السترة الواقية والخوذة النفسية للصحفيين - استشهاد شيرين أبو عاقلة

ملخص المقالة

12/05/2022
main-image

بالأمس فجعنا بما حدث لشيرين أبو عاقلة، الصحفية المتميزة صاحبة الصوت العالي في وجه ظلم المحتل، وما حدث لزملائها ومنهم شذا حنايشة لا يقل وطأة عما حدث لشيرين أبو عاقلة. كما كنا نشير إلى الصحة النفسية للأطباء كأولوية وقت الجائحة، علينا الانتباه لتلك الخاصة بالصحفيين في أماكن الأزمات والحروب، إذ أن اغتيال شيرين أبو عاقلة كان صادما للعالم ولجميع الفلسطينيين، ولكنه صادم بشكل خاص للصحفيين ومن يعملون منهم كمراسلين في الميدان بشكل محدد. لقد عهدت إليّ مؤسسة "نساء اف ام" بتقديم الدعم النفسي لمجموعة من الصحفيات الفلسطينيات منذ عدة أشهر وكان لي عدة ورشات عمل معهم تحدثت فيها الصحفيات عن عديد الضغوطات النفسية التي عانين منها ومن ضمنها خطورة العمل في الميدان واستهداف الصحفي أحيانا، وتكميم الأفواه من قبل المؤسسات الإعلامية الكبرى وفرض لغة عالمية لا تتوافق مع وجدان الصحفي في كثير من الأوقات، ومشاهدة القتل والتهديد والعنف الواقع على المواطنين بشكل مباشر، علاوة على الضغوطات اليومية الناتجة عن الوقوف أمام الكاميرا والبث المباشر وما إلى ذلك من مثيرات القلق والتوتر.

أود أن أوضح إلى أنه من الآثار النفسية المهمة التي قد تلحق بالصحفيين، الصدمة المباشرة عندما يتعرضون للخطر بأنفسهم، والصدمة الثانوية عندما يشاهدون أو يسمعون قصص الخطر أو التهديد التي تحدث لآخرين سواء بشكل مباشر أو عن طريق الشاشات و الكاميرات وتعرضهم لصور مؤذية، والاحتراق الوظيفي عندما تصيبهم حالة من الخدران الحسي واللامبالاة والتعب والملل من العمل، أو الضغوطات النفسية الأقل وطأة والتي قد تفضي للقلق والاكتئاب.

نصيحتي لك إن كنت صحفيا:

  • تذكر أولا أن الصحفي إنسان، ولم يأخذ أي لقاح ضد الصدمة النفسية، لذا فهو ليس محصنا من الأثر النفسي لها حتى وإن كان يرتدي السترة الواقية.
     
  • تعامل مع الأحداث الصادمة بحذر، ولا تُقبل على إنتاج الصور والفيديوهات التي توثق الأحداث الصادمة بنَهَم وبتفاصيل مؤذية للمشاعر، تخفف من صوت الفيديو مثلا أو حاول تغشية الصورة وجعلها ضبابية.
     
  • ركز على تقنيات الجانب المهني لإنتاج صورة حسنة تؤدي عملها في نقل الخبر، وحاول أن تنآى بنفسك عن الحمل العاطفي الذي تحمله هذه الصور.
     
  • قلل من وقت تعرضك للأحداث الصادمة، تناوب مع أحد زملائك ولا تتعامل مع الأحداث الصادمة خارج إطار العمل، وحاول قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء تأكيدا للحدود الفاصلة بين الحياتين العائلية والمهنية.
     
  • لاحظ نفسك كيف تتأثر من هذه الأحداث، إذ أن إدراكك المبكر لعلامات الضغط النفسي التي قد يلمّ بك هام في منع تفاقم الأمور، لاحظ أعراضك الجسدية كوتيرة ضربات القلب والتنفس وجودة نومك وانفعالاتك مع الآخرين وإنجازك في العمل. هل أصبحت سريع الغضب؟ سهل البكاء؟ قليل التركيز؟ قد تكون هذه علامات الإنهاك النفسي.
     
  • تحدث إلى شخص مقرب وواع عما تمر به، قد يكون مشرفا عليك بالعمل أو مختصا في الصحة النفسية.
     

نصيحتي لك إن كنت مديرا أو مشرفا لصحفي:

  • عليك الانتباه للصحة النفسية للصحفيين وذلك من خلال ملاحظة ردود أفعالهم وانفعالاتهم نتيجة للأحداث وإدراك أن الأفراد المختلفين لديهم ردود أفعال متباينة.
     
  • عليك تقديم نموذج جيد بالاعتناء بالعافية النفسية الخاصة بك، وأخذ استراحة عندما تكون الأمور ضاغطة.
     
  • اعلم أنه من المقبول أن يتوجه الموظفون  إليك لسماع كلمة طيبة تعترف بالمعاناة التي يمرون بها، وللتربيت على أكتافهم والأخذ بيدهم لمساعدتهم على المضي قدما.

وفي النهاية، نؤمن أن تقديم تدريبات الرعاية النفسية وأدوات مساعدة الذات وتوفيرالمرافقة العلاجية النفسية للصحفي هي إجراءات ضرورية تماما كاجراءات ارتداء الخوذة والسترة الواقية للتخفيف من إصابات العمل.

 

مع خبرة واسعة، د. سماح جبر يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

حكمة لا تناقش الجاهل عندما تكون متعباً أو جائعا!
أ. منيرفا مزاوي
تنشئة الاطفال - مهارات الوالدية لطفل سوي نفسيا
د. سماح جبر
إلى ماذا يؤدي الضغط النفسي ؟
أ. إحسان بكاري

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة