اضطراب الشخصية البارانوية أكثر شيوعا بين الرجال من النساء ينتج غالبا نتيجة تربية قاسية، مليئة باللوم، التحقير، الضرب أو الإهمال الشديد، وقد يرافقه اضطراب الفصام البارانوي فيسمع الشخص أصوات أو يتهيأ له رؤية مشاهد تدل على خيانة الشريك وقد تكون فقط اضطراب في الشخصية دون وجود الفصام.
من هي الشخصية البارانوية؟
تعرف بالشخصية الشكاكة أو المرتابة، وأساسها اضطراب عقلي تخلق لصاحبها شعور مستمر بالشك والارتياب تجاه الآخر. سببه أوهام ومعتقدات تدفعه للشك وسوء الظن وبالتالي تشكيل العداء تجاه من حوله، ما يجعله غير قادر على بناء أي ترابط عاطفي مع من حوله أو أن يكن في قلبه أية مودة وحب لهم، بل على العكس يحمل في قلبه الحقد والضغينة تجاههم نتيجة الأفكار التي تراودهم يسببها اضطراب الشخصية البارانوية.
أعراض اضطراب الشخصية البارانوية.
يتسم سلوك وتفكير مريض اضطراب الشخصية البارانوية بالتالي:
- الشك غير المنطقي، وعدم الثقة بالناس بوجه عام.
- لا يعترف بمسؤوليته عن مشاعره، بل يعتبر الآخرين مسؤولين عنها؛ أفعال الناس محقرة له أو مهـددة. ويخيل له غالباً أنه مضطهد، أو أن الآخرين يؤذونه أو لا يحترمونه أو يسيئون له بطريقة ما.
- كثيراً ما يتشكك دون سبب منطقي، في ولاء أصدقائه. كما لديه غيرة مَرضية تجعله يدعي دون مبرر خيانة شريك حياته.
- ابسط المواقف تستطيع أن تثير فيه شعوره بالاحتقار والتهديد، ويسهل استفزازه ما يجعله يندفع في شجارات لا داعي لها.
- يحمل الكراهية لوقت طويل ولا ينسى الإساءة.
- يتردد في أن يثق بالآخرين، حتى في بيان معلومات عادية جداً مثل أين تعمل أو في أي سنة جامعية أنت. خشية أن تستخدم المعلومات التي يدلي بها ضده أو يفسرها أنه تدخل في شؤون حياته، فهو يتصور أن الانظار كلها متوجه وتتجسس عليه والناس يريدون أن يعرفوا كل شيء عنه.
- المصابون بهذا الاضطراب محترسون، عادة إلى درجة زائدة ويأخذون حذرهم ضد إلى درجة زائدة ويأخذون حذرهم ضد أي تهديد.
- يتجنبون بشكل مفرط المواقف التي تسبب لهم اللوم، ولأنهم غالباً ما يكونون ملامين بسبب تصرفاتهم الشكاكة، لكن ردة فعلهم تجاه النقد تكون شديدة.
- قبل أن يتعرف عليهم الآخرون بشكل كامل ينظرون اليهم على أنهم حذرين، كتومين وغير مبادرين، ومدققين. وهذا يحصل غالبا حين يتقدم الشخص للزواج فتتصور الفتاة وأهلها أنه إنسان حذر، وبالتالي مناسب اذا كانت تحب الرجل الدقيق والحذر لكنها تفاجئ بأن الموضوع أكبر من الحذر بكثير.
علاج اضطراب الشخصية البارانوية
لا يعترف أصحاب الشخصية البارانوية بما يعانونه من أعراض على أنها لا تمثل أي مشكلة. ولأن العرض الأساسي لهذا الاضطراب هو الشك وعدم القدرة على إنشاء علاقات اجتماعية، فهذا ينعكس على عدم قدرة الطبيب النفسي على بناء ثقة مع المريض والتي تعد أساس العلاج النفسي.
يعد العلاج النفسي أكثر طرق علاج اضطراب الشخصية البارانوية نجاعة، وذلك لدفع المريض على تطوير مهاراته الاجتماعية وتحسين قدرته على خلق علاقات صحية مع من حوله دون ارتياب أو شك. في الغالب لا يتم التوجه للعلاج بالأدوية وفي بعض الأحيان يتم تشخيص بعض الأدوية لعلاج الأعراض المرافقة للمرض كالاكتئاب والقلق.
يعد الشك من الصفات الثابتة لدى المصاب باضطراب الشخصية البارانوية وهذا الشك لا ينعكس على الآخرين فقط إنما على نفسه أيضا، ما يجعله يفكر دوما إن كان محبوبا أم لا وإن كان الآخرين سيحبونه أم لا؟ وهذا ما يجعل المصاب بهذا الاضطراب مصدر إزعاج للشريك من خلال ترصده وانتظاره لزلات الطرف الآخر. يعد أسوأ شريك حياة لهذه الشخصية هي الشخصية التمثيلية أو الهستيرية وكذلك الشخصية الحدية والشخصية النرجسية، عموماً الاقتران بهذه الشخصية صعب جداً سواء كان رجلا أو امرأة. وقد يكون زواجه أفضل لو اقترن بالشخصية الوسواسية خصوصاً اذا كان الرجل لديه الشك والزوجة هي ذات الشخصية الوسواسية.
طبعا يختلف صاحب الشخصية الوسواسية عن الشخص باضطراب الشخصية البارانوية أو فصام الارتياب، فالوضع في تلك الحالة لا يحتمل ويجب أن يعالج دوائيا، من مميزات الشخصية البارانوية اذا لم تكن الأعراض فيها شديدة من الممكن أن يكون مستشار جيد للأشخاص الذين لديهم إحساس منخفض بالحذر، ما يدفعهم لتحذيرهم من جوانب الخطر والفشل في ما يقدمون عليه، وكذلك جيدين للأشخاص الذين يثقون بكل شخص ويورطون أنفسهم في قصص الاستغلال وسوء المعاملة. لذلك يمكننا القول أنه إذا كانت الأعراض التي يعاني منها صاحب اضطراب الشخصية البارانوية قليلة لا يتم تصنيفه بأنه اضطراب.