لما منعيش سوا بس قلوبنا بعاد
وجع صامت تحت سقف واحد
في ناس بتفكر إنو الطلاق بيصير بس لما الزوجين يقرروا ينفصلوا رسميًا. بس الحقيقة؟ في طلاق تاني، أعمق وأوجع: الطلاق العاطفي. هو لما نعيش مع الشريك، بس نحس حالنا لحالنا. البيت مليان تفاصيل، بس فاضي من الروح. ما فيه كلمة حنونة، ولا نظرة طيبة، ولا سؤال صادق عن الحال.
العلاقة بتصير مجرد روتين: “شو بدك تتعشى؟”، “مين بده ياخد الأولاد؟”، و”خلصنا من الفواتير؟”. بس السؤال الحقيقي الغايب: “كيفك؟ عن جد كيفك؟”.
الناس بهيك علاقات بيكونوا غرباء، نايمين بنفس الغرفة، بس كل واحد فيهم بمكان مختلف تمامًا من جواته. وهون بتتأثر الصحة النفسية، وبيبدأ القلب يتيبّس، شوي شوي، من غير ما ننتبه.
علامات ما لازم نتجاهلها
هل أنت فعلًا عايش طلاق عاطفي؟
ما في علاقة بتنطفى فجأة، ولا حب بيختفي بيوم وليلة. في إشارات، صغيرة ببدايتها، بس عميقة بأثرها، بتدل إنو في طلاق عاطفي عم يتسلل بهدوء:
- الحديث صار سطحي، والكلمات صارت معدودة.
- الاهتمام مات: لا “كيف كان يومك؟”، ولا “مالك؟ شكلك تعبان”.
- اللمسة اختفت، والعين ما عاد فيها حنية.
- كل واحد صاير يهرب بطريقته: شغل، تليفون، أو حتى نوم.
- الشعور بالوحدة صار رفيق، حتى لو الشريك قدامك
بهالحالة، العلاقة بتصير عبء نفسي، وبيصير الدعم النفسي ضرورة. لأن الاستمرار على هالحال يؤدي لانطفاء داخلي، وبيخلينا نحس إنو وجودنا ما عاد له معنى
والأخطر؟ إنو نحس إننا مو محبوبين، ولا مسموعين، حتى وإحنا موحدين بالمكان.
جذور الطلاق العاطفي
من التراكمات للصمت القاتل
كل شرخ بالعلاقة بيبدأ من كبت مشاعر، من زعل انبلع، من كلمة ما انقالت، ومن عتب انسكت. الشريك بيتوجع، بس بيسكت. بيشتاق، بس ما بيعبّر. وهيك بيبدأ الطلاق العاطفي.
- لما نحس بالتعب وما نلاقي حضن.
- لما نكبت وجعنا لأنو “ما في وقت”.
- لما الحوار يتحول لأوامر، والمودة تبرد.
تراكمات صغيرة، بس مفعولها كبير. بتخلينا ننسى ليش حبينا بعض أصلاً.
وهون بيجي دور العلاج النفسي، مش كرفاهية، بل كأداة لإعادة التوازن. لما نروح عند مختص، نحكي، ونفهم، ونواجه، منرجع نكتشف إنو لسا في شي ممكن يُصلح. لأنو أحيانًا، كل اللي بدنا ياه هو فرصة تانية نعيد فيها التواصل من الأول.
خطوات عملية لاستعادة التواصل
من الصمت للحوار… ومن التباعد للتقارب
مواجهة الطلاق العاطفي ما بتصير بالصراخ أو العتب، بل بالهدوء، بالصدق، وبالمبادرة.
أول خطوة هي الاعتراف إنو في شي غلط. تاني خطوة؟ نفتح حوار حقيقي:
- جلسة أسبوعية بدون أولاد، بدون تليفونات، بس للحكي.
- دفتر مشترك نكتب فيه مشاعرنا أو أفكارنا، حتى لو بكلمة.
- استرجاع لحظة حب، أو ذكرى فيها ضحكة.
- مساء كل يوم، لحظة صادقة نقول فيها كلمة حلوة.
وممكن نطلب استشارة نفسية تساعدنا نعيد ترتيب مشاعرنا، ونفهم احتياجات الطرف التاني.
الدعم النفسي مش دليل على فشل، بل على وعي. هو خطوة لنقول: “أنا بدي حافظ على هالعلاقة، لأنها بتستحق”.
الشجاعة الحقيقية تبدأ من هنا
ليش العلاج النفسي هو باب الإنقاذ؟
في ناس بتخاف من فكرة طلب مساعدة. بيقولوا: “شو رح يقول الأخصائي أكتر من اللي منعرفه؟”
بس الحقيقة؟ المختص ما بيعطيك إجابة جاهزة، هو بيساعدك تطلع الإجابة من جواتك. بيخلق مساحة آمنة تسأل فيها، وتغلط، وتفهم.
الاستشارة النفسية بتفتح مجال لفهم أعمق، بتوضح الضباب، وبتوجّهنا نحو حلول عملية.
هي مش رفاهية، هي حاجة، خاصة لما تحس إنو العلاقة صارت عبء، وإنك عم تخسر نفسك كل يوم شوي.
الصحة النفسية هي أساس أي علاقة ناجحة. بدونها، حتى الحب بذبل. ومعها، بيقدر يرجع يزهر، لو في نية حقيقية، ولو في استعداد نسمع بعض، ونشوف بعض، ونعترف إنو أحيانًا… بنحتاج نبدأ من جديد.
إذا كنت تشعر انك غير قادر على التجاوز بمفردك يمكنك حجز جلسة من خلال حاكيني يمكنك تحميل التطبيق من جوجل بلاي أو آب ستور
