الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع جزءٌ أساسي من تطور الدول المتقدمة التي تهتم بصحة الفرد النفسية و الجسدية، ومع التطور الرقمي الحاصل في العالم الذي أثر بشكلٍ كبير على كافة جوانب حياتنا ظهرت اختبارات نفسية و منصات عبر الإنترنت تتيح للفرد إجراء تقييم نفسي لحالتهم بطريقة ذاتية سهلة وسريعة، و لكن السؤال الذي يجب طرحه، هل يُمكن الاعتماد على أي تقييم نفسي عبر الإنترنت و اعتبار نتيجته نهائية في التشخيص؟ و كيف نقوم باختيار اختبارات نفسية مناسبة ما بين الكم الهائل من الاختبارات عبر الإنترنت؟ و ما هي مزايا و عيوب إجراء اختبارات نفسية عبر الإنترنت؟
في هذا المقال من حاكيني للاستشارات النفسية نقوم بالإجابة عن جميع أسئلتكم، و التعمق أكثر حول إجراء اختبارات نفسية عبر الإنترنت، و إزالة كافة علامات الاستفهام في أدمغتكم.
أهمية تقييم الحالة النفسية عبر الإنترنت
إن إجراء تقييم نفسي عبر الإنترنت يُعتبر خطوة أولية للحصول على صحة نفسية ممتازة حيثُ أن هذه التقييمات مُصممة لمساعدة الأفراد بطريقة ذاتية سهلة وسريعة وسريّة في نفس الوقت، الأمر الذي يُمهد الطريق لفهم الحالة النفسية و الشخصية للفرد وخصوصًا لو كانت إجاباتهم شفافة دون تلاعب، و بالتالي يشجعهم ذلك إلى التوجه إلى استشارات عبر الإنترنت لمناقشة نتائج التقييمات السابقة دون خجل، ومعرفة ما هي النتيجة الصحيحة وما هي النتيجة القابلة للشك مع الأخصائي النفسي.
بالإضافة إلى ذلك، تزداد اختبارات نفسية عبر الإنترنت أفضلية بسبب سهولة الوصول إليها بأي مكان و أي زمان دون أي مواعيد مُسبقة، هذا يعني أنه بمجرد شعورك بالقلق أو التوتر أو الشك بوجود أي إضطراب نفسي لديك، فإنه بإمكانك التوجه إلى منصات الاختبارات النفسية و إجراء تقييم نفسي لحالتك.
في البداية يقلق الفرد من إجراء تقييم نفسي، لكن عليه أن يتذكر أنها مصممة لمساعدته، حيثُ أن التشخيص المبكر للحالة، يُساعد في الكشف عن الأعراض المبكرة للاضطراب النفسي و يمنع تطور الحالة، و بالتالي البدء في العلاج في وقت مبكر والحصول على صحة نفسية أفضل إذا تم التوجه بعد إجراء اختبارات نفسية أونلاين إلى الأخصائي المناسب.
أنواع الاختبارات النفسية المتوفرة عبر الإنترنت
أولاً: اختبارات الشخصية والتقييمات العاطفية:
يهدف هذا النوع من الاختبارات النفسية فحص جوانب متعددة من سمات الشخصية الأساسية للفرد مثل نمط التفكير، التعامل مع الآخرين، الإنطوائية، و أسلوب تعامل الفرد مع العواطف التي يشعر بها في المواقف المختلفة مثل كيفية التفاعل مع الحزن والغضب، مما يُكسب الفرد تصور عن شخصيته و زيادة الوعي الذاتي لديه، وبالتالي تحسين نقاط ضعفه و تعزيز نقاط قوته الشخصية والعاطفية، كما أنه يُعتبر تقييم نفسي هام للعديد من الشركات التي تعتني بوجود صحة نفسية ممتازة لدى موظفيها، تقوم بإجرائه قبل تعيين أي موظف جديد.
ثانيًا: اختبارات الاكتئاب والقلق.
الاكتئاب والقلق من الاضطرابات النفسية الشديدة التي تؤثر على حياة الفرد الاجتماعية والمهنية، إذا لم يتم اكتشافها و إجراء تقييم نفسي مبكرًا فسوف تؤدي إلى مشاكل نفسية عميقة، حيثُ أن هذه التقييمات تُساعد الفرد على فهم حالته النفسية خصوصًا لو تداخلت مشاعر القلق والاكتئاب مع الحياة اليومية و أثرت عليها.
تشمل هذه الاختبارات مجموعة من الأسئلة التي تهدف إلى قياس مستويات الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق، مثل الشعور بالحزن أو الإرهاق المستمر، فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة، أو صعوبة التركيز.
يمكنك إجراء اختبار بيك للاكتئاب عبر منصة حاكيني المتوفر على الإنترنت حتى يمنحك تصور للأعراض المحتملة للاكتئاب و تحديد مستوى الاكتئاب الذي يعاني منه الفرد (خفيف، معتدل، حاد) و رغم أنه ليس تشخصيًا إلا أنه يُرشدك إلى خطواتك التالية في الحصول على استشارات عبر الإنترنت عبر مختص نفسي.
ثالثًا: قياس مستويات التوتر والتعامل مع الضغوط.
ضغوطات الحياة تزداد يومًا بعد يوم مما يؤدي إلى تضرر الفرد في حصوله على صحة نفسية ممتازة، ولذلك يوجد تقييم نفسي لقياس مستويات التوتر والتعامل مع الضغوط عبر الإنترنت حتى تقوم بتقييم درجة الضغوط النفسية التي يواجهها الفرد و استكشاف الأسباب التي تُسبب لك التوتر سواء كانت أسباب عملية، أسرية، علاقات إجتماعية، و بالعادة بعد الانتهاء من إجراء اختبارات نفسية من هذا النوع، فإنها سوف تُرشدك إلى استراتيجيات هامة لتحسين صحتك النفسية مثل: تنظيم الوقت أو التوجه إلى برامج التأمل الذاتية أو الحصول على استشارات عبر الإنترنت بسهولة وبسرعة وبسريّة.
إن توفر اختبارات نفسية تقيس جوانب مُختلفة للصحة النفسية للفرد، فإن ذلك سوف يمنح الأفراد فرصة متميزة للحصول على تقييم نفسي أولي لحالتهم النفسية دون الحاجة لمغادرة منازلهم، مما يعزز من وجود صحة نفسية أفضل لكل فرد.
كيف تختار اختبارًا نفسيًا موثوقًا عبر الإنترنت؟
- نوع الاختبار: توجد اختبارات نفسية متعددة عبر الإنترنت غير رسمية وغير معتمدة علميًا، و قد توفر هذه الاختبارات الترفيه أو رؤى سطحية ولكنها تفتقر إلى الحصول على تقييم نفسي دقيق.
- مصدر الاختبار: يُفضل اختيار اختبارات نفسية من مواقع معروفة أو تطبيقات طبية مرخصة مثل المنظمات أو الجمعيات النفسية ذات السمعة الطيبة والموثوقة.
- الدعم المهني: توفر بعض المنصات مثل منصة حاكيني للاستشارات النفسية خدمة استشارات عبر الإنترنت حيثُ يمكن للفرد التواصل مع الأخصائي النفسي المناسب بعد إجراء الاختبار للحصول على تقييم نفسي دقيق ويُفسرّ نتائجه بطريقة احترافية.
- اختيار المنصة: يجب أن تكون المنصة موثوقة، و مهنية وتتعامل بخصوصية وسريّه مع جميع العملاء لضمان سرية المعلومات، وتقدم نتائج مدعومة بأبحاث علمية و موثوقة، كما أنه يُفضل قراءة تقييمات المُستخدمين حول المنصة قبل إجراء أي تقييم نفسي حيثُ أن ذلك يعكس جودة الخدمات ودقتها.
هل الاختبارات النفسية عبر الإنترنت يمكن الاعتماد عليها؟
عند مناقشة مصداقية الاختبارات النفسية عبر الإنترنت وهل يُمكن استبدال التقييمات النفسية التقليدية بها، يجدر الإشارة أنها عبارة عن تقييم نفسي لا يُعتبر بديلاً عن التشخيص النهائي الاحترافي من الأخصائيين النفسيين، ولكنها يمكن أن تكون أداة مساعدة أولية في التشخيص المبكر وفهم بعض الأعراض النفسية، وتوجيه الأفراد إلى طلب المساعدة المهنية، خصوصًا إذا كانت النتائج تُشير إلى وجود اضطراب نفسي يحتاج إلى تشخيص دقيق يتطلب تواصل مباشر مع مختص صحة نفسية.
مزايا الحصول على تقييم نفسي عبر الإنترنت:
- سهولة الوصول إلى الاختبارات.
- غير مكلفة اقتصاديًا حيث تتوفر بشكل مجاني.
- تقييم نفسي أولي ( تعطي لمحة أولية عن وجود مشكلة).
- تحصل على النتائج بسرعة.
- يمكن القيام بها في أي مكان وفي أي وقت.
عيوب الحصول على تقييم نفسي عبر الإنترنت:
- عدم القدرة على تقييم جميع جوانب الحالة النفسية.
- تمنح تقييم نفسي أولي.
- لا يوجد تفاعل مباشر ما بين الطبيب النفسي و الفرد.
- لا يراعي الفروق الفردية.
- غياب الموثوقية والمصداقية عن بعض منصات الصحة النفسية.
كيفية تفسير نتائج الاختبارات النفسية عبر الإنترنت
بعد إجراء الفرد اختبارات نفسية عبر الإنترنت يفهم بها حالته النفسية بشكل أولي، تأتي مرحلة تفسير النتائج التي تُعتبر هامة لفهم مستوى حالته من خلال درجات معينة ومعايير تبين له سبب الأعراض التي يتعرض لها، و توضح له إذا كان الشخص يحتاج إلى التوجه إلى استشارات نفسية عبر الإنترنت و التحدث مع مختص نفسي يُفسر النتائج بطريقة موثوقة و دقيقة، أو مشاهدة برامج الدعم الذاتي مثل برامج التأمل وافتح قلبك
ينقسم تفسير نتائج أي تقييم نفسي عبر الإنترنت إلى مستويات و هي:
- مستوى طبيعي أو منخفض: هنا تكون النتيجة طبيعية أو منخفضة وتدل على عدم وجود أي اضطرابات نفسية أو أعراض تؤثر على مستوى صحة نفسية للفرد.
- مستوى معتدل أو متوسط: هنا يعاني الفرد من بعض التحديات التي تتطلب إلى التحسين ذاتيًا من خلال إجراء روتين يومي جديد، تنظيم الوقت، ممارسة الرياضة أو التوجه إلى برامج التأمل عبر الإنترنت المتواجدة في منصة حاكيني للاستشارات النفسية.
- مستوى مرتفع و شديد: يُشير إلى أن الفرد يعاني من اضطرابات نفسية وتستدعي دعم مهني متخصص للحصول على تقييم نفسي شامل والتوجه إلى استشارات نفسية عبر الإنترنت أو إلى الطبيب النفسي في العيادات النفسية ووضع خطة علاجية متكاملة.
التطورات الحديثة في مجال اختبارات الصحة النفسية عبر الإنترنت
أحدث التقنيات المستخدمة في تقييم الصحة النفسية:
يتطور مجال الاختبارات النفسية عبر الإنترنت باستمرار و تظهر تطورات حديثة يجب على كل مختص نفسي وأي فرد مهتم بالحصول على صحة نفسية سليمة له ولأفراد أسرته أن يكون على إطلاع بها، و من هذه الأدوات والأساليب الحديثة المهمة في قياس تقييم نفسي وصحة نفسية ممتازة:
- الذكاء الاصطناعي: يدخل الذكاء الاصطناعي في كل شيء حولنا، وهنا يتم استخدامه عن طريق إجراء تحليل البيانات الضخمة من مستخدمين مختلفين حول العالم، وبالتالي القدرة على مقارنة نتائج الاختبارات الفردية و الحصول على دقة في التقييم أكثر شمولية.
- الواقع الإفتراضي: يتم استخدام البرامج المعززة افتراضيًا التي تتيح للأفراد القيام بالتجارب المتنوعة التي شكلت لديه الصدمة النفسية أو الاضطراب حيثُ يتعرض الفرد للمواقف المخيفة لكن في بيئة افتراضية آمنة، ويستخدم الواقع الافتراضي لمعالجة الفوبيا من المرتفعات أو الحيوانات وغيرها و اضطراب ما بعد الصدمة.
- أجهزة مراقبة التوتر ومستويات القلق: يتم قياس معدل ضربات القلب ومعدل النوم التي قد تكون مرتبطة بالصحة النفسية مثل الساعات الذكية التي تعطي إشارات للفرد بأن هناك شيء ما يجب البحث عنه و إجراء تقييم نفسي من خلال الاختبارات النفسية المتوفرة على الإنترنت.
تطبيقات الهواتف الذكية واستخدامها في التقييم النفسي:
كل منصة نفسية تقريبًا تُريد التطور والتقدم باستمرار، و من مجالات التقدم هو وجود تطبيقات نفسية على الهواتف الذكية تمكنها من الوصول بسهولة ويُسر إلى مستخدميها و تزيد من معدل التفاعل لديها والاستفادة من خدماتها، لذلك تتوفر لدينا تطبيقات صحة نفسية متعددة تعمل على تقديم خدماتها و إجراء تقييم نفسي بسهولة ويُسر للأفراد، ومن هذه التطبيقات:
- تطبيقات تحسين المزاج: تتوفر هذه التطبيقات بكثرة عبر الإنترنت وينجذب لها العديد من الأفراد، حيثُ أنها تعمل على تتبع مزاج الفرد سواء كان (فرح، حزن، غضب، اكتئاب) خلال الوقت، وبالتالي تُعتبر خطوة أولى لمعرفة أعراض أي حالة نفسية يمر بها.
- تطبيقات التأمل واليوجا: ثاني أكثر تطبيقات ذكية تخدم مجال صحة نفسية بشكلٍ خاص وتُساعد على التخلص من المشاكل النفسية بطريقة أولية ذاتية، إذا كانت هذه المشاكل في مراحلها المُبكرة واستمرار الفرد باستخدام هذا النوع من التطبيقات يُمكنها من التخلص من المشاكل النفسية بصورة دورية وتحسين المزاج من السلبي إلى الإيجابي.
- تطبيقات تحسين جودة النوم: تعمل على تتبع أنماط النوم، ومستويات النشاط البدني، واستخدام الهاتف، مما يمكن أن يوفر رؤى حول الصحة النفسية، و منح الفرد إرشادات لكيفية تحسين أوقات و جودة النوم.
- التطبيقات التفاعلية لتعزيز الصحة النفسية: يوجد أيضًا عدد من التطبيقات التي تُعنى بمجال الصحة النفسية بشكل عام و تقدم خدمات نفسية متنوعة للفرد وتقوم بقياس مزاجه، و تقديم خدمة استشارات نفسية عبر الإنترنت، و تقديم اختبارات نفسية و إرشادات لتحسين الصحة النفسية للمستخدمين مثل تطبيق حاكيني للاستشارات النفسية، المتوفر بنسخة الأندرويد ونسخة IOS.
الخطوات التالية بعد إجراء الاختبار النفسي عبر الإنترنت
بعد إجراء تقييم نفسي عبر الإنترنت سواء كان ذلك بهدف التسلية أو بهدف التعرف على الصحة النفسية يجب أن يُدرك الفرد بالبداية أن هذه النتائج ليست نهائية وتقبل الشك دائمًا لكن يجب عليه أن يقوم بعدة خطوات:
- لا داعي للخوف أو الإرتباك مهما كانت النتيجة، والقيام بالمتابعة الذاتية للأعراض والقراءة أكثر عبر الإنترنت من المصادر الموثوقة عن الحالة النفسية التي يشك بها.
- إذا كانت النتيجة شديدة وتشير إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو الوسواس القهري أو غيره فيفضل التوجه إلى أخصائي نفسي عبر الإنترنت أو وجهٍ لوجه، ويمكن الحصول على استشارات نفسية عبر الإنترنت بسرعة لتقييم الحالة جيدًا.
دور الاختبارات النفسية عبر الإنترنت في تعزيز الوعي الصحي النفسي:
- يُعتبر الهدف من وجود أي اختبارات نفسية عبر الإنترنت بشكلٍ خاص هو أن يكون لدى كل فرد وعي بمستويات الصحة النفسية وأهميتها.
- تُعتبر الخطوة الأولى في إدراك الأعراض و التوجه إلى العلاج النفسي
- التعرف على أعراض الاضطراب النفسي الذي يعاني منه الفرد مما يمكنه من فهم حالته النفسية جيدًا
- كسر الحواجز الاجتماعية من خلال إجراء اختبارات نفسية بسرية تامة دون معرفة أحد ثم التوجه إلى استشارات نفسية عبر الإنترنت للعلاج دون التعرض للانتقاد من المجتمع.
- التشجيع لطلب المساعدة المهنية من الأخصائيين النفسيين بعد معرفة حالة الفرد والحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب.
باختصار، يُعتبر إجراء تقييم نفسي عبر الإنترنت هام لكل فرد لإجراء تتبع لحالة الصحة النفسية الخاصة به، لكن يجب التعامل معها بحذر، ولا ينبغي لنتائجها أن تكون محل التقييم النفسي المهني من المعالجين النفسيين و الحصول على تشخيص نهائي.
المصادر والمراجع:
- مجموعة الاختبارات النفسية الافتراضية
- الرابطة الأمريكية لعلم النفس (APA)
- المكتبة الوطنية الأمريكية للطب
