جميعنا كبرنا على تصديق الكذبة أو إذا كنا نريد أن نكون دقيقين أكثر أكاذيب، أكاذيب عن أنفسنا، أكاذيب عن الناس، أكاذيب عن الحياة بشكل عام، أو الحياة الزوجية بشكل خاص.

جميعنا ولدنا كاملين ومع حقيقة أننا نستطيع أن نفعل كل شيء، نستطيع أن نجرب كل شيء، نستطيع أن نقول ما في رأسنا ولكن البيئة وما تشمله من أهل وخبرات الطفولة تجعلنا نكبر وننضج بأكاذيب، أكاذيب قد تتجسد بعبارات مثل:” أنت إنسان مش كافي“،” أنت مش حلو“،” أنت بشع“،” أنت ما بتقدر“،” أنت لا تفهم “والمؤسف؟ أن أشخاص كثيرة تصدّقها، وتعيش حياتها بناء على هذه الأكاذيب، وأصبحت تبحث عن كل إشارة تعطي شرعية لهذه الأفكار.

نعم، البيئة وبالذات الأهل لهم تأثير كبير على حياة كل شخص فينا إن كان إيجابيا أو أحيانا سلبيا.

ماذا يقصد بالبيئة الاجتماعية؟

عندما نتحدث عن البيئة الاجتماعية فإننا نقصد بذلك المحيط الاجتماعي الذي يتواجد فيه الإنسان، والذي يمارس فيه تفاعلاته الاجتماعية مع من حوله، قد يكون المحيط الاجتماعي الأسرة أو بيئة العمل مما يعني أنه يتضمن بداخله أفراد متنوعون ومختلفون، وهذا ما يجعل المحيط والذي نقصد به البيئة الاجتماعية بؤرة التجارب الاجتماعية لكل منا.

لا يقتصر مفهوم البيئة الاجتماعية فقط على الأفراد الموجودين في محيط كل منا، إذ هناك أيضا جوانب مادية لهذه البيئة الاجتماعية ونقصد بذلك طبيعة المكان الذي نعيش فيه بما يحتويه من مباني وشوارع. هذا بالإضافة إلى أن كل بيئة اجتماعية تتضمن بداخلها مجموعة من القواعد والقيم والعادات التي تحكم العلاقة ما بين أفرادها. لنستدل بذلك على أن الإنسان بداخل بيئته الاجتماعية هو دائم التفاعل مع كل ما حوله من أفراد وأماكن وعادات.

ما هو تأثير البيئة الاجتماعية على سلوكنا؟

تعد البيئة الاجتماعية سواء أكانت الأسرة أو المجتمع هي العامل الأساسي المشكل لطبيعة سلوكنا وردود أفعالنا تجاه ما نواجه، فالبيئة الاجتماعية هي المكان الذي تتبلور فيه سلوكياتنا واتجاهاتنا الفكرية والشخصية. ويتجلى ذلك بالنظر إلى تجارب من حولنا ورؤية ردود أفعالهم تجاه ما توفره لهم بيئتهم الاجتماعية، نجد أشخاص مر أهلهم في تجربة طلاق صعبة، واخرين أهلهم بقوا في علاقة عنيفة أمام أولادهم، غيرهم اضطروا لأن يروا الإدمان في عيونهم، وهناك من شعروا بأنهم يجب أن يرضون الغير حتى يشعروا بأنهم محبوبين.

ما ذكرته سابقا هي تجارب شخصية مر فيها معظمنا بسبب البيئة الاجتماعية التي تواجدنا بها. صحيح أن تجاربنا تختلف وليس من السهل على أي منا أن ينسى قصص من الماضي أو خبرات من الماضي، ومن المؤكد أنني لست أخبرك أنك يجب أن تنسى، ولكن ما أريد أن أقوله لك هو أن” تغيّر السرد الذي في ذهنك بشأن هذه الخبرة“. أخلق سردا اخر لا تكون فيه الضحية، بل كن البطل الذي تعلّم بطريقة أو بأخرى كيف يكون أفضل وأقوى.

كيف نشفى من البيئة الاجتماعية السامة؟

دماغنا غير مبرمج على أن ينسى كل شىء، ولكن يمكن أن تحاول أن تشفي نفسك من الماضي وهذا أيضا يبدأ بالسرد الجديد الخاص بك، كلمة السر هي أن تسامح، السماح لديه القوة على أن يشفي قلبك وعقلك، السماح بإمكانه أن يحررك ويغير حياتك.

نعم، السماح هو شيء أنت تفعله لنفسك وليس لغيرك، كما أن النسيان والوقت من الممكن أن يساعدوا طبعاُ، وبناء الثقة من جديد بإمكانها أن تشفي، وأحيانا يمكن أن تجعلك بالفعل تنسى وأحيانا لا، حتى وإن كانت كلمة واحدة أو حركة واحدة يمكن أن تذكرك بالماضي.

في النهاية يجب أن ننوه مهما كانت طبيعة البيئة الاجتماعية التي وجدنا بها سامة، أفضل طريقة للتعامل معها هو أن تسامح أي لا تحمل معك الألم وتنشره من حولك، يمكن أن تنظر إلى هذا الألم من الخارج حتى يذكرك بنفسك أنك اخترت السماح، وأنك حررت نفسك من الغضب، البغض، والإكتئاب. بهذه الطريقة أنت تستطيع أن تثبت لنفسك كم أنت قوي، وكم أنت واعٍ لنفسك، صحي، ومتكامل لأنك سرت في طريق التسامح.

حمل تطبيق حاكيني على جوجل بليي او اب ستور للحصول على استشارة نفسية او الحصول على تمارين المساعدة الذاتية.