اضطراب النوم مشكلة يعاني منها العديد من الأشخاص حول العالم وهو من الأمور الهامة للحفاظ على صحة الفرد النفسية والجسدية مما يؤثر بشكل سلبي على حياتهم. وذلك بسبب أن النوم الجيد ليس مجرد راحة مؤقتة يرتاح بها الفرد في ليله ليكمل نهاره، بل هي عملية بيولوجية معقدة تساهم في استقرار الحالة النفسية للفرد.
يُعتبر النوم حاجة أساسية لا غنى عنها، فعندما تنام فإن جسمك وعقلك يقومان بالعديد من المهام الحيوية والبيولوجية للجسم والعقل مثل إصلاح الخلايا و توحيد الذاكرة وإزالة السموم من الجسم والعمل على تنشيط الدورة الدموية. لذلك اضطراب النوم يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية وغيرها، في هذا المقال من موقع حاكيني للاستشارات النفسية نتعمق في موضوع اضطراب النوم وكيف يؤثر على صحتك النفسية والعقلية، والاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها لتحسين جودة نومك.
هل تعاني من اضطراب النوم؟ كيف يؤثر نومك على صحتك النفسية
إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم وتستيقظ مرهقًا حتى بعد نوم عدد ساعات كافٍ، أو تجد صعوبة في الاستغراق في النوم، وحتى تعاني من الاستيقاظ المتكرر خلال ساعات الليلة، فقد تكون تعاني من اضطراب النوم.
و يؤثر اضطراب النوم على صحتك النفسية عن طريق:
- يعاني الفرد من تقلبات المزاج الحادة في المواقف المختلفة من دون وجود سبب واضح للحزن أو الغضب أو الانفعال.
- ضعف التركيز: فلا يستطيع الفرد أن يركز في مهمة واحدة أو عدة مهام خلال اليوم ولا يستطيع استكمالها للنهاية بل يعاني من التشتت وضعف التركيز الدائم.
- انخفاض القدرة على التعامل مع الضغوط اليومية سواء في المرحلة الدراسية أو العمل.
- زيادة نسبة الإصابة بالإضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق المزمن حيثُ أن الدماغ يبدأ في إرسال إشارات تحذيرية تؤثر على الحالة النفسية.
- الشعور بالتعب والإرهاق وعدم القدرة على إنجاز المهام باليوم.
- صعوبة في اتخاذ القرارات الصحيحة.
لماذا لا يستطيع عقلك الراحة رغم محاولاتك؟
توجد عدة أسباب تمنع عقلك عن الراحة رغم محاولاتك ومن هذه الأسباب:
- استخدام الأجهزة الالكترونية بكثرة: يدمن الأفراد على استخدام الأجهزة الالكترونية مثل الهواتف، والأيباد وغيرها مما يجعلهم يعانون من اضطراب النوم حيثُ أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يؤثر على إنتاج الميلاتونين و هو الهرمون المسؤول على النوم.
- أسلوب حياة غير منتظم: عدم اتباع جدول نوم ثابت وغير منتظم يؤدي إلى حدوث اضطراب النوم في الساعة البيولوجية للفرد.
- التعب والتوتر: يؤدي التوتر إلى إجهاد في الجسم وارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم مما يجعل من الصعب الاسترخاء والحصول على راحة في العقل.
- الإكثار من تناول الكافيين والنيكوتين: إدمان الفرد على المشروبات الغنية بالكافيين أو التدخين قبل النوم يجعل الفرد يعاني من صعوبة في النوم.
- الضغوط النفسية: عندما يعاني الفرد من ضغوط نفسية في يومه، يبقى جهازه العصبي في حالة تأهب ويقظة وتفكير دائم مما يجعله يعاني من الدخول في نوم عميق ويحصل اضطراب النوم.
- القلق الدائم: عندما يعاني الفرد من القلق والتفكير المستمر في المشكلات الحياتية يمنع العقل من الدخول في حالة استرخاء قبل النوم.
- الأفكار السلبية: عندما يعاني الفرد من الأفكار السلبية المتكررة في دماغه ويخاف بشأن المستقبل، فإن شبح التفكير المتكرر يخيم على عقله ويمنعه من الراحة وهذه الأفكار تمنعك من النوم.
علامات تشير إلى أن نومك يؤثر على صحتك النفسية
اضطراب النوم لا يكون فقط في شكل تعب جسدي، فهناك علامات نفسية واضحة وظاهرة تدل على أنك تعاني من اضطراب النوم الذي يؤثر على صحتك النفسية، ومنها:
- التقلبات المزاجية الحادة بدون وجود سبب واضح.
- الشعور بالتعب والإرهاق المستمر حتى بعد الحصول على عدد ساعات نوم كافية.
- الشعور بالاكتئاب أو القلق والتوتر.
- عدم القدرة على التركيز وتذكر المعلومات.
- ردود الأفعال سريعة دون تفكير والاستجابة العاطفية المفرطة.
- عدم القدرة على التعامل مع التحديات والمواقف اليومية.
- فقدان الحافز وعدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة اليومية التي كان يستمتع بها سابقًا مثل الرسم، الرياضة،القراءة وغيرها.
إذا كُنت تعاني من هذه الأعراض، فمن الضروري أن تمنح نفسك فرصة للتفكير والبحث عن حلول لتحسين جودة النوم الخاصة بك قبل أن تؤثر على صحتك النفسية مثل استشارة الأخصائي النفسي في حاكيني.
هل يمكن أن يؤدي اضطراب النوم إلى اضطرابات نفسية؟
نعم، فالعلاقة بين اضطراب النوم والاضطرابات النفسية علاقة طردية، حيثُ أن قلة النوم المستمرة تزيد من خطر الإصابة باضطرابات نفسية مختلفة، كما أن النوم العميق ضروري لتنظيم العواطف ومعالجة المعلومات العاطفية التي من الممكن أن تؤثر على الحالة النفسية للفرد، فعند غياب النوم الصحي يصبح الدماغ غير قادر على التعامل مع الاضطرابات النفسية ويخلّ بالتوازن الكيميائي في الدماغ ويؤدي إلى اضطرابات نفسية وعقلية خطيرة مثل: الاكتئاب، زيادة نسبة القلق والتوتر، الذهان والهلاوس، اضطراب ثنائي القطب، الفصام.
- الأفراد الذين يعانون من اضطراب النوم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والعكس صحيح.
- قلة النوم تؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة، مما يجعل الفرد أكثر عرضة للغضب، الانفعال الزائد، الحزن الشديد غيرها الكثير.
- يزداد خطر الانتحار للأفراد الذين يعانون من اضطراب النوم وعدم القدرة على أخذ القسط الكافي من الراحة.
هل يزداد التوتر النفسي نتيجة لاضطرابات النوم المستمرة؟
الإجابة ببساطة: نعم، فعندما لا يحصل الجسم على قسط كافٍ من النوم، يزداد مستوى هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والنوم الغير منتظم يعطل إنتاج السيروتونين والذي يلعب دور رئيسي في تحسين المزاج، مما يؤدي إلى:
- زيادة مستوى التوتر والقلق لدى الفرد، فيبقى يشعر بهما حتى في المواقف البسيطة التي لا تستدعي القلق أو التوتر.
- ضعف القدرة على إدارة الحياة والقيام بالمهام اليومية الموكلة إليهم مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالضغوطات اليومية وبالتالي التوتر النفسي يزداد.
- الإحساس بالإرهاق العقلي والعاطفي المستمر
- الانفعال السريع من أي موقف لا يستدعي الإنفعال.
بإختصار، عندما يعاني الفرد من اضطراب النوم فهو يجد نفسه يعاني من التوتر بشكلٍ دائم والتوتر يؤدي إلى مزيد من المشاكل النفسية التي تؤثر بدورها على الحصول على قسط كافٍ من النوم، الشيء الذي يجعله يدور في حلقة مفرغة ويفاقم المشكلة أكثر وأكثر إذا ما قمت بالتوجه إلى العلاج النفسي المناسب لحالتك.
قلة النوم وتأثيراتها غير المرئية وزيادة مستويات التوتر والقلق لديك
- ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
- ضعف جهاز المناعة مما يجعلك أكثر عرضة للأمراض المعدية مع تكرار نسبة الإصابة مثل أمراض الرشح والإنفلونزا والصداع وغيرها الكثير.
- زيادة الوزن بسبب اختلال التوازن الهرموني.
- الانفعالات الزائدة مما يؤدي إلى التأثير على مزاجك وطاقتك وقدرتك على التركيز وعلى الصحة العامة للفرد.
- زيادة خطر السلوكيات المندفعة دون وجود سبب حقيقي مما قد يؤثر على حياتك المهنية والإجتماعية.
كيف يؤثر قلة النوم على قدرتك على التفكير واتخاذ القرارات السليمة؟
اضطراب النوم يؤثر بشكلٍ كبير على قدرتك على التفكير حيثُ تتأثر الوظائف المعرفية والعقلية من خلال:
- ضعف الذاكرة وقلة التركيز.
- صعوبة في حل المشكلات التي تواجه الفرد وصعوبة في اتخاذ القرارات الصائبة.
- عدم القدرة على الإبداع والتفكير النقدي والقدرة على حل المشكلات بسبب ضعف في التفكير وعدم القدرة على التحليل وربط الأسباب والمسببات وبالتالي صعوبة في الفهم بسرعة وذلك بسبب قلة النوم.
- صعوبة التركيز والانتباه مما يزيد من صعوبة العمل أو القيادة.
- عدم القدرة على التحكم في العواطف حيثُ يصبح الشخص أكثر حساسية وانفعالاً تجاه الأشخاص والمواقف اليومية.
استراتيجيات فعّالة لاستعادة الراحة النفسية والجسدية.
عندما تعاني من اضطراب النوم لا تيأس ولا تُصاب بالذعر من عدم قدرتك على ممارسة حياتك بشكلٍ سليم. لحسن الحظ، هناك عدة استراتيجيات تُساعدك على تحسين جودة نومك واستعادة صحتك النفسية:
1. البدء بروتين نوم ثابت والنوم في ساعات محددة والاستيقاظ في ساعات للمحافظة على الساعة البيولوجية للجسم، حتى في أيام الإجازة نم في نفس الموعد الثابت.
2. تقليل التعرض للضوء الأزرق والشاشات قبل النوم، فتجنب استخدام الهواتف الذكية قبل النوم حتى لو بساعة على الأقل.
3. تجنب القيلولة الطويلة خلال النهار التي تؤثر على ساعات النوم.
4. ممارسة الرياضة: الرياضة تساعد على التخلص من الأفكار السلبية والتشتت الذهني وإراحة العقل من كل الأفكار التي من الممكن أن تغذو الفكر قبل النوم، وبالتالي التخلص من اضطراب النوم.
5. الإنضمام إلى برامج المساعدة الذاتية في حاكيني، حيثُ يمكنك الاشتراك في برنامج تقنيات التنفس، التأمل أو اليوغا لمساعدة العقل والجسم على الاسترخاء والتخلص من التوتر والقلق والتركيز على الأفكار الإيجابية.
6. تحسين بيئة النوم: بيئة النوم يجب أن تكون مريحة وهادئة وذات درجة حرارة مناسبة حتى تساعد على الاسترخاء والدخول في جو النوم بسرعة والتخلص من اضطراب النوم.
7. تقليل استهلاك الكافيين الذي يؤثر على النوم حيثُ يُفضل الحد منه خلال المساء.
8. تناول وجبة خفيفة قبل النوم: يساعد تناول وجبة خفيفة قبل النوم بالحد من اضطراب النوم
9. طلب المساعدة من الأخصائي النفسي عند الحاجة لتحديد المشكلة والعلاج المناسب الذي يحد من اضطراب النوم.
اضطراب النوم ليس مجرد مشكلة عابرة وبسيطة تمر على الفرد ويمكن أن يتخطاها بسهولة، بل هو مشكلة تحتاج إلى حل والتوجه إلى أخصائيين نفسيين محترفين يقومون بالكشف على الأسباب الكامنة وراء اضطراب النوم ثم يوجهونك إلى استراتيجيات عملية تُساعد على التخلص منها، فلا تتردد بالتوجه إلى الاستشارات النفسية في حاكيني للبحث عن الحلول، لأن نومك الجيد هو مفتاح الصحة النفسية والجسدية.
للحصول على الاستشارات النفسية بسهولة، يمكنك تنزيل تطبيق حاكيني للحصول على النصائح النفسية اليومية والتواصل بسهولة مع المختصين بغض النظر عن ضيق الوقت الذي لديك، دائمًا هُناك متسع لصحتك النفسية ولتحسين جودة حياتك وبالتالي النجاح والسلام الداخلي.