يعد حق الطفل في الشعور بالأمان وعدم تعرضه للعنف من الحقوق الأساسية التي كفلتها المواثيق الدولية، وذلك لما يرتبه العنف من آثار نفسية، عاطفية، سلوكية طويلة الأمد.
يشمل العنف بين الأطفال كافة أشكال الإساءة الجسدية واللفظية منها والتي تصدر بين الأطفال أنفسهم. الطفل هو مرآة المجتمع الذي نشأ فيه إذ حينما يتواجد الطفل في بيئة تتخذ العنف كثقافة لابد من أن يكون لدينا طفل يتخذ العنف كوسيلة للتعبير عن نفسه.
لا ينحصر تأثير العنف بين الأطفال عليهم فقط إنما على المجتمع كافة، ويكون ذلك عندما يرتب العنف آثارا نفسية كبيرة تعيق نموهم، وعندما يتحول هذا العنف إلى ظاهرة مجتمعية هذا يؤدي بشكل أو بآخر إلى تقليل تقدير الأطفال لذواتهم وزعزعة ثقتهم بأنفسهم على اعتبار أن هؤلاء الأطفال سيكونون يوما ما من فئة الشباب التي يعول عليها لتكون عماد المجتمع.
1. طرح الأسئلة على الطفل: برأيك كيف علينا حلّ المشكلة. ما الذي يمكن فعله كي لا تتعرض للضرب مرة أخرى، هنا يبدأ الطفل بتقديم أفكار على هيئة حلول، أكتب له رسالة. أو أذهب للمدير وأشكو له الذي حصل. أو أحاول أن أصرخ بأعلى صوتي كي يبتعد عني.
وهنا تبدأ الأم بمساعدة الطفل على تجريب الأفكار التي طرحها، وفي كل مرة تسأله كيف كان الحل؟ وإذا لم يجدي نفعا، تذكره بالحل الثاني الذي اقترحه الطفل لكن المهم هنا (بالله عليك أيتها الأم أن تنسحبي) أنت عليك المتابعة والمراقبة في أن الطفل يحاول ويجرب، التعلم بالمحاولة والتجريب هذا جدا مهم للطفل.
2. لا تضعي حلاَ كي لا يشعر طفلك بالعجز، كل طفل له شخصيته في الدفاع عن نفسه، بعض الأطفال يضرب، أو يصرخ، أو يتجاهل، وبعضهم له قدرة كبيرة على الاحتواء والتنازل وهذه أيضا طريقة للدفاع، إذا أنت حددتِ لطفلك طريقة الدفاع سيبقى حبيسا لها، لن يحاول أن يجد الطريقة المناسبة التي تليق به وتريحه في الدفاع عن ذاته، كما أنه لن يشعر بالارتياح لأن طريقة دفاعه لا تطابق حلولك وتعليماتك.
وهذا ما يجعل الأم تقول: (أنا حكتلك أضربه، أنا حكتلك تجاهله) الطفل يشعر بالعجز من جهة ولا يستطيع أن يبتكر طرق للدفاع من جهة أخرى.
3. التخيل ولعب الدور: في العلاج السلوكي المعرفي، نستخدم أسلوب التخيل لحل بعض المشكلات، كأن تطرح الأم سؤالها على الطفل: في حال تعرضت لموقف تنمر كيف يمكنك مواجهته؟ وهنا يتم تحفيز خيال الطفل على المواجهة فإذا ما حصل ذلك واقعا، يساعده في التعامل مع الأمر، وينطبق كذلك على لعب الدور، كأن تلعب الأم مع طفلها دور الطالب الذي يضرب، وطفلها المتعرض للاعتداء ويلعبا الدور، بتمرينه على مواجهة الاعتداء، وبهذا تستطيع أن تقلل من مخاوفه وقلقه حيال ما يتعرض له، عبر التدريب المستمر.
أن يكون لدينا طفل عنيف فهذه مسؤوليتنا كأهل، أطفالنا هم نتاج البيئة التي نوفرها لهم لذلك يجب أن نأخذ التربية كمسؤولية ذات تأثير طويل الأمد ويجب أن نفكر بها بشكل جمعي، وأن تأثيرها لا يقتصر علينا فقط إنما على المجتمع ككل.
لذلك اسمحوا لأطفالكم أن يكون سعداء بطريقتهم الخاصة، أو بأي طريقة يجدونها مناسبة على أن تراعي من حولهم، كونوا معلّمين لأطفالكم، فالتربية وظيفة رائعة وإن كانت مرعبة في الوقت ذاته!
حمل تطبيق حاكيني على جوجل بليي او اب ستور للحصول على استشارة نفسية او الحصول على تمارين المساعدة الذاتية.