الشعور بالألم النفسي ضروريٌ لنا كبشر، يضاهي احتياجنا للماء والهواء والغذاء.
هي تجربة إنسانيّة عالميّة لا بد منها، وكما أنّ الصّحة لا تكتمل دون الصّحة النفسيّة، فالحصول على صحة نفسيّة تتمتع بكفاءة يحتاج للعبور ببعض محطات الألم النفسيّ بكل ما تحمله من مشاعر الذنب والسخط والأسى والحسرة، والعبور بمحطات الفقدان واختلاط الذكريات.
إنّ احتياجنا للألم النفسي هو ما يميزّنا ويعطينا بصمتنا الإنسانيّة، وهو احتياج أساسيّ لاكتشاف النفس والهويّة، والنهوض لمراحل جديدة، نقدّر فيها معنى الحياة وهدفها.
الألم النفسيّ هو محركك للتغيير وتقدير احتياج النقص الملازم لكونك إنسان، فحاجتنا له تتماثل في حاجتنا للصدق والتغيير نحو الأفضل والأقرب لأنفسنا ولمن نحبهم.
إن أي سعادة منشوده لا بد وأن تتعثر بثنايا الألم النفسيّ بجميع تعبيراته وانعكاساته الجسميّة والحسيّة والشعوريّة والسلوكيّة.
ألمك النفسيّ هو منبهك لانحناءات حياتك وبوصلتك كي تسعى أن تكون بصّحة نفسيّة وجسديّة أفضل، إن أتقنت فن قراءة إشاراتها الأوليّة، وغيّرت مكان الحروف لتحوّل الألم لأمل تقوى به، وتسلّحت بالمرونة المواجهة أحداث الحياة المختلفة والتي قد تكون صعبة أحياناً، وتكسبك مهارة احتضان ذاتك والعفو عنها، فقد تكون هذه التجربة هي الأصدق والأقوى كي نستمر ولا نستسلم في حياتنا ونستشعر معانيها.