تعني البصيرة في الطبّ النفسي وعلم النفس وعي الفرد بحالته ودوافعه ومشاعره وجذور مشكلاته، وفهم الحقائق الخفيّة التي تسبّب الصراع النفسي لديه. البصيرة مهمة للغاية في إحداث تقدم في شخصية وسلوك الإنسان.
على العكس من المرض البدني لا يعي الشخص المصاب باضطراب نفسي أحيانا الحالة التي أَلَمّت به، وقد يؤمن بأن المعتقدات والتصورات المرضية واقعيّة تماماً، وبالتالي يرفض العلاج ويلقي باللّوم على الآخرين وعلى الأحداث الخارجية.
العلاج النفسي يأخذ بيد الإنسان في رحلة الاستبصار من حالة الإنكار التام للمرض إلى الوعي الطفيف والجزئي والمتذبذب أحيانا، وغايةُ مُبتغانا الوصولُ الى الوعي التّام والإقرار بالمرض وفهمِ أسبابه والتأمل في المعنى الحقيقي للأعراض. كما ان الاستبصار يعني إدراك الآثارِ المترتّبة على المرض والشعور بالحاجة إلى المساعدة والانفتاح على الأفكار والمفاهيم الجديدة عن الذات.
رحلة الاستبصار ليست نزهة جميلة ولطيفة باستمرار وقد تُخرجكم من منطقة الرّاحة احيانا، لكنّها ضرورية جدّاً للوصول إلى نتائج شفائية بعيدة المدى.