة لعمر الطفل، ويجب ايضاً المحافظة على النمذجة في التسلسل وفكرة الاستعادة أي تعليم الطفل شيء أو اعزز عند الطفل شيء، أو يعاقب الطفل على شيء بعد فترة معينة.

يمكن أن تلاحظ أن السلوك القديم قد عاد فإذا رجع الأهل للعقاب أو لأخطاء التربية السابقة سوف يعود الطفل للسلوك السابق، فيجب على الأهل أن يكونوا مستعدين لاستخدام أساليب تعديل السلوك، لكي يتعود الطفل على استخدام السلوك الجيد أو إيقاف السلوك السلبي. ويجب على الأهل أن يدركوا بأن جيلهم يختلف عن الجيل القديم فيجب أن يتعلموا الأشياء الخاصة بأطفالهم، حتى يتمكنوا من تعلم طرق إدارتها وكيفية تعديل سلوك أطفالهم تجاهها. ذلك فيما يتعلق في التكنولوجيا، فيمكن أن يخفضوا أو يزيدوا أو يقومون بتشكيل وتسلسل نسبة سلوكيات الطفل في التعامل مع العالم المعقد.

مع خبرة واسعة، د. منار البكور يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

الحصان الأزرق: رمز الحرية والانفتاح في الطب النفسي
د. سماح جبر
لماذا يسبب الزلزال ككارثة طبيعية - كارثة وصدمة نفسية ؟ 
د. سماح جبر
السعي وراء التربية المثالية
أ. رباب المن عباس

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة