اضطراب ثنائي القطب - ما بين البهجة المفرطة والمزاج المتقلب!

main-image

اضطراب ثنائي القطب عبارة عن حالة من التحولات الشديدة في المزاج ومستويات الطاقة والسلوك، وبعضًا من نوبات الهوس التي تعتبر هي العلامة الرئيسية للتشخيص في الاضطراب.

وفي هذا السياق، نود التعرف عن قرب على:

  • تعريف اضطراب ثنائي القطب وتأثيراته على حياة المصابين به.

  • أنواع اضطراب ثنائي القطب، ودرجة اختلافها من شخص لآخر.

  • الأعراض المختلفة التي يمر بها المصابون من الرجال والنساء، وكيفية تأثيرها على حياتهم اليومية.

  • أسباب اضطراب ثنائي القطب والعوامل المؤثرة فيه.

  • طرق العلاج الدوائي وغير الدوائي المتاحة.

  • اختبارات تشخيص اضطراب ثنائي القطب وطريقة التعرف عليه.

مع إعطاء بعض النصائح والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأفراد المصابين باضطراب ثنائي القطب في إدارة حالتهم والتكيف مع التحديات التي يواجهونها، وذلك لزيادة الوعي والفهم حول هذا الاضطراب النفسي المعقد ودعم الأفراد الذين يعانون منه، ومساعدتهم لتحسين جودة حياتهم.

ماهو اضطراب ثنائي القطب (bipolar disorder)؟

اضطراب ثنائي القطب (bipolar disorder)، المعروف سابقًا باضطراب الهوَس الإكتئابي، هو حالة عقلية معقدة تتسبب في تقلبات شديدة في المزاج والطاقة والسلوك، وتؤثر هذه التقلبات بشكل كبير على الحياة اليومية للأفراد المصابين به. فقد يشعر الشخص فجأة بالحزن الشديد والغضب واليأس، وبعدها بفترة يشعر بالطاقة والحيوية والنشاط.

هذه التغيرات المزاجية يمكن أن تكون حادة وتؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية، علاقاته، وأدائه في العمل أو الدراسة، وتتطلب السيطرة عليها في العادة علاج طويل الأمد للتخفيف من الأعراض والتقلبات المزاجية.

تقلبات يمر بها مصاب اضطراب ثنائي القطب (بايبولار)!

تتراوح التقلبات المزاجية في اضطراب ثنائي القطب بين فترات من الاكتئاب الشديد وفترات من الهوس الشديد أو الهوس الخفيف:

  • أثناء نوبات الاكتئاب: قد يشعر الأفراد بالحزن الشديد، واليأس، وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تُشعرهم بالسعادة في السابق، ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى للاكتئاب: التعب، وفقدان الطاقة، وصعوبة التركيز، والشعور بالذنب أو عدم القيمة، والتفكير في الانتحار.

  • على الجانب الآخر، تتميز نوبات الهوس: بارتفاع غير طبيعي في المزاج والنشاط والطاقة. فقد يشعر الأشخاص المصابين بنوبات الهوس بالابتهاج المفرط أو العصبية الشديد، وقد يكون لديهم تقدير مفرط للذات أو أفكار عظمة، وهذا بجانب ظهور أعراض أخرى، مثل:

    • التحدث بسرعة.

    • التنقل بين الأفكار بسرعة.

    • قلة الحاجة إلى النوم.

    • الانخراط في سلوكيات متهورة مثل الإنفاق المفرط أو السلوك الجنسي غير الآمن.

وبشكل عام، فإن الأفراد يُصابون باضطراب ثنائي القطب في مرحلة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ، وتبدأ الأعراض في الظهور لديهم عادةً ما بين سن 18 و25 عامًا. ومع ذلك، يمكن أن يظهر الاضطراب في أي عمر، مع الميل أكثر للظهور والانتشار بين العائلات عن طريق الجينات المورثة.

ما هي أنواع اضطراب ثنائي القطب، والفرق بينهما؟

تم تصنيف اضطراب ثنائي القطب إلى عدة أنواع بناءً على نمط وشدة ومدة هذه التقلبات المزاجية التي تختلف من شخص لآخر، وعلى الرغم من تقارب الحالات وتشابهها، إلا أن لكل نوع منهم خصائصه وأعراضه المميزة:

أولًا: الأنواع 

أنواع ثنائي القطب الرئيسية، هي: اضطراب ثنائي القطب النوع الأول، واضطراب ثنائي القطب النوع الثاني، واضطراب المزاج الدوري (Cyclothymia).

1) اضطراب ثنائي القطب النوع الأول (Bipolar I Disorder)

يتميز النوع الأول من اضطراب ثنائي القطب بحدوث نوبات هوس كاملة (Manic Episodes) تستمر لمدة أسبوع على الأقل وقد تكون شديدة بما يكفي للتأثير بشكل كبير على الحياة اليومية، وربما تتطلب العلاج في المستشفى.

وتشمل أعراضه ما يلي:

  • الهوس: وهو يشمل الشعور بالنشوة المفرطة، وزيادة الطاقة، والسرعة في الكلام، والأفكار المتسارعة، والأرق الشديد، والاندفاع في اتخاذ القرارات، والانخراط في أنشطة محفوفة بالمخاطر.

  • الاكتئاب: ويشمل الشعور بالحزن الشديد، وفقدان الاهتمام بالأنشطة، وتغيرات في الوزن والنوم، والشعور بالإرهاق، والصعوبة في التركيز، والأفكار الانتحارية.

2) اضطراب ثنائي القطب النوع الثاني (Bipolar II Disorder)

يتميز هذا النوع من اضطراب ثنائي القطب بحدوث نوبات اكتئاب شديدة (Major Depressive Episodes) بالإضافة إلى نوبات هوس خفيف (Hypomanic Episodes)، قد تكون أقل حدة من نوبات الهوس الكاملة في النوع الأول، ولكنها لا تكون شديدة بما يكفي لتتطلب العلاج في المستشفى، ولا تتسبب في تعطل كبير للحياة اليومية، سواء في العمل أو العلاقات الاجتماعية.

ومع ذلك، من الممكن أن يتطور هذا النوع لدى بعض الأشخاص المصابين به، ليصابوا لاحقًا بالنوع الأول من اضطراب ثنائي القطب، وتشمل أعراضه ما يلي:

  • الهوس الخفيف: يشمل زيادة طفيفة في مستويات الطاقة والمزاج، والثرثرة، وزيادة التفكير والإنتاجية، ولكن دون الوصول إلى مستوى الهوس الكامل.

  • الاكتئاب: مشابه للأعراض الاكتئابية في النوع الأول.

3) اضطراب المزاج الدوري (Cyclothymia)

هو نوع نادر من اضطرابات ثنائي القطب، يحدث بدرجة أقل شدة من النوعين الأولين، (يعرف بالإنجليزية باسم Cyclothymic disorder)، ويتميز هذا النوع بتقلبات مزاجية متكررة ومستمرة، تشمل نوبات من الهوس الخفيف ونوبات من الاكتئاب الخفيف (Subthreshold Depressive Episodes) لمدة لا تقل عن سنتين.

ورغم أن هذا النوبات لا تصل إلى الشدة الكاملة لنوبات الهوس أو الاكتئاب الشديد كما هو الحال في النوعين السابقين، لكنها يمكن أن تكون بداية لتطور اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو الثاني.

ثانيًا: الفرق بين الأنواع الثلاثة

الجدول التالي يوضح الفرق بين أنواع اضطراب ثنائي القطب الثلاثة بشكل مبسط أكثر:

 

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

اضطراب دوروية المزاج

نوبات الهوس

كاملة وشديدة

خفيفة

خفيفة

نوبات الاكتئاب

متوسطة، وقد لا تكون موجودة

شديدة وواضحة

متوسطة

التأثير على الحياة اليومية

كبير وملحوظ

معتدل

معتدل

مدة الأعراض

تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير وملحوظ، وتحتاج أحيانا إلى العلاج في المستشفى.

أقل تأثيرًا

نادرة الحدوث

تتفاوت أنواع اضطراب ثنائي القطب في شدة وتكرار نوبات الهوس والاكتئاب من شخص لأخر، مما يجعلها تؤثر بشكل كبير أقرب إلى الضرر في حياة الأفراد، وهنا يكون فهم هذه الفروقات بين الأنواع أمر ضروري للتعرف على خطورة الاضطراب، وتقديم العلاج المناسب لكل نوع بناءً على حالة المصاب\ة. يمكنك زيارة "مدونة حاكيني" للتعرف أكثر على الاضطرابات النفسية وتأثيراتها!

أعراض تدل أن شخصًا ما يعاني من اضطراب ثنائي القطب!

على الرغم من أن الاضطراب ثنائي القطب يمكن أن يحدث في أي عمر، فهو عادة ما يتم تشخيصه في أثناء سنوات المراهقة أو أوائل العشرينيات، وقد تختلف أعراض اضطراب ثنائي القطب من شخص لآخر، إلا أن هناك علامات وأعراض تميز هذا الاضطراب، منها:

1) أعراض اضطراب ثنائي القطب: في نوبات الاكتئاب

تتضمن أعراض نوبات الاكتئاب لاضطراب ثنائي القطب قد تكون بالغة الصعوبة بحيث تسبب صعوبة ملحوظة في الأداء العام، وصعوبة في أداء الأنشطة الإجتماعية اليومية، وتتضمن هذه النوبات ما يلي:

  • الشعور الدائم بالحزن واليأس الذي يتجاوز الإحباط العادي، وقد يصل إلى الإحساس بالخواء أو الفراغ العاطفي.

  • فقدان الاهتمام بأي شيء في الحياة، بما في ذلك الأنشطة التي كانت تجلب للفرد المتعة سابقًا، ويمتد فقدان هذا الاهتمام ليشمل جميع جوانب الحياة اليومية.

  • عجز المصاب\ة باضطراب ثنائي القطب عن الشعور بالسعادة أو الاستمتاع بأي شيء يقوم به، حتى الأمور التي كانت تجلب له السعادة من قبل، ويصبح لديه نوع من اللامبالاة عند التعامل مع المواقف العصيبة.

  • التعرض لاضطرابات النوم التي تظهر أعراضها إما بالنوم المفرط بسبب غياب الرغبة والدوافع للاستيقاظ، أو بقلة النوم بسبب التغييرات النفسية والجسدية.

  • التوتر وعدم القدرة على البقاء هادئًا، وهذا يظهر من خلال التحدث بوتيرة سريعة والشعور الدائم بالإجهاد.

  • تدني مستويات الطاقة في الجسم، وذلك بسبب الاستنزاف الجسدي والنفسي الذي يمر به الشخص خلال نوبات الاكتئاب، ويُصاحب ذلك شعور دائم بالتعب والإرهاق.

  • الشعور بالذنب دون مبرر وتأنيب الضمير دون وجود سبب واضح، وهذا الشعور يكون نابعًا من التأثير النفسي للاكتئاب.

  • فقدان التركيز، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات والقيام بالمهام اليومية.

  • صعوبة في اتخاذ القرارات والقلق الدائم والتردد قبل اتخاذ أي خطوة جديدة، وهذا التردد يمكن أن يكون علامة على قرب حدوث نوبة من الاضطراب.

  • تظهر أعراض ثنائي القطب لدى الأطفال على شكل سلوكيات انفعالية وعدوانية تجعلهم غير قادرين على التعبير عما يحدث لهم بشكل مناسب.

  • الإصابة بأعراض ذهانية مثل الهلوسات والأوهام، والتي يجب التعامل معها بحذر لأنها قد تؤدي إلى تصرفات خطيرة.

  • أظهرت الأبحاث أن نسبة كبيرة من المصابين بالاضطراب ثنائي القطب يفكرون في الانتحار، وأن نسبة منهم قد يقدمون على تلك الخطوة. فالاكتئاب قد يكون شديدًا لدرجة تجعلهم يرون في الانتحار الحل الوحيد للتخلص من المعاناة.

2) أعراض اضطراب ثنائي القطب: في نوبات الهوس

الهوس والهوس الخفيف هما نوعان مختلفان، ولكنهما يسببان نفس الأعراض، ونفس المشاكل الواضح تأثيرها في الأنشطة الاجتماعية المختلفة، فضلًا عن الصعوبة في التعامل مع الغير.

تشمل أعراض نوبات الهوس ما يلي:

  • الشعور بالابتهاج المفرط غير المتناسب مع الوضع الحالي، وقد يشعر بشكل مبالغ فيه بأنه ذو قيمة وقدرات تفوق الآخرين.

  • زيادة الطاقة والنشاط غير العادي لدرجة أنه يقوم بأنشطة متعددة دون أن يشعر بالتعب.

  • قلة الحاجة إلى النوم بالشكل الطبيعي، فقد ينام الشخص في هذه الحالة لساعات قليلة فقط دون الشعور بالتعب.

  • التحدث بسرعة وبكثرة، والانتقال من موضوع لآخر دون توقف.

  • الأفكار المتسارعة تتسابق في ذهنه، مع وجود صعوبة في التركيز على فكرة واحدة.

  • القيام بسلوكيات متهورة، مثل الإنفاق المفرط، أو القيادة بتهور، أو الانخراط في سلوكيات جنسية غير آمنة.

  • الشعور بالتقدير المفرط والقدرة غير الواقعية على تحقيق أهداف كبيرة.

3) أعراض ثنائي القطب عند النساء

الأعراض السابقة قد يشترك بها الرجال والنساء على حد سواء، ولكن هناك عوامل أعراض أخرى تمر بها النساء بسبب تأثير العوامل البيولوجية، منها:

  • قد تكون الأعراض أكثر حدة عند النساء قبل أو أثناء الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهرمونية.

  • النساء المصابات باضطراب ثنائي القطب قد يكن أكثر عرضة لتطوير اضطرابات القلق، واضطرابات الأكل، والاضطرابات المرتبطة بالتوتر.

  • النساء قد يكن أكثر عرضة للتفكير في الانتحار أو محاولاته، خاصة خلال نوبات الاكتئاب الشديدة.

التعرف على هذا الأعراض والسعي للحصول على العلاج المناسب يمكن أن يساعد في إدارة الاضطراب وتحسين نوعية الحياة، وإذا لاحظت هذه العلامات على شخص تعرفه، من المهم تشجيعه على طلب المساعدة من متخصص في الصحة النفسية، مثل: أخصائي نفسي "حاكيني

أسباب ثنائي القطب: من أين يأتي مرض ثنائي القطب؟

اضطراب ثنائي القطب هو حالة نفسية معقدة، وأسبابها غير معروفة بالكامل حتى الآن. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تساهم في تطوير هذا الاضطراب، وتشمل هذه العوامل ما يلي:

1) العوامل الوراثية

الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطراب ثنائي القطب يكونون أكثر عرضة للإصابة به، فإذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء يعاني من هذا الاضطراب، فإن احتمالية الإصابة به تزداد.

وهذا ليس هو السبب الوحيد، فهناك دراسات أشارت إلى أنه يوجد ارتباطًا بين اضطراب ثنائي القطب وبعض الجينات، ورغم أنها وحدها لا تسبب الاضطراب بشكل قاطع، إلا أنه من المحتمل أن تكون مساهمة في تطوير فرص الإصابة.

2) العوامل البيولوجية

بعض الأبحاث أشارت إلى وجود اختلافات في بنية الدماغ ووظائفه لدى الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب، مثل التغيرات في حجم مناطق معينة من الدماغ، وهذه التغيرات تؤثر في توازن النواقل العصبية كالسيروتونين، والدوبامين، والنورإيبينفرين، والتي قد يكون لها دور في تطوير اضطراب ثنائي القطب.

3) العوامل البيئية

التعرض لأحداث حياتية مجهدة، مثل وفاة شخص عزيز، أو الطلاق، أو الفشل في العمل أو الدراسة، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب أو يساهم في تفاقم الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود اضطرابات نفسية أخرى، مثل: اضطرابات القلق أو اضطرابات الشخصية قد تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب ثنائي القطب.

4) العوامل النفسية

النمو في بيئة غير مستقرة أو مضطربة يمكن أن يزيد من خطر تطور اضطراب ثنائي القطب، رغم أن هذا العامل لوحده لا يُعتبر سببًا مباشرًا، إلا أنه قد يكون سبب كبير في التأثير على قدرات إدارة العواطف، ويمكن أن يشمل هذا:

  • الإهمال.

  • الإعتداء الجنسي أو الجسدي أو العاطفي.

  • الأحداث المؤلمة.

  • فقدان شخص قريب، كأحد الوالدين مثلًا.

5) العوامل الهرمونية

تعاطي المواد المخدرة والكحول يمكن أن يزيد من خطر ظهور الأعراض أو تفاقمها، فبعض الأدوية الموصوفة لأمراض أخرى قد تؤثر أيضًا على الحالة المزاجية، على سبيل المثال:

  • بعض الأدوية قد تسبب الهوس كأثر جانبي لها، وهذا يحدث عند تناولها أو كعرض انسحابي عند التوقف عن تناولها، وهذا يشمل الأدوية النفسية والبدنية بما في ذلك مضادات الاكتئاب، لذا من المهم أن تناقش الآثار الجانبية للأدوية الخاصة بك مع طبيبك لكي تحاول أن تتفاداها.

  • الكحول أو المخدرات يمكنها أن تسبب ظهور أعراض مشابهة للهوس الخفيف أو الهوس الاكتئابي، وقد يكون من الصعب أحيانًا التمييز بين آثار الكحول والمخدرات، وأعراض الصحة العقلية.

من المهم أن نفهم أن اضطراب ثنائي القطب هو نتيجة تداخل معقد بين هذه العوامل، ولا يوجد سبب معين يمكن تحديده على وجه اليقين، ولهذا فإن تشخيصه وعلاجه يتطلب تدخلًا من متخصصين في الصحة النفسية بشكل ضروري ومُلّح!

هل علاج ثنائي القطب نهائيا شئ ممكن؟

علاج اضطراب ثنائي القطب يهدف إلى السيطرة على الأعراض وتقليل تكرار نوبات الهوس والاكتئاب، ولكنه ليس علاجًا نهائيًا بالمعنى التقليدي، بل يعتمد بشكل أساسي على الدمج بين الأدوية والعلاج النفسي لمساعدة المصابين باضطراب ثنائي القطب على التعامل مع الاضطراب وتحسين جودة حياتهم.

1) العلاج الدوائي

الأدوية هي حجر الأساس في العلاج، وتشمل فئات رئيسية، مثل: مثبتات المزاج، ومضادات الذهان، وأحيانًا مضادات الاكتئاب، وهذا على الرغم من أن استخدامها في الفترات الأخيرة أثار الكثير من الجدل، بسبب احتمالية تسببها في حدوث نوبات الهوس، إلا أنها مهمة جدًا في العلاج.

وبشكل عام، فإن اختيار الأدوية يتم بناءً على الحالة الفردية وشدة الأعراض، ويمكن أن تتغير الجرعات أو الأنواع مع مرور الوقت استجابة لتغيرات الحالة الصحية والنفسية.

2) العلاج غير الدوائي

العلاج غير الدوائي لمصاب اضطراب ثنائي القطب يشمل مجموعة من الأساليب التي تركز على الدعم النفسي والتعديلات السلوكية لتحسين نوعية الحياة وتخفيف الأعراض. هذه العلاجات تعمل جنبًا إلى جنب مع الأدوية، ولكنها تركز على تعزيز الوعي الذاتي والمهارات الشخصية لدى الفرد، وتشمل:

A) العلاج النفسي 

العلاج النفسي يلعب دورًا مهمًا في مساعدة الأفراد المصابين على فهم التغيرات النفسية والاجتماعية التي ترافق نوبات الاضطراب، ويمكن أن يشمل ذلك العلاج النفسي السلوكي، والعلاج الأسري والجماعي، وغيرها من العلاجات التي تساعد الأفراد على تطوير استراتيجيات للتكيف مع الاضطراب، والتحكم في أعراضه.

بالإضافة إلى ذلك، العلاجات غير الدوائية مثل: العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)، والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) يقد تكون خيارات فعالة في الحالات الشديدة، خاصةً عندما لا تستجيب الأعراض للعلاجات الدوائية. 

B) العلاج المنزلي

هناك بعض الممارسات الأخرى التي يمكن أن يؤديها الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب في المنزل تحد من الأعراض الظاهرة، مثل:

  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري لتقليل الأعراض وتحسين المزاج.

  • تثبيت مواعيد النوم للتحكم في النوبات وأعراضها.

  • تناول وجبات صحية غنية بالأوميجا 3 للتحسين من الأعراض والتخفيف من آثارها.

  • الابتعاد عن شرب الكافيين بكثرة أو تناول الأدوية دون استشارة الطبيب النفسي.

  • الانضمام لمجموعات دعم لمشاركة تجربتك مع أشخاص يعانون من ذات الاضطراب أيضًا.

  • طلب المساعدة والدعم من العائلة والأصدقاء، لأن هذا سيشكل فرقًا كبيرًا في رحلة العلاج.

اتباع هذه الممارسات قد يحد من ظهور الأعراض لدى بعض الأشخاص، ورغم أنه لا يوجد "شفاء نهائي" من اضطراب ثنائي القطب، لكن مع العلاج المناسب، يمكن للأشخاص أن يعيشوا حياة مستقرة ومنتجة.

فهم اضطراب ثنائي القطب من خلال اختبارات حاكيني النفسية

اختبار ثنائي القطب هو أداة مفيدة لقياس شدة الأعراض المرتبطة بنوبات الاكتئاب والهوس، ومدى تأثيرها على الحياة اليومية للشخص المصاب، بهدف مساعدتهم في تقييم حالتهم النفسية.

وفي "حاكيني" تمكنا من تصميم اختبارات نفسية تساعدك في فهم حالتك النفسية بشكل أفضل ومراقبة أي تغييرات قد تطرأ عليها، مع العلم أن هذه الاختبارات ليست أدوات تشخيصية دقيقة، بل هي مؤشرات أولية تمكنك من معرفة ما إذا كنت بحاجة إلى استشارة أخصائي أو طبيب نفسي.

لذا، قم بإجراء الاختبارات من خلال تطبيق حاكيني على جوجل بلاي أو أبل ستور كل ستة أسابيع لمتابعة التطورات في صحتك النفسية!

في النهاية

نذكرك بأن اضطراب ثنائي القطب يمثل تحديًا يحتاج إلى التعامل معه بعناية ووعي على يد مختصين في الصحة النفسية مثل: الأخصائيين النفسيين في "حاكيني". ورغم أن اختبارات حاكيني تقدم أداة مفيدة للتقييم الذاتي وفهم الحالة النفسية، إلا أنها لا تغني عن المشورة الطبية المتخصصة. 

لهذا، ننصح بشدة بالبحث عن الدعم النفسي عند الحاجة، والاعتماد على التقييمات الذاتية كأداة لتعزيز الوعي الذاتي ومتابعة الحالة النفسية. وتذكر دائمًا أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وأن الاعتناء بها يحسن ويزيد من جودة حياتك!

اضطراب ثنائي القطب ثنائي القطب اختبار ثنائي القطب

تطبيق الصحة النفسية من حاكيني

screenshot screenshot
app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play
first-separator second-separator

نقترح عليك المزيد من المقالات التي قد تثير اهتمامك

blog-image
أ. شيماء الصمادي 18/08/2022
كيف النفسية؟