هل يمكن أن تكشف عن نقاط قوتك النفسية؟

اختبار نمط الذكاء هل يمكن أن تكشف عن نقاط قوتك النفسية؟

ملخص المقالة

02/12/2024
main-image

 

اختبار الذكاء… جُملة نسمعها كثيرًا عندما نرى طفلاً لديه قدرات عقلية متفوقة و مختلفة عن أقرانه في نفس الفئة العمرية، عندها يتم توجيهه إلى إجراء اختبار الذكاء لمعرفة نسبة الذكاء لديه و هل هو حقًا يتمتع بالذكاء أم إنها محض صدفة؟ لأكثر من قرن أثار اختبار الذكاء جدلاً واسعًا باعتباره من الاختبارات النفسية الشائعة، والتي يقوم بإجرائها العديد من الأشخاص بمختلف مراحلهم العمرية و من مختلف الأعراق والجنسيات، سواء تلك الاختبارات الذاتية المتوفرة على الإنترنت والتي هدفها إشباع الفضول، أو تلك الاختبارات النفسية التي يتم إجراؤها بواسطة الأخصائي النفسي.

 

اختبار الذكاء يُعتبر من الأدوات النفسية المُصممة لقياس مجموعة متنوعة من القدرات العقلية للإنسان، بدءًا من القدرة على التفكير المنطقي وحل المشكلات، ووصولاً إلى سرعة التعلم والتذكر. في هذا المقال من حاكيني للاستشارات النفسية، نتعمق في عالم اختبارات الذكاء، وسنجيب على أسئلة مهمة مثل: ما هي اختبارات الذكاء؟ و هل يمكن لاختبار الذكاء قياس الذكاء العاطفي؟ و العلاقة بين التوتر و اختبارات الذكاء، وكيف تساهم اختبارات الذكاء في فهم نقاط قوتك النفسية؟ وغيرها الكثير من الأسئلة والمواضيع المتعلقة باختبارات الذكاء و تأثيرها على تطوير الذات و الحصول على صحة نفسية أفضل لكل فرد يتمتع بالذكاء. 

 

ما هي اختبارات الذكاء وكيف تعمل؟

اختبارات الذكاء هي أدوات علمية مصممة لقياس قدرات الأفراد العقلية مثل التفكير المنطقي، القدرة على حل المشكلات، والتعلم والتذكر، و تعتمد هذه الاختبارات على مجموعة من الأسئلة والمهام التي تتطلب من الفرد استخدام مهاراته العقلية لحلها و هي أسئلة متنوعة تعتمد على السرعة، التحليل، و القدرة على التكيّف مع المعلومات الجديدة. 

تُستخدم اختبارات الذكاء في تأهيل الأطفال للالتحاق بالبرامج التعليمية المخصصة لأولئك الذين يتمتعون بذكاء عالي ، كما أنها تُستخدم في تصنيف الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة في التعليم نتيجة انخفاض مستوى الأداء العقلي الى أقل من المتوسط بشكل كبير، مما يؤثر على قدراتهم على التكيف والتعلم.. بالإضافة إلى أنه، يُساء فهم اختبار الذكاء عادةً على أنه شيء يختبر كل المعرفة التي اكتسبها الفرد على مر السنين، ولكنه في الواقع يختبر قدرتك على التعلم.

على عكس الاعتقاد السائد، فإنها لا تقيس المعرفة المكتسبة، بل تُقيّم قدرة الفرد على التعلم. تُستخدم هذه الاختبارات لتحديد الموهوبين أو الذين يحتاجون إلى دعم خاص، كما تساعد في تقييم الأداء الأكاديمي والوظيفي، مع التركيز على قدرات التعلم والاستنتاج أكثر من الجوانب العاطفية والاجتماعية.

تم إنشاء معدل الذكاء (IQ) في أوائل القرن العشرين كوسيلة لإنشاء مقياس موحد للذكاء. كما أنه تم استخدام اختبار معدل الذكاء لتحديد المواد القيادية المحتملة، وكذلك أولئك الذين يتمتعون بمهارات معرفية معينة والذين سيصبحون أسماء رائدة وناجحة في مجالات مختلفة.

النتائج التي يتم الحصول عليها من هذه الاختبارات تُعبر عن مستوى الذكاء العام للفرد، و تُستخدم لتقييم الأداء الأكاديمي أو الوظيفي، لكنها لا تعكس بالضرورة الجوانب النفسية العاطفية أو الاجتماعية للفرد. 

 

هل يمكن لاختبارات الذكاء قياس الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي من المجالات الهامة جدًا في تطوير الذات والحصول على صحة نفسية مثالية، حيثُ أنه يُساعد الفرد على فهم مشاعره و مشاعر الآخرين، إدارتها، و بناء علاقات اجتماعية صحية مع الآخرين، والقدرة على فهم عواطف الآخرين، واستخدام المعلومات العاطفية التي لديه لتوجيه فكره وسلوكه و التمييز بين المشاعر المختلفة.

اختبار الذكاء يقيس الجوانب المعرفية للفرد ولا يستطيع قياس الذكاء العاطفي، على الرغم من العلاقة المتداخلة ما بين الذكاء العام و الذكاء العاطفي، حيثُ أن الفرد الذي يتمتع بذكاء عاطفي يحصل على معدل عالي باختبار الذكاء. 

يُركز الذكاء العاطفي على القدرات العاطفية والاجتماعية، والتي تعتبر بالغة الأهمية في العلاقات الشخصية والمهنية والقدرة على تطوير الذات، ولكنها لا ترتبط بالمجالات المعرفية التي يتم تقييمها من خلال اختبار الذكاء.

 

الذكاء الاجتماعي وكيفية تأثيره على نتائج الاختبارات

الذكاء الاجتماعي هو القدرة على فهم تصرفات الفرد وأفعال الآخرين والتفاعل في المواقف الاجتماعية المختلفة، و يتم اكتساب الذكاء الاجتماعي وتطويره من خلال الخبرة مع الناس والتعلم من النجاح والفشل في المواقف الاجتماعية السابقة، إنها مهارة شخصية مهمة تساعد الأفراد على النجاح في جميع جوانب حياتهم حيثُ أن الشركات أصبحت تعتمد على هذا النوع من الذكاء عند تعيين موظفيها، وفقًا لدراسة أجراها معهد كارنيجي للتكنولوجيا، فإن 85٪ من نجاح الوظيفة يأتي من المهارات المتعلقة بالأشخاص، و هذا يؤكد على ضرورة الذكاء الاجتماعي في مكان العمل.

 

يؤثر الذكاء الاجتماعي عند إجراء اختبار الذكاء، حيثُ أن الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء اجتماعي تكون نتائجهم في اختبار الذكاء أفضل وخصوصًا في قسم الأسئلة التي تتعلق بفهم العلاقات وحل المشكلات أو تلك التي تتطلب التعاون والعمل الجماعي، كما أن الذكاء الاجتماعي يُساهم في تطوير الذات اجتماعيًا ومهنيًا وعلميًا. ومع ذلك، فإن الذكاء الاجتماعي ليس هو العامل الوحيد الذي يحدد النتيجة في اختبار الذكاء.

 

يُعتبر الذكاء الاجتماعي عاملاً داعمًا في تحسين أداء الأفراد في اختبارات الذكاء، خاصة في الأقسام التي تتطلب فهم العلاقات أو التفكير التعاوني. فهو يعزز من قدرة الشخص على التواصل الفعّال مع الآخرين وفهم السياقات المختلفة، مما ينعكس إيجابيًا على استجاباته في المواقف التي تتطلب التحليل الاجتماعي. ومع ذلك، يظل الذكاء الاجتماعي مكملًا للعوامل الأخرى كالقدرات التحليلية والفكرية، حيث إن الاختبارات تهدف إلى قياس نطاق أوسع من القدرات لا يقتصر على المهارات الاجتماعية فقط.

 

العلاقة بين التوتر واختبارات الذكاء: هل يؤثر القلق على الأداء؟

التوتر والقلق من الإضطرابات النفسية الشائعة والتي تؤثر على أداء الفرد في أي اختبار، فما بالك عند إجراء اختبار الذكاء! يُسبب القلق الذي يشعر به الفرد قبل إجراء الاختبار مباشرة في تجميد العقل أو فراغه، وهي ظاهرة تُعرف باسم "الاختناق تحت الضغط" يعيق قدرة الدماغ على التركيز والقدرة على المشكلات مما يؤثر على نتائج اختبار الذكاء سلبًا. 

عندما يقلق الفرد فإنه يواجه صعوبة في التركيز وتذكر المعلومات وذلك عامل حاسم في معدل الذكاء الإجمالي، حيثُ أن الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها في الأمد القريب مهارة هامة لمعالجة المشاكل المعقدة المقدمة في اختبار الذكاء، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى انخفاض أدائه في الاختبار. 

لذلك فإن التحكم في التوتر يُعد خطوة أساسية للحصول على صحة نفسية مثالية، وتعزيز الأداء أثناء الاختبارات، لذلك لا بد من التحكم بالنفس وإجراء الاختبار في بيئة هادئة ومريحة.

 

الذكاء التحليلي مقابل الذكاء الإبداعي: أيهما يكشف عن قدراتك النفسية؟

الذكاء التحليلي هو قدرة الفرد على معالجة وتطبيق التفكير المنطقي من خلال التنبؤ بدقة بنتائج الأحداث المعقدة، ويعمل الفرد هنا على معالجة البيانات بطريقة صحيحة تعمل على تطوير الذات، ويميل الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء التحليلي إلى الأداء الممتاز أكاديميًا. 

الذكاء الإبداعي هو قدرة الفرد على التفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات، تعتمد على إنتاج أفكار جديدة مبتكرة ومختلفة عن الجميع، ونجد الذكاء الإبداعي لدى الفنانين، الكتاب وغيرهم. 

كلا النوعين من الذكاء مهم، ولكنهما يقيسان جوانب مختلفة من القدرات العقلية، حيث أن اختبار الذكاء التقليدي يميل إلى التركيز على الذكاء التحليلي أكثر من الذكاء الإبداعي، و يتمتع معظم الناس بمزيج من الذكاء التحليلي والإبداعي، بالإضافة إلى أن الذكاء التحليلي مهم في تطوير الذات من خلال التفكير المنهجي، بينما يُعزز الذكاء الإبداعي من المرونة العقلية والتكيف، و فهم الاختلافات بينهما يُساعدك في اكتشاف كيف يتعامل عقلك مع حل المشكلات و القدرة على الابتكار والحصول على صحة نفسية أفضل.  

 

كيف تساهم اختبارات الذكاء في فهم نقاط قوتك النفسية؟

اختبار الذكاء يقيس القدرات العقلية للفرد ويساهم في فهم نقاط قوتك وضعفك، و القدرة على تحليل نتائج اختبار الذكاء وفهم قدراتك العاطفية والإجتماعية يُساعدك في الحصول على رؤية حول نقاط قوتك النفسية و تحديد المجالات التي تحتاج إلى تطوير لتحسين صحتك النفسية. 

اختبارات الذكاء تساعد أيضًا في تحديد كيفية استجابتك للضغوط النفسية والمواقف الصعبة من خلال فهم أنماط التفكير المرتبطة بمرونتك العقلية. على سبيل المثال، يمكن للنتائج أن تشير إلى قدرتك على حل المشكلات تحت الضغط أو مدى تأثير التحديات على استقرارك العاطفي. هذا الفهم يمكّنك من تطوير آليات نفسية للتأقلم وتحسين إدارة مشاعرك، مما يُعزز من شعورك بالكفاءة الذاتية والثقة في قدراتك على مواجهة التحديات اليومية.

 

القدرة على التحمل النفسي وأدائها في اختبارات الذكاء

التحمل النفسي هو القدرة على البقاء متماسكًا خلال المواقف الصعبة، و التعامل مع الضغوط والإجهاد، هذا التحمل النفسي يؤثر على أداء الفرد في اختبار الذكاء، خصوصًا إذا كان طويل وصعب.

- أن تتمتع بصفة التحمل النفسي يُساعدك على البقاء في تركيز عالي ولديك القدرة على التعامل مع الأسئلة الصعبة في اختبار الذكاء بثقة وهدوء. 

- التحمل النفسي يعمل على تعزيز الثقة بالنفس والحصول على صحة نفسية أفضل من خلال التعامل مع الضغوط المتنوعة.

- فقدان القدرة على التحمل النفسي يؤدي إلى تباطؤ سرعة معالجة البيانات مما يؤثر على الاستجابة والقدرة على أداء اختبار الذكاء بدقة و بنتائج ممتازة. 

 

يمكنك تحسين قدرتك على التحمل النفسي عن طريق: 

- ممارسة تقنيات الاسترخاء الذاتية من خلال برامج وتمارين التأمل المتوفرة في منصة حاكيني للاستشارات النفسية مثل: برنامج تأملات لتحسين التركيز و برنامج ضبط النفس.    

- ممارسة تقنيات التنفس المتنوعة… يُمكنك قراءة مقال تمارين التنفس المتوفر في الموقع، واختيار التقنية المناسبة لك. 

- تلقي الدعم من الأصدقاء أو أفراد العائلة. 

- القدرة على البقاء مركزًا على المهام دون فقدان التركيز مع الانتباه المستمر.

 

استخدام اختبارات الذكاء في بيئات مختلفة: هل تتغير النتائج؟

بالطبع، تتغير النتائج إذا تم إجراء اختبار الذكاء في بيئات مختلفة ويعتمد ذلك على العوامل البيئية والعاطفية أثناء الاختبار. 

-  التوتر والقلق يؤثران على النتيجة، فلذلك أن يقوم الفرد بتقديم اختبار الذكاء في بيئة مريحة وخالية من التوتر يعني أن يكون أدائه أفضل ونتيجة عالية، بينما إذا قام بإجراء اختبار الذكاء في بيئة مليئة بالضغوط والتوتر يؤدي إلى نتائج سلبية مما يعني صحة نفسية سيئة للفرد. 

- البيئة التعليمية، قيام الفرد بإجراء اختبار الذكاء في بيئة المدرسة التي يعرفها يجعله يشعر بالراحة والقدرة على أداء الاختبار بكفاءة أعلى. 

- الاختبارات الورقية والاختبارات الرقمية: حيثُ أن الأفراد الذين يعرفون كيف يتعاملون مع الأجهزة الرقمية يقدمون أداء أفضل من الأفراد الذين يواجهون صعوبة في ذلك ويفضلون الاختبارات الورقية. 

 

هذه بعض البيئات التي تؤثر على نتائج اختبار الذكاء وجعل نتيجته تختلف من بيئة إلى أخرى أو من ظرف إلى أخر.

 

أفضل الطرق لتعزيز أدائك في اختبارات الذكاء وفهم قوتك النفسية

  1. الراحة: 

يجب على الفرد الذي سوف يذهب إلى إجراء اختبار الذكاء أن يعطي الأولوية لراحة جسمه عن طريق النوم الجيد وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق و تناول الأطعمة التي تعمل على تنشيط الذهن مثل الفواكه والخضروات الطازجة. 

  1. تدريب الذاكرة:

تعمل أنشطة تدريب الذاكرة على تحسين الذاكرة و تعزيز مهارات التفكير واللغة، وتعمل على تطوير الذكاء للفرد. 

  1. التدريب على الاختبارات: 

يجب على الفرد أن يقوم بمعرفة نوعية الأسئلة والتعرف على تنسيق الاختبار والتدرب عليه قبل الذهاب إلى اختبار الذكاء مما يُحسن من سرعة الاستجابة، ويقلل من معدل التوتر والقلق لديه.

 

  1. ممارسة الرياضة بانتظام: 

الرياضة تحسن الدورة الدموية للفرد و تقلل من معدلات التوتر والقلق وتجعل لديه القدرة على التحمل النفسي أثناء إجراء اختبار الذكاء. 

  1. التعلم المستمر: 

قراءة الكتب وحل الألغاز يساعد على تحسين القدرات العقلية، والقدرة على حل المشكلات سواء باستخدام الذكاء التحليلي أو الذكاء الإبداعي. 

  1. الاسترخاء والتأمل:

 تساعد هذه التقنيات على تقليل التوتر والقلق.

 

في النهاية، يُعتبر اختبار الذكاء من الاختبارات التي تؤدي إلى تحليل نقاط قوة الفرد، وتطوير الذات لديه وبالتالي الحصول على صحة نفسية أفضل والنجاح في مجالات الحياة المختلفة، و لمتابعة الصحة النفسية لديك وللإجابة على أي أسئلة تتعلق بالصحة النفسية، يمكنك تنزيل تطبيق حاكيني والتمتع بالإرشادات والنصائح والاستفادة من خدمات موقع حاكيني للاستشارات النفسية

 

المصادر والمراجع: 

 

مع خبرة واسعة، فريق حاكيني يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

التربية : ماذا يعني مفهوم التربية ؟ وما أهميتها ومبادئها ؟
د. إياد العزة
كيف يمكنني التخلص من التفكير السلبي ؟
أ. إحسان بكاري
الذكاء العاطفي – مهاراته وعلاماته والفرق بينه وبين الذكاء الاجتماعي
فريق حاكيني

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة