أعراض اضطراب الهوية الجنسي

أعراض اضطراب الهوية الجنسي

ملخص المقالة

اضطراب الهوية الجنسي من المواضيع الحساسة التي تتطلب توعية خاصة، لها تعريفها الخاص و أسبابها النفسية والبيولوجية ولها أعراضها التي تستمر أكثر من 6 أشهر و لها طريقة تشخيص يتبعها الأخصائي النفسي و اختبار خاص لتحديد إذا ما كنت تعاني من اضطراب الهوية الجنسي أم لا؟ كما يتم توضيح طرق العلاج المتبعة: العلاج النفسي، الطبي والدعم الاجتماعي.

24/12/2024
main-image

 

اضطراب الهوية الجنسي من المواضيع الحساسة جدًا للفرد، الأسرة، المجتمعات العربية خصوصًا حيثُ تتجنب هذه المجتمعات الحديث عنه أو البحث عنه علميًا. تخشى هذه المجتمعات العربية من التبعات الاجتماعية والرفض المجتمعي، وتُعزز من مكانة العادات والتقاليد على حساب الصحة النفسية للفرد المصاب. 

 

في هذا المقال من موقع حاكيني الذي يهتم بالعلاج النفسي للأفراد والمجموعات، سنسلط الضوء على هذا الموضوع الحساس والمهم، وتتناول مفهوم اضطراب الهوية الجنسي، أعراضه، أسبابه وصولاً إلى التشخيص والعلاج. 

ماهو اضطراب الهوية الجنسية أو الجندرية؟

اضطراب الهوية الجنسي مصطلح يشير إلى الشعور العميق بالقلق والضيق والاكتئاب الذي يحدث عندما لا يتطابق جنسك البيولوجي مع هويتك الجنسية. على سبيل المثال قد يتم تصنيفك عند الولادة على أنك أنثى، لكنك تشعر بإحساس داخلي عميق بأنك ذكر. في بعض الأشخاص، يمكن أن يُسبب هذا الاختلاف انزعاجًا شديدًا وقلقًا واكتئابًا وحالات صحية عقلية أخرى.

 

يمكن أن يظهر اضطراب الهوية الجنسي منذ الطفولة أو يتطور لاحقًا في مراحل الحياة، إلا أن بعض الأشخاص قد لا يعانون منه حتى بعد البلوغ أو بعد ذلك بكثير.

 

الفرق بين الهوية الجندرية والجنس البيولوجي هو أن الجنس البيولوجي يُحدد بناءً على الخصائص التناسلية أما الهوية الجندرية تتعلق بإحساس الفرد بجنسه.

 

تم تضمين تشخيص اضطراب الهوية الجنسي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، وهو دليل نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي. تم إنشاء التشخيص لمساعدة الأشخاص المصابين باضطراب الهوية الجنسي في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة والعلاج الفعال الذي ينتشلهم من الضياع والتشتت. يُركز المصطلح على عدم الراحة كمشكلة تتطلب العلاج النفسي، وليس الهوية.

 

قد يسعى الأشخاص المتحولون جنسيًا إلى مجالات متعددة لتأكيد الجنس، بما في ذلك التأكيد الاجتماعي (على سبيل المثال، تغيير الاسم والضمائر)، والتأكيد القانوني (على سبيل المثال، تغيير علامات الجنس في الوثائق الصادرة عن الحكومة)، والتأكيد الطبي (على سبيل المثال هرمونات تأكيد الجنس)، أو التأكيد الجراحي (على سبيل المثال، جراحة تجميل المهبل، وجراحة تأنيث الوجه، وتكبير الثدي، وإعادة بناء الصدر الذكوري. ومن الجدير بالذكر أنه ليس كل الأشخاص المتحولين جنسياً يرغبون في جميع مجالات تأكيد الجنس، لأن هذه قرارات شخصية وفردية للغاية.



 

تشخيص اضطراب الهوية الجنسي

لتشخيص اضطراب الهوية الجنسي، يعتمد الأخصائي النفسي على معايير محددة واردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الذي يتطلب تقييم شامل منها:

 

- شعور دائم بعدم التوافق بين الهوية الجندرية والجنس البيولوجي.

- رغبة شديدة في تغيير الخصائص الجسدية لتتناسب مع الهوية الجندرية التي يشعر بها الفرد.

- معاناة واضحة تؤثر على الأداء اليومي في العمل أو العلاقات الاجتماعية، فيصعب عليه تكوين الأصدقاء أو الانجذاب نحو أي جنس، فهو لا يفهم نفسه. 

- الرغبة في التخلص من السمات الجنسية المرتبطة بالجنس المحدد عند الولادة.

- الرغبة في أن يعامل كشخص ينتمي إلى الجنس الآخر.

يُركز الأخصائيين النفسيين عند تشخيص اضطراب الهوية الجنسي على:

- مدة الشعور بعدم التوافق الجنسي (لا تقل عن ستة أشهر).

- التأثير السلبي على الحياة اليومية للفرد، بما في ذلك العلاقات والعمل.

الأدوات المستخدمة في تشخيص اضطراب الهوية الجنسي:

- المقابلات السريرية: إجراء مقابلة مطولة مع الفرد لفهم تاريخه الطبي والنفسي وأعراضه، مناقشة مشاعره والضغوط التي تواجهه من المجتمع والعائلة.

- التقييم النفسي: استخدام أدوات تقييم نفسية مختلفة لتقييم الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تُساعد في  تحديد المشكلات النفسية المرتبطة.

- المعايير السلوكية: لمعرفة كيف يعبر الشخص عن هويته الجنسية في الأسرة وبين الأصدقاء. 

- الاستبعاد: استبعاد أسباب أخرى محتملة للأعراض، مثل اضطرابات أخرى في الصحة النفسية.



 

 اختبار اضطراب الهوية الجنسي

اختبار اضطراب الهوية الجنسي يقوم به الطبيب النفسي و هو عبارة عن استبيانات نفسية مصممة لتقييم مدى توافق الشخص مع هويته الجندرية. من المهم أن يفهم الفرد أنه لا يوجد اختبار واحد متوحد يكشف عن إذا كنت تعاني من اضطراب الهوية الجنسي أم لا؟ 

 

اختبار اضطراب الهوية الجنسي يتضمن بالعادة أسئلة مواقف حياتية وشعور الشخص تجاه هويته وجنسه، وتُساعده على فهم مشاعره وهويته. اختبار اضطراب الهوية الجنسي ليس كافٍ ولا يعتبر بديلاً عن التشخيص الطبي، لكنها تساعد الأطباء في جمع معلومات عن الحالة النفسية للشخص.

 

يُمكن اعتبار اختبارات اضطراب الهوية الجنسي نقطة انطلاق قبل استشارة المختص النفسي، و عند التشخيص سيقوم مقدم الرعاية بمعرفة تاريخك الطبي، وفي بعض الحالات، سيجري تقييمًا نفسيًا كاملاً، ويتم تشخيص اضطراب الهوية الجنسي إذا كان لديك عَرضان أو أكثر لمدة 6 أشهر على الأقل.

أمثلة على اختبارات اضطراب الهوية الجنسي: 

- اختبار الهوية الجندرية: يستخدم لتحديد مستوى التوافق الجندري مع الجنس البيولوجي للشخص. 

- اختبارات الشخصية العامة: تُستخدم لفهم الأبعاد النفسية الأخرى المرتبطة بالهوية.

 

تتوفر عدة اختبارات اضطراب الهوية الجنسي عبر الانترنت، يمكنك التوجه إليها كنقطة أوليّة لك، لمعرفة حالتك بسرية تامة وخصوصية. لكنها لا تُعتبر بديلاً من الاختبارات النفسية المتخصصة التي يقوم بإجرائها المختص النفسي. 



 

اسباب اضطراب الهوية الجنسي

اسباب اضطراب الهوية الجنسي غير معروفة بشكل دقيق، لكن يعتقد أن هناك مجموعة من العوامل التي من الممكن أن تُساهم في ظهور الاضطراب منها: 

 

- العوامل البيولوجية

التغيرات الهرمونية: تلعب الهرمونات دورًا هامًا أثناء فترة الحمل وقد تؤثر على تطور الدماغ و تطوير الهوية الجنسية. 

الجينات: تشير بعض الدراسات إلى وجود دور للروابط الجينية في اضطراب الهوية الجنسي. 

 

- العوامل النفسية والاجتماعية

تجارب الطفولة: إن التعرض للضغوط النفسية أو المشاكل الأسرية أو الصدمات في الطفولة تؤثر على الهوية الجنسية. 

البيئة الاجتماعية: التوقعات الثقافية المتعلقة بالأدوار الجندرية قد تسبب صراعًا داخليًا، كما أن التعرض لبيئة تنكر حرية التعبير عن الهوية الجندرية يُسبب اضطراب الهوية الجنسي. 

 

- العوامل البيئية 

نقص الدعم الاجتماعي: أو التنمر يمكن أن يزيد من شدة اضطراب الهوية الجنسي. 

الثقافة والمعتقدات: حيثُ أن المجتمعات التي لا تقبل التنوع الجنسي مثل المجتمعات العربية قد تُضيف ضغوط إضافية على الفرد.



 

 اعراض اضطراب الهوية الجنسي

اعراض اضطراب الهوية الجنسي تختلف من شخص لآخر وتتطور مع مرور الوقت. بعض الأعراض الشائعة، وتستمر لمدة 6 أشهر على الأقل، ويتجلى في اثنين على الأقل من الأعراض التالية:

- عدم اتساق ملحوظ بين الجنس الذي يشعر به الشخص ويعبر عنه والخصائص الجنسية الأولية.

- إلحاح داخلي شديد للتخلص من الخصائص الجنسية الأولية نتيجة عدم توافقها مع الجنس الذي يشعر به الشخص أو يعبر عنه. 

- ميل شديد لامتلاك الخصائص الجنسية الأولية أو الثانوية للجنس الآخر. 

- تطلع عميق ليصبح الفرد جزءا من الجنس الآخر.

-حاجة ملحة لتلقي معاملة تتماشى مع الجنس الآخر.

- رغبة قوية في أن يكون المرء من الجنس الآخر.

-يوجد تفضيل قوي عند الأولاد (الجنس المحدد) لارتداء ملابس نسائية أو محاكاة الملابس النسائية؛ أو عند الفتيات (الجنس المحدد) يوجد تفضيل قوي لارتداء الملابس الذكورية النموذجية فقط ومقاومة قوية لارتداء الملابس الأنثوية.

- انجذاب واضح للألعاب أو الأنشطة المرتبطة نمطيا بالجنس الآخر. 

- تفضيل ملحوظ للتفاعل واللعب مع أفراد من الجنس الآخر بدلا من الجنس نفسه.

- يوجد رفض عند الأولاد (الجنس المحدد) للألعاب والأنشطة الذكورية النموذجية وتجنب قوي للعب العنيف؛ أو يوجد رفض قوي عند الفتيات (الجنس المحدد) للألعاب والأنشطة الأنثوية. 

- الانعزال عن المجتمع لتجنب المواجهة.

- اللجوء الى خيارات جراحية أو طبية بهدف تعديل الجنس.

- الإحساس بالضيق أو الإحباط بسبب الهوية الجنسية.

- رغبة قوية في امتلاك الأعضاء التناسلية والخصائص الجنسية الثانوية لجنس آخر.

- رغبة قوية في أن تكون أو أن يتم التعامل معك كجنس آخر.

علاج اضطراب الهوية الجنسي

الهدف الرئيسي من علاج اضطراب الهوية الجنسي هو مساعدتك على التغلب على الضيق الذي قد تشعر به، و يمكنك اختيار مستوى العلاج الذي يساعدك على الشعور بأكبر قدر من الراحة والصحة النفسية المثالية، و قد يشمل هذا مساعدتك على الانتقال إلى الجنس الذي تحدده.

العلاج النفسي

يساعد العلاج النفسي الفرد على فهم مشاعره وتطوير آليات التأقلم الصحية، ومنه: 

- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): الذي يُساعد الأفراد على التعامل مع المشاعر السلبية و يساعد في تقبل الذات والتعامل مع الضغوط، وتطوير استراتيجيات للتكيف. 

- العلاج الداعم الجماعي: توفير بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر من خلال الدعم المهني من الأخصائي النفسي، كما أن المجموعات الجماعية توفر الدعم من أشخاص يواجهون مشكلات مشابهة. 

 

العلاج الطبي 

العلاج الهرموني: يُستخدم لتغيير الخصائص الجسدية لتتناسب مع الهوية الجنسية التي يشعر بها الفرد، ويتطلب هذا العلاج مراقبة طبية دقيقة لتجنب المضاعفات، و يهدف إلى تعديل مستويات الهرمونات لتتماشى مع الهوية الجنسية.

الجراحة التصحيحية: يُعتبر هذا اختيار بعض الأفراد لتغيير مظهرهم الجسدي بما يتناسب مع هويتهم الجندرية. 

الدعم الاجتماعي

الدعم الاجتماعي للأشخاص الذن يتعرضون إلى اضطراب الهوية الجنسي لا يقلّ أهمية عن أي نوع من العلاجات السابقة، فالبيئة الاجتماعية هامة جدًا وخصوصًا الدعم من الأصدقاء والعائلة أو الانضمام إلى مجتمعات داعمة للتنوع الجندري. 

 

يمكن أن يساعد العلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهوية الجنسي على استكشاف هويتهم الجنسية وإيجاد الدور الجنسي الذي يشعرون بالراحة معه، مما يخفف من الضيق. ومع ذلك، يجب أن يكون العلاج فرديًا، لأنه العلاج الذي يساعد شخصًا ما قد لا يساعد شخصًا آخر.

إذا كنت تعاني من اضطراب الهوية الجنسي، فاطلب المساعدة من طبيب لديه خبرة في رعاية الأشخاص المصابين في نفس الاضطراب، لأن الطبيب المختص سيقوم بفحصك بحثًا عن مشاكل الصحة العقلية الأخرى مثل الاكتئاب أو القلق، ثم يقوم بوضع خطة علاج مناسبة. كما يمكنك الانضمام إلى منصة حاكيني والحصول على الاستشارات النفسية أونلاين إذا كُنت تشعر بالخجل وتريد المزيد من الخصوصية، كما يتوفر العديد من الأخصائيين النفسيين المهنيين الذين يساعدونك بكل مهنية واحترافية. 

 

اضطراب الهوية الجنسي هو حالة حساسة ومعقدة جدًا، تتطلب فهمًا من الشخص نفسه، ومن أسرته ومن المجتمع. ومن المهم إدراك أنه من الممكن أن يكون حولنا أشخاص مصابين به وأنهم يستحقون الدعم والرعاية لا التجاهل والعزلة من المجتمع أو حتى أن نخجل منهم. يُساهم الانضمام إلى مراكز التوعية والإرشاد في خلق مجتمع أكثر قبولاً وتسامحًا للأشخاص الذين يتعرضون إلى اضطراب الهوية الجنسي. 



 

لمزيد من السهولة واليُسر في الحصول على الاستشارات النفسية والخدمات النفسية أونلاين يُمكنك تنزيل تطبيق حاكيني: 

 

المصادر والمراجع: 



 

مع خبرة واسعة، فريق حاكيني يجمع بين المعرفة والاهتمام ليقدم لك الدعم الذي تحتاجه في رحلتك نحو الصحة النفسية.

مشاركة المقالة

تطبيق حاكيني

يمكنك الوصول بسهولة إلى خدماتنا من خلال تطبيق حاكيني للهاتف المحمول. استمتع بوصول غير محدود إلى البرامج والدورات والتمارين المسجلة مسبقًا والتواصل السلس مع المستشار الخاص بك.

app-store google-play

جلسات استشارة نفسية أونلاين، مع أمهر الاخصائيين النفسيين

screenshot screenshot

جرب برامج المساعدة الذاتية، والتي تحتوي على كورسات تأمل ويقظة ذهنية، تمارين عملية لتعزيز صحتك النفسية، بالاضافة لمعلومات عن الاضطرابات النفسية والشخصية

screenshot screenshot
app-store google-play

قد يعجبك أيضًا

هل الهلوسة مرض نفسي؟
فريق حاكيني
كيف اعرف أني أعاني من اضطراب ثنائي القطب؟
فريق حاكيني
التأمل: كيف يساعدنا التأمل على الحد من الضغط النفسي؟
فريق حاكيني

انضم إلى قائمتنا البريدية

انضم إلى النشرة الإخبارية واحصل على آخر المقالات في حاكیني ثقافة