الاحتراق الوظيفي : اليد الخفيّة التي تهدد إنتاجية العمل ورفاهية الموظف

ملخص المقالة

توضح لك منصة حاكيني للاستشارات النفسية ماهو الاحتراق الوظيفي ومراحله والعلامات التي تدل على وجوده وطرق التخلص منه تابع مقالنا واطلب الاستشارة

01/09/2024
main-image

هل تُلاحظ أن زميلك في العمل يُعاني من القلق والاضطراب المُستمر؟ هل يشعر دائمًا بأن مؤهلاته غير كافية للوظيفة و يخاف من تهديد الطرد من العمل؟ هل يشتكي دائمًا من علاقته الأُسريّه و أنها مليئة بالمشاكل؟ 

 

غالبًا صديقك يعاني من الاحتراق الوظيفي و هو لا يدري عن ذلك! 

سوق العمل في تغيير مُستمر مع وجود التطور التكنولوجي و العلمي فلا بد لسوق العمل أن يظهر عليه بعض التغييرات و المتطلبات الأخرى الجديدة التي يجب أن يكون الموظف على دراية بها، مع هذه التغييرات السريعة و المُتتابعة يتعرض الموظف إلى الاحتراق الوظيفي سواء كان على دراية بذلك أم لا. و يؤثر الاحتراق الوظيفي سلبًا على إنتاجية العمل وصحة الأفراد النفسية والبدنية و من الممكن أن تتفاقم مشكلة الاحتراق الوظيفي إلى مشاكل نفسية أخرى أكثر خطرًا من ذلك مثل الاكتئاب و القلق وغيرها الكثير. 

 

الاحتراق الوظيفي من أكثر المشاكل العصرية التي تواجه الموظفين و تنعكس سلبًا على أدائهم وتعمل على استنفاذ طاقتهم وتقلل من كفاءتهم المهنية، وبالتالي تخلق التأثير السلبي على إنتاجية الشركات و المؤسسات، لذلك يجب على الموظفين و مدراء الموارد البشرية أن يكونوا على إطلاع بما هو الاحتراق الوظيفي وأن يقوموا بقراءة هذا المقال ليفهموا كل ما يدور حول هذه الظاهرة و كيف يمكن اتخاذ خطوات حقيقية للوقاية منها و إنشاء بيئة عمل متوازنة تحمي الموظف من الاحتراق الوظيفي والحفاظ على إنتاجيتهم. 

 

 

ما هو الاحتراق الوظيفي؟ 

الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإرهاق البدني والعقلي والنفسي بشكلٍ متداخل ناتج عن الإجهاد في العمل والتعرض للضغوط باستمرار في بيئة العمل. و يشعر الأفراد الذين يتعرضون للاحتراق الوظيفي بفقدان الدافع و الشغف نحو العمل، ويقومون بأداء وظائف روتينية فقط دون حُب كما أنهم يشعرون بالإحباط و يقومون بالانعزال عن الزملاء الآخرين مما يؤدي إلى ضعف في إنتاجية العمل و عدم الرضا الوظيفي، كما أن الاحتراق الوظيفي يدفع الفرد إلى الشعور بعدم الفائدة والعجز و الفراغ. 

 

ظهر مُصطلح الاحتراق الوظيفي لأول مرة في السبعينيات ثم تطور ليصبح شائعًا بين مصطلحات علم النفس والإدارة، كما أنه شائع بين الموظفين في الوظائف التي تتطلب تواصل مباشر مع الآخرين مثل الرعاية الصحية والنفسية، والتعليم وغيرها. 

 

أما منظمة الصحة العالمية، فعَرّفته بأنه "متلازمة ناتجة عن إجهاد مُزمن في مكان العمل، تتميز بثلاثة أبعاد هي، تنامي الشعور باستنزاف الطاقة، وتزايد المشاعر السلبية تجاه العمل، وانخفاض القدرات المهنية"، وصنّفته في عام 2019 باعتباره "ظاهرة مهنية، وليس حالة طبية". وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، ، طارق جاساريفيتش، للصحفيين: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإقرار رسميا بالاحتراق النفسي المهني ضمن التصنيف الدولي للأمراض" 

 

مراحل الاحتراق الوظيفي 

 

المرحلة الأولى:

 تقبل المسؤولية و الحماس، هذه المرحلة تتسم بالمشاعر الإيجابية و الدافعية نحو حب العمل و تقبل المهام المتنوعة حتى على حساب الوقت الخاص لك، وتكون سعيدًا بالعمل الذي تقوم به.  

 

المرحلة الثانية:

 ظهور الإجهاد، يشعر الموظف هنا بالتعب و الإجهاد نتيجة تداخل المهام و قلة التركيز و أنه لم يعد قادر على إنجازها كلها. و يصبح لديه أيام جيدة و أيام أخرى سيئة. 

 

المرحلة الثالثة:

 الإحباط، يشعر الموظف  بالإحباط  وقلة الشغف من تقبله المهام الكثيرة فوق طاقته ومن تداخل وقت العمل مع الوقت الخاص و أن جهودهم و الوقت الإضافي الذي يبذلونه لا يتم تقديره بما فيه الكفاية و يصبحون ينظرون إلى الإدارة بطريقة سلبية. 

 

المرحلة الرابعة:

 الإرهاق و الإنعزال عن زملاء العمل حيثُ يتجنب الموظف الأنشطة الاجتماعية و يشعرون بعدم الانتماء للمؤسسة أو الشركة بشكلٍ عام وأنه يؤدون مهام روتينية فقط مع شعورهم بالاكتئاب 

 

المرحلة الخامسة:

 الإرهاق المُزمن، يصل الموظف هُنا إلى آخر  المراحل من التعب والإرهاق الجسدي والعقلي  بشكل يؤثر على حياتهم اليومية و الأسرية ويتعرض لمشاكل صحية و نفسية مثل الأرق و اضطرابات الجهاز الهضمي. 

 

 

أسباب الاحتراق الوظيفي 

 

الاحتراق الوظيفي لا ينشأ من فراغ بل له أسباب تؤدي إليه و هذه الأسباب تؤثر على الموظفيين بدرجات مختلفة، رغم تعرضهم لنفس المشاكل و يرجع ذلك إلى السمات الشخصية أو تجارب العمل السابقة التي تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي بطريقة أسرع، فما هي هذه الأسباب؟ 

 

1- ضغط العمل الزائد 

عمل الموظف بشكلٍ متواصل و لساعاتٍ طويلة دون الحصول على فترات راحة أو إجازات، وتعدد المهام الموكلة إليه الخارجة عن مهامه الرئيسية، يحمله ضغط و عبء ثقيل يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي . 

 

2 -  عدم وضوح الأدوار والمسؤوليات 

عندما يكون الموظف حديث العهد في المجال، فإنه لا يعي أهمية تحديد المسؤوليات الملقاة على عاتقه دون غيرها مع مديره، مما يحمله مهام مُتشعبة و يزيد من الضغط عليه مع زيادة الوقت الذي يحتاجه إلى أداء المهام مما يُشعر الموظف بالعجز وانعدام الثقة بالنفس

 

3- نقص الدعم من الزملاء والإدارة و بيئة العمل السلبية 

الموظف هو فرد اجتماعي بطبعه، يعيش ويتأثر من البيئة المحيطة به، فالوقت الذي يقضيه الموظف في العمل يمكن أن يكون أكثر من الوقت الذي يقضيه في منزله، وعليه يجب أن يشعر بالبيئة الإيجابية في العمل وأن يشعر بالود والراحة تجاه زملاء العمل و الإدارة مما يخفف عنه من ضغط العمل، أما إذا كانت بيئة العمل سلبية و الزملاء غير جيدين وغياب التواصل الفعال بين الموظف و مديره فإن ذلك سوف يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي . 

 

4- التداخل بين الحياة المهنية والشخصية

عندما يأخذ الموظف مهام العمل على عاتقه و يسمح لهذه المهام أن تتداخل مع حياته الشخصية، ويأخذ معه العمل إلى المنزل دون تحديد الوقت المحدد للعمل والوقت المحدد للحياة الشخصية خصوصًا في الإجازات و أوقات استعادة الطاقة والنشاط، فإن ذلك سوف يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي حيث يُغيب عامل المحبة للعمل و القلق والتفكير السلبي الدائم بالعمل. 

 

5 - عدم الاعتراف بالمجهود 

يُريد الموظف بشكلٍ دائم أن يشعر بالتقدير على عمله من مدير العمل و بين الموظفين و أنه قد قام فعلاً بأمور هامة و أن يُكافئ عليها، و عندما لا يتم تقدير ذلك بشكلٍ مناسب فإن ذلك يزيد من خطر الاحتراق الوظيفي . 

 

6- الخوف من التعرض للطرد 

خوف الموظف الدائم من التعرض للطرد من الوظيفة سواء عبر التلميح الدائم من المدير للطرد، أو أن مهامه المُكلف بها لا يتم إنجازها جيدًا، فإنه يكون في حالة الاحتراق الوظيفي الذي يمنعه من التفكير بفعالية في الوظيفة بشكلٍ جيد ولا يؤدي إلى تطويره في العمل. 

 

7 - الشعور بعدم السيطرة على العمل 

عندما تشعر أنك لا تستطيع السيطرة على العمل على الرغم من بساطة المهام الموكلة إليك ولا تكون كثيرة و ينعدم التركيز على أداء المهام فإنك غالبًا داخل دوامة الاحتراق الوظيفي دون أن تشعر. 

 

 هناك أيضا بعض الظروف الشخصية التي تزيد من خطر تعرّض الفرد للاحتراق الوظيفي ، ومنها بعض الصفات الشخصية مثل الميل نحو الكمال، أو أن يكون شديد التنافسية ويقارن نفسه بزملائه في العمل أو تعرض لظروف أسرية صعبة في تلك الفترة. 

 

 أعراض الاحتراق الوظيفي 

 

هل قُمت بزيارة بيئة عمل في شركة أو مؤسسة ما  ولاحظت سلوك أفرادها؟ هل سلوك موظف ما يُثير انتباهك؟ الموظف الذي لديه علامات الاحتراق الوظيفي تظهر عليه بعض الإشارات و الأعراض التي تخبره و تخبر الأخرين من حوله أنه يتعرض لـ الاحتراق الوظيفي ، بعض هذه الإشارات عامة وبعضها خاصة يفهمها من سلوكه الشخصي. فما هي هذه الأعراض؟ 

 

  • الإرهاق المستمر: الشعور بالتعب والإرهاق الجسدي والنفسي الذي لا يختفي حتى بعد فترات طويلة من الراحة.
  •  فقدان الشغف تجاه العمل و الشعور بأنك لا تُريد الذهاب إلى العمل و أن جهودك لا قيمة لها. 
  • انخفاض الأداء الوظيفي و عدم القدرة على التركيز على أداء المهام مما يؤدي إلى إنخفاض جودة العمل و زيادة الأخطاء الناتجة عن القلق و الضغط الوظيفي . 
  •  مشاكل صحية مثل الأرق وقلة النوم و الصداع واضطرابات الجهاز الهضمي. 
  •  الانفعال الزائد و الحزن والغضب بسرعة دون فهم الأمر 
  • العصبية الزائدة في المنزل بين أفراد الأسرة و عدم معاملة أطفالك بشكلٍ سليم
  • زيادة المشاعر السلبية تجاه العمل، وزملاء العمل.

 

ننوه إلى أنه في حاكيني يتوفر عدة اختبارات منها اختبار مقياس الاحتراق الوظيفي الذي تعرف من خلاله إذا كنت تعاني منه أم لا. 

 

كيف يُمكن التغلب على الاحتراق الوظيفي 

 

بعد معرفة أسباب و أعراض الاحتراق الوظيفي ، فإنك بحاجة إلى معالجة هذه المشكلة سواء كُنت الموظف الذي يُعاني من الاحتراق الوظيفي أو الشركة التي تُريد المحافظة على موظفيها و تهتم بالموارد البشرية بطريقة عصرية، فكيف يمكن التغلب على مشكلة الاحتراق الوظيفي بطريقة فعالة و مضمونة؟ 

 

- إدارة الوقت الخاص بالمهام العملية بفعالية، مع تخصيص وقت للراحة و الاسترخاء. 

 

- التوازن بين العمل والحياة الشخصية: يجب أن يكون هناك توازن واضح بين العمل والحياة بحيث لا يطغى أي شق عن الأخر و لضمان عدم استغلال الوقت الشخصي على حساب العمل. 

 

- التحدث مع الزملاء والمدراء في العمل أو الأشخاص ذو الصلّة حول الضغوط في العمل التي تواجهها بشكلٍ خاص أو المشاكل الأخرى من بيئة العمل و البحث عن الحلول، وطلب الدعم والاستشارة منهم، كما يُمكنك التواصل مع استشاري نفسي  في منصة حاكيني لمعرفة كيفية التغلب على الاحتراق الوظيفي بطريقة موضوعية ومهنية. 

 

- تقليل التواصل مع الأشخاص السلبيين في بيئة العمل. 

 

- العمل في العمل، تجنب أخذ العمل على المنزل فهما كانت المهام كبيرة حاول تقسيمها على وقت العمل ولا تأخذها معك. 

 

- الذهاب إلى صفوف التأمل أو حضور محاضرات أونلاين تساعدك على التأمل واليوغا التي تخفف من ضغط الإرهاق الوظيفي . يُمكنك حضور دورة ظروف بيئة العمل من هُنا

 

-  البحث عن الأنشطة المناسبة لك التي تُساعدك على تخفيف التوتر مثل الأنشطة الرياضية أو السباحة التي تمنحك الوقت الخاص و تقلل من تفكيرك بالعمل، وتُشعرك بأهمية ما تفعله. 

 

- احصل على قسط وفير من النوم، حيثُ أن قلة النوم هي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى المشاكل النفسية المتعددة. 

 

- خذ وقت الراحة بعيدًا عن المُشتتات الخارجية مثل الهاتف و اللابتوب، على أن يكون وقت الراحة صافي جدًا. 

 

- إنشاء روتين يومي توضح بها الأشياء التي تُسبب لك التوتر والإجهاد في العمل و ما يستنزف طاقتك و ما يتوجب عليك فعله في العمل و تحديد الأنشطة التي تُساعدك على اكتساب الطاقة من جديد مثل تناول الطعام في أوقات محددة، و تحديد أوقات للاسترخاء خلال اليوم. 

 

- الإجازة: الإجازة هي أفضل الخيارات التي يجب أن تقوم بها لمعالجة الاحتراق الوظيفي خصوصًا عند الضغط الشديد في بيئة العمل، عندها يتوجب عليك فصل نفسك تمامًا عن بيئة العمل لعدة أيام والذهاب في إجازة تمنحك الطاقة و حب العمل من جديد و تكون أكثر نشاطًا لتحقيق أهدافك عند العودة إلى العمل. 

 

- تناول الغذاء الصحي ، حيث أن الوجبات السريعة الضارة تؤثر سلبيًا على الصحة النفسية والمزاج العام للفرد،  بينما اتباع نظام غذائي صحي مليء بأوميغا 3 فإنه مضاد طبيعي للاكتئاب والتوتر و يُحسن الحالة المزاجية. 

 

- تعلّم قول لا ووضع الحدود لك داخل بيئة العمل، فلا يوجد مجال للخجل و أخذ مهام فوق طاقتك من زميل آخر  أو مهام خارج إطار مهامك العامة، فيجب تحديد الصلاحيات والمهام منذ البداية. 

 

 

ننوه إلى أننا في حاكيني نوفر خدمة حاكيني للشركات والمنظمات والتي تُساعدهم على التغلب على مشكلة الاحتراق الوظيفي وزيادة إنتاجية الموظفين. 

 

الاحتراق الوظيفي ليست مشكلة فردية بل مشكلة مُجتمعية تؤثر على بيئة العمل وإنتاجية الشركات والمؤسسات، لذلك يجب أن يصبح المجتمع أكثر وعيًا نحو هذه المصطلحات في الصحة النفسية. كما أن معرفة أعراض الاحتراق الوظيفي يُمكن المدراء من إنشاء بيئة عمل إيجابية لضمان رضا الموظفين و الحفاظ على بيئة عمل أكثر إنتاجية ونجاح. 

 

موقع حاكيني يوفر للمدير والموظفين خدمات متعددة منها خدمات حاكيني للأعمال الذي يوفر برنامجاً متكاملاً یُساعد موظفيك على الاستثمار بصحتھم النفسية والقدرة على مواجھة التحديات على المستوى الشخصي والمھني. كما يتوفر لدينا تطبيق حاكيني لتتمكن من الحصول على الخدمات بيسر وسهولة. 

 

مع خبرة واسعة، فريق حاكيني يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

أهمية الحدود في العلاقات العاطفية والاجتماعية
أ. منيرفا مزاوي
كيف أتجاوز الآثار النفسية للخيانة الزوجية ؟
أ. زهراء الموسوي
رأي الاخرين : ما يقوله الآخرين عنك يدل عليهم وليس عليك
بروفيسور مروان دويري

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة